أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة














المزيد.....

الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون مؤاخذة-
الطغاة من محتلين ومستعمرين وأنظمة دكتاتورية لا يتعلمون من التاريخ، هكذا كانوا ولا يزالون وسيبقون، فهم يحكمون بالحديد والنار، ويخضعون الشعوب بالقوة العسكرية، ويتغنون بأمجاد زائفة وانجازات كاذبة، ويكذبون ويواصلون الكذب حتى يُصدقوا أكاذيبهم، ويعتقدون أن الآخرين يصدقونهم....لكن الشعوب قد تخضع لآلة البطش فترة من الزمن، ثم لا تلبث أن تنفجر بثوراتها التي تقلب الأمور رأسا على عقب، يحرضها على ذلك استمرارية البطش والطغيان، الذي يصل الى مرحلة لا تطاق، فتختار فرصتها المناسبة وتسير نحو أهدافها في الخلاص ببوصلة لا تخطئ الطريق، فالانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى انطلقت في 8 كانون أول-ديسمبر 1987 بعد أن قام مستوطن حاقد بدهس عدد من العمال الفلسطينيين، فثار الشعب بكل فئاته رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا، وفي 28 ايلول-سبتمبر-2000 اقتحم أريئيل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق المسجد الأقصى يحرسه آلاف الجنود، فثار الشعب الفلسطيني ثأرا للمسجد الأقصى، وفي ديسمبر 2010أحرق المواطن التونسي محمد بوعزيزي نفسه ثأرا لكرامته المهدورة، فكانت النيران التي التهمت جسده البريء شعلة أضاءت سماء العالم –على حدّ تعبير والدته- فانطلق الشعب التونسي رافضا أغلاله، ومحققا نبوءة الشاعر التونسي الراحل العظيم أبي القاسم الشابي والتي أطلقها في وجه المستعمرين الفرنسيين ومطلعها:
اذا الشعب يوما أراد الحياة****فلا بُدّ أن يستجيب القدر
فتحالف الجيش مع الشعب، وأسقط النظام القمعي الذي نخره الفساد والطغيان.
وفي 25 يناير 2011انطلق الشعب المصري هادرا ضد نظام القمع"الأمني" وضد الققط السمان التي عاثت في البلاد فسادا، ونهبت اقتصاد البلاد، وجوّعت الشعب الأبيّ، ورهنت مقدرات الوطن والشعب، وشهد ميدان التحرير تحالف الشعب العظيم الثائر، مع جيش البلاد الوطني، فرحل النظام غير مأسوف عليه، ولتتكشف حقائق عن عمق الفساد والقتل والتخريب الذي مارسه أعمدة النظام البائد.
وفي 17 شباط انطلق المارد الليبي من قمقمه، ثائرا على النظام الاستبدادي الذي دمر البلاد، وأعاق تقدمها ونموها، لأنه كان لا يرى الشعب، بل انه اعتبر نفسه وأبناءه هم الشعب فقط، ولم يند له جبين عندما قال:"أنا ليبيا...أنا مجد ليبيا" ووصف شعبه بأوصاف لا ينطق بها عاقل، عندما وصفهم بـ"المقملين، والجرذان والكلاب الضالة ومتعاطي حبوب الهلوسة والعمالة لجهات أجنبية...وغيرها" وهدد بتطهير البلاد منهم"دارا دارا...شبرا شبرا...زنقه زنقه" واستعان بالمرتزقة لقصفهم بالأسلحة الثقيلة من الطائرات والدبابات والمدفعية....وهدد هو وأبناؤه باقحام البلاد في حرب أهلية.
