أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حكايات من شنكال ... 14














المزيد.....

حكايات من شنكال ... 14


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


حكايات من شنكال ( 14 )
( 14 ) الدكتور دخيل الشيخ سعيد والحب الأيزيدي .
طبيب جرّاح يستأصل الآلام من أجساد الفقراء ويزرع البسمة بدلا عنها ... يمسح دموعهم ويعطيهم الأمل ... يرشدهم ويوجههم إلى أطباء وعيادات ومستشفيات هولير المختلفة إذا كانوا بحاجة لاختصاصات غير اختصاصه أو مستشفى غير تلك التي يديرها ببراعة ... أما إذا عولجت في عيادته فلن تدفع فلسا ... في الوقت الذي يركض الجميع وراء الفلس ... فالشيخ لا يأخذ من المريض أو المراجع الأيزيدي ... فقير كان أم متوسط الحال ( ليس هناك أيزيدية أغنياء ).
ناس شنكال وناس قراها القريبة والبعيدة تتكلم ... تفضفض تخرج ما في جعبتها لتزيح ولو بعض من همّها الثقيل عن صدرها وهؤلاء البسطاء يتكلمون من القلب حبا أو كرها ... مدحا أو ذمّا بدون مقدمات وأحاجي ... لا يجيدون اللف والدوران تجد ما في قلوبهم على لسانهم ... خذ أهل سيباية شيخ خدر مثلا عند جلوسهم القرفصاء لصق حائط مشمس وزفيرهم المتقطع يملأ صدورهم رغبة بالتحدث عن شيء ممتع يبدءون به يومهم الطويل والممل وتبدأ عيونهم باللمعان وتنبسط أساريرهم لرسم ابتسامات لها تموجات بيوتنا الطينية ... عندها اعلم إنهم يسألون نور الشمس الذي مابرح يدفئهم أن ينير درب الدكتور دخيل حينما تنطفئ كل الأنوار ، وقد ترى ... وعندما يجمع بعضهم لعبة من ألعاب الورق بشرط تناول الغداء في بيت الخاسر إن إثارة الموضوع المفضل لديهم ... بعد الانتهاء من الأكل والسخرية من الخاسر وطريقة لعبه ... هو تعداد فضائل الشيخ دخيل والإقرار بان الابن سر أبيه ... رحم الله ذاك الأب الطيب ... فقد كان خير سلف لخير خلف ( بشهادة العجائز من القيران ) ، وإذا ما التفت يسارا ... ولا فرق بين اليمين واليسار وبين الأمام والخلف فكل سيباى تشبه بعضها البعض ... أكواخ ومياه آسنة وبعض الأسمنت الخجول ... ستجد المنقلة وهي اللعبة المفضلة لمرضى السكري وضغط الدم والتهاب القولون المزمن ... وحكايات لا تنتهي عن تتن كرسى ومواسمه وأنواعه وبالتالي لف المزيد من السكاير وتدخينها بشغف رغم تحذير الدكتور دخيل وزملاءه الأطباء ... ولكن المكتوب مكتوب ولن يمحى بترك الدخان ... وخلال الاستراحات القصيرة يكون التباهي بحكاية السفر إلى أربيل ومقابلة الدكتور ... الشيخ ... الملاك ... وتقبيل يده الكريمة أولا ثم السماح لأصابعه باستأصال الألم من جسد لم يعرف الراحة في هذه الحياة و... حلوة هي خاتمة رحلة العذاب الممزوجة بالسعادة والترقب المليء بالأمل والطبيب الجراح لم يقصّر ولن يقصرّ لأنه من عائلة لا تعرف التقصير ودعوانا ... من عمرنا على عمرك يا شيخ .
لا أدري لماذا كلما يدور الحديث عن الشيخ الدكتور دخيل سعيد أتذكر الطيبة القلب نوال السعداوي ... ربما لأن كلاهما يحباّن الفقراء والمحتاجين ونذرا حياتهما لهم ولقضاياهم ... فربحا بذلك كل شيء .
ليتنا نقتدي جميعا بهذا الإنسان الرائع ولكننا ربما بحاجة لقلوب غير قلوبنا القاسية بعض الشيء .
سيدي ومولاي :
من أين لك كل هذا الحب ؟
توزعه علينا ... كل يوم ... بالتساوي .
بل من أين لنا كل هذا الحب ؟
لك أنت .



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصنام الخاوية
- طبل وزرناية ... 4
- صرير الابواب
- دفء العيد
- العلاج / قصة قصيرة
- طبل وزرناية ... 3
- حكايات من شنكال ... 7
- طبل وزرناية ... 2
- الناي السومري
- طبل وزرناية ... 1
- المسيح في لالش
- الوليمة / قصة قصيرة
- درس في الحب / قصة قصيرة جدا
- الشاعر / قصة قصيرة
- الأسئلة الخالدة ثانية
- مجنون بغداد / قصة قصيرة جدا
- رائحة اللحم المحترق / قصة قصيرة
- الكاتب / قصتان قصيرتان جدا
- الإعلان عن وظيفة شاغرة / قصة قصيرة
- الخريف


المزيد.....




- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حكايات من شنكال ... 14