أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طالب عباس الظاهر - عروس الفجر














المزيد.....

عروس الفجر


طالب عباس الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 09:52
المحور: حقوق الانسان
    


ببراءة طفولية كانت تغفو ليلتها الفائتة ما قبل الكارثة، وتنام نومتها الملائكية ما بين المرتفعات العالية وقمم الجبال الشمّ، وتفترش خارطة وطننا الشاعري، متوسدة أحلامها وأمانيها على أديم الربى الخضراء، وعند الفجر الندي تستيقظ نشطة ... تتقافز جذلا، وتجوب الفضاء الفسيح... متهادية مع تفتح الأزهار الجديدة وهي تعانق دفء الخيوط الذهبية لبزوغ الشمس...تلاحق أناملها أسراب فراشات ملونة، تطير هنا وتحط هناك، وجدائلها الشقراء تعلو وتهبط مع قفزات طفولتها البريئة، بعد ما انقضى فصل الشتاء القارس، بانهمارات شلالات الزمهرير، وبدء ذوبان الجليد التدريجي عن قمم الجبال وانحداره في الأودية العميقة، وراحت شيئاً فشيئا ترتدي حلّة جديدة نضرة، وتكتسي ثوب أخضر موشى بألوان زاهية، استعداداً لموسم الفرح ، والاحتفال بعيد الربيع القادم.
كانت قبل ساعات فقط أثناء الليل، تنعم بالهدوء، وتتوحد مع ذاتها الملائكية بصفاء الطقس، واعتدال المناخ الآذاري حينذاك، رغم إنها إنما كانت تنام ليلتها الأخيرة، وتحيا ساعات الوداع الحزين في غفلة تامة عما يضمره الغيب لها في صبيحة اليوم التالي تماماً، جراء تربص أيادي الغدر بها، بل توحش نهش مخالبهم الشرهة، وأظافرهم الحادة، المتعطشة أبداً لشرب المزيد من الدماء البريئة، حيث كانت على موعد مع موت أسود قادم، ستحمله على متنها غربان حرب لا قلب لها، تنفث سمومِ حقدٍ قاتل، كفحيح الأفاعي على كل ما هو بريء وجميل في ربوعها، كي لا ينجو فيها ناج ٍ حتى الحيوان والنبات والجماد، لأن كل ذنبها إنها ترفل بعفاف العذارى، وتغفو على سفح الوادي كعروس الفجر الساحرة، وهي تتوشح طهر بياض الغيوم، ونقاء ندى الفجر، لأن عتمة الجريمة ما برحت تكره صفاء الجمال وعفة نقائه.
لكنها مازالت رغم خطوب الدهر، ومنذ أكثر من عقدين من الزمن متوسدة حلمها الوردي الذي لم تكتمل فصوله للآن، ولن تكتمل أبداً، بل ما زالت مستمرة بإغفاءتها... فتنام نومتها الأبدية الخالدة بصمت، جنب صمت الوادي ما بين سكون الجبال، بعدما حوّل المجرمون الظّلمة صبحها إلى ليل دامس من الأحقاد، وصيروا ثوب براءتها الأبيض إلى كفن ٍ...بيد إن حلمها الوردي ما فتيء يراود خيالاتها، وهي لم تزل تنتظر بفارغ الصبر طلوع الفجر الندي جديداً، ساعة أزوف الفرح الغامر بألوان قوس قزح، لقدوم فارس النهار المشرق...لحظة تحين الساعة الموعودة، وينبثق من عتمة ضباب الغبش، ويغشى وجه الوجود، مغطياً أديم المروج الخضر، وقمم الجبال الشم المتوجة بالثلج...فارس مابرح يراود خيالاتها...حينما يجيء ممتطياً فرسه الشهباء للأخذ بحقها من كل أولئك الأوغاد القتلة، فيأخذ بيدها وأيادي جميع المظلومين على الأرض صوب جنة أحلام خضراء موشاة بحمرة الورد للعدل الإلهي، حيث الهناء الدائم في جنة الفردوس.



#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراخ الصمت
- هجرة الطيور-قصة قصيرة
- رحلة إلى العالم الآخر- قصة قصيرة
- رمياً بالزواج - قصة قصيرة
- الزهايمر - قصة قصيرة
- الإنتقام الصامت
- قصة قصيرة جداً الموناليزا طالب عباس الظاهر نظر إليها، كان ال ...
- رؤيا
- باراسيكلوجي


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طالب عباس الظاهر - عروس الفجر