ولم يتورع –وهو الذي يدعي أنه منظر قومي وخليفة لزعيم الأمة جمال عبد الناصر- من تحريض شعبه على أبناء جلدتهم وإخوانهم عندما قال كاذبا"العرب يكرهونكم ويحسدونكم لأن ليبيا بلد نفطي غني" لكنه لم يسأل نفسه أين ذهبت أموال النفط الليبي؟ ولم يكلف نفسه مقارنة مستوى المعيشة والتنمية في ليبيا تحت حكمه مع الدول النفطية الأخرى، وحتى مع بلدان عربية فقيرة في مواردها، فنظام القذافي الذي امتد 42 عاما لم يطور البنى التحتية في البلاد، ولم يصلح ولم يطور الأنظمة التعليمية والصحية والقانونية والقضائية وغيرها، وكأنه كان معنيا بتدمير هذا البلد، بل إنه هدم الدولة الليبية بما سماه اللجان الشعبية، واذا كان الرجل لا يعتبر نفسه حاكما، فلماذا لا يرضخ لارادة شعبه ويتنحى ليفسح المجال للشعب الثائر أن يبني نظامه الديموقراطي الذي ينشده، ومن المحزن أن يشمل الفساد كافة مجالات الحياة، فالرجل الذي وصل الى الحكم على ظهر دبابة يخصص أموالا لدراسة" الكتاب الأخضر" أكثر مما يخصصه لتطوير التعليم في الجامعات الليبية.
وفي محاولة من القذافي لتجنيد الدول الاستعمارية لمحاربة شعبه، فانه لم يتورع باتهام الشعب الثائر بأنه من تنظيم القاعدة، فهل كانت القاعدة تحكم ليبيا؟ ولأنه لم يستوعب أو لا يريد أن يستوعب انضمام قطاعات واسعة من الجيش والقوى الأمنية، وأجهزة الدولة الى ثورة شعبهم، كما حصل في تونس ومصر المجاورتين، فانه أراد تحويل المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الى حرب أهلية الحكم فيها للسلاح، فالرجل مصمم على البقاء في الحكم أو حرق ليبيا وتدميرها وقتل شعبها.
إن الدول الغربية تراقب الأوضاع وتضع خططها للتدخل عسكريا في ليبيا بحجة إنقاذ المدنيين، وبالتأكيد أن هذه الدول تريد موطئ قدم لها في ليبيا، وتريد الاستيلاء على منابع البترول الليبي، وهذا أمر مرفوض تماما لكنه يضع الجامعة العربية أمام مسؤولية تاريخية، تقتضي أن تتخذ قرارا شجاعا لحسم الأمور لصالح الشعب الليبي، فحصون القذافي ومرتزقته في العزيزية ليست حصينة على سلاح الجوّ المصري مثلا، بدلا من تدخل قوات حلف الناتو-الأطلسي-.
نسأل الله النصر للشعب الليبي الثائر، وأن يحفظ ليبيا وشعبها، ونحن على يقين بأن الشعب الليبي الشقيق يعرف مصالحه وقادر على تحقيقها.
8آذار-مارس-2011



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أدب الرحلات-في أمّ الدنيا
- من أدب الرحلات-في الساحة الحمراء
- حكايات شعبية في ندوة اليوم السابع
- اسرائيل وأمريكا وثورة الشعوب العربية
- من أدب الرحلات-في بلاد العمّ سام
- القذافي يرسم نهاية نظامه
- حكايات عمر سلامة الشعبية
- بدون مؤاخذة-القذافي في أيامه الأخيرة
- بدون مؤاخذة-القذافي ينضح كفرا
- بدون مؤاخذة- جنون القذافي وجرائم الحرب
- -نسر بجناح وحيد- في المسرح الوطني الفلسطيني
- القذافي أم ليبيا
- أمريكا مسؤولة عن خراب الشرق الأوسط
- أيتام العهد البائد في مصر وحلفاؤهم
- الحكومة الفلسطينية التي نريدها
- عندما يتحول الوطن الى مزرعة خاصة
- لو كنت مصريا
- جمال ناجي يعري المجتمع في رواية-عندما تشيخ الذئاب
- بدون تعليق-ثروة مبارك وثروة عبد الناصر
- مثقفو السلاطين والثورة المصرية


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة