أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - قضايا وشخصيات يهودية للباحث جعفر هادي حسن















المزيد.....



قضايا وشخصيات يهودية للباحث جعفر هادي حسن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجليات الصراع العلماني – الديني وانعكاساته على المجتمع الإسرائيلي

صدر عن "دار العارف" في بيروت كتاب فكري قيّم بعنوان "قضايا وشخصيّات يهوديّة" للباحث العراقي د. جعفر هادي حسن، المختص باللغة العبريّة والدراسات اليهوديّة. يتألف الكتاب بقسميه "قضايا" و "شخصيات" يهودية من أربعة عشر فصلاً عزّزها الباحث بعدد كبير من المصادر الأجنبية والعربية والمُترجَمة وبعض الإحالات لعدد من الصحف والدوريات البريطانية والإسرائيلية.
استهلّ الباحث كتابه بقضية "اليهود الحريديم" وهي واحدة من القضايا المهمة التي شغلتْ الباحثين والدارسين منذ نشوئها وحتى الآن، كما شغلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ إعلان دولة إسرائيل وحتى يومنا هذا. أشار الباحث جعفر هادي إلى أن اليهود كانوا يعيشون في "غيتوات" حتى عصر النهضة، لكن حياتهم تغيّرت بالكامل إثر القوانين التي أصدرتها الدول الأوروبية بحق اليهود، وسميّت في حينه "قوانين تحرير اليهود"، إذ ترك اليهود منعزلاتهم السكّانية وأصبحوا في مواجهة واقع جديد عليهم أن يتعاطوا معه ويستثمروه لمصلحتهم الشخصية.
انقسم الأرثودكس إلى مجموعتين وهما "الأرثودكس المحدثون" الذين يقبلون الجديد شرط أن لا يتدخل في الدين ولا يؤثر عليه. و"الحريديم" وهم متدينون متشددون جداً. ومن مظاهر هذا التشدّد أنهم يرفضون الانفتاح على معطيات الحياة الحديثة، لا يشاهدون التلفاز، ولا يستعملون لُعب الكومبيوتر، ويعتبرون هذا الانفتاح مخالفاً للتوراة والتعاليم التلمودية، لذلك فإنهم يسكنون في أماكن معزولة ومُقتصرة عليهم، ويسعون إلى تكريس ظاهرة الفصل بين الجنسين. أما في الشَتات فقد قاموا باشياء غريبة لا تتلاءم مع روح العصر إطلاقاً، إذ منعوا أبناءهم من أشياء كثيرة من بينها تعلّم لغة البلد الذي يعيشون فيه، أو إرتداء الملابس الأوروبية الحديثة، أو الدخول إلى الجامعات، وتكريساً لهذه القطيعة اللافتة للانتباه فقد ظلوا يستعملون "اليدش" وهي لغة اليهود الأشكيناز في أوروبا الوسطى. وأكثر من ذلك فقد تركّز منهجهم الدراسي على تدريس الكتب الدينية اليهودية فقط مع أشياء أولية من مبادئ الحساب لأنهم يعتبرون المواد غير الدينية لا قيمة لها، بل أنهم لا يدرّسونها أصلاً.
تركّز الفرق اليهودية المتشددة على فكرة "الشعب المختار" الذي اصطفاه الله من بين البشر وميّزه عن الآخرين. وقد أورد الباحث جعفر هادي في هذا الصدد مثالاً من سفر الأحبار 20 / 26 يقول: "وقد ميّزتكم من الشعوب لتكونوا لي". وهذه الفكرة العنصرية ينفيها العديد من المفكرين والباحثين العلمانيين اليهود الذين يرون الحياة بعين المنطق والعقل. يعتبر الحريديم التوراةَ كتاباً مُوحى به، وأنه معصوم عن الخطأ، لذلك فهم يؤمنون بكل ما ورد فيه جملة وتفصيلاً، في حين ينظر آخرون إلى هذا الكتاب من زاوية أخرى مُخالفة لهذا الرأي اليقيني الصارم. يمتلك التلمود القدسية ذاتها على الرغم من كونه مجرد تعاليم شفوية لا غير.
ينقسم اليهود الأرثودكس إلى ثلاث فئات بحسب رؤيتهم إلى دولة إسرائيل وموقفهم منها، حيث تساند الفئة الأولى دولة إسرائيل وتباركها، وتعتبرها بداية خلاص اليهود، أما الفئة الثانية فهم لا يرون في إسرائيل دولة شرعية على الرغم من أنها حقيقة واقعة ومتجسّدة أمام أعينهم، لكنهم لا يتمنون زوالها في الوقت نفسه، فيما تذهب الفئة الثالثة مذهباً مغايراً تماماً حيث تعارض هذه الفئة وجود الدولة اللاشرعية من وجهة نظرهم لأنها تؤخر ظهور المسيح المخلّص.

مدارس الحريديم
تنقسم "اليشيفوت"، مدارس اليهود الدينية إلى ثلاثة أقسام وهي "اليشيفوت الصغرى"، و"الغدالوت" و"الكولليم". كنا قد أشرنا سابقاً إلى العزلة التي يعيشها اليهود الحريديم، فالنساء يتعرضن للقمع والمصادرة والتهميش، وطلاب الكولليم يتعرضون إلى مضايقات من نوع آخر فهم لا يستطيعون ارتياد السينمات أو الذهاب إلى صالات المسارح.
لا يؤدي الغالبية العظمى من طلاب اليشيفوت الخدمة العسكرية، وبعضهم يُؤجَلون منها. وقد أُقِرّ هذا الأمر منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية، ولاتزال هذه الممانعة قائمة حتى يومنا هذا. البنات المتدينات أيضاً لا يخدمن في الجيش، ولكن يجب عليهن أن يذهبن إلى المحكمة الدينية ويعلنَّ أمام قُضاتها بأن سبب عدم أدائهنَّ الخدمة هو ديني! بعد كل هذا الابتزاز الذي يمارسه اليهود الحريديم ألا يحق للشباب العلمانيين أن يتحاملوا على هذه المجموعة الدينية المتشددة التي تتهرب من أداء الخدمة العسكرية بشتى السبل بحجة أن دولة إسرائيل غير شرعية حيناً، وتأخير ظهور المسيح المخلّص حيناً آخر، وحماية التوراة تارة، والحفاظ على العادات والتقاليد اليهودية تارة أخرى؟

مَنْ هو اليهودي؟
تتواجد في إسرائيل عدة فرق دينية، لكنها غير مُعترَف بها من قبل المؤسسة الدينية "اليهود الحريديم" التي تحدّد، هي وحدها، منْ هو اليهودي. وهي لا تعترف بالفرق الأخرى، ولا منْ يتهوّد عن طريقها.
القانون لم يُعرِّف منْ هو اليهودي، والمؤسسة الدينية تطالب بأن يُعرّف اليهودي طبقاً للشريعة اليهودية "الهلخا"، أي إما أن يتحوّل الشخص عن طريقهم أو أن تكون أمه يهودية.
يؤكد الباحث جعفر هادي بأن أولى المشاكل قد بدأت في عام 1958 عندما أصدر وزير الداخلية قراراً أمر فيه أن يسجّل الشخص يهودياً "إذا إدعّى بنية صادقة أنه يهودي"، ويسجّل الأبناء على وفق هذا الإدعاء، ولكن اليهود الأرثودكس إحتجوا وقالوا بأن هذا الإدعاء لا يجعل الشخص يهودياً، ويجب تحديد هوية اليهودي طبقاً للشريعة اليهودية التي أشرنا إلى تشددها سابقاً. لم ينفع قرار اللجنة التي شكّلها بن غوريون ورأسها بنفسه بأن "الشخص يُسجّل يهودياً إذا أعلن بنِيّة صادقة أنه يهودي، ولا يعتنق ديناً آخر"، وكذلك يُسجّل أبناء الأبوين يهوداً حتى وإن كان أحد الأبوين غير يهودي، لكن الحاخامين الأرثودكس اعترضوا وقالوا إن تسجيل الشخص يهودياً من زواج مختلط (من أب يهودي وأم غير يهودية) سيخلّف مشاكل عديدة، هذا فضلاً عن كونه لا يتفق مع الشريعة اليهودية.
تناول الباحث جعفر هادي في هذا الفصل عدداً من القضايا التي تسلّط الضوء على صرامة المؤسسة الدينية وهمينها على إصدار القرارات المتعلقة بتعريف اليهودي وما ينطوي عليه هذا التعريف من تداعيات خطيرة. لاشك في أن هناك المئات وربما الآلاف من هذه القضايا غير أن الباحث جعفر هادي قد توقف عند أربع قضايا تكشف عن عمق هذه المشكلة وجديتها، وهذه القضايا هي قضية القس دانيال، وبنيامين شاليط، وشوشانه ميلر، وباولا، وقد واجه هؤلاء الأربعة مشكلات كبيرة من بينها منْ كان يهودياً وتحوّل إلى المسيحية الكاثوليكية مثل القس دانيال، إذ رفضت المحكمة قرار منحه الجنسية بحجة (أن الذي يتحوّل إلى دين آخر يخرج عن كونه يهودياً)، ومنهم من رُفِض لأنه لم يتهوّد عن طريق اليهودية الأرثودكسية، أو لم تكن أمه يهودية، أو تهوّد لسبب عاطفي. والأغرب من ذلك أن باولا مُنحت الوثيقة، لكن كُتب عليها (غير صالحة خارج إسرائيل)، أي أنها يهودية بـ (ظرف المكان).
ثمة أسباب غير منطقية تُبطل، مع الأسف الشديد، تهوّد البعض من اليهود، فقد ألغى أحد الحاخامين المتشددين في أميركا يهودية امرأة متزوجة لأنها لبست بنطالاً، ولم تغطِ شعرها طبقاً للطريقة الأرثودكسية! وعلى الرغم من أهمية القضايا الجوهرية المُثارة سلفاً، وغرابة البعض منها لعدم إنسجامه مع روح العصر إلا أن الباحث جعفر هادي يرى أن الجدل والصراع سوف يستمران إلى أجل غير مسمّى طالما أن اليهود الأرثودكس متشبثين بآراهم وقناعاتهم الدينية الصارمة التي خلقت فجوة كبيرة بين الأرثودكس وبقية الفرق الدينية اليهودية، اضافة إلى صِدامها المتواصل مع العلمانيين المتنوّرين الذين يقودون الحياة الإسرائيلية إلى الضفة الآمنة دائماً، ولولاهم لإختلّت حسابات هذه الدولة التي يراها الحريديم وبعض الفرق الدينية الأخرى المتشددة غير شرعية ولا معنى لها!

قانون العودة
يؤكد الباحث جعفر هادي على الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة الوكالة اليهودية في تهجير اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى إسرائيل. وتبذل هذه الوكالة قصارى جهدها من أجل إقناع منْ تهجرّهم بأنهم من القبائل الضائعة وآخرهم مجموعة قبائل تسكن الحدود الهندية – البورمية "مينمار" التي أسمتهم بقبائل "المنسه". تأخذ رئاسة الحاخامية على عاتقها مهمة التأكد من صحة يهودية هؤلاء المهجّرين، وهي المؤسسة الوحيدة التي تشكِّك على الدوام في يهودية أي مُهجَّر إذا لم يكن يتبع المنهج الأرثودكسي المتشدد. وهذه النقطة هي إحدى أبرز أسباب التوتر بين العلمانيين المتفتحين والأرثودكس المتشددين.
يناقش الباحث جعفر هادي في هذا الفصل عدداً من الفرق اليهودية التي هجّرتها الوكالة من مختلف أرجاء العالم إلى إسرائيل ويتوقف عند الصعوبات التي يواجهها هؤلاء اليهود في أثناء وصولهم إلى إسرائيل. وأبرز هذه الفرق هي فرقة القرّائين اليهود ، والإصلاحيون والمحافظون، وفرقة إعادة بناء اليهودية، واليهود الفلاشا، واليهود اليسوعيون، والعبرانيون الإسرائيليون، وفرقة اليهود البشرية. لم تعترف الرئاسة الحاخامية بهذه الفرق لأسباب عديدة يتعلق أغلبها بالتهوّد خارج إطار اليهودية الأرثودكسية، أو لأن الأم غير يهودية. فلم تعترف الرئاسة بفرقة القرائين اليهود لأنها منحرفة عن القيم والمفاهيم الأرثودكسية، أو لأنهم رفضوا أن يكون التلمود مصدراً ثانياً للشريعة اليهودية. أما سبب رفضهم لفرقتي الإصلاحيين والمحافظين فيتمثل بعدة نقاط يمكن إجمالها بالآتي: (أنهم لا يؤمنون بعصمة التوراة من الخطأ، ولا يعتقدون بقدسية التلمود، ولكنهم يقبلون بعضه، كما أنهم يجيزون أن تكون المرأة حاخامة وتقوم بكل ما يقوم به الحاخام من امامة الصلاة والقاء العظة والزواج والإشراف على طقوس المناسبات الدينية، ويعتبرون الشخص يهودياً من جهة الأب وكذلك من جهة الأم، كما أنهم يجيزون الزواج المختلَط "بين اليهود وغير اليهود"، ولا يمانعون أن يصبح المثْلي حاخاماً والمثلية حاخامة).
تجاوزت ( فرقة إعادة بناء اليهودية) السقف العالي الذي حددته الفرق السابقة التي اختلفت على أشياء جوهرية غير أن هذه الفرقة التي يرأسها مردخاي قبلاي الذي يعتقد أن اليهودية ليست ديناً فقط، وإنما هي "حضارة دينية متطورة" شارك في تكوينها وإنتاجها عدة عناصر متعددة مثل الأدب والتراث الشعبي والفن والتقاليد (والدين هو واحد منها). وهذا رأي واقعي جداً يمكن أن يتلمّسه أي إنسان عاقل وحصيف". لا يرى مردخاي أن التوراة قد أُوحيَ بها، أو أنها معصومة من الخطأ لأنها كُتبت من قبل كُتّاب مُختلفين وفي عصور مختلفة". وفضلاً عن ذلك فإنها تتوفر على أفكار جامدة ومتحجرة مرَّ عليها زمن طويل جداً وعلى اليهود أن يراجعوها ويعيدوا النظر فيها. شذّب القائمون على هذه الفرقة العديد من كتبهم وصلواتهم كما حذفوا الجملة المثيرة للجدل وهي (إن اليهود هم شعب الله المختار)، ويرى مؤسسو هذه الفرقة المتفتحة أن هذه الفكرة عنصرية، ولا تتفق مع روح العصر، بل أنها تعزز ظاهرة التمييز العنصري المقيتة، فكل شعب له دور في التاريخ، واليهود مثل الآخرين ولا يتميزون عنهم بشيء.
شككت الرئاسة الحاخامية بيهودية الفلاشا بحجة أنهم لا يعرفون التلمود، ولا أحكامه، ولديهم ممارسات مسيحية مثل الرهبنة، ويعترفون بيهودية الشخص من الأب. كما طلبت منهم أن يتحولوا إلى اليهودية الأرثودكسية، وأن يختتنوا ختاناً شرعياً على الرغم من أنهم مختونون! لا شك في أن معاملتهم من قبل اليهود المتشددين تنطوي على تفرقة عنصرية واضحة، ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.
قد تختلف الرئاسة الحاخامية مع فرقة يهودية ما لسبب واحد كما هو الحال مع فرقة اليهود اليسوعيين الذين يؤمنون بيهودي مخلّص، خلافاً لليهود اليسوعيين الذين يؤمنون بالمسيح عيسى (يسوع) الذي ينتظرون ظهوره الثاني. قد تكون شعائر تهوّد بعض الفرق اليهودية الأخرى وقناعاتهم الفكرية هي السبب الرئيس وراء عدم الإعتراف بهم كما هو الحال مع (فرقة العبرانيين الإسرائيليين) الذين يؤمنون بالكتب الخمسة من العهد القديم بوصفها كُتباً منزّلة، ولا يعترفون بالتلمود الذي هو المصدر الثاني للشريعة، ويقدّسون عيسى بن مريم كنبي، ويستشهدون بأقواله كثيراً، ولا يمارسون الشعائر اليهودية المعروفة.
أما الفرقة الأخيرة التي لم تعترف بها الرئاسة فهي ( فرقة اليهود البشرية) التي يقول مؤسسها شيرون وين، صاحب كتاب (يهودية بدون الله)، إن أعضاء هذه الفرقة، من وجهة نظره، هم الذين إبتدعوا اليهودية، ولا علاقة لها بخالق أو بوحي منزّل، وهم ينتقدون التوراة نقداً شديداً، ويرون فيها الكثير من الأخطاء والتناقضات.

