تحركات شباب فلسطين فشلت

علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 22:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

لو حضر حسني مبارك إلى ميدان التحرير وخطب في جماهير الشباب الذين طالبوا برحيله وأرسل بعض من أنصاره يحملون صوره، وهاجم الفساد والمافيا التي ترعرعت في حديقة قصره، وطالب بالقضاء عليها اعتقد انه كان سيحتفظ بمنصبه وبقي حتى ألان في سدة الحكم وكذلك زين العابدين.

القيادة الفلسطينية وبخاصة حركة حماس استخلصت العبر مما جرى وأخذت على عاتقها إفشال أي تحركات شبابية شعبيه لتغيير الواقع الحالي، بتصريحات سبقت التظاهرات الشبابية بتوفير الحماية لهم وإعطائهم حرية التحرك، وفي اليوم المنتظر خرجت الجماهير وهتفت لفلسطين ورفعت أعلامها بعيدا عن الرايات حزبية.
تفاجئ الجمع بحشود خضراء ترفع شعارات سوداء وقادة يخرجون من خلف الجدران يتحدثون عن أهمية المصالحة وإنهاء الانقسام وفجأة يعودوا لمسرحياتهم في مهاجمة الأخر والمطالبة بمصالحة تحقق مصالحهم هم فقط على حساب الشعب الفلسطيني، و وفق رؤى تتناسب وأجندة الدول التي تتبعها
في رام الله لم تتواني الأحزاب الفلسطينية وقياداتها عن المشاركة في المسيرات والكل يهتف ويخطب ويطالب ويهاجم كل من تسبب في الانقسام كأن قيادات الانقسام تعيش في ماليزيا ولا تقف على منصة الخطابات.

أمر غريب وفي نفس الوقت مستفز عندما ترى من تسببت في هذا الحال يخرج في مظاهرات تطالب بالتغيير وتوجه الاتهامات للآخرين بأنهم لا يريدوا المصالحة كأنهم يريدوا تصدير خلافاتهم إلى الشارع

حتى الأحزاب الفلسطينية الأخرى والتي لم تستطع طوال تلك المرحلة أن تجبر قطبي الساحة على التراجع عن مواقفها، ومنها من انحاز ومنها من لم يعرف ماذا يفعل، وعندما دعي الشباب للتظاهر وجدوا في الأمر ضالتهم وبدؤوا يخططوا للاستحواذ على الفكرة لصالحهم وهذا ما تسبب بفشل الفكرة التي وبكل صراحة لم تنجح لان الأحزاب والفصائل حاولت كل منها تجبير الأحداث لصالحها وفي سبيل تأكيد موقفها في مواجهة الطرف الأخر


وعليه أتمنى من القائمين على أي تظاهرات مستقبليه أن يرفض مشاركة أي من القيادات الفلسطينية والأحزاب حتى تبقى تلك الحركة شبابية غير حزبية، فلسطينية تعني فقط بفلسطين ولا تريد انتصار لأي من الطرفين بل فقط لشعب فلسطين

#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل