أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب














المزيد.....

بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 19:55
المحور: حقوق الانسان
    


قبل قليل كنت وكالمعتاد اطالع احد الكتب البيئيية اذ طالما اهتم بالمشكلات البيئية واُدرسُ هذه المشكلات لطلبتي الاعزاء في الجامعة على اعتبار ان هذا الموضوع يعد اليوم من بين المواضيع المهمة التي بدأت تتوجه نحوها انظار المجتمع الدولي خصوصاً بعد الكوارث المُنذرة التي تهددتنا بها البيئة كردة فعل طبيعية ازاء التعامل اللاعقلاني واللاواعي من قبل الانسان مع موارد البيئة المختلفة الى الحد الذي برزت فيه حجم الانانية التي تملكت المشاهد الخاصة برسم تطور بعض الحضارات المعاصرة وما رافقها من استنزاف ونهم في استغلال موارد البيئة تلك وبالشكل الذي قاد الى كل هذا التدهور الذي يدفع ثمنه اليوم من ساهم بصنعه ولو بدرجات متفاوتة مكانياً وزمانياً .

من بين هذه المشكلات يبرز التصحر كاحد اهم التحديات التي تواجه البيئة في العالم الاسلامي خاصة في ظل الظروف البيئية الجافة وشبه الجافة التي تتسم بها الاحوال المُناخية في هذا الاطار المكاني وبالشكل الذي يجعل البيئة في هذه الاجزاء حساسة جداً لاي استغلال مفرط او تعاطي غير محسوب في ابعاده المستقبلية تجاه هذه البيئة , التي شهدت بفعل الاهمال المتواصل وبفعل السياسات البيئية الخاطئة , نوعاً من السلبيات المتراكمة التي بدأت تتحد مع بعضها مكونة اضراراً اقتصادية واجتماعية تتخطى حدود المشكلة بوصفها مشكلة بيئية .

ما يهم في هذا الامر هو احد التوصيات التي تقدم بها واحد من بين الكتاب المهمين في قضايا البيئة وهو الدكتور زين الدين عبد المقصود في كتابه (( البيئة والانسان علاقات ومشكلات )) , في محاولة منه للحد من تنامي خطر التصحر الذي بدأ بالتمدد المكاني اليوم الى مساحات لم تعرفها دول هذا العالم من قبل , حيث يذكر في احدى هذه التوصيات ما يلي (( المساهمة في تمويل مشروعات مكافحة التصحر العاجلة وخاصة في الدول التي تعاني عجزاً مالياً يمنعها من تنفيذ مثل هذه المشروعات بعيدة المدى ... )) .

ليس من حقنا بالتاكيد الطعن في فكر اي شخص من خلال مقولة واحدة في كتاب يتجاوز بصفحاته 255 صفحة , عبر التركيز على مقولة ما واغفال ما فيه من ميزات مهمة اخرى في صفحات كثيرة يمتلاْ بها هذا الكتاب, وهو ليس هدفنا هنا بالتاكيد , لكن من ينظر الى هذه التوصية سيجد انها توصية رومانسية صرفة , وربما هذا هو الحال لدى العديد من الاكاديمين ومنهم كاتب هذه السطور , طالما اننا نُغلب الرؤية الانسانية في التعاطي مع القضايا التي من شانها ان تحد من تطلعات الانسان والارتقاء بمستوى حياته الى الافضل على اعتبار ان جزء اساسي من وظيفتنا مُنصبٌ على تقديم الرؤى التي نؤمن بها وفي النهاية يبقى الامر متروكاً لصناع القرار فيما اذا اختاروا الاخذ بهذه الرؤى من عدمه , لذا جاءت تلك التوصية في اشارة الى ما يمكن ان تساهم به الدول الاسلامية , الغنية منها طبعاً , في مجال تطوير الدراسات والابحاث الخاصة بمكافحة التصحر والحد من اخطاره المتنوعة والمتشابكة , لكن هل من مجال فعلي لهذه الامنيات البسيطة في فكر صناع القرار السياسي في دولنا الغنية منها قبل الفقيرة ؟

لو تتبعنا نطاقاً مهماً في جغرافية حركة راس المال العربية والاسلامية , و بالذات خلال العقود الاخيرة من القرن الماضي , عموماً لوجدنا ان جزء كبير من هذه الحركة مجندة منذ وقت طويل في خدمة الحركات الاسلامية المتطرفة ( كما هو الحال في تمويل نشاة الحركات الاسلامية في باكستان ) التي تم من خلالها بالفعل تقديم الدعم والمساندة المادية والمعنوية للعديد من الدول الفقيرة التي تحولت الى بيئات خصبة لتوليد الذهنيات العنيفة التي تؤمن بانها هي الاصح والافضل وما دونها لا قيمة له , نعم قُدم الدعم للعديد من هذه الدول لكن ليس لمكافحة التصحر وانما لمكافحة اي مجال للتقدم فيها عبر انشاء المدارس الاسلامية المتشددة التي غذت ابناء القرى والارياف خاصة بافكار القتل التي ندفع ثمنها اليوم في العراق وغيره من البلدان , بعد ان خُزِنَ رصيدٌ كافٍ من اؤلئك الذين لديهم كل الاستعداد للقيام بما يُطلب منهم وعبر صرف مليارات الدولارات التي اُنفقت لخلق مثل تلك الذهنيات ولتعزيز مثل تلك البيئات التي نهش في جسدها وروحها التصحر البيئي والفكري والوجداني للعديد من الابرياء الذين كانوا ضحية لاهمال المقتدرين من اصحاب الخزانات المليئة بالاموال , التي بالفعل لو انها اُنفقت في مجال الاستثمار في الانسان وفي مكافحة التصحر في العالم الاسلامي , لتحولت العديد من دول المنطقة الى جنانٍ خُضر و الى اراضٍ مسُتثمرة بطريقة علمية وفقاً لرؤية تخطيطية بعيدة المدى هدفها الارتقاء بالبيئة خدمة للانسان , وليس التضحية بالانسان عبر استغلال الاموال في تحويله الى قنبلة موقوتة يسهل تفجيرها في اي مكان يُراد ان تُفجر فيه بعد العمل بالتاكيد على استغلال ما في بيئته الطبيعية والبشرية من نقاط ضعف , ولاغراض الابتزاز السياسي , ولتتحول عندها مثل هذه المشكلات بالفعل الى مصدر خطر على الامم التي تُكرس فيها امراض التخلف والدمار البيئي , لاستعباد شعوبها بهذه المشكلات المتلازمة في تاثيراتها على حاضر ومستقبل تلك الامم ومنها الى كل العالم , الذي يتميز فيه البعض , و على خلاف تلك الرؤية , بانه ينظر الى الانسان على انه الاستثمار الحقيقي الذي يجب ان توضع في سبيل الارتقاء به كل الامكانيات المادية , وبما يخدم خلق علاقة ايجابية بينه وبين البيئة الطبيعية بكل مفرداتها ومنها مكافحة التصحر الذي لا يمكن له ان يكون حقيقة مُجسدة على ارض الواقع بدون تحقيق مثل هذا الاستثمار الايجابي والبناء .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي
- مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية
- كيف يتوجب علينا النظر الى ماكتبه كيسنجر مؤخراً حول العراق ؟
- احدى الروايات الايرانية تجذب اهتمام مترجم امريكي
- الوجه البريء للبرنامج النووي الايراني
- التصعيد الجديد في المنطقة لمصلحة من ؟
- اقتل سلطانا تصبح سلطانا ... اقتل شعبا كالعراق تصبح مجاهدا
- قطع الارزاق ومن ثم الاعناق .....رسالة مفتوحة الى السيد نوري ...
- هل مشكلة الكورد الفيلية في الجنسية؟


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب