أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل السلحوت - لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي














المزيد.....

لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



بدون مؤاخذة-
لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
بالرغم من الحكم غير الرشيد للعقيد معمر القذافي والذي استمر لاثنين وأربعين عاما، إلا أن الاستقواء بدول التحالف الغربي لتدمير ليبيا أمر مرفوض وغير مقبول، وقد أخطأت الجامعة العربية عندما أعطت الضوء الأخضر بذلك، فلن يقتصر أمر التدخل الغربي على الحظر الجوي على قوات القذافي، بل ستتعداه الى تدمير ليبيا، وربما الى احتلالها أو تقسيمها مستقبلا، تماما مثلما جرى في العراق، ففي يناير 1991هاجم التحالف الثلاثيني العراق بحجة تحرير الكويت، لكنه لم يتوقف بعد خروج القوات العراقية من الكويت، واستمر في قصف العراق ومحاصرته بحجة منعه من امتلاك أسلحة غير تقليدية، الى أن وصلت الأمور مداها في آذار-مارس-2003 حيث تم تدمير العراق واحتلاله وقتل شعبه تحت شعار"التحرير"الزائف.
وبالتأكيد فان تحالف الدول الغربية ليست معنية بحماية المدنيين الليبيين ولا غيرهم، بمقدار ما هي معنية باحتواء ثورة الشعب الليبي، ولو كانت أمريكا وحلفاؤها معنية بحماية المدنيين حقا لما شاركوا ولا يزالون في حصار قطاع غزة على سبيل المثال- المستمر منذ ما يقارب الخمس سنوات، وما ينتج عنه من تجويع وقتل مليون ونصف المليون فلسطيني، ولما زودت أمريكا اسرائيل في حربها على قطاع غزة في آواخر العام 2008 بالقنابل الفسفورية لحرق القطاع ومواطنيه، ولما استعملت أمريكا الفيتو يوم 18شباط الماضي في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة.
لكن ذلك لا يعني عدم مطالبة القذافي بالتنحي عن الحكم، فالرجل أوقف عجلة الحياة في ليبيا منذ تسلمه الحكم في بداية سبتمبر 1969، ودمر الاقتصاد الليبي، وبعثر موارد ليبيا من البترول، وجيرها لأسرته، وسجن وعذب وقتل الكثيرين من أبناء شعبه، وحاول الضحك على شعبه وعلى العالم عندما اعتبر نفسه قائدا ثوريا وفيلسوفا أمميا، وملكا لملوك افريقيا، ودمر ليبيا الدولة بما سماه"حكم الجماهير" وأعتبر ليبيا دولة عظمى، مع أنه أعادها الى الوراء عشرات السنين، والتنمية فيها لم تواكب التنمية حتى في الدول النامية الفقيرة، لكنه أعطى الفرصة-دون أن يدري- لدول عظمى كي تهاجم ليبيا، فالرجل المصاب بجنون العظمة قال في شعبه ما لم يقله أعداؤه فيه، بل لم يكن يرى شعبه إلا في ذاته،"أنا ليبيا...أنا مجد ليبيا" وهدد بملاحقة شعبه" دارا..دارا...شبرا شبرا....زنقة زنقة" وهدد مع ابنه سيف الاسلام بحرب أهلية في ليبيا، واستعمل الأسلحة الثقيلة من طائرات وصواريخ ومدفعية لضرب شعبه، وهدد بجعل منطقة البحر المتوسط والشمال الافريقي ساحة حرب، مع أنه يعلم قبل غيره بأنه غير قادر على حماية حدود بلاده....والرجل المريض يعتبر نفسه قبل ليبيا، ولا ليبيا بدونه، ويلاحظ ذلك في الهتافات التي يلقنها أنصاره لبعض الصبية والأطفال على شاشة التلفزة الليبية مثل"الله...معمر...ليبيا" وكأن الرجل خليفة الله في الأرض، فهل ليبيا هي التي ستحمي القذافي أم أن القذافي سيحمي ليبيا؟ ولو كان الرجل يحب ليبيا وشعبها حقا لاكتفى بحكمها 42 عاما وتنحى عن السلطة تلبية لرغبات شعبه الذي ما عاد قادرا على احتمال حكمه المستبد، لكن نرجسيته وتشبثه بالحكم أبت عليه الا أن يقتل شعبه وأن يدمر وطنه المدمر أصلا من سنوات حكم البغي والاستبداد، ويبدو أن الرجل الذي لا يعنيه في ليبيا سوى كرسي الحكم ونهب الثروات لم يتعلم من أخطائه شيئا، فهو لا يزال يتهم شعبه بتنظيم القاعدة الارهابي كي يجند الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا لمحاربة شعبه، ومن المضحك أنه يعتبر ضربات دول التحالف الغربي لليبيا بـ"العدوان الصليبي" لاستقطاب العالم الاسلامي للوقوف معه، لكنه في نفس الوقت يعتبر حربه على شعبه بأنها حرب ضد الاسلاميين، وهو بهذا لم يكسب"الصليبيين" ولم يكسب"الاسلاميين".
ومع أن القذافي نفسه هو المسؤول عما جرى ويجري في ليبيا، وهو الذي أجبر شعبه على حمل السلاح ضد نظام حكمه، باستعماله القوة المفرطة ضد المتظاهرين المدنيين، مما أجبر وحدات كاملة من الجيش الليبي على الخروج عن طاعته، وأن تعلن انضمامها الى شعبها الثائر ضد حكم الطاغية، وبالتالي لاستعمال سلاحها للدفاع عن نفسها وعن شعبها، الا أن هناك أسبابا أخرى منها أن حكم الاقذافي الذي منع الحريات، ومنع تشكيل الأحزاب هو الذي قاد الى عسكرة الثورة الشعبية، والخوف كل الخوف هو أن يتم تقسيم ليبيا بعد التدخل الأجنبي، عدا عن تدميرها وقتل شعبها، وما التدخل الأجنبي الا محاولة لاحتواء الوضع الجديد في ليبيا وتجييره لصالح القوى التي تهاجم ليبيا....واذا كان القذافي معنيا حقا بحماية شعبه، ووحدة أراضي وطنه، فانه يتوجب عليه أن يتخلى عن الحكم لصالح معارضيه وليس لصالح مهاجمي ليبيا.
نسأل الله أن يحمي ليبيا وأن يحمي شعبها العظيم.
20-3-2011
http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشيطنة والأنسنة
- الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاقة ندوة اليوم السابع الثقافية ...
- كي لا تضيع فرصة التحول للديموقراطية
- مزين برقان تبدع رواية الحب
- د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- اليوم السابع علامة ثقافية فارقة في القدس
- الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة
- من أدب الرحلات-في أمّ الدنيا
- من أدب الرحلات-في الساحة الحمراء
- حكايات شعبية في ندوة اليوم السابع
- اسرائيل وأمريكا وثورة الشعوب العربية
- من أدب الرحلات-في بلاد العمّ سام
- القذافي يرسم نهاية نظامه
- حكايات عمر سلامة الشعبية
- بدون مؤاخذة-القذافي في أيامه الأخيرة
- بدون مؤاخذة-القذافي ينضح كفرا
- بدون مؤاخذة- جنون القذافي وجرائم الحرب
- -نسر بجناح وحيد- في المسرح الوطني الفلسطيني
- القذافي أم ليبيا
- أمريكا مسؤولة عن خراب الشرق الأوسط


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل السلحوت - لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي