أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس














المزيد.....

د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


في كتابه الجديد(الحياة الاجتماعية في القدس في القرن العشرين) الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية في أواخر العام 2010 يحقق ابن مدينة القدس الدكتور صبحي غوشة حلما وطموحا راود كثيرين، -وأنا منهم- بجمع ما تيسر من تراث المدينة المقدسة والحياة الشعبية والاجتماعية فيها، وقد سبق وأن تحدثت مرات ومع كثيرين في ضرورة جمع التراث الشعبي للقدس الشريف كونها تمثل نموذجا للحياة المدينية ليس في فلسطين وحسب، بل وفي تراث المدن العربية خصوصا في بلاد الشام، وقد طرحت هذه الفكرة على اللجنة الوطنية لاحتفالية "القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009" وعلى عدد من المؤسسات والناشطات والناشطين المقدسيين في المجالين الثقافي والاجتماعي، لكن أحدا منهم لم يستوعب الفكرة، أو بالأحرى لم يبدوا استعدادا للعمل على تنفيذها، وها هو الدكتور صبحي غوشة المنفي في عمان يقوم بهذا الجهد الكبير الرائع والهام بمفرده، ويقدمه لنا في كتاب بحثي يقع في 532 صفحة من الحجم الكبير.
وللتذكير فقط فان الذاكرة الشعبية في القدس وقراها لا تزال تذكر وتردد أسماء أطباء ثلاثة كانت لهم أياد بيضاء، وريادة في التميز بخدمة الشعب والالتصاق بقضاياه، وتقديم الخدمات الطبية مجانا أو شبه مجاني للفقراء، وهم: الدكتور يعقوب زيادين ابن مدينة مادبا الأردنية، والذي عمل في خمسينات القرن الماضي في مستشفى"أوغستا فكتوريا"-المطلع- وكافأه المقدسيون بانتخابه للبرلمان الأردني عن دائرتهم الانتخابية، وهو أيضا لا يزال يحتفظ بذكرياته عن القدس رغم بلوغه التسعين من عمره، ففي مقابلة تلفزيونية معه شاهدتها قبل أيام قال أن أمنيته أن يقف في باب العمود-الباب الرئيس للقدس- قبل أن يرحل عن الدنيا، والدكتور صبحي غوشة الذي وفاز بأعلى الأصوات في انتخابات بلدية القدس عامي 1959 و 1963، والدكتور نبيه معمر الذي اعتقل هو ايضا وأبعد عن القدس عام 1970.
والدكتور صبحي غوشة عرفته في طفولتي المبكرة أنا المولود في العام 1949في جبل المكبر- السواحرة-احدى قرى القدس- فلم تكن أمهاتنا- أنا وأبناء جيلي- يترددن في اصطحابنا الى عيادته اذا ما ألَمَّ بنا عارض مرضي، كن يشجعن بعضهن بعضا على ذلك" خذي ابنك للدكتور صبحي يا خيتي...ما هو بيحكم ببلاش، وبيعطي الدواء ببلاش"
وعرفت الدكتور صبحي غوشة عندما اعتقلت وإياه في آذار 1969في معتقل المسكوبية الرهيب، ولا أزال أذكر كيف حشروه في زنزانة انفرادية أثناء التحقيق وبعده....ثم كيف تم ابعاده الى الأردن في العام 1971 لأسباب صحية قبل أن ينهي محكوميته البالغة 12 عاما.
وها هو يعود الى القدس من جديد في كتابه المرجعي عن"الحياة الاجتماعية في القدس في القرن العشرين"، فقد تطرق في كتابه الى مختلف نواحي الحياة، فوصف الحوش المقدسي والبيت والأثاث والأواني، والعلاقت الأسرية والعائلية، وطقوس الزواج من طلبة العروس الى الخطبة، الى ليلة الحناء وحفلة الزفاف ونقوط العروسين، وزواج الأقارب، وزواج البدل، والحمل والولادة واختيار اسم المولود، وطريقة العناية به، والرضاعة وختان الذكور، والطب الشعبي وطبيعة المجتمع الذكوري الذي يفضل المولود الذكر على المولودة الأنثى، ووصف الخوف من الحسد، وما يصاحب ذلك من شعوذة وأحجبة.
كما قدم بابا عن بدايات التعليم في القدس، والكتاتيب والمدارس وعددها ومواقعها.
تطرق الى المواسم الدينية عند المسلمين والنصارى....وقدم وصفا للأزياء والمأكولات الشعبية، والمهن والصناعات التراثية التي مارسها المقدسيون.
حتى مقابر المدينة الاسلامية والمسيحية واليهودية كان لها تواجد على صفحات الكتاب.
ومن اللافت أيضا تركيز الكاتب على جمع الأغاني والاناشيد والأقوال الشعبية في المناسبات المختلفة.
ويلاحظ في الكتاب أن المؤلف أورد بعض العادات والتقاليد وبعض الأغاني المنتشرة في قرى القدس، وبعض الأماكن الفلسطينية الأخرى، مع أن تركيزه كان منصبا على المجتمع المقدسي المدينيّ، ومما يلفت الانتباه هو التقدم الحضاري والتعليمي والاجتماعي للبيئة والمجتمع المقدسي، فالعادات والطقوس التي كانت سائدة في القدس في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين واندثرت، هي التي سادت في الريف المقدسي والفلسطيني في خمسينات وستينات القرن العشرين، بل إن بعضها لا يزال سائدا حتى أيامنا هذه.
ويجب التأكيد على ضرورة قراءة هذا الكتاب، بل والاحتفاظ به، لأنه لا يشكل إضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية والعربية فحسب، بل يشكل مرجعا هاما عن الحياة والثقافة الشعبية للمجتمع المقدسي، وهذا يشكل سَبقا يسجل لمؤلفه، فالأبحاث التراثية السابقة تركزت على الريف كون كتابها هم من أبناء الريف، في حين أن المهتمين من أبناء المدن لم يعيروا التراث الشعبي والحياة الشعبية اهتماما، ويأتي الدكتور صبحي غوشة بمؤلفه هذا ليكسر هذه المقولة.
12-آذار-مارس-2011



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم السابع علامة ثقافية فارقة في القدس
- الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة
- من أدب الرحلات-في أمّ الدنيا
- من أدب الرحلات-في الساحة الحمراء
- حكايات شعبية في ندوة اليوم السابع
- اسرائيل وأمريكا وثورة الشعوب العربية
- من أدب الرحلات-في بلاد العمّ سام
- القذافي يرسم نهاية نظامه
- حكايات عمر سلامة الشعبية
- بدون مؤاخذة-القذافي في أيامه الأخيرة
- بدون مؤاخذة-القذافي ينضح كفرا
- بدون مؤاخذة- جنون القذافي وجرائم الحرب
- -نسر بجناح وحيد- في المسرح الوطني الفلسطيني
- القذافي أم ليبيا
- أمريكا مسؤولة عن خراب الشرق الأوسط
- أيتام العهد البائد في مصر وحلفاؤهم
- الحكومة الفلسطينية التي نريدها
- عندما يتحول الوطن الى مزرعة خاصة
- لو كنت مصريا
- جمال ناجي يعري المجتمع في رواية-عندما تشيخ الذئاب


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس