أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد ابو لبدة - تنافر التجاذبات الاقليمية















المزيد.....

تنافر التجاذبات الاقليمية


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 18:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ليس خافيا علي احد طبيعة التجاذب الإقليمي في المنطقة العربية , والتقارب في وجهة النظر والالتقاء في الكثير من المواقف ما بين كل من إيران وقطر وسوريا , ليلحق بهم مؤخرا الموقف التركي إضافة لحكومة حماس المقالة في غزة وحزب الله اللبناني ,لدرجة أن البعض توقع أن هناك محور إقليمي سيتم الإعلان عنه علي المستوي البعيد نسبيا , ولا سيما أن هناك نقاط التقاء ومصالح مشتركة بين تلك الأقطار المذكورة حيث تجمع كل من إيران وسوريا وتركيا قاسم مشترك وهو إنكارهم وطمسهم للهوية الكردية وكل منهم يحاول محاربة تلك القضية علي طريقته الخاصة وفق ظروف كل قطر علي حدا وكيفية رؤيته للصراع مع القضية الكردية والتي مؤكدا ستطفو للسطح مجددا مستفيدة من رياح التغيير التي عصفت بالمنطقة , وهذا ما وجد تجلياته في سوريا من رفع العلم الكردي وصور الزعيم عبد الله أوجلان المعتقل حاليا في سجن مرمره التركي وذكر اسم إقليم كردستان لأول مرة من بعد ما عرف بأحداث القامشلي , وفي خطوة غير مسبوقة مشاركة وفد رسمي سوري للأكراد احتفالات عيد النيروز لا تحليل لها سوا فتح قنوات اتصال ما بين الجهتين للحيلولة دون أن يتأثر الأكراد في سوريا بتلك الرياح .
رغم الالتقاء في القاسم المشترك فيما بينهما إلا أن هناك اختلاف طائفي فيما بين تلك الأقطار , وهناك مصلحة شخصية خاصة لكل طرف من تلك الأطراف تدفعه للميول لهذا الالتقاء أو الاصطفاف المحوري إن _ جاز لنا القول _ ونظرا لاختلاف الرؤية الفكرية الصائبة التي غابت عن هذا الاصطفاف وتمسك كل طرف بايدولوجيا فكرية خاصة , سرعان ما سيطر عليها التنافر فيما يتعلق برياح التغيير والية التعامل معها وكيفية التعاطي مع الثورات الشعبية العارمة التي حددتها رياح التغيير في المنطقة العربية , حيث تناولها كل طرف وفق لرؤيته الطائفية أو المذهبية وهناك من يحاول لاهثا اللحاق بعربة القطار الأمريكي في رسم سياسة شرق أوسطية جديدة وهذا ما يدلل علي حجم المفارقات العجيبة ما بين توجهات وآراء ومواقف كل طرف منهم وما بين الترجمة الفعلية علي ارض الواقع وسنتناول موقف كل طرف منهم :_
الموقف الإيراني - حاول هذا النظام الاستفادة من رياح التغيير التي عصفت بالخليج العربي عبر البوابة البحرينية ليخرج مغردا خارج سرب هذا الاصطفاف بتقديمه الدعم والتأييد العلني للمحتجين في ساحة اللؤلؤة في البحرين مغلبا الاعتبارات الطائفية والمذهبية بعد أن حقق نجاحا بهذا الصعيد في العراق من خلال دعم الميليشيات الصدرية في البصرة وباقي المدن العراقية , محاولا استغلال الأكثرية الشعبية التي تنتمي للمذهب الشيعي في مواجهة الأقلية الحاكمة التي تنتمي للمذهب السني مستفيدا من ضعف الأجهزة الأمنية والجهاز الشرطي في البحرين الذي ليس بمقدوره التعامل مع تلك الأحداث , ليجعل باقي أطراف الاصطفاف في وضع محرج في ظل موقف لا يقبل القسمة وخصوصا انه بهذا الدعم العلني استنفر باقي الدول الخليجية لتشكل ما عرف باسم درع الجزيرة وتحديدا الإمارات التي ما زالت تتنازع معه بشان الجزر الثلاث المحتلة أبو موسي وطنب الصغرى وطنب الكبرى , كما أن هذا النظام الذي تشدق بالديمقراطية ما زالت قواته الأمنية تشكل اكبر انتهاكات ومصادرة للحريات بحق الطلبة الجامعيين والمعارضة الإيرانية التي شككت وطعنت بالانتخابات الأخيرة دافعة بعدم شرعيتها وبطلانها من الناحية القانونية والشرعية نظرا لحالة التزوير التي شهدتها الصناديق الاقتراعية الأخيرة , وان كان هذا النظام ما زال يرفع من شعار العداء لأمريكا وإسرائيل من الناحية النظرية الا انه من الجانب العملي والواقعي لا يراهن عليه كثيرا , فما يسعي إليه النظام ومنذ بدايته وما لحقها من فضيحة "وتر غيت " يسعي لتعزيز مواقع تفاوضية مع أمريكا والعالم الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي ليضمن له التفوق الإقليمي ومكانة متقدمة علي الصعيد الدولي .
الموقف القطري - تسعي قطر جاهدة بمساحتها الجغرافية الصغيرة وقلة عدد سكانها إيجاد مكانة دولية لها تتميز بها عن جيرانها مستفيدة من امتلاكها لجزء كبير من احتياط الغاز الطبيعي العالمي وحجم الاستثمارات المالية الضخمة في البورصات العالمية وآلة الإعلام الكبرى في الوطن العربي المتمثلة في قناة الجزيرة التي تبث من الأراضي القطرية وتحظي بدعم مالي كبير من حكومتها , فهي تحاول مزاحمة الكبار إقليميا بالدخول كوسيط لحل الأزمات العربية الداخلية وترمي بثقلها في هذا المجال حتى وان كانت حلول آنية أو لحظية أو ميتة كما حدث بالملف اللبناني حينما عجزت أنظمة عربية كبري والجامعة العربية من التقدم بهذا الملف وأنجزته قطر باتفاق ميت ليعيد الأزمة مجددا , وكذلك ما عملت عليه الحكومة القطرية من دعم البلدات والقرى اللبنانية التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي الجنوب والزيارة الشعبية التي قام بها حاكم قطر لتلك القرى بعد الأعمار , مما دفع البعض ليقول أن حاكم قطر يريد مجدا شخصيا وان وزنه السياسي اكبر من وزن قطر بأكملها , ومن المفارقات المستغربة لحاكم قطر انه يتمسك بشعار دعم المقاومة وفي الوقت نفسه ما زالت بلاده تحتضن كبري القواعد الأمريكية التي انطلقت منها العمليات العسكرية بحق المقاومة العراقية وأصبحت تشكل تهديد ليس للعراق وحده بل لجميع حركات التحرر في الخليج العربي ويسمح للتمثيل التجاري مع إسرائيل في خطوة لتطبيع العلاقات معها مستقبلا , وجاء موقفها الأخير المشاركة العسكرية ضمن قوات التحالف التي تقود الحملة العسكرية ضد قوات القذافي المتغطرسة متناغما مع الموقف الأمريكي لرسم سياسة جديدة شرق أوسطية بعد إدراكها أن الطوق سيشتد اكتر علي إيران في القريب العاجل إذا ما تحركت المعارضة الإيرانية وتأثرت برياح التغيير التي عززت الروح المعنوية لدي فئة الشباب وفتحت شهيتها نحو انجاز مكتسبات مشروعة في التحرر من الديكتاتوريات وإقامة المجتمعات المدنية .
الموقف السوري - ظن النظام السوري انه بمنآي عن رياح التغيير في المنطقة العربية لاعتبارات فيها كثير من النرجسية بأنه النظام العربي الوحيد الذي ما زال يحافظ علي برنامج المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال يحتل الجولان السورية , ويتسلح بشعار التوازن الاستراتيجي الذي ما زال يرفعه من بعد حرب تشرين 1973 , وتعزز هذا الشعور النرجسي أكثر بعد أن احتضن بعض فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل رسمي وعلني وإقامة مكاتب لها علي أراضيه , وان كان هذا الاحتضان يخدم مصلحته في مراحله التفاوضية بشان الجولان المحتل إلا انه ومن بعد حرب تشرين أصبح لا يؤمن بالحرب المباشرة مع العدو ويستعيض عنها بالحرب بالوكالة ويدعم تلك الفصائل لتكون السيف الذي يحارب به النظام مع العدو , وفي الآونة الأخيرة رمي النظام السوري بكل ثقله لدعم حزب الله اللبناني وحركة حماس لتعزيز دور الوكيل وتقوية السيف الذي يحارب به من اجل تعزيز الموقع التفاوضي له , وجاءت أحداث درعا الأخيرة لتدق ناقوس الخطر لنظام الأسد وتعلن عن رفض الشعب لتلك السياسة الخارجية الخاطئة وترفض طبيعة الجهاز الأمني السوري الذي بالغ كثيرا وانتهك كثيرا من الحريات تحت شعار الأمن واستهداف القوي الأجنبية للنظام السوري حيث أصبحت الصبغة الأمنية تفوق الصبغة الاجتماعية وتؤخذ جميع الأمور بمنظور امني , وهذا ما جعل النظام يولي اهتماما كبيرا علي الأجهزة الأمنية وتقويتها علي حساب تهميش قضايا أخري كثيرة مثل التعليم والصحة والعمل والرفاه الاجتماعي والبني التحتية التي ما زالت تفتقر لها مدن وقري سورية إضافة لتدني الحد الادني للأجور وارتفاع نسبة البطالة وارتفاع الأسعار للسلع الأساسية .