المجموعات المعارضة للحركة الصهيونية
يتوقف الباحث جعفر هادي عند بعض المجموعات المعارضة للحركة الصهيونية مثل مجموعة (أغودات إسرائيل) التي تدعو إلى مجتمع يهودي منفصل سياسياً وثقافياً عن تأثير الحركة الصهيونية. وكان أبرز زعمائها يعقوب دي هان الذي اغتالته (الهاغاناه) عام 1924 لأنه رتّب لقاءً لبعض زعماء الأرثودكس مع الشريف حسين وإبنه الملك عبدالله اللذين كان يزوران شرقي الأردن آنذاك، وقد أبدى هؤلاء رغبتهم في العيش بسلام مع الفلسطينيين. كان دي هان من أشد المنتقدين للصهيونية، غير أن وصول المهاجرين الجدد من بولندا وألمانيا بعد صعود النازية أثرّ على (أغودات) فأخذت تميل إلى التعاون مع المؤسسات الصهيونية اقتصادياً وسياسياً، الأمر الذي دعا مجموعة (نطوري قارتا) إلى رفض التعاون معها، ثم الانفصال عنها عام 1935. تعني نطوري قارتا (حرّاس المدينة)، وهي مجموعة غير سياسية ترفض الصهيونية، وترفض دولة إسرائيل على أساس ديني، وليس على أساس سياسي. وقد أصبح رئيسها بعد الإنفصال عن أغودات عمرام بلاو وظل حتى وفاته عام 1974. أصدرت (نطوري قارتا) عام 1944 صحيفة (السور)، وبدأت تنتقد الحركة الصهيونية، وتطالب الأمم المتحدة أن تكون القدس تحت اشراف دولي. وكان الحاخام عمرام بلاو يخرج متظاهراً ومحتجاً ضد الدولة، وقد سُجن (153) مرة. وقد وضع على باب منزله لوحة كتب عليها (أنا يهودي ولست صهيونياً) بالعربية والعبرية والإنكليزية. وهم يعتقدون أن إسرائيل ليست دولة علمانية حسب، وإنما هي ترفض الإله والتوراة والشعب اليهودي، وهي دولة غير شرعية ومخالفة لمعتقدات الشريعة اليهودية لأنها أُنشئت على فكرة الصهيونية وهي فكرة باطلة لأنها تخالف معتقدات ظهور المسيح المخلّص اليهودي الذي سينشيء الدولة اليهودية الحقيقية. يمتنع أعضاء (نطوري قارتا) من المشاركة في الانتخابات البلدية والعامة، ويحثون الآخرين على عدم المشاركة فيها، بل هم يشددون على ضرورة عدم إطاعة قوانين هذه الدولة الزائفة. ومن مظاهر رفض هذه الدولة أنهم لا يرسلوا أبناءهم إلى مدارس الدولة، ولا يؤدوا الخدمة العسكرية، ويرفضوا الهوية التي تصدرها الدولة للمواطنين.
يتنصّل أعضاء (نطوري قارتا) من أية علاقة مع الصهاينة، ويؤكدون باستمرار على أن الشعب اليهودي يعارض إلحاق الأذى بالشعب العربي. لقد أقسم اليهود أمام الرب على ثلاثة أشياء جوهرية وهي: (ألا يستعجلوا الخلاص، وألا يدخلوا فلسطين جماعات بالقوة، وألا يثوروا على الشعوب التي يعيشون بينها) وهم يعتقدون أن الخلاص أمر إعجازي لا دخل للبشر فيه لأن الرب هو المسؤول عن خلاصهم.

النازية والصهيونية
يرى الباحث جعفر هادي أن العلاقة بين النازية والصهيونية وطيدة. ومع ذلك فإن جماعة (نطوري قارتا) ترى أن مصير المشروع الصهيوني هو الفشل الذريع. وأن المحرقة النازية هي عقاب الرب لليهود لأنهم وافقوا على المشروع الصهيوني. وهم يتهمون الصهيونيين بالتعاون مع النازيين. ويورد الباحث معلومات كثيرة في هذا الصدد منها أن الوكالة اليهودية كانت تعلم علم اليقين بأن مذبحة اليهود قادمة، وأنها سوف تطال مليون يهودي هنغاري وبولندي، لكن المسؤولين فيها لم يوصلوا هذه المعلومات إلى البريطانيين والأميركيين الذين كان بإمكانهم أن يضربوا هذه الأمكنة أو يساعدو في هروب اليهود من المعسكرات التي هُيأت لهم. تدعو (نطوري قارتا) إلى تفكيك دولة إسرائيل لأن وجودها، بحسب رأيهم، يسبب مشاكل كثيرة في منطقة الشرق الأوسط. أما المجموعة الثانية المناهضة للصهيونية فهي (الحسيديم الستماريم) التي لا تختلف بحسب رأي الباحث جعفر هادي في آرائها وتوجهاتها عن (نطوري قارتا) كثيراً، غير أنها أقل حضوراً ونشاطاً منها. يُنسب الحسيديم إلى مدينة ساتومار الهنغارية، ويصل عدد أتباعها إلى مائة ألف نسمة، إلا أن الكثيرين لا يعرفون عنها أي شيء لندرة نشاطاتها. يقف زعيمهم الحاخام يوئيل تيتلباوم ضد الصهيونية وإسرائيل. وكان يؤكد باستمرار على أن إنشاء إسرائيل كان معوّقاً لظهور المخلّص ومؤخراً له، ولولا ظهور دولة إسرائيل لظهر المخلّص. يتمنى تيتلباوم أن تنتهي زوال دولة إسرائيل بضربة إلهية، وليس على أيدي الشعوب الأخرى. ويعتبر حرب عام 1967 إغراءً من الشيطان واختباراً من الخالق لليهودي المؤمن. لا يقتصر انتقاد تيتلباوم للحركة الصهيونية، وإنما يمتد ليشمل رجال الدين الذين ساهموا في إشعال الحرب وتأجيجها، وإضفاء الغطاء الشرعي لها.

