أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية














المزيد.....

المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 19:37
المحور: الادب والفن
    


عن منشورات وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، صدر في الأيام القليلة الماضية كتاب(الأبواب المنسية) للشاعر والأديب المعروف المتوكل طه، ويقع الكتاب الذي احتوى على عشرات اللوحات التشكيلية للفنانة ريما الزين في 220 صفحة من الحجم المتوسط، وقدم له الشاعر عيسى قراقع وزير شؤوون الأسرى والمحررين.
. والكتابة عن الاعتقالات والسجون الاسرائيلية ليست جديدة في التاريخ الفلسطيني، فقد سبق وان كتب عنها الدكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن الماضي(يوميات سجين)كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و(الزنزانة رقم ..) لجبريل الرجوب، وروايتا(ستائر العتمة ومدفن الأحياء)وحكاية(العمّ عز الدين) لوليد الهودلي،و(تحت السماء الثامنه)لنمر شعبان ومحمود الصفدي،وفي السنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر، وقبل عام صدرت رواية"المسكوبية لأسامة العيسة وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن، كما أن أدب السجون والكتابة عنها وعن عذاباتها معروفة عالمياً أيضاً.
وها هو المتوكل طه يساهم في هذا المجال.
عنوان الكتاب:
يحمل الكتاب عنوان "الأبواب المنسية" وهو عنوان شاعري لافت رغم واقعيته، فمن لا يعرف هوية المؤلف والمكان الذي يعيش فيه قد يظن العنوان رومانسيا يحمل في ثناياه رواية حب، وهو كذلك لكنه حب من نوع آخر، حب بعيد عن العشق والغرام، انه حب الحرية المسلوبة، وحب من غُيّبوا وراء القضبان مسلوبي الحرية الشخصية بحثا عن حرية وطنهم وشعبهم، ولذلك فان الكاتب أهدى مؤلفه لهم، والعنوان لم يأت عبثا أو عفو الخاطر، بل انعكاس لواقع مؤلم، فهناك أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال الاسرائيلي، منهم من مرّ عليه أكثر من ثلاثين عاما خلف القضبان، والمئات منهم مرّ عليهم أكثر من عشرين عاما، ومن بين الأسرى نساء وأطفال وشيوخ ومرضى، ومنهم من قضى نحبه في الأسر، فخرج من قبر الحياة محمولا على الأكتاف لقبر الممات، لكن روحه تحلق عاليا في سماء المجد والخلود، ومع ذلك فان أحدا لم يعمل ما فيه الكفاية لإطلاق أسرى الحرية، أو أنهم يكادون أن يكونوا منسيين من أبناء أمتهم ومن المتشدقين بحقوق الانسان، وكأن الحرية ليست حقا يتساوى فيه البشر جميعهم، ومن هنا جاء عنوان الكتاب.
المضمون:
تحدثت الكتابات السابقة عن الأسرى والسجون...عن عمليات التحقيق الوحشي، والتعذيب والمعاملة اللا انسانية التي يتعرض لها الأسير، وتحدثت عن المعاناة والمكابدة، وتأتي نصوص"الأبواب المنسية" والتي يبلغ عددها ثلاثة وستين نصا لتتحدث عن نماذج إنسانية حُرمت من ممارسة انسانيتها، تعاني وتحلم وتمارس"الحياة ما استطاعت اليها سبيلا"
الضدية:
والجميل -رغم مرارة المضمون- في هذه النصوص هو الضدية التي فيها، ظالم ومظلوم، سجين وسجان، قامع ومقموع، الانسانية والوحشية، الحب والكراهية، الجمال والقبح، القوة والضعف، الارادة والتخاذل، الشجاعة والجبن، النزق والصبر، اليأس والبأس، الأمانة والخيانة، الصدق والكذب، النصر والهزيمة، الصحة والمرض، التفاؤل والتشاؤم، الرذيلة والفضيلة، الصمود والانهيار، الضحية والجلاد...الخ.
اللغة والأسلوب:
لجأ الكاتب الى أسلوب القص الشاعري، وبعض النصوص لا تتوافر فيه الشروط الفنية للقص، وهي أقرب الى لوحة فنية تجملت باللغة الشاعرية، لتكون خاطرة أو مقالة تحمل قصة أو حكاية أسيرة أو أسير مطهمة بالانسانية، وجاء السرد بعيدا عن المباشرة والشعارات الرنانة، ليتغلغل بنعومة الى عقلية المتلقي الذي لا يعود أمامه خيار سوى التعاطف مع هؤلاء الضحايا، والمؤلف الذي يملك ثروة لغوية لافتة استغلها جيدا للتعبير عما يجول في خاطره عن أسرى وأسيرات عايشهم وعرفهم عن قرب، ولا غرابة في ذلك فهو نفسه كابد معاناة الاعتقال والتحقيق والأسر، فانعكست تجربته في نصوصه دون أن يفصح عن ذلك مباشرة.
ولم يلجأ المؤلف الى المبالغة في بناء شخصيات نصوصه، فهم ليسوا ابطال أساطير أو خرافات، بل هم بشر من لحم ودم، يعيشون بيننا، فمثلا المرأة التي أنجبت طفلتها في الأسر حقيقة لا خيال، وتحرير طفلتها من الأسر وابعادها عن والدتها حدثت فعلا، لتعيش الطفلة مع جديها بعيدة عن والدتها، وعن والدها الأسير الذي لم يرها ولم تره، ولا تتأقلم الطفلة البريئة مع حياة الحرية لأنها غريبة عليها.
وماذا بعد:
مهما كُتب عن هذه النصوص التي تشكل صرخة لتبني قضية الأسرى، والعمل على اطلاق سراحهم الا أن ذلك لا يغني عن قراءتها.
26-3-2011
"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس"
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. صبحي غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- فوز....تكريم....ورحيل
- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون
- لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
- بين الشيطنة والأنسنة
- الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاقة ندوة اليوم السابع الثقافية ...
- كي لا تضيع فرصة التحول للديموقراطية
- مزين برقان تبدع رواية الحب
- د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- اليوم السابع علامة ثقافية فارقة في القدس
- الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة
- من أدب الرحلات-في أمّ الدنيا
- من أدب الرحلات-في الساحة الحمراء
- حكايات شعبية في ندوة اليوم السابع
- اسرائيل وأمريكا وثورة الشعوب العربية
- من أدب الرحلات-في بلاد العمّ سام
- القذافي يرسم نهاية نظامه
- حكايات عمر سلامة الشعبية
- بدون مؤاخذة-القذافي في أيامه الأخيرة
- بدون مؤاخذة-القذافي ينضح كفرا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية