أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء














المزيد.....

الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 12:32
المحور: حقوق الانسان
    


قال المحتج : اريد حقي في الحياة , اريد الخدمات والكرامة التي سحقها البعث بالامس القريب . اريد تعويض سنوات الحرمان والتشرد بلا حلم وبلا امل وبلا مستقبل . اريد كل هذا بل واكثر

قال المسؤول : ومن اين لي القدرة على كل ذلك , اذهب والعن صدام والبعث فهم من دمر حياتك وجعلها خراباً ابدي , وهم من حطم العراق وبناه التحتية بل وسحقها وحول معها العراق الى ارض محروقة

قال المحتج : واين النفط والثروات الهائلة ؟ , واين المليارات والميزانيات الانفجارية ؟ واين الوعود التي اطلقتموها بالامس في انتخاباتكم الكارثية ؟ واين الحرية والديمقراطية التي صدعتم بها رؤوسنا ؟ واين تسرب عبق الشفافية التي كنتم بها تتغنون ؟

قال المسؤول : عن اي بترول تتحدث ايها المحتج ؟؟ وعن اي ميزانية ؟؟ ونحن حائرون اليوم في اطعامكم واكسائكم وتعليمكم وربما تربيتكم بعد ان افسد البعث اخلاقكم وحرفكم عن دينكم و شعائركم , عن اي ميزانية تتحدث ونحن حائرون كيف سنصرف لكم اجوركم ومرتباتكم

قال المحتج : مليارات ومليارات تتحدثون عنها فاين الكهرباء واين الماء النقي واين الشوارع المبلطة واين الجسور المجسرة واين الحياة الحرة الكريمة التي اخرجتمونا من غيبوبتنا بسببها ؟

قال المسؤول : اياكم والاحتجاج فهو ليس شانكم بالامس ولا اليوم , فقد خدعكم من قال بان حكاماً في العراق هذا سقطوا بايدي الشعب , اذهبوا ناموا واحلموا وكلوا واشربوا من فتات موائدنا ومن ماء مغمس بفضلات مجاري منطقتنا الخضراء , انه افضل لكم من الانجراف الى مصيدة البعث العفناء .

قال المحتج : يا سيدي والله والعباس انا لست بعثيا والبعث هتك عرضي وسلب ارضي وجردني بالامس حتى من هويتي وانتمائي , فهل هذا هو بالله عليك جزائي ؟

قال المسؤول : اعرفك طيباً لين الطبع سهل العريكة , لذا اخشى عليك من ان تُخدع بشعارات التغيير , فالبعث يتربص بك يمنيا والمليشيات تتربص بك يسارا , ونحن نقودك الى الامام , لكن كل ما عليك هو الصمت والصبر لمجرد سنوات قادمات , واجعل ايمانك بالله وبنا عاليا ستُحقق احلامك في 20150 على يد ابنائنا القادمين من خلف اسوار المنطقة الخضراء ومن اوربا وامريكا ارض المحظوظين و السعداء .

قال المحتج : يا سيدي انه الفقر الذي لا يعرف دين ولا عبادة , فقر في المعيشة وفقر في الخدمات , مالي انا والبعث والمليشيات ؟

قال المسؤول : احذر اياك ثم اياك سابيدك عن وجه الارض ساشردك في الاصقاع ساحرمك حتى من رغيف الخبز ومن شرب الماء , انك بعثي حتى النخاع انك قاعدي الولاء انك مليشياوي الانتماء

قال المحتج : وكيف يا سيدي تطمان باني لم اخرج الا من رحم المعاناة عراقيا صافيا مدنيا متحضرا مسلوب الحق والكبرياء , لم اكن يوما عونا للبعث او للقاعدة ولم اكن يوما ممن عمل او تعاطف مع المليشيات ؟

قال المسؤول : ساطمان لك واصدق بعباراتك عندما تعود الى بيتك وتلوك الكلمات مع عائلتك واصدقائك وتصرف وقتك في المقهى في النميمة والطعن بالاخرين , ساصدق بك عندما تعود خانعا مطيعا خاضعا مصدقا لما بين يدينا من خطاب , مباركا لما نقول ونردد من كلمات , عندها فقط ساتيقن بانك عراقي اصيل لست من العابثين الضغفاء .

قال المحتج : والله يا سيدي ما بقي لي في هذه الدنيا شيء حتى ذاكرتي ثقبها الالم والجوع وتسربت منها كل الاشياء الجميلة , فما عاد فيها الا الحزن يضربني في كل لحظة ضربة تساوي باضرارها قنبلة هيروشيما

قال المسؤول : ويحك يا هذا اصبر ان الله مع الصابرين سنسعف طلبك في الالفية القادمة ولو بعد حين لا ترتد الى عهد البعثيين . ثم مابال ذاكرتك انسيت ايام التسعين ؟

قال المحتج : لا يا سيدي ولكن ايوب ان صاح صاح لك الحمد ان الرزايا عطاء وان المصيبات بعض الكرم , لكن اي كرم هذا الذي لا تنتهي عنده معاناتي وانتم كما سالف الزمن بغيركم , تتنعمون وتغتنون على عذاباتي

قال المسؤول : انظر ايها المسكين المجنون انك لن تجد غيرنا عونا مأمول فنحن عماد دنياك ونحن الحبل الموصول الى اخرتك في نعيم الجنة مع الخالدين , اصبر ثم اصبر ورابط ودافع عنا دفاع المستميتين العارفين المتبصرين , فالاعداء , يا هذا الذي لا اعرف له اسم ولا ادري انكان عراقيا بعد ام لا , بنا جميعا متربصين

قال المحتج : وما الحل يا سيدي المبجل المعظم المسؤول ؟

قال المسؤول : ببساطة عد الى بيتك واحذر الحديث بصوت عال فالسلطان نائم والجو غائم والهدوء مطلوب بشكل دائم , لانه ليس من الادب الخروج على السلطان في لحظة نومه العميقة , فهل فهمت ام انك بحاجة الى لغة اخرى افهمك بها يا ....... .

قال المحتج : حسبي الله انه وكيلي في الدنيا والاخرة هو اقوى منك ومن البعث والمليشيات والقاعدة , سلبتم حقي حتى في الحديث وتامرتم جميعا على مصائبي ومعاناتي وفقري وجوعي وعذاباتي , فباي دين انتم يا سيدي تدينون ؟ , ساحمل اوزاري جميعها , واحمل ما تبقى لي من احلام , علي اجد يوما مساحة في ذاكرة الايام , لم تطاها اقدام الخطيئة الحمقاء ولن اسمي بعد اليوم عهدا باسم الديمقراطية العرجاء ابدا ابدا يا سيدي يا عظيم العطاء .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من أن يصبح الحرمان الجماعي أمرا طبيعيا في ...
- صحة غزة: المجاعة ومجازر الاحتلال قرب مراكز المساعدات تهدد حي ...
- صحة غزة: المجاعة تتفشى في القطاع ونحذر من كارثة صحية وإنساني ...
- إيران: اعتقال 87 عميلا لإسرائيل في محافظة لرستان
- الأمم المتحدة تحذر من جعل الحرمان الجماعي في غزة أمرًا طبيعي ...
- القضاء الأمريكي يعلّق تنفيذ أمر ترامب بشأن موظفين لدى المحكم ...
- منظمات المجتمع المدني: الاتحاد الأوروبي متواطئ في سياسة التج ...
- إيران تعلن عن اعتقال 87 عميلا لإسرائيل في محافظة لرستان
- اعتقال 87 عميلاً للكيان الصهيوني في محافظة لرستان غرب ايران ...
- منظمة المحامين الأوروبيين: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بغزة وتمن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء