أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - تجاور الأجناس الإبداعية في رواية (الحزن الوسيم) لتحسين كرمياني















المزيد.....

تجاور الأجناس الإبداعية في رواية (الحزن الوسيم) لتحسين كرمياني


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


صدرت عن (دار الينابيع) في دمشق رواية (الحزن الوسيم) للقاص والروائي العراقي تحسين كرمياني. وقد سبق له أن أصدر أربع مجموعات قصصية وهي على التوالي: (هواجس بلا مرافئ)، (ثغرها على منديل)، (بينما نحن. . بينما هم) و (بقايا غبار)، وسوف تصدر له قريباً روايته الثانية التي أسماها (قفل قلبي). بدأ تحسين حياته الأدبية بنشر بعض القصص القصيرة في الصحف والمجلات العراقية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، ثم واصل تباعاً نشر نتاجاته القصصية ونصوصه المسرحية في صحف ومجلات عراقية وعربية على حد سواء. لابد من الاشارة الى أن التنوّع الديموغرافي لمدينة جلولاء التي وُلد فيها تحسين كرمياني قد لعب دوراً مهماً في تغذية ذهنه، وتثوير مخيلته الأدبية، ففي هذه المدينة يختلط العرب بالكرد والتركمان وبعض العوائل المسيحية والصابئية والإيزيدية والأرمنية. ولابد لهذا التنوّع القومي والأثني والديني أن يثري المنجز الأدبي أو يحفّز على كتابته في الأقل. غير أن رواية (الحزن الوسيم)، مدار بحثنا ودراستنا، لم تقع في مدينة جلولاء أو مضاربها إلا لِماما، وإن جاءت فإنها ترد تحت إسم (جلبلاء) وهو توصيف ينم عن التحامل على هذه المدينة التي كانت عرضه لبطش السلطات القمعية للنظام الشمولي السابق. فمكان هذه الرواية تحديداً هو مدينة السليمانية، وجبل أزمر، وبعض الضواحي المتاخمة لها.

الحزن الوسيم
إستعار تحسين كرمياني هذا العنوان الجميل من قصيدة للشاعر الكردي المعروف (شيركوبي كه س) وأحسنَ توظيفه في البناء الرصين لروايته الأولى التي تكشف، من دون ريب، عن مقدرة روائية واضحة سواء في السرد أو في نمو الشخصيات، أو في البناء المعماري للنص الروائي. فمعالم الحزن التي كانت ترتسم على وجه (نوزاد) الذي يتقاسم دور البطولة مع الفنانة التشكيلية (دلسوز) لم تكن مجرد إنطباعات عابرة يمكن تلمّسها على ملامح وجهه الخارجية فقط، وإنما هي معالم بليغة ثابتة ومتماهية في شخصيته الآسرة التي إنطوت على قدر كبير من السحر والجمال الغامضين اللذين يلفتان النظر اليه، كما حصل للفنانة دلسوز التي انتبهت الى (حزنه الوسيم) وحاولت أن تجسّده في عمل فني خالد يصمد أمام تقادم السنوات. لا شك في أن قارئ هذا النص الروائي الجميل سينتبه منذ الصفحات الأولى بأن هذا (الحزن الوسيم) له أسباب عميقة سوف تمد النص لاحقاً ببعد درامي عميق قائم على فعل مأساوي حدث لوالد نوزاد الذي خطفه أزلام النظام الدكتاتوري السابق، وغيّبوه في السجون قبل أن يجهزوا على حياته. وفي مقابل هذا (الحزن الوسيم) القائم على محنة كبيرة والذي لا يرتكز على غياب الأب وموته المفجع حسب، وإنما على الفوارق الطبقية، وغياب الحريات الفردية والجماعية، وضيق الأفق في إقليم كردستان العراق الذي شهد الاقتتال المروّع بين الحزبين الكرديين الذي وُصف بإقتتال الأخوة وأوشك أن يمزّق النسيج الاجتماعي الكردي لأسباب سياسية واهية قائمة على وهم الزعامة غير المشروعة. في مقابل هذا (الحزن الوسيم) هناك محنة موازية تعانيها الفنانة التشكيلية دلسوز، ولكنها لم تنعكس على وجهها، وإنما كنّا نراها كمتلقين على السطوح التصويرية لأعمالها الفنية التي كان يحلو لها أن ترسمها على جبل (أزمر) الذي يطل على مدينة السليمانية ويحيط بها مثل حضن دافئ.

