أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك














المزيد.....

بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أيام قلائل لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة هي عمر حكومة احمد شفيق ليسجل عليها التاريخ انغماس أيديها بدماء الأبرياء والقتل والترويع , تلك الحكومة التي أمر مبارك بتشكيلها واعدا جماهير مصر أنها الحكومة التي ستشرع في إجراء الإصلاحات والتغيرات الجذرية , وأنها ستنقل الشعب المصري إلي حالة نوعية جديدة تمحو آثار ثلاثة عقود من الظلم والقهر ووصل الأمر إلي حد القول أنها حكومة الفصل بين ما قبل تاريخ 25 يناير وما بعده ,وإنها الحكومة ذات الصدر الواسع الذي يتسع لسماع لألام ومعاناة وعذابات المضطهدين والمعذبين والمقهورين وإنها ستحمل أراء وتطلعات وأحلام قطاعات واسعة من الشباب , وإنها ستلاحق الفساد الإداري والمالي والسياسي الذي علق بالحكومات العشر التي سبقتها .
ان هذا التوصيف لا يرتقي إلي حد وصفها بالحكومة , فهي قيادات من الحزب الوطني الحاكم الذي اغرق مصر بالفساد ولعب دور محوري في إيصال من يريد إلي مجلسي الشعب والشورى عبر الصناديق الانتخابية الصورية والتي تكون أشبه بمسرحية هزلية , وتعيين الأشخاص في المجالس المحلية وأصبح بمثابة مؤسسة للامتيازات الخاصة لقيادات الحزب وأسرهم وآبائهم الذين يمتلكون كبري الشركات التجارية الرأسمالية وكبري المصانع واحتكار أنواع معينة من السلع التجارية في مصر والتحكم في وسائل الإنتاج .
غداة الخطاب الثاني لمبارك والذي امتاز بنوع من الحيلة والذكاء لشق صفوف المعارضة ما بين مؤيد ومعارض للخطاب ومحاولة الانفراد بكل طرف من أقطاب المعارضة علي حدا في خطوة لإحداث شرخ في موقف المعارضة الصلب الذي يدرك تمام الإدراك ان النظام الرئاسي الحالي انتهي من الناحية العملية والواقعية , كما ان الخطاب الذي انطوي علي لغة دغدغة المشاعر واللعب بالعواطف , إضافة إلي الخطاب الأمريكي الذي خدم مبارك بصورة غير مباشرة ليخرجه من صورة الحليف الاستراتيجي لإدارة البيت الأبيض والمحافظ علي حالة السلم والملتزم بالاتفاقيات الموقعة وإبرام اتفاقيات جديدة وتعاونات أمنية والصامت عن التفوق النووي لأكبر مصلحة أمريكية في الشرق الأوسط "إسرائيل" لبطل غير مرغوب فيه أمريكيا , والتشكيك بمن سيخلفه إلي كرسي الرئاسة بأنه سيكون أمريكيا بامتياز بإشارة إلي محمد البرادعي , تلك الأمور جعلت من مبارك أكثر عنادا بمواجهة أبناء شعبه , ليلجأ الي أسلوب ملتوي في محاولة للقضاء علي الثورة الملتهبة ليترك قيادة الحزب الوطني وباستغلال نفوذها المالي القوي بتنظيم مسيرات جماهيرية الشكل أمنية الجوهر لأنها تشمل المئات من رجالات الأمن المركزي يلبسون الزى المدني وأشخاص يتبعون جهاز امن الدولة إضافة إلي مئات المرتزقة لمواجهة المعتصمين بميدان التحرير وفق سياسة وخطط هجومية أعدت سلفا أشبه بعمليات اقتحام عسكرية , فما قامت به أفراد الشرطة باللباس المدني وامتطائهم للخيول والجمال ويحملون الهراوات ويشقون طريقا للاقتحام وسط الجماهير من نساء وأطفال وشيوخ وذوي احتياجات خاصة ليلحق بفرقة الاقتحام تشكيل آخر يحمل الهراوات والزجاجات الحارقة هو أسلوب حرب لا متناسقة وتبين من خلال الأفراد الذين تم إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم أنهم يتبعون للأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وإنهم جاءوا مرغمين بناء علي تعليمات عليا ويعقبها فجر اليوم محاولة لاقتحام الميدان وسط إطلاق نار من قناصة تعتلي المباني المجاورة للميدان ليرتقي ستة شهداء للحرية والتقدم .
ان هذا التطور الخطير في سياسة الحزب الحاكم ورأس النظام المحتضر الذي يسعي لغرس بذور حرب أهلية من خلال فرض صراع دموي ما بين مؤيد ومعارض وصمت حكومة احمد شفيق الجديدة والتي لم تبدي اي تعليق علي ما ارتكبته تلك الفئة التابعة لوزارة الداخلية والتي اتخذت من بعض المرتزقة ستارا جماهيريا , ووقوف محمود وجدي وزير الداخلية موقف المتفرج لما يدور دون ان يدلي باي تصريح أو دعوة للفصل ما بين الطرفين , فهو كان ينتظر البشارة أن يأتيه خبر بهروب الثائرين وتركهم للميدان الذي يعتصمون به ليخرج بمؤتمر صحفي يعلن فيه إن المتظاهرين التزموا بيوتهم وحالة الهدوء عادت إلي الشارع من جديد , إلا آن السحر انقلب علي الساحر لتزداد الثورة اشتعالا في قلوب الثوار ويجد نفسه أمام ظاهرة جديدة في الوطن العربي , ظاهرة البلاشفة الثوار الذين يناضلون من اجل مبادئ وأهداف جديرة بالاحترام وستخلد ثورتهم بسجل التاريخ الثوري يمتلكون الإرادة والصمود والإيمان بعدالة قضيتهم التي يناضلون من اجلها بالتغيير والحرية ويدافعون عن الميدان كرمز لهم وليس لديهم غير بعض الحجارة يدافعون بها عن رمز ثورتهم وعن أنفسهم ويستمعون عبر مكبرات الصوت للاغاني والأناشيد الوطنية التي تشحنون بها هممهم ويخذوهم الأمل بالمستقبل وبإشراق شمس الحرية التي غابت عنهم ثلاثة عقود ومن جانب آخر تيار المناشفة الذي لا يعي لماذا ومن اجل من يقاتل فهو مجرد يمتثل لتعليمات وينفذ أوامر دون ان تشكل له قناعات فلا يوجد رسالة تاريخية يقاتلون من اجلها .
ان تلك الخطوة التي لجا إليها رأس النظام بتدبير وتفكير وتوجيه منه بتنفيذ بأيدي الحزب الوطني هو إشعال الحرب الداخلية لحرف مسار الثورة الشعبية العارمة عن أهدافها المنشودة والقضاء عليها بعد أن تأججت نارها والتهبت واشتعلت في اكتر من مكان من مصر وحركت مشاعر الشباب في الوطن العربي الذين ينظرون إليها بإعجاب وتقدير



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطابي اوباما ومبارك غزل عفيف وصريح
- اوباما واعادة رسم المنطقة العربية
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم
- جندي تونسي يستحق ارفع الأوسمة
- رسالة عاجلة الي اليسار الفلسطيني


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك