أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - ساسة ومقاولون














المزيد.....

ساسة ومقاولون


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 12:34
المحور: حقوق الانسان
    


روى لي احد الاصدقاء انه كان يعمل في مجلس من مجالس احدى المحافظات منذ عدة سنوات، وقد تعامل بحكم وظيفته مع اعضاء المجلس ولمس عن كثب الكثير من الخروقات والتجاوزات والاحتيال على القانون واهمال الدور الرقابي والتزام الدور النفعي وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، فمثلا اذا ماتابع احد اعضاء المجلس موضوع التعيينات فان هذه المتابعة لاتعني الحرص على تكافؤ الفرص والابتعاد عن تقاضي الرشوة بل تعني ان لديه بضعة اسماء يطرحها على لجنة التعيينات ويساومهم على ان يعين هؤلاء والا فانه سيثير الموضوع ويتسبب لهم بمشاكل جمة !! والمفارقة انه حتى وهو يمارس هذا الدور المريب والمرفوض يتقاضى مخصصات او مبالغ نقدية لقيامه بهذا الجهد الرقابي، واذا ماكنت قناة فضائية او اكثر متواجدة بالقرب من باب اللجنة، فانه سيخرج اليهم بعد ان ينتهي من تلك المساومة المخزية لكي يدلي بتصريح يشيد فيه بنزاهة هذه اللجنة وشفافيتها.
صديقي هذا كان يتألم كثيرا وينحي باللائمة .. ليس على اعضاء المجلس فحسب بل على بعض الموظفين الاداريين في المجلس والذين مارسوا دورا هو في غاية الخبث والدهاء والانانية واستطاعوا ان يستميلوا العديد من الاعضاء وان يزينوا لهم التربح والحصول على مبالغ خيالية، لكي تتوفر لهم البيئة المناسبة للفساد الاداري والمالي والاخلاقي.
صديقي هذا تنفس الصعداء حين انتهت دورة هذا المجلس وجاء مجلس جديد منتخب، وقد اعجب كثيرا بطروحات بعض الاعضاء الجدد وانتقادهم لمن سبقوهم، مؤكدين انهم سيعلنون حربا شعواء على الفساد، لكن الايام والاسابيع والشهور مرت وصديقي ينتظر ان يفتح هؤلاء تلك الملفات وان يحيلوا الموظفين السابقين الذين يثبت تورطهم بالفساد الى هيئة النزاهة، لكنه فوجئ بأن هؤلاء الموظفين التفوا من جديد حول الاعضاء الجدد وابتكروا لهم انواع جديدة من الفساد فقام بعض منهم على سبيل المثال بشراء قطع من الاراضي في مناطق غير (مبلطة) وبلا اي خدمات ثم قاموا بالتصويت على مشاريع تبليط في تلك المناطق وتوفير الخدمات لها، فارتفعت اسعارها الى الضعف او الضعفين فقاموا ببيعها وحصلوا على ارباح خيالية، فيما اعلن آخرون عزمهم على اجراء تحقيق في كل المشاريع التي جرت في السنوات الماضية، لكن بعض الحيتان تمكنت من الوصول الى ترضية مناسبة ووعود بحصص جيدة من المشاريع الجديدة.
صديقي قال ايضا ان بعض المقاولات تباع لاكثر من مرة ويصل العدد احيانا الى العشرين او الثلاثين، واذا كان مبلغ المقاولة هو خمسة مليارات على سبيل المثال فان المقاول او (المشتري) الاخير قد يصل اليه من مبلغ المقاولة مليار واحد، وهو بالطبع لن يتنازل عن حصته من الارباح لذا هو سيلجأ الى انفاق نصف المبلغ تقريبا وان ينفذ المقاولة بما يتبقى وهو يعلم جيدا ان جميع الافواه التي ستراقب عمله او تتسلمه بشكل رسمي قد امتلأت حد الانتفاخ لذا سيعمل وهو مطمئن وسيمارس دور (القاتل الاخير) الذي يجب عليه ان يدفن الجثة بعناية بعد ان افرغ كل القتلة رصاصهم في هذه الجثة ومضوا بعيدا بحثا عن ضحية اخرى.. عفوا اقصد مقاولة اخرى .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقنعة البطالة
- فيك الخصام
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا
- اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - ساسة ومقاولون