فؤاد ابو لبدة
الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:07
المحور:
القضية الفلسطينية
مما لا شك فيه أن التطور التقني المتجدد دوما وفقا لديناميكية الحياة واستحداث وسائل إبداعية خلاقة تجند لخدمة البشرية هو أمر في قمة الروعة كي نساير عملية التطور والسير للأمام تمشيا مع عجلة التاريخ التي لم يسجل لها علي الإطلاق الرجوع للخلف , وما الاستخدام الأمثل الذي انتهجه شباب الثورة المصرية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي علي الانترنت في التجهيز للثورة وصياغة شعاراتها والتجهيز لها ونقل حالة الاحتقان الداخلي الذي يملئ قلوب الملايين من الشباب وترجمته بصورة تمرد وعصيان مدني شامل وما زال يستخدم تلك الوسيلة في التنظير لكيفية حماية منجزات المعجزة الكبرى التي تحققت وانتصار ثورتهم المجيدة وإسقاط النظام , وكذلك عدم سرقة ثورتهم والمتاجرة بدماء الشهداء التي روت ميادين الاحتجاج وعدم السماح لفلول النظام السابق بإعادة تنظيمها من جديد من اجل الإبقاء علي نفوذها في بعض مؤسسات الدولة , وأيضا استغلال النفوذ المالي الذي استحوذت عليه بفعل الاستثمارات غير الشرعية في إيجاد تجمعات تحت مسميات جديدة , وهذا ما دللت عليه بالملموس تجارب الثورات من تحالفات مشبوهة لقوي البرجوازية لتعود مرة أخري في ثورة مضادة في سبيل المحافظة علي وجودها .
كثيرا ما أصبح الشارع الفلسطيني بشكل عام وتحيدا الفئات العمرية الشابة بشكل خاص تتناقش وتتحاور عن وسائل التواصل الاجتماعي علي الانترنت كالفيس بوك والتويتر وغيرها من الوسائل , هناك من عرفها وسمع عنها بفعل الثورة المصرية والانجازات التي تحققت بفعل الاستخدام الأمثل لتلك الوسيلة ويحاول من باب الفضول والمعرفة العلمية التعرف علي تلك الوسيلة التي كانت سبب في إسقاط دكتاتوريات وأنظمة عرف عنها من اشد الأنظمة تمسكا بالحكم والسلطة , وهناك من قرر الاشتراك بها كنوع من التقليد والمحاكاة والتباهي أمام زملاء العمل والأصدقاء انه يمتلك حساب علي هذه الوسيلة وهناك ومن كان يستخدمها مسبقا وانتقل أداؤه السابق نقلة نوعية ليعبر عما يجيش بخاطره من حالة السخط علي الأنظمة القائمة وعلي الوضع العربي الرسمي المتردي عبر تناقل الأغنية الوطنية وتعميمها علي الأصدقاء والتعليق عليها أو كتابة مقطع شعري او التعليق علي موقف كاريكاتيري ساخر من الحكام والرؤساء او محاولة الاشتراك بأحد الروابط الاجتماعية المنادية بالتغيير للوضع الحالي والتنفيس من حالة الاحتقان الداخلية والتفريغ عن الكبت الثوري المتأجج بداخله والتي تتنامي وتزداد بزيادة طردية كلما كبتت الحريات , وبرز في الآونة الأخيرة استخدام بعض قيادات العمل الوطني لتلك الوسائل والمزاحمة في بينها لاستمالة اكبر عدد من الفئات العمرية الشابة نحو توجهاتهم الوطنية وأرائهم السياسية ولعب دور القيادة في أي مرحلة مقبلة او بمعني أدق نوع من الظهور الشخصي لاعتلاء رأس الهرم في حال النزول للشارع واختيار اقرب الطرق والوصل لقيادة حالة الغضب الجماهيرية وتحديدا بعد ان حصلت تلك الوسائل علي محط أنظار الفضائيات والصحف .
تختلف طبيعة الحراك الاجتماعي ما بين الأقطار العربية وفقا للنسيج الاجتماعي والعادات والتقاليد التي تختلف من مجتمع لآخر وتتغير نسبة الحراك من هذا القطر لأخر بمقدار الوعي الاجتماعي والطبيعة الجغرافية التي تحدد وتصنف مناطق المجتمع من ريفية إلي حضرية أو بداوة صحاري ..........الخ وأيضا تقارب المدن والتواصل السكاني , وهذا ما يقودنا لنتيجة هامة مفادها أن تجربة الفيس بوك وان كانت جديرة بالاحترام واعتمادها كتقنية حديثة إلا أن التركيز عليها يختلف باختلاف طبيعة كل مجتمع , الطبيعة الجغرافية لمصر والبعد النسبي في المسافة ما بين المحافظات تختلف عن الطبيعة الجغرافية لمحافظات غزة التي بمجموعها قد لا تصل لحجم حي من أحياء القاهرة , كما أن الواقع في غزة يختلف عن الواقع المصري نظرا لوجود الأحزاب في غزة منذ اكتر من أربعة عقود ولها مؤسساتها الاجتماعية والنقابية تعمل علي الأرض مما يعني سهولة النزول ميدانيا لتحويل الحراك إلي تحريك جماهيري نحو إنهاء الانقسام كخطوة مرحلية لإقامة حكومة وطنية ويتطلب التوافق ما بين الاستخدام لوسائل التواصل وترجمة ما يثار بروابطها الاجتماعية لميدان الاحتجاج أو التجهيز عبر طرق أخري متاحة وفق القوانين والأنظمة التي لا تمنع التجمعات والأنشطة النقابية , ليكون الفيس بوك وغيره وسيلة بحد ذاته وليس غاية وإلا يشكل للقائد أو الناشط السياسي محور الارتكاز بدل من التغلغل وسط الجماهير لمعرفة جميع الآراء ووجهات النظر والرؤى لمن لا يستخدم تلك الوسائل أيضا , كما ان تقل التجربة المصرية في استخدام الفيس بوك بشكلها الكامل والجامد وتطبيقها علي الواقع الفلسطيني واعتبارها الركيزة الأساسية للتجهيز للانتقال من الحراك إلي التحريك الجماهيري يعتبر من الخطأ الفادح نظرا لاختلاف المهمة لهذا الحراك ونظرا للمساحة الشاسعة التي باستطاعة أصحاب التوجه لهذا الحراك القيام بها ميدانيا من خلال الأطر والمؤسسات التابعة له وان كان اليسار الفلسطيني هو الأقرب لقيادة هذا الحراك للضغط علي طرفي الصراع للخضوع للإرادة الجماهيرية بوصفه القوة الثالثة علي الساحة الفلسطينية ولديه من الخبرات النظرية ما تجعله مؤهلا للقيام بهذا الدور التاريخي والصعب والذي لو قيض لو ان ينجح بتلك المهمة ليعيد بها مكانته الجماهيرية التي تراجعت كثيرا مؤخرا بفعل الأزمة التي كان يمر بها , ويضمن من خلال الضغط الجماهيري تشكيل حكومة وطنية ببرنامج وطني توافقي بعيدا عن نظام المحاصصة .
في الوقت الذي انطلقت فيه روابط اجتماعية علي الفيس تعلن أيام 15 آذار يوما لإنهاء الانقسام وأخري تدعو إلي يوم 5 حزيران ينبغي عليها وبالتنسيق مع قوي اليسار الفلسطيني بشكل عام والشخصيات الوطنية المستقلة والمنددة بالانقسام الفلسطيني الشروع فورا بالترجمة الفعلية الفورية اعتبارا من اليوم عبر التواصل المباشر بالجماهير وفقا للاتي :--
أولا - تفعيل نشاط الأطر الاجتماعية لتقوم بفعالية اجتماعية موحدة في كل المحافظات من زيارة لبيوت الشهداء والأسري والمصابين بغض النظر عن طبيعة الانتماء السياسي لتلك الأسر وإذا أمكن زيارات للعديد من الأسر لتوضيح المهمة الوطنية لطبيعة توحيد الجهود لمواجهة استحقاق المرحلة المقبلة دون إعطاء الزيارة طابع تنظيري تحمل شعار إنهاء الانقسام هو الطريق لإسقاط الاحتلال .
ثانيا - أن تقوم الأطر الطبية التابعة لها من اتحاد لجان العمل الصحي واتحاد لجان الرعاية الصحية بعمل أيام عمل طبي مجاني تحت نفس الشعار ولا مانع من دعوة أطباء مستقلين ولديهم رغبة في إنهاء الانقسام بالمشاركة في هذه الفعاليات
ثالثا - ان يباشر اتحاد لجان العمل الزراعي وباقي الاتحادات الزراعية لباقي الأطر وبالتنسيق مع نقابة المزارعين بزيارة ميدانية لكافة المزارعين والتواصل معهم ودعوتهم للمشاركة الفعلية في الفعاليات التي سيتم الإعلان عنها بشان إنهاء الانقسام .
رابعا - مبادرة جبهة العمل النقابية ولجان العمل لباقي الاطر وبالتنسيق مع نقابة العمال للانفراد بيوم عمل تطوعي في كل المحافظات وارتداء لباس موحد مكتوب عليه الشعار .
خامسا - ان تقوم جبهة العمل الطلابية التقدمية بالتنسيق مع كتلة الوحدة الطلابية وكتلة الاتحاد وكتلة نضال الطالب بالعمل داخل جامعات الوطن ومعاهد التعليم العالي والمدارس الثانوية برفع شعارات تطالب بالوحدة وإنهاء الانقسام داخل أسوار الجامعات لتكون نقطة الانطلاق منها بوصف الجامعات هي البارمومتر لقياس درجة وعي هذا المجتمع أو ذاك .
سادسا - تحديد يوم معين ترفع فيه الأعلام الفلسطينية علي أسطح منازل من يرغب بإنهاء الانقسام لتحديد من لديه الرغبة في انهاء الانقسام ومن لديه رغبة بتكريسه , وما من حكومة مهما بلغ غيها تعترض علي علم بالبلد ومن سيقوم برفعه ,
سابعا - ان تحتفل نسوتنا يوم الثامن من اذار يوم المرأة العالي عبر سلسلة من التجمعات تطالب فيها بإنهاء الانقسام الي جانب المطالبة بتسوية حقوقهم .
#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