دلالة الفصل الاستهلالي
يمهِّد تحسين كرمياني في الفصل الاستهلالي الذي إنضوى تحت عنوان (الهجوم) الى وحشية النظام السابق الذي كان يستعمل القوة المفرطة ضد أبنائه الكرد الذين كان يصفهم غالباً بالمتمردين أو العصاة أو الذين يهددون سلامة الأمن الوطني للبلاد. وفي هذا الفصل تحديداً سنعرف أن هناك ست طائرات سمتيه معززة بمئة جندي مغوار ستهبط على جبل (أزمر) بغية القبض على راعٍ كان يرعى قطيع ماعزه على سفوح ذلك الجبل. يُتهم هذا الراعي بأنه (بيشمركة) يتجسس على معسكر (جناروك) وقد أوقع خسائر كبيرة بين صفوف الجنود العراقيين الذاهبين والعائدين في إجازاتهم الدورية. يتلقى الملازم (حردان) الأمر من ضابط كبير بتنفيذ حكم الإعدام بهذا الراعي (الجاسوس) الذي لم يكن بحوزته أي دليل دامغ يثبت صحة التهمة الموجهه اليه سوى (ناي) أو (شمشال) كان يعزف به طوال النهار خالباً بواسطة ألحانه الجميلة ألباب النساء اللواتي كنَّ يعشن على مقربة من جبل (أزمر). يُربَط هذا الراعي الى عمود خشبي حيث يطلق خمسة جنود النار عليه ويردونه قتيلاً في الحال. يدس الضابط هذا الشمشال في معطف الراعي الذي تأخذه طائرة سمتية وتلقي به في ذات المكان الذي كان يرعى فيه قطيع ماعزه أو (يتجسس) فيه على الجنود العراقيين بحسب التهمة التي وجهت إليه. ولكي يمنح تحسين كرمياني نصه بُعداً فنتازياً فقد جعل من الموسيقى المنسابة من ذلك الجبل مصدر إزعاج وأرق متواصلين للضابط الكبير الذي عرف لاحقاً بما فعله الملازم حردان الذي دسّ (الشمشال) في معطف الضحية فأمر بإعدامه على ذات العمود الخشبي الذي أعدِم عليه الراعي. كما أمر بإلقاء جثته فوق قمة الجبل لكي يكون عبرة للضباط الآخرين الذين قد يتعاطفون مع الضحايا ولا يصادرون كل ممتلكاتهم الشخصية.
سوف يؤجل الراوي العليم، وهو الروائي ذاته، ويتكتم على كل المعلومات التي تتعلق بشخصية الراعي وطريقة موته البشعة. وهذه التقنية هي تقنية مستحبة في أي عمل فني، أو سردي على وجه الخصوص، لأنها تخلق جواً مشحوناً من الترقّب والتشويق، كما تتيح الفرصة للقارئ العضوي لأن يكون عنصراً مشاركاً في صناعة الحدث، أو أن يكون متلقياً إيجابياً في الأقل.
وإستمراراً للتمهيد الاستهلالي الذي أشرنا إليه قبل قليل فإن الروائي يعزز المناخ الفنتازي في الفصل الثاني حين يدع العروس دلسوز تركض صوب قمة الجبل فيما كان يتبعها عشرات من الرجال والنساء والأطفال في مشهد لا يبدو بعيداً عن مشاهد الكاميرا الخفية ومقالبها، غير أنه لم يكن كذلك لأن الجانب الرمزي الذي كان يتوخاه كاتب النص هو، في حقيقة الأمر، أبعد من ذلك بكثير، لأنه يريد الاشارة الى أن مدينة السليمانية وطبيعتها الجبلية الساحرة قد تحررت من قبضة الدكتاتورية القاسية، وأن الإنسان الكردي العراقي قد بدأ يتنفس هواء الحرية لأول مرة.
تلعب الأمكنة دوراً مهماً في هذه الرواية، وربما لا نتلمس طبيعتها الواقعية، لأنها تتجه صوب الرمز والمجاز الواضحين. فحفل الزفاف، تمثيلاً لا حصراً، تحدث وقائعه في أطلال ثُكْنة عسكرية تلاشت معالمها برحيل الجنود الذين فرّوا هاربين أمام زحف القوات المتحالفة التي أسقطت الصنم الأوحد في البلاد. ومن قلب هذه الثُكنة العسكرية المهجورة التي وجدت فيها دلسوز بعض ظروفٍ فارغةٍ صدئة ربما تكون رصاصاتها هي التي أودت بحياة أبيها. عند ذلك قررت أن تنطلق راكضة صوب قمة الجبل يتبعها نوزاد، شريكها في المسرّات والأحزان.
الفصول الثلاثة التي أشرنا اليها سلفاً هي استعادة ذهنية مقصودة وضعتنا تقريباً في الصورة النهائية للصيغة الروائية التي انتهى اليها بطلا النص، على الرغم من أن الرواية سوف تشهد تطورات درامية أخرى، إذ ستتزوج (هه ولير سليماني) التي عشِقها (نوزاد) أيضاً وهام بها حُباً، من صلاح الدين، وهو شاب من أربيل ينتمي الى أسرة ثرية جداً وتتمتع بسطوة سياسية ملحوظة بسبب انتمائها الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما يرتبط (شيرزاد) صديق (نوزاد) بالممرضة (كلبهار) التي كانت تعتني به في المستشفى إثر قيامه بحادث مروري. أما النهاية الفعلية للرواية فسنؤجلها قليلاً لأنها تكشف الرؤية الفكرية لكاتب النص ومبدعه.

البنية الموازية
إن من يدقق في هذا النص الروائي سيكتشف أن هناك بنيتين متوازيين ارتكز عليهما معمار الرواية وزمنها الذي ينحصر بين حقبة الأنفال في أواخر الثمانينات من القرن الماضي وحتى السنوات التي أعقبت سقوط النظام الدكتاتوري على أيدي القوات الأنكلو- أميركية والجيوش المتحالفة معهما. فنوزاد الذي تيتّم قبل أن يرى النور لأن أزلام النظام قد دهموا المنزل وأخذوا والده في واحدة من الحملات التي كانت تستهدف كل العناصر المشكوك في أمرها، أو المناوئة للسطة في الأقل. هكذا وُلد نوزاد يتيما محروما من الحب الأبوي، لكنه بذل، في المقابل، قصارى جهده من أجل أن يكون التلميذ المتفوق على أقرانه. وحينما تيقّن من غياب والده أصرّ على معرفة القصة من أمه التي سردتها له بالتفصيل الممل فأيقن أن هناك قوة ما غامضة قد تدخلت في صناعة قدره الحياتي، ويبدو أن الفقر سوف يظل قرينه على الرغم من أنه تخرّج في كلية الهندسة المعمارية، لكنه لم يجد فرصة للتعيين في دوائر الدولة، الأمر الذي كان يشعره بحجم الفوارق الطبقية بينه وبين بعض زملائه الطلبة لعل أبرزهم (هه ولير سليماني) وصلاح الدين وحتى دلسوز، الفنانة التشكيلية التي كانت تجد سوقاً رائجة لأعمالها الفنية. أما البنية الموازية الأخرى فتقوم على دلسوز التي فقدت أبيها الراعي الذي أعدموه في معسكر جناروك ثم ألقوا بجثته وشمشاله على قمة جبل أزمر. غير أن شخصية دلسوز المنفتحة مختلفة عن شخصية نوزاد الانطوائية التي تستجير بعزلتها وعالمها الخاص. فهذا الشاب على الرغم من نجاحه في الدراسة وحصوله على شهادة في الهندسة المعمارية، إلا أنه كان يرى الجانب المعتم من الحياة. صحيح أنه ظل ستة أشهر من دون تعيين، وأنه سوف يضطر للعمل كمرافق لأحد المسؤولين الكبار، إلا أن أبواب الأمل لن تظل موصدة لزمن طويل. أما دلسوز فقد كرّست حياتها لفنها وإنقطعت له. وحينما قابلت نوزاد وشيرزاد على قمة (أزمر) حيث إعتادت أن ترسم في الهواء الطلق لفت إنتباهها (حزنه الوسيم)، ثم أحبته بعمق وبذلت قصارى جهدها في أن تجسّد هذه الهموم العميقة التي تغلغلت في معالم وجهه في عمل فني أصيل.