الموقف التركي - حاول الموقف التركي الرسمي من خلال التقارب من الاصطفاف المحوري تعزيز موقع تفاوضي متقدم له مع الاتحاد الأوربي الذي يحاول جاهدا الدخول من هذا الاتحاد وكثيرا ما يجابه بالموقف الفرنسي الرافض لدخول تركيا لهذا الاتحاد إلا بعد الاعتذار لمذابح الأرمن , فما كان من حزب العدالة والتنمية إلا التقارب من المواقف السياسية الخارجية الإيرانية وفتح الحدود مع سوريا ليسمح للمواطن السوري دخول أراضيها بدون تأشيرة بعد غلق ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات كورقة ضغط علي الاتحاد الأوربي لتنتقل تركيا للاتحاد الأوروبي مقابل عدم دعمها لهذا الاصطفاف , وبدأت تجليات التنافر مع السياسة الخارجية الإيرانية حينما بادر رجب طيب ارودغان بتحميل المسؤولية للمعارضة البحرينية تجاه ما حدث في البحرين مبرر صمته لقوات درع الخليج التي دخلت لتحمي النظام البحريني بمغالاة المعارضة في سقف مطالبها وعدم ملامستها للواقعية ليشكل بهذا الموقف إحراج كبير للسياسة الخارجية الإيرانية , وكذلك مشاركته في العملية العسكرية في ليبيا بعد أن اشترط لمشاركته بها أن تتولي الناتو قيادة تلك العملية , وفي الوقت الذي يزايد به الرئيس التركي علي طبيعة الأنظمة العربية الديكتاتورية نجده يشدد علي الصحفيين وتطالهم الكثير من الاعتقالات والملاحقات وان كانت بشكل اخف حدة من الأنظمة العربية التي يغلب عليها الطابع الدكتاتوري والعنيف في ملاحقتها لكتاب الرأي .
ان هذا التنافر الذي أحدثته رياح التغيير والموقف من الثورات العربية يدلل بالملموس ان هذا الاصطفاف قائم علي المصلحة الشخصية وفقا لرؤية كل نظام ومصلحته ويدلل علي غياب فكر علمي سليم موحد و حيث تعلو لهجة كل طرف منهم أو تنخفض وفقا لتقارب الموقف أو ابتعاده عن المصلحة الشخصية التي يصبو إليها كل طرف من الأطراف ورغم التنافر الواضح في المواقف إلا أن الالتقاء في دعمهم لحماس وحزب الله لتعزيز المواقع التفاوضية لكل طرف حسب موقعته يبقي قائما ولا اختلاف فيه .



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسات الحقوقية الفلسطينية بوصلتها الي اين ؟؟؟
- حكومة حماس الجديدة تفتتح اعمالها بقمع منظم
- المرأة في يوم عيدها كيف نقيم دورها
- حكومة غزة والهروب الي الامام
- تكتيك ناجح وتوصيف سيئ
- الفيس بوك وحده ليس بديلا عن الشارع
- حكومتي غزة ورام الله من لم يأتي منكم بخطيئة فليرمي الأخر بحج ...
- اليسار الفلسطيني وتعميم التجربة المصرية
- سيناريو امريكي غير مستبعد
- سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة
- الاخوان المسلمين بمصر من السلفية الدينية الي العلمانية
- الثورة المصرية دروس وعبر
- الثورة ومبارك وسياسة عض الاصبع
- سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك
- يا شيخ امام جاءوك بالبشارة
- بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك
- خطابي اوباما ومبارك غزل عفيف وصريح
- اوباما واعادة رسم المنطقة العربية
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد ابو لبدة - تنافر التجاذبات الاقليمية