أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الثورة الليبية والمؤامرة الغربية المدبرة















المزيد.....

الثورة الليبية والمؤامرة الغربية المدبرة


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 16:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كلما تأخر المجتمع الدولي في إصدار قرار خاص بالحضر الجوي في سماء ليبيا كلما استمر سقوط المدنيين العزل بالمئات بين قتلى وجرحى في مدن أجدابيا والبريقة وزوارة بعد أن قامت قوات القدافي الإجرامية بإحداث مجازر في مدن الزاوية ورأس لانوف وبن جواد الاستراتيجية ضربا بالطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة . فالقدافي وعصابته العدوانية المتعطشة للدماء لا تتورع في استعمال أكثر الأساليب همجية في مواجهة الثوار الليبيين العزل ودلك للإستمرار في حكمه الديكتاتوري الفاشي الدي دام لأكثر من 40 سنة والدي يريد أن يورثه لابنه سيف الإسلام الدي لا يقل عنه همجية ووحشية ولو أدى دلك إلى إبادة الشعب الليبي عن بكرة أبيه
فالغرب الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لازال يتلكأ في اتخاد موقف حاسم في هدا الاتجاه ودلك نظرا للضبابية التي لازالت تكتنف رؤيته للمشهد السياسي العام في ليبيا . فعدم وجود أحزاب سياسية في البلد نتيجة الحضر الدي فرضه القدافي عن العمل السياسي جعل الشارع الليبي يتخندق في إطارات ثقافية وسياسية سرية غير واضحة المعالم ما عدا تلك التي تناضل من أجل إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية . وهدا ما جعل الإدارة الأمريكية والغرب الإمبريالي عامة تتخوف مما قد يكون عليه الوضع في ليبيا بعد رحيل القدافي ونظامه ، فالهاجس الأساسي لديها هو كل ما يتعلق بمصالحها الإقتصادية والإستراتيجية باعتبار ليبيا من البلدان الأساسية المنتجة للبترول والغاز بوفرة
فمن خلال التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأمريكيون والعديد من خبراء المؤسسات المتعلقة بالدراسات السياسية والاستراتيجية حول ليبيا والقدافي والمجلس الوطني المؤقت يتبين مدى الجهل والغموض الدي يكتنف شخصية القدافي لديهم . فلقد انطلت عليهم كل التصريحات الكادبة التضليلية التي ما فتئ يدلي بها لوسائل الإعلام الدولية والتي يتهم فيها ( القاعدة ) بالوقوف وراء ما يحدث من مظاهرات في ليبيا ، وبأن على أمريكا والدول الغربية مساعدته لإحباط ما سماه بالمؤامرة التي تستهدفه والتي تستهدف إسرائيل _ وهي الأسطوانة الجديدة التي بدأ يعزف على أوتارها _ لإثارة الخوف لديهم ، ولجعلهم يتريثون في اتخاد الموقف المناسب الدي لا يتنافى ونظرتهم البراغماتية للأمور والتي قد تصل إلى حد التواطئ معه والعمل على تكسير الثورة الليبية مقابل وضع ليبيا وكل إمكاناتها وخيراتها تحت تصرفها وتصرف شركاتها ومقابل الإعتراف بإسرائيل .
إن القدافي الدي لم يتوانى ولو للحظة في تقتيل أبناء ليبيا باستعمال الطائرات والدبابات وجميع الأسلحة الثقيلة ، والدي جلب آلاف المرتزقة من دول إفريقية عدة وسلحهم كي يمارسوا جميع أنواع التقتيل والإبادة في حق مواطنيه الليبيين العزل مقابل مئات الآلاف من الدولارات من أموال الشعب لبإمكانه بيع الوطن الليبي لأمريكا ولإسرائيل وحتى للشيطان بابخس الأثمان .
فرغم الماضي السيئ للقدافي على مستوى العلاقات مع الغرب ومع الكثير من الدول العربية ، ورغم تورطه في العديد من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها مئات الناس دات الجنسيات المختلفة ، ورغم مساندته للحركات الإنفصالية في بؤر التوتر في العديد من مناطق العالم ، ورغم تصريحاته النارية والعدائية والغير مسؤولة في أحايين كثيرة في حق العديد من الرؤساء والملوك والمنظمات الدولية والإقليمية المختلفة ، ورغم قيامه باعمال إجرامية في حق العديد من معارضيه ومخالفيه الرأي ومن تصفيات جسدية للكثير من الشخصيات السياسية والكوادر والمثقفين ومن إبادة جماعية راح ضحيتها المئات من المواطنين العزل سواء من الأمازيغ أو من التبو أو من جماعات وقبائل من مختلف مناطق ليبيا التي كانت تناضل ضد الديكتاتورية والإستبداد التي طبع بها نظامه الفاشي وعلى احتكاره لخيرات البلاد من النفط والغاز وتفريق عائداتها على أبنائه وأقاربه واستعمالها في شراء دمم أتباعه القلائل في الداخل والكثير من الحكام الأفارقة المتسلطين على رقاب شعوبهم المنكوبة في الخارج .....رغم هدا كله نجد الآن أمريكا والغرب يتصرفان ببرودة لا نظير لها وكأن الأمر لا يتعلق بحاكم شاد وسادي ومتغطرس في إمكانه القيام باي عمل جنوني وأحمق قد لا تكون تمثل كل الجرائم التي نفدها في حق شعبه المسالم حتى الآن سوى جزء صغير من مدبحة كاملة الأوصاف ما فتئ يهدد بالقيام بها في كل لحظة وحين
فحتى حدود يوم السبت الماضي الدي انعقدت فيه الجلسة الطارئة لمجلس الجامعة العربية للنظر في القضية الليبية ، كانت أمريكا والغرب تتدرعان بضرورة التريث في إصدار قرار يقضي بالحضر الجوي على سماء ليبيا إلى حين اجتماع المنظمة الإقليمية للمنطقة العربية وإصدارها لقرار يسير في هدا الإتجاه حتى لا تتهم بالتسرع أو بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول أو حتى بالتجاوز للأعراف الدولية . والآن ، وبعد أن خرجت الجامعة العربية بموقفها القاضي بإدانة النظام الليبي على الجرائم التي يرتكبها في حق شعبه وبمناشدة الأمم المتحدة للإقدام على اتخاد قرار الحضر الجوي في أسرع وقت حتى يتم تفويت الفرصة على ارتكاب المزيد من المدابح في حق الليبيين العزل ، نرى أمريكا والغرب تسلكان طريق التماطل والتسويف والتردد ، وهو الأمر الدي حسمت معه كل من فرنسا وبريطانيا في اعتراف الأولى بالمجلس الوطني المؤقت ومهاجمة الثانية لنظام القدافي ووصفه باللاشرعي
إن القدافي إنسان دون ضمير ومريض بجنون العظمة استطاع أن يمارس السلطة بديماغوجية فائقة حيث ادعى البساطة والعفة والثورية وحب الجماهير واستعمل في سبيل دلك أساليب تضليلية ماكرة شتى تراوحت بين الخطابات السياسوية الشعبوية التي ما فتئ يوجهها في كل الإتجاهات ، وبين المواقف الانعزالية التي كان يتخدها في كل وقت وحين للظهور بمظهر القائد الثوري الدي لا تلين مواقفه ، وبين التصرفات الغوغائية التي يقوم بها لإثارة انتباه الرأي العام الدولي كما يفعل عندما ياخد معه خيمته لينصبها أينما حل وارتحل
فأمام هدا السيناريو الإجرامي الدي يقوم به القدافي في حق شعب ليبيا العظيم لا يسعنا إلا أن نتسائل بكل حرقة وألم : لمادا تتفرج أمريكا والغرب على عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها القدافي المجرم في حق آلاف الليبيين في الوقت التي لا تتورع في استعمال جميع أنواع التدخلات عندما يتعلق الأمر بحياة الأمريكيين والغربيين حتى لو كان مواطنا واحدا ؟؟؟ ألهده الدرجة تسترخص أمريكا والغرب حياة الإنسانية جمعاء مقابل الرفع من شان مواطنيها ؟؟؟ أليس هدا هو الوجه الحقيقي البشع للإمبريالية الأمريكية والغربية التي لا تتردد في كل حين في تلويك واستهلاك خطاب الديموقراطية وحقوق الإنسان ؟؟ أليست هده بالمؤامرة المدبرة ؟؟؟



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورات الوضع في المغرب في ظل الدينامية النضالية الإقليمية
- المغرب والجزائر : بين الاتفاقيات الرسمية المشبوهة وضرورة الت ...
- الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال ...
- القدافي - الثائر - والقدافي المتسلط
- ملخص للأجواء التي تمت فيها تظاهرة 20 فبراير في مدينة خنيفرة
- القيادة العسكرية وتخوفات الشعب المشروعة من إجهاض أهداف الثور ...
- الثورة المصرية وبوادر الجمهورية الثانية
- المغرب الكبير : الدولة الفيدرالية الديموقراطية الموحدة ( مشر ...
- سيرورة الثورة وضرورة الحزب الثوري
- مصر على درب الثورة
- ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق
- الثورة التونسية ، تداعيات ، نتائج وطموحات
- حتى لا يتم الالتفاف على الثورة التونسية المجيدة
- الأصًوليون الإسلامويون ( تكتيك ومشروع حكم)
- حول التوصيات الختامية للجنة الأممية ... حالة المغرب
- منتدى اليسار بإفريقيا
- الدولة المدنية و الرهان الصعب
- الحلم الاشتراكي
- رد على مقال السيد طلعت : تاريخ العلمانية
- رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الثورة الليبية والمؤامرة الغربية المدبرة