الفوارق الطبقية
أراد تحسين كرمياني في هذه الرواية أن يتناول العديد من الموضوعات في نصه الأدبي الذي يعبّر في جزء كبير منه عن شخصيته الفكرية والثقافية، ولذلك فقد تعاطف كثيراً مع شخصية دلسوز الفنية، وإنتصر إليها. كما وقف بقوة الى جانب نوزاد الذي أقدم على الانتحار من قمة جبل (أزمر) لولا تدخل شيرزاد في الوقت المناسب. قد يتساءل البعص تساؤلاً منطقياً ومشروعاً مفاده: هل أن إقدام نوزاد على الانتحار مقبول من الناحيتين الواقعية أو الفنية؟ الجواب، هو كلا، بالتأكيد، لأن إقدامه على الانتحار سيكون مقبولاً لو أنه فشل في الدراسة ولم ينجح مثلاً، لكن واقع الحال يشير الى أن نوزاد قد نجح وبتفوق، أي أن ترتيبه قد جاء الثاني على القسم، وأن الفتاة الوحيدة التي تفوقت عليه وتجاوزته هي (هه ولير) الثرية المنحدرة من عائلة ميسورة الحال. لقد أحجم نوزاد عن البوح بحبه لهذه الفتاة الذكية والثرية في آن معاً لأنه كان أسير عزلته، وسجين عالمه الخاص، ولو فعل لربما تغيرت الأمور على الرغم من الفوارق الطبقية ومعالم الثراء التي تتوفر عليها، ولعل شراءها لخمس لوحات فنية وبإسعار باهضة هو دليل تمرغها في الثراء الباذخ. ويبدو أن مسار الرواية قد تغيّر لمصلحة الفنانة التشكيلية دلسوز المستعدة لأن تتنازل وتقبل الباش مهندس العاطل عن العمل مؤقتاً، والمرافق لأحد المسؤولين السياسيين لاحقاً. أما (هه ولير) فقد تركها الروائي لصلاح الدين الذي تخرج هو الآخر في كلية الهندسة، ويوازيها من حيث الثراء الباذخ الذي يرفل فيه منذ طفولته، وسوف ينعم به الى أجل غير مسمّى. وفي سياق الصراع الطبقي أيضاً سوف نرى أن شيرزاد الذي لم نعرف عنه الشيء الكثير سوى أنه صديق وفيّ لنوزاد، ويتوفر على روح فكهة مرحة، سوف يقترن بالممرضة (كلبهار) لأنها تنتمي الى نفس الطبقة الاجتماعية، لكنها سعيدة ومقتنعة بمعطيات هذه الطبقة التي تتوفر، في الأقل، على إشتراطات العيش الكريم.

