أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - تفاحة انيوتن














المزيد.....

تفاحة انيوتن


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


تفاحة انيوتن
(( لم تسقطْ التفاحة على رأس نيوتن بل هو منْ مد قامتهُ إليها فصنع لأسمهِ جاذبية فريدة.))

عبد الجبار خضير عباس
تفاحة نيوتن للقاص والباحث كامل الدلفي هي واحدة من عشرات القصص القصيرة جداً الرائعة والمتفردة للدلفي من حيث رؤاها الكونية والوجودية واعتماده على زوايا نظر يتفرد بها، فضلا عن انسنته الاشياء واعتماده على قراءاته الكثيرة والعميقة لاسيما ما يتعلق منها بتاريخ العراق القديم والميثولوجيا، لكن آخر ما قرأته له " تفاحة نيوتن" أستفزني النص بقوة لاتأمله..ولازمتني القصة ايام اجتر قراءتها مرة بعد اخرى، فهذه " القصة الجملة" تشاكس وعيك بالحاح، لِمَ ياترى خرق المألوف والسائد على وجه المعمورة؟ هل ليقول لنا ان هذا العالم زائف حتى لوجاء عبر حقيقية علمية أو ان الفرد بقراراته الذاتية يستطيع حتى ان يغير السائد الكوني؟ وثمة تساؤلات اخرى منها ربما يتبادر للذهن ان رؤيته هذه تحاكي رؤى المتصوفة وشطحاتهم وغرقهم بذاتيتهم اذ انهم لا يرون الاخر او باحسن الاحوال تهميش حتى اقرانهم فلا يطيق مزاحمة الاخر له حتى لو كان في نار جهنم لكن الدلفي يمجد الاخر عبر رؤية كونية، ربما هناك من يعتقد ان الكاتب لايقل انيوية عن المتصوف الا انه لايحل بالذات الالهية او يقف بموازاتها ليهرب من الاخر السوسيولوجي او السير على وفق وحدة الوجود، لكنه يرى ضرورة خرق المألوف لصناعة ذات فاعلة مختلفة، تعتمد على وعي داخلي فردي يؤثر بالمحيط الخارجي فيغيره..
ودلالة النص هنا لم ترد في سياق نص يتكىء على وعي تأريخي كما اعتدنا او هو ديدننا سوسيولوجيا لاننا ماضويون بأمتياز بل احالنا الى آنية قضية علمية كونية اذ هو يتحدى قانونا فيزيائيا اجمع اهل المعمورة بيقينيته الا انه هنا تقاطع مع هذه اليقينية التي تعد اعلى مراحل الايمان..وازاحها عن محور ارتكازها الراسخ في بنية العقل الجمعي..هو يقف بكفة مختلفة ازاء الاخرين باجمعهم ففتحرر بذلك من هيمنة المعنى المفروض خارجيا اذ بلور معنى داخليا فرض به دلالته على بنية ثقافية وعلمية سائدة..وطالما شاكس بآلياته اللغوية لذلك نجده هنا استطاع ان يفجر حقيقة علمية ويحولها الى مجاز مفتوح على فضاءات قابلة للتأويل المضاعف خارقا الركام المعرفي وقوانينه وتابواته لاسيما الرؤية العالمية الفيزيائية التي اطرتها " تفاحة نيوتن"للجاذبية الارضية بوصفها الرؤية الوحيدة والمطلقة ليهشمها ويفرض علينا رؤية جديدة ويزحزح قناعات راسخة وراكدة تمتد لزمن بعيد.. هذا الاختزال لتفاحة انيوتن هو رمزية لجميع اليقينيات حتى لوكانت علمية فهي بحاجة لقراءة حداثوية تنسجم مع ضغط التحول والتغيير الحاصل في جميع الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية والثورة المعلوماتية والاختراعات التكنولوجية ..



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب الفيليون
- سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف
- المرأة والقرار
- المواطنة دونما اشتراطات تغدو سجناً للحرية والإرادة
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية - القسم الثالث
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية القسم الثاني
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية
- المجتمع المدني المفهوم والظهور العالمي


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - تفاحة انيوتن