مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 00:37
المحور:
الادب والفن
حكايات من شنكال(15)
(15) طريق الخلود .
قلب كردستان العراق ينبض اليوم بالنرجس ، وفي سويداء القلب قبر من نرجس ومن ظلمة القبر تشعّ ابتسامة لرجل زرع النرجس ... فأصبح خالدا .
زرع الصحوة في الضمير فبقي الضمير حيّا فينا ... وخلد هو .
زرع الفكرة فأخضوضر الفكر ... وخلد المفكر .
زرع بذرة وسقاها بماء كانيا سبي ودماء الشهداء فانبتت وتفتقت بالحب وتفرّعت وتلوّنت بالأخضر والأحمر والأصفر ثم أثمرت مدنا ومصايف . ملاعبا وحدائق . ومناديل من حرير تكفكف دموع اليتامى ... وبدعواهم نال زارع البذرة الخلود.
هل يكفي أن نزور قبرك في نوروز ؟.
أنا وأخوتي أبناء لالش .
حاملين أدعية خالدة .
دائما في حياتك كنت مشغولا بالجوهر المفضي لرؤية المستقبل المليء بالخير . المثقل بالثمار اليانعة لكل الجائعين فأغفر لنا انشغالنا نحن المأخوذين بسحر المكان ... المكان الذي حلمت به حيث نعيد رسم لوحتك الربيعية . نتدّلى من الغيوم الناصعة البياض . نلوّن الخيال . نصطاد الأحلام . نسبق الزمن في بيوت تتوضأ بماء الجداول الهاربة من الثلوج الباسمة على القمم الشمّاء .
اطمئن أيها الراقد في حضن النرجس ... فقد تحول القلق إلى هدوء وسكينة .
والحزن إلى فرح .
وانقلبت الزوابع إلى زغاريد ودبكات .
والسلاسل إلى أقلام .
وتحولت الصرخات إلى أنغام وألحان .
والآهات إلى أغاني .
والضعة إلى رفعة .
والضغائن إلى صفاء .
وكل الأحلام إلى حقيقة وواقع .
لم تعد حلبجة يتيمة ... ولم تعد برزان مهجورة ... ولم تعد شنكال غريبة .
دعاء مجنح بألف جناح يرفرف على قبرك كل يوم عندما توقد الشموع في وادي لالش ، وعندما تقرع أجراس الكنائس ، وعندما يكبّر مؤذن جامع .
أرسل إليك ضحكة أطفال كردستان وكركرتهم ورسوماتهم وأناشيدهم .
أرسل إليك هدير المعامل ومباهاة السنابل .
أرسل إليك تغريد البلابل وكل الهلاهل .
أرسل إليك أشواق البيشمركة .
ويبقى لك يا برزاني الخالد انك ...
دريت ...
وضحيت ...
زرعت ...
وحرست ...
وما غفيت .
مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