أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التضامن العربي














المزيد.....

مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التضامن العربي


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 10:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


-1-
علاوة على أن لقاء بعض قادة العرب في "قمة دمشق" العربية لم ترتق إلى أدنى مستو له، قياساً للقمم الـ(19) الماضية، أي منذ قمة القاهرة (1946)، مروراً بوثيقة "إعلان القاهرة" أواخر الثمانينات من القرن المنصرم، حيث الشرخ بين مواقف الدول العربية كان في اتساعه، جراء غزو "نظام صدام" لجارته الكويت. فأعتقد أن إصرار القيادة السورية وعنادها على عقد تلك القمة في زمانها ومكانها، ربما مثلت أو تمثل نقطة انعطاف في سياسة دول الاقليمية والغربية تجاه "قادة دمشق"، وذلك بالمضي قدماً -عملياً- في فرض طوق غليظ ومحكم للعزلة على تحركاتها، والحد من تأثير دورها اقليمياً، بعد أن تم إحجامها وعزلها دولياً، ولربما حتى عربياً. لأن دول المحور العربي أي دول التي تكوِّن "مركز الثقل العربي"، الأن، (العربية السعودية ومصر) بالإضافة إلى الدول العربية المعتدلة التوجه تسعى جاهدة إلى ذلك، من خلال مقاطعتهم لدعوة حضور قمة (دمشق).

-2-
وفي المقابل، لن تفوت القيادة السورية أية فرصة من أجل كزيد من إحكام الوجود "الاستخباراتي السوري" في لبنان، والأراضي الفلسطينية، والعراق، بالرغم من أنها لا تزال تحتفظ بأوراق مؤثرة وفاعلة، إلى حد ما، في تلك المناطق التي تشكل بؤر التوتر في المنطقة. لهذا فمضاعفات رفض بعض القيادات العربية خصوصاً (المصري حسني مبارك والسعودي الملك عبدالله) اللقاء بنظيرتهما السورية، عبر وساطة الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة"، بدت للقيادة السورية بأنها بدأت تأتي أكلها، لا سيما أن "القيادات السورية" في "دمشق" لن تستطع الوقوف أطول على القدم الايراني، بعد أن فرطت بالقدم الداخلي، التي شلّت تماماً، من خلال الإقصاءات والحملات المستمرة باعتقالات في صفوف زملائنا المثقفين الوطنيين.. لهذا فهي تحاول اختراق طوق العزلة ما أمكن، وهو ما ظهر جلياً من خلال النبرة الخطابية الهادئة –غير المعتادة- في كلمة الرئيس بشار الأسد في كلمته في افتتاح القمة..

-3-
وفي موازاة هذا، أجادت الدول الغربية من جانبها، وإلى الآن، في إبقاء نفسها خارج دائرة الصراع العربي-العربي، على عكس سلوك قادة العرب، الذين يتقنون بدورهم التعامل بعضهم البعض بالثأر والعناد.. ولعل عقد تلك القمة في مكانها وزمانها التي خرجت بنتائج مفلسة سياسياً من ناحية، ومن الناحية الاخرى زادت في الوقت عينه من حدة الخلافات العربية-العربية، يمثل أنموذجاً مثالياً لهذا السلوك. لأن الدول الغربية على دراية كافية بأنّ إكال مثل هذه السياسة لبعض القيادات العربية ضد بعضها أنجع، وسيلة للوصول إلى الهدف المنشود لها، من جهة والأخرى مطالبة "دمشق" بما هو غير مقبول بالنسبة لها، وهو التخلي عن تحالفها الاستراتيجي مع "طهران".. ما هي إلاّ محاولات لإمرار النظام السوري من عنق الزجاج..

-4-
ففي السنوات الـ(5) التي أعقبت سقوط أشرس نظام في المنطقة "نظام صدام" شهدت المنطقة تغيرات وتقلبات سريعة في المصالح والتحالفات والعدوات التي تغذيها ايديولوجيات سياسية وأخرى مذهبية، تكاد تكون أسرع من تغيرات في الأحوال الجوية التي مرت به المنطقة.. بينما القيادة في دمشق ماضية في غيّها، غير عابئة عما يجري من حولها، ودون أن تتساءل حتى قبل دعوة نظرائها العرب إلى القمة في "دمشق" عما إذا كان بإمكانها التعامل والتكيّف مع التطورات الاقليمية المتسارعة والمتلاحقة، في ظل انفصام عروتها داخلياً وانعزالها خارجياً.. وعلى أية حال، لن يكون بإمكان النظام السوري، بعد الأن من إقناع الآخرين بإمكانية التعاون والتقارب لا مع الأطراف العربية ولا الغربية، لأن ذلك سيكون بمثابة إطلاق العنان ليدها في تعكير مزيد من التوتر في المنطقة، ومزيد من كم الأفواه في الداخل، وهذا غير سوي مع البيئة الدولية المتجددة.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاسترو.. نقطة أرخميدية خارج التدفق العصري
- العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..
- عندما تختفي القيادات وراء النساء والأطفال والشيوخ
- الديمقراطية.. كسلاح استراتيجي غربي .. وكحاجة شعوب المنطقة إل ...
- آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح
- رحلة روالبندي الأخيرة.. أعادت الديمقراطية الباكستانية إلى ال ...
- تشافيز.. وكعكته..!
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التضامن العربي