أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - حذار.. الإفراط في التثوير المتهور..!















المزيد.....

حذار.. الإفراط في التثوير المتهور..!


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 17:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حذار.. الإفراط في التثوير المتهور..!
حتى لا نساق على أننا من دعاة نظرية المؤامرة أو نتهم بها، لكن في السياسة الأمر لا يخلو منها.. ولأن حجم تدفق الأحداث الهائلة الجارفة الآن يفوق عن قدرة أي محلل سياسي مخضرم التكهن وبالتنبوء بمجرياتها، أو ما سيمكن أن تخلفها من شكل التراكمات بترسباتها.. لهذا لا تخرج رؤيتنا لها عن نطاق الاجتهاد والنذر بمخاطرها.. لأن ببساطة منذ بدايات القرن الماضي لم تنقطع سلسلة مشاريع الدول الغربية لمستقبل الشعوب الشرقية تحت مسميات مغرضة متعددة، ابتداءاً من مشروع ترومان، بلوم فيلد، دي غول، وروجرز، على غرار مشروع مارشال لدول أوروبية عقب الحرب العالمية الثانية..
فعلى وقع ما عايشنا أروع لحظات وأيام الثورات الشعبية العربية وهي تقضم رويداً رويداً من هيبة الأنظمة القمعية وعنجهيتها في تونس ومصر، وجاريان في اليمن وليبيا وسوريا، لعل أهم ما تسترعي العناية في تلك التطورات المتلاحقة للإشارة إليها، هو غياب دور الأحزاب بمختلف توجهاتها ومشاربها وانتماءاتها في خضم تلك الموجة من الثورات كطليعة لها، إذا ما أخذنا في الحسبان أهداف غالبية الأحزاب العربية، والتي لم يكونوا يملون ويكلون في ترديدها كشعارات لهم وهم في أحلك مراحلها عبر عقود بأنهم طلائع شعوبهم.. هذا ما يمكننا من التأكيد عليه – غياب الدور الأحزاب- لكن ما هو موضع الريبة، هو تردد أن هذه الثورات قامت وتدار بقوة قوامها الخدمة الانترنيتية، وعلى أن جل الحركات الاحتجاجية-المشروعة-كما روج لها أعلامياً، على أنها كانت ولا تزال تدار بواسطة الشبكة العنكبوتية عبر صفحاتها المدعوة بصفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك، التويتر، واليوتوب". وهذا ما يدعونا إلى أن نطرح التساؤل البريء التالي: هل أن الشباب العربي والشرقي عموماً، يستخدم الخدمة الانترنيتية –رغم الحظر الأمني الصارم على نشاطها- أكثر مِن مَن يستخدمها الشباب في دول أوروبا الشرقية، وأمريكا اللاتينية، وحتى روسيا والصين، حيث الأوضاع الاجتماعية ليست أفضل حالاً عن مثيلاتها العربية..؟ سيما وأن شرارة بعض هذه الثورات قد انطلقت من مناطق نائية، حيث لا تتوفر فيها مقومات الخدمات العامة من الماء والكهرباء، فما بالك بالخدمة الانترنيتية، هذا من ناحية ومن الأخرى أن جل الذين يستخدمونها في شرقنا تتبوتق في مجال الترف والزلف لدى السواد الأعظم من مستخدميها، وليس في مجال الابتكارات والابحاث العلمية..!!
في الواقع تتزامن كل هذه التطورات والتقلبات المتلاحقة في الوقت الذي يتردد في الأوساط السياسية الاستراتيجية في الغرب، بدخول مشروع غربي حيز التطبيق في المنطقة، ما يدعى بمشروع "ايتش-نون" الأمريكي-البريطاني الأمني، وهو الذي يقضي بالتعامل الأمني -فقط- مع المعطى الشرقي، أي مع الأنظمة في المنطقة، وبإثارة ما أمكن من التناقضات بداخلها وإحداث التباين والشرخ فيها، من جهة، ومن الأخرى ما يمكننا استشفافه من التسريبات التي عرفت بـ"وثائق ويكيليكس" ومفادها: أن معظم الأنظمة العربية والاقليمية منخورة وهشة من الداخل، ومستعدية لبعضها، لدرجة الانتقام، وتضمر الكراهية لبعضها، وهو يتفق مع ماقاله "بن غوريون": "إن ما يضمرون العرب لبعضهم من كراهية لا تقل عن ما يضمرونها لنا". وأن جل اهتمام تلك الأنظمة تنحصر في الحفاظ على مصالح بقاءها فحسب عبر قهر شعوبهم وطهرهم من مناوئيها، وأنها على أتم الاستعداد لتقديم الغالي والنفيس للدول الكبرى، في سبيل بقاءها، وحتى إن كان على حساب الدول الشقيقة الأخرى. أو على الأقل أن تستظلها بمظلتها عن لفحات تمرد الشباب المفعم بالحماسة الطائشة المنفلتة –التي ندعوها بالثورة- التي هي عرضة لأبسط استهواء الإعلام الغربي –المصدر- المتقد بالكفاءات المهنية الهائلة، وبالتقنيات العالية، مع جيش عرمرم ومسلح بالعدة والأعتدة من المفكرين والمحللين الحذقين الذين يتفنون ايماء التفنن في إذكاء المشاعر وإثارة الغرائز، مشفوعة بإملاءات وتوجيهات المعنوية الزكية برائحة الديمقراطية، وفواح بناء المجتمع المدني العطر، وعبير الاحتجاج السلمي المدني، وسكر حقوق الإنسان، وعذوبة الترميز بماضي التليد ضد الاستعمار.. مع التغطية الإعلامية المسعورة المرافقة لها.. حيث لعب ويلعب هذا الإعلام دوره المرغوب في التركيز على نقاط الانتظام أو نقاط تقاطع المنتظمة لتلك الاحتجاجات والحماسات، وإثارتها بمشاهد دموية وأخرى مأساوية، يوازي ذلك التجاهل التام لنقاط الفوضى المصاحبة لها. وهذا ما لمسناه في العراق، بالأمس القريب، وذلك لأسباب معقولة ومفهومة، حيث التغطية الإعلامية المحكمة التي ترافقت تطورات عملية إسقاط نظام صدام.
وبرأيي المتواضع ستشهد المنطقة برمتها هذا النوع من الاحتجاجات أو من الهزات السياسية، وهي على فكرة هزة الخصر بقدر ما تكون هزة الكيان -التي تعني الثورة بكل معنى الكلمة-، باستثناء الدولة العبرية وإمارتين من إمارات الخليج، وهما تحتضنان الترسانات الإعلامية، التي لا تقل مضاهاة وأهمية في استراتيجية رسم مستقبل المنطقة عن ترسانات الأسلحة الرابضة بقواعد (العديد، السيلية، السيب، الشيخ عيسى، الظفرة، عريفان و..) لا تطالهما رياح التغيير لإشعار آخر مناسب، ربما لأسباب وظيفية لا يعلمها إلا دوائر صنع القرار السياسي الاستراتيجي في الغرب. وهذا ما دفع في واقع الحال إمارتين من إمارات وممالك الخليج في أن تسارع بتسريع وتيرة تقديم اللازم للغرب في سبيل إبقاءها نائية عن بؤرة تلك التحولات الأشبه بالغربلة من بعض الوجوه المألوفة لدرجة القرف، بأوجه براقة فقط، مع الاستبقاء على نهج سياسات سابقيهم في تلقف إملاءات الغرب بقضها وقضيضها دون أدنى تذمر، وهذا ما جرى ويجري في أرض الكنانة، حيث لا تزال المؤسسة العسكرية تحكم قبضتها على رقبة السلطة هناك، كما كان عليه في عهد "مبارك".. وإلا ما معنى كل هذه التحشدات العسكرية بآخر ابتكاراتها وصرعاتها جواً وبحراً..؟! وإقامة متحدثي باسم الخارجية البريطانية والأمريكية في الإمارات العربية، وهما يطلان بين فينة وأخرى عبر شاشات عربية وغربية المصدر، بطلات بهية، وينطقون بكلمات منمقمة ومنتقاة، وعبارة تدعو إلى تهدئة من روع المشاهد، ليطغي عليها مسحة، من أن الأمور تسير بسلاسة ووفق ما يروق لشعوب المنطقة..؟!
أما السياسات فهي كما كانت في سابق عهدها وستكون كذلك، وربما تصبح أشد أي أكثر امتثالاً لسياسات الغرب واتساقاً معها. وربما بوادر تلك السياسة نلمسها، و إبداء بعض الدول الغنية الخليجية عن كامل استعدادها المالي والعسكري والإعلامي وتوظيفها باستهداف أنظمة عربية شقيقة لها التي تغرد خارج سربها، مقابل أن لا يمسسها أدنى السوء، ومن ثم أن تتكفل الدول الغربية وإسرائيل بموضوع ايران بتقليم أظافرها التي تطال جسد وكيان الدول الخليجية الرخو المثير. وهذا ما يتفق تماماً مع عبارة "قطع رأس الأفعى" كما جاءت في وثائق ويكيليكس الشهيرة. وهذا ما يعلق عليه عميد الصحافة العربية الاستاذ حسنين هيكل بقوله: "إن كل ترتيبات الجيوسياسية في المنطقة تجدولها الدولة العبرية، وتقوم بتنفيذها القوى الغربية عبر بيادقهم العربية الحاكمة".
إذاّ المنطقة برمتها على صفيح ساخن ولاسن، وستبقى على هذه الوتيرة، تتفاعل على نار هادئة، إلى أن تظهر من تفاعلاتها بوادر الفوضى المنظمة أو الخلاقة– وهي بطبيعة الحال أفضل حالاً من الانظمة القائمة- بعد أن أبدت دول المجلس التعاون الخليجي كامل استعدادها للمشاريع الغربية في المنطقة، حتى وإن استدعت خطة المشاريع بزعزعة الأنظمة العربية الشقيقة، شريطة أن تبقى أنظمتها على حالها، وهذا ما كان لها بالفعل، فعلى سبيل المثال، بعد أن القى العاهل البحريني كل أوراقه وبيضاته في سلة الدول الغربية، استطاعت بها أن تتغلب على مظاهر الاحتجاجات الشعبية -الشيعية- بقوة الحديد والنار، في 48 ساعة، وغضّ الغرب طرفه عنها. إذ كانت الحكومة البحرينية في بادئ الأمر تستنجد بمعارضيها لجلوس معها من أجل التفاهم وحلحلة الأمور معها، وإذ بين ليلة وضحاها أصبح المشهد مقلوباً، فبدت المعارضة تستجدي الحكومة لبحث مطالبها وتحقيق أدناها..

سيلفان سايدو - إعلامي



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيستعدى الجوار الايراني من ثورتها الخضراء
- أوباما.. لم يشر لا إلى إصلاحات ولا مذابح الأرمن
- انسحاب نظيف من العراق
- التغيير: شعار أوباما.. لكن بلا مزايا
- الاتفاقية العراقية–الأمريكية.. لا تجهضوا حلم العراق بدولة قو ...
- خمس سنوات.. والديمقرطية الأمريكية تنزلق على رمال بلاد الرافد ...
- مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التض ...
- كاسترو.. نقطة أرخميدية خارج التدفق العصري
- العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..
- عندما تختفي القيادات وراء النساء والأطفال والشيوخ
- الديمقراطية.. كسلاح استراتيجي غربي .. وكحاجة شعوب المنطقة إل ...
- آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح
- رحلة روالبندي الأخيرة.. أعادت الديمقراطية الباكستانية إلى ال ...
- تشافيز.. وكعكته..!
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - حذار.. الإفراط في التثوير المتهور..!