أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق















المزيد.....

ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 17:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يوم الخميس 13 يناير الجاري وعلى الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش وصلت ساعة الصفر لديكتاتور تونس زين العابدين بن علي حيث غادر البلاد هو وعائلته الصغيرة على متن طائرته الخاصة التي جابت سماء البحر الأبيض المتوسط ذهابا وإيابا لتستقر أخيرا في المملكة السعودية بعد أن اعتذرت مالطا عن استقباله ، وبعد أن رفضته حليفته الاستعمارية فرنسا خوفا من إثارة غضب واحتجاج الجالية التونسية والمغاربية المتواجدة بكثرة في ديارها
غادر الديكتاتور البلاد بعد أن أقضى في الحكم أكثر من عقدين من الزمن ، كانت دهرا ، أذاق فيها مرارة العذاب للشعب التونسي الذي كان يئن تحت وطأة القهر والتسلط ، حيث كانت أجهزته البوليسية والمخابراتية المتعددة تمارس الطغيان والاستبداد ، ولا تتورع في اختطاف وسجن وتعذيب وحتى قتل وتصفية العديد من المعارضين السياسيين ونشطاء العمل النقابي والحقوقي ودفع الآخرين إلى مغادرة البلاد وطلب اللجوء السياسي .
لقد كانت الدولة التونسية بقيادة بن علي دولة بوليسية أمنية بامتياز حيث كانت التقارير السنوية التي تصدرها كل المنظمات الحقوقية الدولية وصحافة بلا حدود وغيرها تجمع على أنها من الدول العربية الأولى التي تصادر كل الحريات وتنتهك حقوق الإنسان أشد الانتهاك ، وتحاصر الأحزاب السياسية المعارضة وتمنعها من التنظيم القانوني والعمل الشرعي ، وتضيق الخناق على النضال الحقوقي ، وتتوجس من العمل النقابي والجمعوي الجادين ، وتتدخل في شؤؤن الصحافة والقضاء ، حيث كانت الصحافة كلها تقريبا تابعة للدولة ولا تنشر إلا ما يرضى عنه الحزب الحاكم وما يمجد أعماله ، وما يبارك خطواته ، ولا تغطي سوى تحركات الرئيس وزوجته وطاقمه الحكومي والوزاري وسفرياتهم وأنشطتهم الرسمية ، بالإضافة إلى ممارسة الدعاية لما يسمى بالنهضة التنموية والإنجازات الاجتماعية والتطور الاقتصادي التي تعرفها البلاد في ظل النظام ، وحيث كان القضاء أبعد ما يكون عن سلطة مستقلة إذ كان يخضع خضوعا مطلقا لوزارة الداخلية ، ويعمل وفقا لتوصياتها ويتحرك وفقا لأوامرها ونواهيها ، ويستعمل كسيف مسلط و كأداة قاهرة لتصفية الحسابات مع المناضلين السياسيين والحقوقيين والنقابيين ومع كل رموز المعارضة المتعددة المشارب والقناعات والرؤى ، حيث تلفق لهم التهم وتفبرك لهم المحاكمات ليتم الزج بهم في المعتقلات والسجون .
لقد كانت تونس بالنسبة للعديد من المتتبعين ولمؤسسات الرصد الدولية بعيدة عن أن تكون دولة مؤهلة لإحداث التغيير السياسي والاجتماعي حتى ولو كان محدودا وذو أفق إصلاحي . لقد كانت كل المؤشرات توحي بالإستقرار الاجتماعي ، كما كانت كل التقديرات لا تتجاوز في رؤيتها تلك المظاهر السطحية التي يبدو عليها الشارع التونسي لمدة تفوق 22 سنة من حكم الطاغية حيث كان أقصى ما يمكن أن يتبلور على مستوى المواقف والقرارات النضالية إضراب قطاعي معين كما حدث في إضراب الحوض المنجمي في السنة الماضية .
إلا أن العالم كله رأى كيف بعثرت الجماهير التونسية كل هذه الدراسات والتكهنات والاستقراءات ، ورأى كيف انهارت الدولة وكل أجهزتها القمعية في لحظات متسارعة بعد أن جاء التسونامي المدمر ، وكيف غادر الديكتاتور تونس تاركا وراءه منظومة سلطوية متكاملة تتوزع بين أجهزة بوليسية ومخابراتية نشطة - رغم المسيرة التي نظمتها بعض عناصر الشرطة مؤخرا والتي عبرت من خلالها على مواقفها المعادية للنظام السابق والمؤيدة لثورة الياسمين الشعبية - وبرلمان فاسد ومتعفن يحن للمرحلة السابقة ، ورجال دولة متمرسين في الديماغوجية وعلى ممارسة سياسة المناورة والتحايل متشبتين بالسلطة حتى النخاع ، مصممين العزم على محاصرة الثورة وتقزيم أهدافها وتمييع مدلولاتها وإفراغها من قيمها الإيجابية الحقيقية وتقطير المطالب والتنازلات قطرة قطرة ، ناهجبن مختلف أساليب التسويف والمماطلة واجترار الأزمة إلى أبعد حد ممكن في انتظار أن يتسرب الملل والعياء إلى نفوس المتظاهرين وتتشقق صفوفهم ، ويهتز تكتلهم ، وتتكسر وحدتهم ، فيتراجع حماسهم وتنطفئ يقضتهم ، وتبدأ شعلة الثورة وتوهجها في الخفوت ، فيتم الانسحاب من الشارع شيئا فشيئا إلى أن يندثر كل شيء ، مستغلين في ذلك غياب البديل السياسي الناضج وعدم أهلية احزاب المعارضة الحقيقية وشتاتها وعدم قدرتها على التقاط حدث الثورة في الوقت المناسب وتدبيره التدبير الصحيح للعمل على انتشال الشعب وإخراجه من دوامة الخوف على مستقبل الثورة المجهول وطمأنته على مصيرها إلى أن تصل إلى الأيادي الآمنة وتقطع إلى بر الأمان .
غير أن زخم الثورة ما فتئ يتطور حسب المستجدات التي تعرفها التطورات السياسية على الساحة حيث تعمل الجماهير الثورية على إبداع أساليب جديدة للحفاظ على وهج الثورة وجعلها سارية المفعول إلى حين إثبات أهدافها ، مكسرة بذلك كل محاولات الإفشال والتيئيس التي يراهن عليها أعداء الثورة معتمدة في ذلك على حماس الشباب الذي لا يلين وعلى يقظتهم التي لا تخفت ، وعلى الانترنيت ووسائل الاتصال الأخرى المتنوعة ، وعلى متابعة القنوات الفضائية التي ما لبثت تعمل على نشر مستجدات الأخبار ومتابعة التطورات على الميدان واستضافة كل الأطراف الفاعلة في الأحداث ومحاورتهم واستقراء آراء الجماهير وتقديم مختلف التحليلات السياسية لمختلف الرؤى والتوجهات والأطروحات .....
وكما هو معلوم ليس هناك ما يمكن أن يطمئن الشعب التونسي على ثورته المجيدة حتى لا تتربص بها قوى الشر والسوء التي لا شك أنها تعمل على قدم وساق لإجهاضها وسرقتها ، هو العمل - وفي أسرع وقت - على تشكيل حكومة وطنية مؤقتة لا وجود فيها لرجالات النظام السابق ، تشرف على تنظيم انتخابات نزيهة وحرة وشفافة ينبثق منها مجلس تأسيسي يعمل على سن دستور جديد يوفر كل الضمانات لتأسيس وبناء جمهورية ديموقراطية شعبية تكرس سيادة الشعب وتضمن فعليا كل القيم النبيلة للديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة لكل المواطنين ، وتحترم حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا ، وتنهج سياسة اقتصادية اجتماعية وطنية وشعبية غير تابعة للدول الإمبريالية وقراراتها مستقلة عن توجيهات وتوصيات المؤسسات الاقتصادية العالمية الناهبة لخيرات الشعوب كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ، وتوفر الشغل والعدالة الاجتماعية وكل مقومات الحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين ولكافة شرائح الشعب ، وتحقق المساواة بين الرجل والمرأة ، ويعترف بكل الهويات الإثنية والثقافية للشعب التونسي ، ويقضي على كل مظاهر الفساد والمحسوبية والرشوة ، ولا يميز بين الجهات المختلفة للبلاد ، ويعمل على تنمية كل المناطق الهشة البئيسة التي كانت مقصية من أي عمل تنموي في مرحلة الظلم السابقة ، وتعمل أخيرا وليس آخرا على تقديم كل رموز التظام السابق وسارقي المال العام وناهبي ثروات البلاد إلى المحاكمة واسترجاع كل أملاكهم ومطالبة كل الأبناك الدولية بتجميد أموالهم وبنشر مدكرة توقيف في حقهم .....
إنها لثورة مستمرة حتى النصر النهائي



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التونسية ، تداعيات ، نتائج وطموحات
- حتى لا يتم الالتفاف على الثورة التونسية المجيدة
- الأصًوليون الإسلامويون ( تكتيك ومشروع حكم)
- حول التوصيات الختامية للجنة الأممية ... حالة المغرب
- منتدى اليسار بإفريقيا
- الدولة المدنية و الرهان الصعب
- الحلم الاشتراكي
- رد على مقال السيد طلعت : تاريخ العلمانية
- رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....
- الحركات الاجتماعية واليسار أية علاقة ؟
- النظام الفدرالي وبناء صرح الديموقراطية
- الفشل المنتظر
- الإسلام السياسي مصائب ومآسي
- بعض أوجه الخلاف بين الديموقراطية والشورى
- اوربا وتطور النزعة الإنسانية
- الإيجابيات المزعومة للعولمة وسياسة التضليل
- مصر والجزائر رياضة وإعلام
- الحوار المتمدن منبر كل المحاصرين
- الدولة غير العلمانية وسياسة الإجحاف الديني
- الإنماء الاقتصادي رهين بالإنماء الثقافي


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق