أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حساب المسؤول














المزيد.....

السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حساب المسؤول


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 10:54
المحور: حقوق الانسان
    


في عراق اليوم بدات وفي اعقاب الاحتجاجات الشعبية التي انسابت كالنار في الهشيم من تونس الى مصر الى العراق وغيره من الدول , تتكشف العديد من الحقائق وتطفوا الى السطح الكثير من الظواهر التي اريد لها ان تبقى مختفية الى ابد الابدين ونهاية الدهر , فالمستبد الظالم المتحكم لا يريد لصوت الضعفاء المغلوبين على امرهم بالخروج الى ابعد من غرف نومهم مع عوائلهم التي ضاقت بها الحجرات الصغيرة المليئة بحسرات الضياع واللاجدوى .

الكل يبحث عن وظيفة بهدف الاستقرار المادي اولا وقبل كل شيء من خلال الحصول على راتب جيد ومستمر لا تتبدل كميته بسهولة الى الاسوء , وهو ما يتيح لرب الاسرة ترتيب بعض من اولويات الحياة الخاصة به وعائلته في حدها الادنى الذي يسمح لاغلبنا من موظفي الدولة بالعيش ليس الا , في ظل حياة اختفى منها كل اشكال النوعية الجيدة في مجمل المؤشرات , حتى اصبحنا نؤمن يوما بعد يوم باننا نعيش كي نلتقي بذات الوجوه والمكاتب والاوراق والافكار , فلا تغيير حقيقي تتيحه الحياة من خلف مكاتب الوظيفة العقيمة .

لكن بالمقابل اذا ما كان هذا الحال لعموم الموظفين , فالوضع معاكس تماما مع اغلب المسؤولين الذي تربعوا على قمة هرم المؤسسات الحكومية , فهي وطن اخر لهم يمتلأ بالغنى والغنيمة , فالمرتبات المليونية بلا استحقاق , والسفريات الرائعة الى بلدان الجمال دون اي وجه حق , والتحكم بمصائر الموظفين وتعذيبهم وتركيعهم وابتزازهم وتحطيم المؤسسات التي يعملون فيها وتفعيل عملية الانكسار النفسي لهم , كلها امور منهجية مخطط لها باتقان وليس كما كنا نخادع انفسنا بانها موجة قصيرة الاجل في بناء الدولة العراقية الحديثة وستنتهي سريعا , لنفاجأ جميعا بالحقيقة المرة التي تقول " اذا اردت ان تسيطر على الموظفين , الغالبية العظمى في المجتمع العراقي , فعليك بالسيء السمعة والسلوك والخُلق والبذيء في كلماته وتفكيره , صاحب الوجه العبوس المتجهم المتهجم المستعد للعراك والصراخ والانحدار الى مستوى الشارع الذي اتى منه , صاحب القدرة الخارقة على الكذب والوعود المعسولة صاحب الافكار الهدامة صاحب القدرة على الانتقام وممارسة سياسة الترهيب , ليعين رئيسا لهذه الدائرة او تلك , وبهذه الطريقة تبدا باول خطوة لاستعباد الناس لغايات شيطانية ومنفعية خاصة " .

بكل ثقة اقول هذا هو ما يحصل في اغلب دوائر الدولة العراقية المباركة , فالموظف في اغلب المؤسسات الحكومية يشكو من حال الانحدار والانحطاط في طريقة تعامل المسؤول المدعوم حزبيا مع زملاء الامس , فلا يمكنك الوصول الى ابسط هؤلاء المسؤولين الا بعد الخضوع والركوع والتملق والتودد لهذا السكرتير او ذاك ممن لا يحمل ذات المؤهلات التي تحملها او لا يعني في ميزان الفائدة للمجتمع والدولة ما تعنيه لها في داخل العراق وخارجه , لكنها السياسة وفن تدمير الموظف العراقي الذي تتقنه العديد من الشخصيات التي تم اختيارها باتقان عال لقدرتها على تحقيق كل هذه الاهداف بتفان كبير .

تخرج علينا الخطابات التي تقول برغبة الحكومة في الاصلاح طلبا لما تقدم به دعاة التغيير !! , لكن اما علم السيد رئيس الوزراء بان دوائر الدولة التي يراسها مليئة بكبار الموظفين الفاسدين الذي يتولون مسؤولية ادارة هذه المؤسسة او تلك ؟ , وما علم ايضا بان اغلبهم مرشح للاحزاب ولا يجوز المساس به ؟ وما علم سيادته بان الالاف الموظفين العاديين يرون الدمار والخراب والفساد ينخر الدولة ومؤسساتها بفعل اداء اولئك المسؤولين دون ان يجرء اي منهم على تقديم شكوى ضدهم ؟ اما علم جنابه الكريم بان امثالنا اذا ما فكروا بذلك سُيحاربون في مصدر رزقهم ورزق عيالهم ليفصلوا من وظائفهم بتهم جاهزة فٌصلت على قياسات المرحلة ؟ كي يبقى المفسد في القمة والموظف المليء بهموم الوطن والمواطن في القاع يستلم الاوامر وينفذ لا غير .

اذا ما اراد السيد رئيس الوزراء ان يعمل على اصلاح ما تبقى من تركة الخراب التي زادها تولي غالبية من هؤلاء المسؤولين لادارة مؤسسات الدولة خرابا فوق خراب , فعليه ان يتقدم الى الشعب العراقي وجمهرة الموظفين فيه بكل الضمانات التي تحول دون ابتزازهم وتشريدهم عن وظائفهم , فيما اذا ارادوا ان يفضحوا سياسات الفساد التي تُمارس من قبل مسؤولي الحكومة , والا فان الحال سيبقى في ترد دائم ولن تشفع المائة يوم في تغيير اي شيء طالما يشعر المسؤول بانه في مامن من شكوى الموظف العامل تحت امرته , وهي واحدة من الطرق المثلى في اصلاح عمل المؤسسات التي ننتمي لها وفي غالبيتها مسؤولة ومشاركة بالنتيجة النهائية عن اي نجاح او خلل في تنفيذ خطة الاصلاح التي تريدون تطبيقها في الاشهر اللاحقة , لذا نرجوكم من صميم القلب ان تدعموا الموظف قليلا وترفعوا الغطاء عن هؤلاء المسؤوليين قليلا ايضا , لترو كيف ان التغيير سيصبح حقيقة يمكن للمرء ان يتلمس اثارها الايجابية على حياته لا مجرد شعار لتخدير المجتمع .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حساب المسؤول