تجاور الأجناس
ربما يكون الهدف الرئيس من هذه المقالة هو التركيز على تجاور أكثر من جنس أدبي في هذا النص الروائي الذي ضمّ بين جنبيه التشكيل والحوار الصحفي. فشخصية دلسوز التي تناصفت دور البطولة مع المهندس نوزاد هي فنانة تشكيلية، فلا غرابة أن يأخذ التشكيل حصة كبيرة على مدار النص الروائي حيث ترسم الفنانة لوحاتها في الهواء الطلق، وغالباً ما يصادفها القارئ وهي ترسم الطبيعة أو تجسّد بعض الوجوه القريبة لنفسها كما حدث لها حينما جسدّت (الحزن الوسيم) الذي يسكن ملامح نوزاد ويتماهى فيه. أما توظيف الحوار الصحفي فيمكن تلمّسه في الفصل الأخير الذي إنضوى تحت عنوان (دلسوز تروي حلمها). وفي هذا الفصل الذي أخذ صيغة حوار إستقصائي بين صحفية يبدو أنها أجنبية أو غير كردية في الأقل وبين الفنانة التشكيلية دلسوز التي صرّحت بالعديد من آرائها الفنية والثقافية. ولولا إلحاح هذه الصحفية المثابرة التي كانت تريد أن تعرف كل شيء بواسطة أسئلتها الإستقصائية الذكية لما عرفنا السبب الرئيس الذي حرّض دلسوز لأن تندفع راكضة صوب قمة الجبل. فالكرد إجمالاً يتماهون بهذه الجبال العصية التي وفرّت لهم الأمن والأمان في الأوقات العصيبة، كما أنها رمز للسمو والشموخ المهيب الذي يقترن بحقهم الطبيعي في الحصول على حريتهم وحقوقهم القومية المشروعة. أما البعد الرمزي لانزياح الضباب من جبال كردستان وسهولها ومزارعها فهو يشير من دون لبِس أو غموض الى تمتع الشعب الكردي بالحرية التي كان ينشدها على مدى عقود طوالا. ولابد من الإشارة الى السؤال الجوهري الذي يتعلق بركض دلسوز صوب قمة الجبل فإن جوابها المبتسر قد جاء أول الأمر على أنه (رغبة قديمة جداً)، لكن حرص الصحفية وإلحاحها على معرفة السبب الحقيقي هو الذي أجبرها على القول بأنها رأت فتى يقف هناك، كما أنها سمعت الصوت الشجي لشِمْشاله فأيقنت بأن روح أبيها قد حضرت لتشهد على زواج ابنته الوحيدة من الولد الوحيد لعائلة كردية مفجوعة هي الأخرى، لكنها أصرّت في خاتمة المطاف أن تؤمن بالحاضر، وتضع جلَّ ثقتها في المستقبل. وفي ذات المكان الذي عثروا فيه على الناي أو (الشمشال) قررت دلسوز أن تبني قبراً لأبيها الذي ضحى بنفسه من أجل إسترداد الحرية المُستلَبة التي كان ينشدها الشعب الكردي منذ أمد طويل. وفي الختام لابد من الإشارة الى أن هذه الرواية تعد إضافة حقيقية الى المنجز الروائي الكردي الذي كُتِب باللغة العربية. كما أن صاحبها، أي تحسين كرمياني، يتوفر على جرأة وشجاعة نادرتين لأنه عرّى، وبجمل مبتسرة، طبيعة الصراع العميق الذي كان يدور بين الحزبين الكرديين الكبيرين في كردستان العراق، أو على الأصح، الصراع المرير بين الزعامتين الكردتين الذي أنجب أناساً متشددين عنيدين مثل شخصية الخال (كاوة) الذي كان يرفض فكرة تزويج (هه ولير) من صلاح الدين لأن والد هذا الأخير سياسي كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني. وعلى الرغم من هيمنة العنصر المأساوي على الشخصيتين الرئيستين إلا أن نهاية النص الروائي كانت سعيدة ومُبهجة وإنتهت بزواج العشيقين نوزاد و هه ولير، كما أنها فتحت باب الأمل على مصراعيه لبقية الشخصيات التي أثثت المتن الروائي لهذا النص المصغّر والمشغول بعناية فائقة والذي يجسّد الصورة الواقعية للشعب الكردي الذي يتمنى، مثل بقية شعوب الأرض، أن يحيا حياة حرّة كريمة ملؤها الحب والتحرّر والأمل.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلاوة اللغة المموسقة وطلاوة الأسلوب الشعري في (تقاسيم على ال ...
- بابِك أميني: السينما الكردية غير معروفة للعالم
- قصّة رومانسيّة تميط اللثام عن الصراع الطبقي في الهند
- حينما يقع الامام في حب فتاة كاثوليكية: المسبحة الخطأ... محاو ...
- ضمن فعاليات مهرجان لندن الأدبي بانيبال تحتفي بالشعر الإمارات ...
- ستة منعطفات أساسية في فيلم (الأخضر بن يوسف) لجودي الكناني
- الثيمات المُستفِزَّة في فيلم (بصرة) لأحمد رشوان
- ( كتاب الصيف) لسيفي تيومان. . قصة غير درامية، وايقاع بطئ، وك ...
- محمد توفيق وتقنية البنية الرباعية في فيلم (نورا)
- مقاومة الرؤية النازية عبر الخطاب السينمائي . . (عازف البيانو ...
- فيلم -اللقالق- وقضية التمييز العنصري في الدنمارك. . المُهاجر ...
- باسم فرات. . الرائي المُحترِف
- تقنية النص المهجّن
- مَنْ لا يعرف ماذا يريد لسميرة المانع . . أنموذج للرواية الوا ...
- بنية النص الكابوسي. . قراءة نقدية لرواية (وحدَها شجرة الرمّا ...
- (ليل، وثلج وأوتار) لمحمد توفيق . . قراءة نقدية في ماهيّة الص ...
- -سيدات زحل- للكاتبة العراقية لطفية الدليمي: سيرة بغداد من ال ...
- إكليل موسيقى . . لجواد الحطّاب: لغة تحريضيّة وسخرية سوداء وم ...
- بيلما باش في فيلمها الجديد (زفير). . سويّة فنية وخطاب بصري ر ...
- شريط (أرواح صامتة) لأليكسي فيدورتشنكو. .تحفة فنية ترصد قصة ح ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - تجاور الأجناس الإبداعية في رواية (الحزن الوسيم) لتحسين كرمياني