الصراع العلماني – الديني في إسرائيل
يُوصِف الباحث جعفر هادي إسرائيل بأنها مجتمع مهاجرين، إذ ينقسم المجتمع الإسرائيلي إلى إثنيات متعددة مثل السفارديم، والأشكينازيم، والروس، ومجموعة كبيرة من اليهود السود الفلاشا، والأفارقة الأميركيين، ومجموعات صغيرة جاءت من أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. ثم يمضي الباحث في وصفه إذ يقول إن المجتمع الإسرائيلي منقسم سياسياً أيضاً إلى يمين ويسار، ومن حيث الشريعة اليهودية فهو منقسم إلى متدينين وغير متدينين، ويوجز هذا الصراع بأنه قائم بين المتدينين والعلمانيين. فاليهود الحريديم يرفضون التعايش مع العلمانيين، بينما تقبل الفرق اليهودية الأخرى التعايش مع العلمانيين ويصفهم الباحث بأنهم أكثر قبولاً لهم وتسامحاً معهم. أما الفرق اليهودية الأخرى، مثل الأرثودكس المحدثين، فهي لا تمانع من العيش معهم أو السكن بينهم، ولا تجد في ذلك ضيراً على الإطلاق. ويؤكد الباحث جعفر هادي بأن الصراع العلماني- الديني يأتي في المقدمة بعد الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
بدأ هذا الصراع بعد بدء الهجرة الأولى التي قام بها اليهود الروس عام 1882 بعد اغتيال القيصر عام 1881، وقد انقسم هؤلاء إلى مجموعتين وهما (محبة صهيون) و (البلويم). كان بعض المهاجرين من البولنديين وكان غالبيتهم من اليهود غير المتدينيين، بل من الكارهين لليهودية وتقاليدها. أما المتدينون المقيمون في فلسطين فقد جاؤوا للسكن فيها لأسباب دينية، إذ أن الحاخامين كانوا يحرّمون الهجرة الجماعية إلى فلسطين قبل ظهور المخلّص، ويعتبرون إسرائيل دولة غير شرعية ومخالفة لأوامر الرب. قامت الجماعات الدينية بإنشاء مؤسسات ومدارس دينية كرد فعل لما قام به العلمانيون من مؤسسات متفتحة وحضارية تتناغم مع روح العصر. تطور الصراع العلماني- الديني واشتد إثر إناطة قوانين الأحوال الشخصية بالمؤسسة الدينية (الرئاسة الحاخامية) وأصبحت هي التي تبت في أمور الزواج والطلاق والميراث والدفن وتحديد هوية الشخص فيما إذا كان يهودياً أو غير يهودي، وتعفي طلاب المدارس الدينية من أداء الخدمة العسكرية أو تأجيلهم. تفاقم هذا الصراع بعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، وبناء المستوطنات، وتوسع الاحتكاك بعد أن سكنت المجموعتان في مستوطنات الأراضي المحتلة، وقد تجلّى هذا الصراع في عدد من الأوجه توسع الباحث في شرحها وتفصيلها.
ففي باب الأحزاب والجمعيات أشار الباحث إلى احتدام الصراع بين الأحزاب الدينية والعلمانية. يورد الباحث جعفر هادي أنموذجين لهذة الأحزاب، الأول هو حزب (شاس) وزعيمه الحاخام عوبودياه يوسف الذي لا يترك مناسبة إلا ويشتم فيها العلمانيين والفلسطينيين والعرب. وكرد فعل لظهور الأحزاب الدينية ظهرت أحزاب علمانية جديدة من بينها حزب شينوي (التغيير) المنحل الذي أنشأه توم لبد لمحاربة الحريديم بسبب سيطرتهم على الحياة العامة في إسرائيل.
أما بصدد الجمعيات فقد أورد الباحث جعفر هادي أسماء خمس جمعيات أو منظمات علمانية تحارب ما يصطلحون عليه بسيطرة اليهود الحريديم على الحياة العامة في إسرائيل مثل منظمة (شعب حر) و(المستهلكين الأحرار) و(المعرفة الحقيقية) و(منع سيطرة اليهود الحريديم) و(الأغلبية الصامتة)، أما المنظمة الوحيدة التي كانت تدافع عن اليهود الحريديم فهي منظمة (منوف) التي ترّد عنهم التُهم التي توجهها لهم المنظمات العلمانية المتحضرة.

عزلة اليهود الحريديم
أشار الباحث جعفر هادي غير مرة إلى أن اليهود الحريديم يفضلون العيش في منعزلاتهم السكانية بعيداً عن العلمانيين والمجموعات الدينية الأخرى الأكثر تفتحاً منهم والفلسطينيين بطبيعة الحال، بل هم يعتبرون السكن مع العلماني أمراً غير صحي، كما يجدون في عزلتهم نوعاً من القوة والحصانة الذاتية. وقد أفضى هذا السلوك الجماعي إلى نشوء أحياء خاصة بهم سرعان ما تطورت لتصبح بلدات أو مدناً كبيرة مثل (حي شعاريم)، و (بني برق) التي بلغ تعدادها السكاني نحو (140) ألف من اليهود الحريديم عام 2006. وقد أنشأها المستوطنون من المتدينين والحاخامين عام 1924، وهي من المدن الأكثر كثافة سكانية، وتقع إلى الشرق من مدينة تل أبيب. وقد غيّروا أسماء شوارعها، وأزالوا الأعلام الإسرائيلية منها لأنهم لا يعترفون بدولة إسرائيل، وإفتتحوا فيها أول مخزن تجاري للنساء تعزيزاً لظاهرة الفصل بين الجنسين المتخلفة. وقد أورد الباحث مدناً عديدة أخرى من بينها مدينة (نتيفوت)، و (بيطار عيليت) وغيرهما من المدن الحريدية. كما يتصدى العلمانيون للحريديين الذين يحاولون السكن في القدس، فهؤلاء الناس مختلفون عن بقية المجموعات اليهودية في لباسهم وطعامهم وشرابهم وسلوكهم وحتى في لغتهم التي تبدو مختلفة عن لغة العلمانيين لأنها تتمترس وراء كلمات واصطلاحات دينية صرف. لا يلتزم العلمانيون بيوم السبت فهم يقودون سياراتهم، ويفتحون دكاكينهم ومقاهيهم، ولا يلتزمون بملابس معينة أو أكلات شرعية.
يوّجه اليهود الحريديم انتقاداتهم اللاذعة إلى أغلب الشخصيات العلمانية سواء أكانت رموزاً سياسية أم فكرية أم ثقافية. فلم يسلمْ شمعون بيريز وإسحق شامير من انتقاداتهم، كما لم تسلم الشخصيات الرئيسة في الجيش والمحكمة العليا وبقية مرافق الدولة الحديثة التي يرون أن قوانينها تعارض التوراة والتلمود وبقية الكتب الدينية. يورد الباحث جعفر هادي أمثلة عديدة لشخصيات سياسية وثقافية تعرضت لانتقادات حادة من قبل الحريديم مثل شولاميت ألوني، مؤسسة حزب حقوق المواطنين التي أُجبرت على الاعتذار على بعض التصريحات التي أدلت بها. كما تمكنوا من سحب جائزة (سوسمن) من النحات المعروف إيغال توماركن بسبب الانتقادات الحادة التي يوجهها لهم بين أوانٍ وآخر، كما حاولوا أن يسحبوا جائزة إسرائيل للأدب في العام ذاته من الروائي المعروف عاموس عوز بسبب تصريحاته المناوئة لهم، لكنهم لم يفلحوا في ذلك. لا تقتصر الانتقادات الحادة على الحريديم حسب، بل أن العلمانيين يوجهون انتقاداتهم للحريديم أيضاً، وكثيراً ما يكون للحاخام عوبودياه حصة الاسد، فهم يصفونه دائماً بأنه (حمارٌ يحمل أسفارا).

تجليات الصراع الأخرى
يتجلى الصراع بين العلمانيين والحريديم في الشأن الثقافي أيضاً إذ أصدر العلمانيون عدداً كبيراً من الكتب والروايات والمسرحيات التي ينتقدون بواسطتها اليهود الحريديم. وقد أورد الباحث جعفر هادي نماذج من هذه الكتب نذكر منها (الحريديم) للصحفي أمنون ليفي عام 1990 و (حمار المسيح) لسفي رتشلفسكي، و (أسود على أبيض: نظرة عن قرب لعالم الحريدي) لحاييم إبلباوم، و (الشيطان يخرج من الظلام: قصص من التحريد)، و (صمت الحريديم) و مسرحية (المنافق) التي تبناها العلمانيون لأنها تتضمن انتقادات شديدة للحريديم المرائين الذين يبطنون شيئاً ويُظهرون شيئاً آخر غيره.
أما تجليات الصراع التربوي بين العلمانيين والحريديم فتتمثل بطبيعة المواد التي يدرسها الطلاب. فالعلمانيون يركزون على دراسة العلوم الحديثة والآداب والفنون وما إلى ذلك، أما الحريديم فيقتصر تركيزهم على الجانب الديني، والغريب أن جلّ موضوعاتهم تشجّع على التعصب الديني الأهوج، واحتقار التفكير العقلاني، وإهمال العلوم الحديثة.
تعتبر نظرة الحريديم إلى المرأة دونية جداً قياساً بنظرة العلمانيين المتحضرة التي لا تفرّق بين الرجل والمرأة. فالحريديم يصفونها بصفات نابية، ولا يجيزون لها أن تعمل في السياسة أو تتبوأ مراكز عامة تقود بواسطتها الرجال، ويفرضون عليها لباساً خاصاً، ولا يسمحون لها أن تتكلم مع الأجنبي، ويعتبرون صوتها عورة! أما المرأة العلمانية فتتمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها الرجل.
يتجلى موضوع الهوية في الصراع بين العلمانيين والحريديم حيث يؤمن العلمانيون بأهمية الدولة وقيم الديمقراطية ومظاهرها مثل المحاكم والبرلمان والانتخابات وما إلى ذلك، وبين المتدينيين الذين لا يعيرون هذه المظاهر المتقدمة أي اهتمام. ومن مظاهر الصراع في موضوع الهوية هو: منْ هو اليهودي؟ لأن الحريديم لا يعترفون بيهودية الشخص إلا منْ يطبق الشريعة اليهودية، أو منْ كانت أمه يهودية، أو منْ تحوّل اليها عن طريق (الهلخا) أي الشريعة اليهودية.
يتوصل الباحث جعفر هادي في نهاية هذا الفصل إلى بروز الدعوة لتقسيم إسرائيل إلى ثلاث دول وهي دولة علمانية، ودولة دينية، إضافة إلى الدولة الفلسطينية. وجرّاء هذا الصراع الحاد بين العلمانيين والحريديم حدثت هوّة كبيرة وصلت ذروتها حينما أقدمَ (عمير) الذي كان محسوباً على المتدينين القوميين على اغتيال إسحق رابين الذي وصف بالاعتداء الصارخ على العلمانيين بصورة خاصة. لا تزال هذه الهوّة قائمة في إسرائيل بسبب الاحتكاك المتواصل بين الطرفين في مساحة جغرافية صغيرة تغلي بالتناقضات والصراعات المتواصلة بين العلمانيين والمتدينين من جهة، وبين إسرائيل والدولة الفلسطينية من جهة أخرى.

السنة العبرية
يحتفل اليهود بالسنة الجديدة في اليوم الأول من الشهر العبري السابع (تشري)، وهو ثاني أقدس يوم بعد يوم الكفور. وفي هاتين المناسبتين يُمنع فيهما العمل وتحضير الطعام. يؤكد الباحث جعفر هادي بأن العبرانيين كانوا يعّدون شهورهم بالعدد، الأول، الثاني، الثالث . . الخ، ولكن حينما سباهم البابليون وأخذوهم أسرى إلى العراق تعلّموا أسماء الشهور البابلية وإستعاروها منهم مثلما استعاروا أشياء أخرى كثيرة. تعددت أسماء اليوم الأول من السنة، إذ سُمّي بـ (يوم الصراخ، النفخ في البوق)، و (يوم الذكرى) على اعتبار أن الرب يذكر خلقه في هذا اليوم، ويُريهم رحمته الخ، و (يوم الدينونة أو يوم الحساب)، إذ يعتقد اليهود أن الرب يحاسبهم في هذا اليوم، ويدوّن أسماء الأخيار في سجلات الأحياء، وأسماء الأشرار في سجلات الأموات، أما النمط الثالث فيدوِّن أسماءهم بين الاثنين، ويكون البتّ بمصير المجموعة الثالثة في يوم الكفور الذي يصادف في اليوم العاشر من هذا الشهر. ويعتقد اليهود أن الرب يعفو عن ذنوبهم ويغفرها في هذا اليوم تحديدا.
يورد الباحث جعفر هادي أحداثاً مهمة وقعت في اليوم الأول من السنة نذكر منها (أن الله خلق الكون في هذا اليوم، وأن النبيين إبراهيم ويعقوب وُلِدا وماتا في هذا اليوم، وأن سليمان قد أنهى بناء الهيكل. .الخ). يتهيأ اليهود لهذه المناسبة، إذ ينظفون بيوتهم، ويشعلون الشموع، ويغطسون في ماء بارد تعبيراً عن التطهّر أمام الرب، ويؤدون طقس (الإعفاء من النذور والالتزامات). تؤدي الجماعات اليهودية صلاة خاصة بهذا اليوم تسمّى (صلاة طلب المغفرة)، وتصلّى غالباً قبل رأس السنة حيث يقرأ المصلون في صلاة الصبح مقاطع خاصة من قصة تضحية النبي إبراهيم بابنه، ومقاطع من سفر إرميا وما إلى ذلك.
يؤكد الباحث جعفر هادي بأن اليهود لا يعرفون السبب الذي يدفعهم للنفخ في البوق حيث قال البعض أنه تنبيه للمذنبين وإيقاظهم كي يتوبوا غير أن الباحث يرى أن هذه المناسبة لا تختلف عن المناسبات الأخرى التي ينفخ فيها اليهود بالبوق كالصيام العام والمناسبات التاريخية والكوارث. يمتنع اليهود في هذا اليوم عن طبخ الطعام وإشعال النار وإصلاح الآلات المعطوبة. كما منع الحاخامون الجماع والنوم بعد وجبة طعام الظهر وقبل صلاة العصر.
يأكل اليهود في هذه المناسبة أطعمة خاصة مثل الخبز المستدير والعسل، ورأس الشاة، والسمك، وبعض الفواكه المجففة. ولكل أكلة سبب فهم يأكلون الخبز المستدير على أمل أن تكون حياتهم مستمرة ودورتها لا تنتهي، ورأس الشاة لأنه يذكرهم بالكبش الذي ضحّى به النبي إبراهيم بدلاً عن ابنه وهكذا دواليك.
يمارس اليهود في هذه المناسبة طقساً مهماً يسمونه (طقس التشليخ)، وكلمة (التشليخ) كما يذهب الباحث جعفر هادي مشتقة من الجذر العبري (شلخ) التي تعني (أرسل، رمى، نزع). ولممارسة هذه الشعيرة يذهب اليهود جماعات إلى مكان فيه ماء بعد الانتهاء من صلاة العصر وقبل مغيب الشمس، كما اشترط الحاخامون أن يكون الماء فيه سمك، ثم ينفضون أطراف ملابسهم وجيوبهم وكأنهم ينقلون ذنوبهم إلى الماء كي يجرفها التيّار ويأخذها السمك. يذهب بعض اليهود الحسيديم في مسيرات جماعية إلى النهر يحملون فيها الشموع، ثم يشعلون أكواماً من التبن ويرمونها في البحر فتبدو وكأنها مراكب صغيرة من نار. وفي الاطار ذاته يصعد بعض اليهود الحسيديم ، كما في مدينة صفد، فوق أسطح منازلهم لكي يروا بحيرة طبرية من بعيد ويؤدوا طقس التشليخ، بينما لا تكتفي بعض الجاليات اليهودية الشرقية بالوقوف عند الماء، بل هم يفضلون السباحة فيه بدلاً من نفض جيوبهم لأن ماء النهر يغسل كل الذنوب التي اقترفها الانسان في السنة الماضية.

المهاجرون الروس في إسرائيل
بعد اغتيال قيصر روسيا عام 1881 هاجرت مجموعات يهودية روسية إلى أميركا وتركيا وفلسطين عن طريق جمعيات صهيونية متعددة. وكان هدف الهجرة هو "إرجاع استقلال اليهود الذي سُرِق منهم خلال الألفي سنة". ثم تواصلت الهجرات حيث أنشأوا المستوطنات والمؤسسات والجمعيات، غير أن هذه الهجرة توقفت في أثناء حكم ستالين بعد "مؤامرة الأطباء" اليهود الذين كانوا يخططون لدسّ السم لستالين وبعض المسؤولين الكبار. عُقدت العديد من المؤتمرات المُطالبة بالسماح لليهود بالهجرة بعد اتهام الاتحاد السوفييتي باضطهاد اليهود. بعد انتصار إسرائيل على العرب عام 1967 أُنعشت آمال اليهود في الهجرة من الاتحاد السوفييتي، لكن تبيّن أن غالبيتهم يريدون الهجرة إلى أميركا وأوروبا، لذلك فرضت عليهم شروط قاسية من بينها إعادة أموال التعليم التي أُنفقت عليهم على الرغم من أن التعليم كان مجانياً! كانت إسرائيل تحّث اليهود على الهجرة إليها وتحاول إقناعهم بشتى السبل حيث كانوا يعرضون عليهم أفلاماً عن الحياة (الجميلة والمريحة) ويغرونهم بكمية المخصصات التي يتقاضونها في حال وصولهم. كما كانت الوكالة اليهودية ترسل المعلمين الذين يدرّسون اللغة العبرية لمن يريد الهجرة إلى إسرائيل. وقد بلغ عدد المهاجرين اليهود (122) ألفاً، غير أن ألفين منهم فقط قد ذهبوا الى إسرائيل، فيما توجّه الجزء الأكبر منهم إلى أميركا وأوروبا. وقد عبّر إسحق شامير عن استيائه لأن اليهود الروس خرجوا من الاتحاد السوفييتي ولم يأتوا إلى بلدهم إسرائيل. فالهدف، بحسب رأيه، ليس تبديل مكان الشتات بمكان آخر. فرضت أميركا شروطاً قاسية على منْ يريد الهجرة إليها من اليهود الروس من بينها أن يحصلوا على فيزا من سفارتها في موسكو، وأن يقدّم المهاجر دليلاً على اضطهاده سياسياً، الأمر الذي أدّى إلى تقليل عدد المهاجرين الروس الى أميركا فاضطروا للذهاب إلى إسرائيل. تغيرت طبيعة المناطق الفلسطينية بعد أن سكنها الكثير من الروس، إذ أصبحت اللغة الروسية رائجة. بيّنت إحصائيات المؤسسة الدينية أن ما يقرب من ثلث المهاجرين هم ليسوا يهوداً طبقاً للشريعة اليهودية، بل أن إحصائيات أخرى ذكرت أن نصفهم غير يهود، لكنهم حصلوا على وثائق مزوّرة داخل إسرائيل. لا يحتفل الكثير من الروس بالأعياد اليهودية حتى المهمة منها مثل عيد الفصح، بل أنهم يذهبون الى الكنائس، ويحتفلون بعيد رأس السنة الميلادية، ويفتحون محلاتهم التجارية يوم السبت، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة إلا أن عدد المتحولين وفقاً للشريعة لم يزد على بضعة آلاف. وبسبب صعوبة التهوّد طبقاً للشريعة الأرثودكسية فقد إلتجأ المهاجرون الروس إلى الفرق اليهودية الأخرى كالاصلاحية والمحافظة لأنها أسهل بكثير من التهوّد عند الأرثودكس، الأمر الذي مكنّهم من الحصول على أوراق الزواج والطلاق والدفن في مقابر الفرق الأخرى. لم يندمج الروس في المجتمع الإسرائيلي فهم يستعملون اللغة الروسية والطعام الروسي، وكلاهما يوجّه التُهم إلى الطرف الآخر. فالإسرائيليون يتهمون الروس بالانعزال، والروس يتهمون الإسرائيليين بأنهم لا يريدون التواصل معهم أو الاندماج فيهم. لا يرسل المهاجرون الروس أطفالهم إلى المدارس الدينية، كما أن الشباب يحنّون إلى روسيا. يعتّز الروس بثقافتهم ويريدون لأبنائهم أن يتعلموا الروسية. وهم يعتقدون أن الحياة الأدبية في روسيا أكثر إثارة. أما الإسرائيليون فهم يتهمون الروس بأنهم نشروا ظاهرة الادمان على الكحول والدعارة والمخدرات. احتفظ الروس بلغتهم الروسية وأصدروا العديد من الصحف والمجلات والدوريات والكتب باللغة الروسية. وهم يفتخرون بأن لديهم مسارح جادة وعميقة إضافة الى فرق البالية والأوبرا الروسية المتطورة جداً، فلا غرابة إذاً حينما يصف المهاجر الروسي إسرائيل بأنها صحراء ثقافية. كما يشكو الروس من تدني مستوى التعليم في كل المراحل الدراسية في إسرائيل. بعد مجيء المهاجرين الروس انتشرت ظاهرة بيع لحم الخنزير وأثارت خلافاً جديداً بين العلمانيين والمتدينيين. كما ظهرت في إسرائيل ظاهرة النازيين الجدد الذين يعادون اليهودية في دولة إسرائيل، وقد اعتدوا على طلاب المدارس الدينية غير مرة، وهناك منظمات روسية متطرفة تعتدي على العمال الأجانب وتدعو الى قتل الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم. ينظر المهاجرون الروس إلى اليهود الشرقيين نظرة سلبية ويتهمون العرب بتدني ثقافتهم، فلا غرابة أن يعاملونهم معاملة عنصرية فيها الكثير من التجنّي.
قبائل بني إسرائيل الضائعة
تقوم العديد من المنظمات الإسرائيلية في عملية بحث واسعة في عدد من بلدان العالم للعثور على ما تسمّيه بالقبائل اليهودية الضائعة بغية تهجيرهم إلى إسرائيل. فهم يعتقدون أن هذه القبائل اليهودية قد تحولت إلى الإسلام أو غيرها من الديانات خلال مراحل متعددة من التأريخ، ويحاولون إرجاعهم إلى إسرائيل كما أرجعوا الفلاشا وغيرهم من القابئل اليهودية. تتفتق مخيلة الإسرائيليين اعتمادا على ما ورد في التوراة من تدمير الآشوريين للسامرة وسبي اليهود وإسكانهم في عدة مدن آشورية. وهناك رواية أخرى يذكرنا بها (الداني) مفادها أن هذه القبائل قد هاجرت بعد وفاة سليمان لكي تتفادى الحرب الأهلية التي وقعت بين قبائل بني إسرائيل. وهناك حملة ثالثة تحاول إعادة اليهود المرانوس من أسبانيا والبرتغال.
يعتقد بعض المبشرين الذين ذهبوا الى أميركا أن الهنود الحمر هم من قبائل بني إسرائيل الضائعة ودليلهم على ذلك هو التشابه في اللغة والعادات والتقاليد والعديد من الطقوس الدينية. أما في أفريقيا فقد أكد المندوبون بأن الفلاشا واللمبا هما من القبائل يهودية وإن اختلفوا في بعض التفاصيل فهم يأكلون الحلال، ويختنون أولادهم، ولا يأكلون اللحوم المحرّمة في التوراة، ويضعون نجمة داوود على قبورهم. كما تدعي قبائل أفريقية أخرى مثل التوتسي والأغبو ومجموعة من قبيلة اليوروبا بأنها من قبائل بني إسرائيل الضائعة.
توجد في آسيا قبائل يهودية ضائعة مثل التتر الذين تتشابه عاداتهم مع العادات اليهودية، كما يتواجد في الهند والصين والباكستان وأفغانستان أناس يُعتقد أن أصولهم يهودية ويستدلون على ذلك بواسطة الأسماء العبرية والتوراتية، بل أن هناك مجموعة كبيرة من القبائل (الوثنية والمسيحية) على حدود الهند- مينمار ترجع أصولها إلى القبائل الضائعة التي تسمّي نفسها اليوم بـ (بني منسه)، وقد هُجِّر بعضهم إلى إسرائيل.
يشيع البعض إلى أن أصول الأفغان قد تكون يهودية وذلك للتشابه الكبير بينهم وبين الشكل اليهودي المميز. كما أن هناك مجموعات يعتقد أن أصولها يهودية يقطن بعضها قرب مدينة قندهار وهم الآن مسلمون غير أن أصولهم يهودية، كما يشاع أن قبائل البتان الكبيرة جداً هي قبائل ذات أصول يهودية أيضاً، غير أن الباحث القدير جعفر هادي له آخر في هذا الصدد غير أن بحثه يقتصر على عرض النشاطات التي تقوم بها المنظمات اليهودية، وليس مناقشة الأدلة الضعيفة التي يقدّمها الباحثون والدارسون اليهود في هذا المضمار.

اختفاء الأطفال اليمنيين
هُجِّر ما بين عامي 1949 و 1953 نحو (50) ألف يهودي يمني إلى إسرائيل. وأقام هؤلاء في معسكرات مخصصة لليهود الشرقيين الذي عُوملوا معاملة سيئة. كانت الدولة آنذاك تريد أن تغيّر قناعاتهم وعاداتهم بقناعات وتقاليد العلمانيين حيث قصّوا ضفائرهم، وانتزعوا أغطية رؤوسهم، وحلقوا لحاهم. ثم بدءوا يعلّمون الأطفال على احتقار آبائهم الذين يصفونهم بالبدائيين والمتخلفين. شاعت ظاهرة اختفاء الأطفال في أثناء تواجد اليمنيين في مجمّعات الانتقال حيث كانوا يأخذون الأطفال إلى المستشفيات بعد ولادتهم مباشرة ثم يخبرون ذويهم بأنهم قد فارقوا الحياة لأسباب صحية. وقد تكررت الحالة مع الأطفال العراقيين والايرانيين والمغاربة. أصبحت قضية اختفاء الأطفال اليمنيين قضية عامة بين عامي 1966 و 1968 بعد أن تسلّمت العوائل رسائل تقتضي بالتحاق أبنائهم لتأدية الخدمة العسكرية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أصوات ذويهم بوجوب التحقيق لمعرفة مصائر الأطفال المفقودين. فثمة احساس أقرب إلى اليقين بأن الأطفال لم يموتوا، ولكن تمّ تبنّيهم من قبل عوائل يهودية أخرى من الأشكيناز الأثرياء بغية تربيتهم تربية يهودية مغايرة لما هو متبع لدى العوائل اليمنية. أورد الباحث جعفر هادي عدداً القصص المفجعة والشهادات الدامغة التي تتعلق باختفاء عدد من الأطفال اليمنيين من المستشفيات ودور الحضانة والمجمّعات السكنية التي أعدت لليهود اليمنيين. وذكر أمثلة مؤلمة لاختفاء هؤلاء الأطفال نذكر منهم (يهودا، يهوديت، رحميم ويحيى) والهدف الرئيس من اختطافهم هو تربيتهم تربية مغايرة للتربية الدينية المتشددة على أيدي آبائهم وذويهم الذين يلتزمون بالتوراة والتراث اليهودي. يتوقف الباحث جعفر هادي عند الحاخام عوزي موشلام الذي حاول أن يكشف ملابسات هذه القضية التي هزّت الضمير الانساني في كل مكان من هذا العالم، لكن محاولاته كانت تذهب أدراج الرياح، وقد تعرض غير مرة للاغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي لأن هناك شخصيات سياسية ودينية متورطة في هذه القضية. وفي واحدة من اعتصاماته قُبض عليه وسجن لمدة ست سنوات خرج بعدها محطماً وقيل إنه تعرض للتعذيب المبرِّح وحُقن بمادة كيمياوية غريبة. يقول موشلام بأن هناك أكثر من (20) ألف طفل يمني قد فقدوا في أثناء وجودهم في مجمعات الانتقال وقد بيعوا إلى يهود أوروبيين أثرياء بغية تبنّيهم وتربيتهم تربية علمانية متفتحة. كما اتهم مريم بن فورات، وكانت تشغل منصب (مراقب الدولة) بأنها قد باعت الأطفال اليمنيين إلى أميركا بهدف اجراء تجارب طبية عليهم. يصل الباحث جعفر هادي إلى خلاصة مفادها أن الأطفال اليمنيين قد اختطفوا بعمليات سرّية وبشكل منظّم وقد اشترك في العمليات أطباء رسميون وموظفون يعملون في الوكالة وفي وزارتي الصحة والداخلية وقد بيع هؤلاء الأطفال إلى عوائل أشكينازية ثرية فقد بعضهم ابناءه في الحرب العالمية الثانية. لا شك في أن الضحايا اليمنيين ومناصريهم ينتقدون الحكومة الإسرائيلية، ويتشفون بها حينما يقولون: (إن البلد الذي يبيع أبناءه سيباع في النهاية إلى أعدائه).

الحركة النسوية اليهودية
يؤكد الباحث جعفر هادي بأن الحركة النسوية اليهودية قد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين بغية تحقيق ذات المرأة وشخصيتها في الديانة اليهودية. ومن الواضح أن الديانة اليهودية قد همّشت المرأة وأقصتها بسبب هيمنة الرجل وتسيّده، ونظرت لها نظرة دونية. فالحاخامون ليسوا مسيطرين على الحياة الدينية حسب، بل على الحياة العامة برمتها، إذ لم يسمح للمرأة أن تكون حاخامة أو مُنشدة في كنيس، بل لم يُسمح لها أن تتعلم الدين أو تعلّمه، ولا يُسمح لها أن تُطلَّق إلا بموافقة زوجها. أخذت سيطرة الحاخامين تضعف بعد عصر تحرير اليهود في أوروبا الذي جعل المرأة تقف على قدم المساواة مع الرجل، وهذا ما يطالب به العلمانيون وبقية الفرق الدينية غير المتشددة. ففي عام 1966 أُسست في أميركا منظمة وطنية للنساء تطالب بإزالة التفرقة بين الجنسين، والتوقف عن التحرّش الجنسي بالنساء، والسماح بإسقاط الجنين وما إلى ذلك. ثم رُفع النساء سقف مطالبهن وأخذن يطالبن بأن يكنّ حاخامات ومنشدات دينيات وأعضاء في مجالس الكنس، ثم توسعت هذه المطالب لتشمل المشاركة في الوظائف التي لها علاقة بالأنشطة الثقافية والاجتماعية.
ظهرت (ليليث)، وهي مجلة نسوية بامتياز تهتم بالحركة اليهودية في أميركا، وتعالج قضايا المرأة، وتدافع عن حقوقها. سميت هذه المجلة بليليث تيمناً بليليث المرأة التي خُلقت مع آدم من تراب واعتبرت نفسها مساوية له. في عام 1983 وافقت فرقة اليهودية المحافظة على قبول الإناث في معهد تخريج الحاخامين، وقد تخرجت أولى الحاخامات عام 1985م. وقد امتد هذا التأثير إلى اليهود الأرثودكس الذين سمحوا للمرأة أن تقوم بدراسة التلمود، وتؤدي الصلوات الخاصة بهن، وأن يكنَّ مرشدات إلى جانب المرشدين في الجماعة.
ابتدعت الحركة النسوية مناسبات واحتفالات خاصة بالمرأة مثل الولادة، والفطام، والبلوغ، والزواج، والطلاق، وسن اليأس، وسقوط الحمل، والإجهاض، والشهر الجديد، ومسرّة البنت، وعهد البنات وما إلى ذلك.
استعملت الحركة النسوية صيغتي التذكير والتأنيث في مخاطبة الرب، وهناك منْ استعمل صيغة الضمير الحيادي (It) كإشارة إلى الرب كما فعلت الشاعرة الأميركية المعروفة مارشيا فولك في ديوانها (كتاب البركات) حيث استعملت الضمير الحيادي المُشار إليه سلفاً. وقد قوبل هذا الاقتراح بالاعتراض من قبل منظمات نسوية أخرى لأنه من غير الممكن استعمال الضمير الحيادي في اللغة العبرية التي تحتوي على نوعين من الضمائر لا ثالث لهما وهما المذكر والمؤنث للبشر وللاشياء.
وعلى الرغم مما حققته الحركة النسوية من إنجازات كبيرة إلا أن أعضاءها مازلن يطالبن بالمزيد ويعتقدن بأنهن لم يحققن جل ما يطمحن إليه. وقد رأى البعض أن ما قامت به هذه الحركة هو ليس ثورة اجتماعية حسب، بل هو ثورة دينية أيضاً لأنهن يطالبن بفهم جديد للتوراة والرب ولليهود. كما أن الحراك الذي سببته الحركة النسوية سوف يكون مصدراً مهماً من مصادر التجديد الديني.
لابد من الإشارة إلى أن الجزء الثاني من الكتاب يتضمّن دراسة قيّمة لأربع شخصيات يهودية مهمة وهي الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا، والمفكر البرتغالي أوريل داكوستا، ويوسف ناسي، والمفكر الروسي يعقوب كلتزكن الذين لعبوا دوراً كبيراً في تعزيز الفكر اليهودي وإثرائه.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقول الحرف وأعني أصابعي. . . مَنْجمٌ للموضوعات الشعرية
- علاقة الحرب بالثقافة البصرية. . أمسية ثقافية تجمع بين القراء ...
- التعصّب القومي في فيلم -أكثرية- للمخرج التركي سيرين يوج
- الأبعاد الدرامية في تجربة ورود الموسوي الشعرية
- ورود الموسوي: أنا بسبع حوّاس، والمرأة المعذّبة هي جل اهتمامي ...
- ورود الموسوي: أحمل روح السيّاب، لكني لا أحمل صبغته الشعرية(1 ...
- المخرج جمال أمين يلج دائرة العتمة الأبدية
- مسابقة (أمير الشعراء) في دورتها الرابعة
- مهرجان روتردام السينمائي الدولي يحتج على سجن المُخرجَين بناه ...
- ثنائية العاشق والمعشوق في قصائد جلال زنكابادي (2-2)
- ثنائية العاشق والمعشوق في قصائد جلال زنكابادي (1-2)
- علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
- التعريّة والتأليب في القصيدة المُضادة لجلال زنكابادي
- مُخرجون مُستقلون يُعيدون للسينما التركية هيبتها المفقودة
- تجاور الأجناس الإبداعية في رواية (الحزن الوسيم) لتحسين كرميا ...
- حلاوة اللغة المموسقة وطلاوة الأسلوب الشعري في (تقاسيم على ال ...
- بابِك أميني: السينما الكردية غير معروفة للعالم
- قصّة رومانسيّة تميط اللثام عن الصراع الطبقي في الهند
- حينما يقع الامام في حب فتاة كاثوليكية: المسبحة الخطأ... محاو ...
- ضمن فعاليات مهرجان لندن الأدبي بانيبال تحتفي بالشعر الإمارات ...


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - قضايا وشخصيات يهودية للباحث جعفر هادي حسن