أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دياري صالح مجيد - مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟















المزيد.....

مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عُقد الاجتماع الاخير للجنة متابعة المبادرة العربية بحضور العديد من وزراء خارجية دول العالم العربي , وليس وزراء الخارجية العرب لان في ذلك اجحاف بحق ابناء الاقليات الاخرى في ان يشغلوا هذا المنصب , في القاهرة بتاريخ 3/3/2010 وتم فيه التوصل الى اتفاق يدفع باتجاه اعطاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس التفويض باجراء مباحثات مشروطة مع اسرائيل , رغم ما اثاره هذا التفويض من اعتراض سوري حاد وفقاً لحجج يراها وليد المعلم بانها منطقية في ضرورة اعطاء او عدم اعطاء مثل هذا التفويض .

ترددت في اوساط الاجتماع وفي مداخلات ومساجلات حاضريه بعض الاراء التي رفعت من سقف التشنجات داخل اروقة القاعة التي جرى فيها هذا الاجتماع , مما دعا البعض الى محاولة تلطيف الاجواء وتقليل التوتر الذي قد يقود الى تازم في المواقف يؤدي بالنتيجة الى نسف الهدف المُسبق من وراء عقد هذا الاجتماع . بدأ محمود عباس مازحاً بسؤال ما يدور حول الموقف الذي على حكومته اتباعه في الصراع مع اسرائيل هل يذهب الى الحرب ام يفاوض فقال بحسب ماذكرته صحيفة الشرق الاوسط ((أنا ألتزم بقراركم، فإذا وافقتم سنذهب إلى المفاوضات وسنعطيهم فرصة.. وإذا رفضتم فإنني سألتزم بقرار رفضكم ولن أذهب .. وتابع القول وإذا كان هناك بديل فآتوني به.. وإذا كان البديل هو الحرب فأعدكم بأن أكون في المقدمة )). اعتراف صريح وواضح بان الشان الفلسطيني لم يكن في يومٍ من الايام من صنع الفلسطينين انفسهم بل كان ولا يزال نتاج لتجاذبات القوى والتحالفات العربية والاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر في رسم مشاهد الاستقطابات الحالية والمستقبلية في المنطقة , فاذا ما اراد البعض ان يدفع باتجاه السلام وكان له الوزن والدور المؤثر , جاء السلام على طبق من ذهب ليرقص الفلسطينيون طرباً ويمتلؤا اشراقأ بغدٍ مغاير لواقع اقل ما يمكن ان يوصف به بانه ماساوي . اما اذا كان العكس فمرحباً بالحرب اذا ما دفع باتجاهها اصحاب الفخامة من قادة الحلف الذي يضم دولاً مؤثرة في توجيه دفة العلاقات الفلسطينية – الاسرائيلية , ليكون العداء او التعاطف بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي بالضرورة انعكاساً ليس لما يختلج صدور ابنائمها من رغبات , بقدر ما يرتسم في مخيلة القادة السياسين من مصالح , لا يُنظر في ظلها للشعوب الا بانها ادوات رخيصة لتحقيق الغايات السامية لهؤلاء القادة . انه ذات التوجه الذي اوقع العراق في فِخاخ عظيمة لا فكاك منها فقائد العروبة الفذ كان دوماً المُقدِم لمصالح الاخرين القادرين على الدفع , وذلك على حساب مصالح شعبه العليا وليكن في حينها مُدلل العرب ورافع راية نصرهم عالياً حتى جاءت اللحظة التي انقلب فيها على عرابي الامس ليفجع الجميع باحتلال الكويت . درسٌ لم يهضم كثير من الماسكين بزمام الامور بعد حقيقة تفاصيله .

في مقابل هذه المُزحة التي اريد لها تهدئة غليان التحالف الاخر برزت لنا مُزحة اخرى على لسان السيد وزير الخارجية القطري قال فيها ((إحنا يا أبو مازن بنحارب بالفلوس فقط )) نُكتة جميلة لا اراني امامها الا متالماً من حقيقة الهدر والضياع الذي لف عقول ملايين من البسطاء القابعين في جغرافية الطوق العظيم الذي تفرضه علينا حدود العالم العربي , فالتصريح الاخير لوزير خارجية قطر لا ينتظر منا الا الشكر والعرفان لكل هذه الصراحة والواقعية التي افرزتها هذه الكلمة المُلطفة لاجواء اللقاء والمُوضحة لنا حقيقة هذا التقسيم الجغرافي للمسؤليات داخل القاعات التي يتم فيها صياغة المستقبل للشعوب القاطنة في هذا المكان , فالبعض عليه ان يشجع سياسات الانجاب في بلدانه ويحث على ما يزيد من الفئات الشابة في دوله ويحول الهرم السكاني بما يخدم وصف الدولة بانها شابة , لان ذلك سيخدم الامة لاحقاً في حروبها القادمة التي لابد وستكون بحاجة الى طاقات بشرية سُستخدم كوقود يرمى في نيران تلك الحرب لاشعالها لاطول فترة ممكنة , بالمقابل سيقوم البعض ممن لا طاقة له ولا قدرة على تحمل الضريبة البشرية الفادحة للحرب بدفع المبالغ النقدية على شيك ابيض لعرابي جبهات القتال , وكاننا بذلك اصبحنا في ظل اقليمين يعكسان رؤية العديد من صناع القرار في بلداننا الاول يتوجب عليه التضحية بالبشر والاخر يضحي بالفوائض المالية . هي ذاتها العقلية التي دفعت بالعراق الى ما حول حياة ابنائه الى جحيم لم تُكسر بوابات اسواره العالية بعد رغم التغيير الذي اطاح بواحد من اعتى الدكتاتوريات فيه . المُزحة القطرية الجامعة لكل الرؤية الخليجية تعبر بواقعية عن الخط الذي تنتهجه هذه الدول التي يؤمن قادتها بان الحرب ليست شانهم المباشر فهم يرغبون بالتمتع وشعوبهم بالحياة واذا ما اراد البعض ان يقوم بمغامرة ما لا باس الاموال موجودة بشرط ابقوا بلاء الحرب بعيداً عنا لاطول فترة ممكنة .

في حين رد وزير الخارجية المصري قائلاً ((يذهب للحرب من لم يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل )) وهنا ايضاً لم تكن هذه المُزحة الا دلالة للايحاء بان الواقعية التي بدات تتعامل بها مصر مع مشكلة الصراع العربي – الاسرائيلي انما هي اشبه برؤية متعقلة ومدركة لحجم التحديات التي قد تواجهها مصر في حال اندلاع الحرب , لتكون مجمل تلك المُزحات ماهي الا نوعاً من الاحراج السياسي الذي اسُتخدمت فيه ما يمكننا ان ندعوها بدبلوماسية النكتة لوضع السوريين وحركة حماس بالضرورة في موقف محرج , بانهم اذا ما ارادوا فعليهم الذهاب الى الحرب بمفردهم . لكن ذلك لا ينفي ابداً من جهة اخرى ان الموقف هذا جاء بالاساس للعمل على توفير كل سُبل الاقناع وربما عوامل الرغبة للقيادة السورية في الانضمام الى هذا المشروع والابتعاد قليلاً عن المحور الايراني خاصة وان القادة المؤثرين في هذا المسعى وهم في مصر والخليج وبالذات في السعودية , يدركون ان ربيع العلاقات السورية مع ايران يمكن ان ينتابه بعض الفترات التي تغيب فيها الشمس عن سمائهِ اذا ما توفرت لسوريا الدوافع والضمانات التي تتيح لها امكانية تحقيق اهدافها بعيداً عن الحليف الايراني , وهو امر لا بد وان يجد صداه في التوجهات الايرانية المستقبلية من العلاقة بسوريا على وجه الخصوص , وبشكل ادق في ضوء ما ترشح عن هذا اللقاء من ردود فعل امريكية واعدة بقدوم جو بايدن وجورج ميتشل الى المنطقة في اقرب فرصة لمناقشة هذه التطورات الاخيرة .

لو كان لي الحق في ان اقول كلمتي التي لا اعرف فيها استخدام الاسلوب الساخر لقلت : لو كان هناك احترام للعقل في عالمنا العربي ولارواح البشر القاطنين فيه , لو كان هناك رغبة في استثمار فوائض النفط بما يُعلي من شان الانسان ويُعمر الاوطان بالعلم والمعرفة , لما كان اليوم بيننا من يدعو للحرب وما كان بيينا اليوم من يخاف من اسرائيل او امريكا ايها القادة العرب .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية
- كيف يتوجب علينا النظر الى ماكتبه كيسنجر مؤخراً حول العراق ؟
- احدى الروايات الايرانية تجذب اهتمام مترجم امريكي
- الوجه البريء للبرنامج النووي الايراني
- التصعيد الجديد في المنطقة لمصلحة من ؟
- اقتل سلطانا تصبح سلطانا ... اقتل شعبا كالعراق تصبح مجاهدا
- قطع الارزاق ومن ثم الاعناق .....رسالة مفتوحة الى السيد نوري ...
- هل مشكلة الكورد الفيلية في الجنسية؟
- الثقافة في العراق على أعتاب عام جديد
- هواجس الكتابة في الحوار المتمدن
- تضارب المصالح الأمريكية-الروسية في القوقاز
- حرية المرأة في العراق وأثرها في المنطقة
- انتخاب أوباما وأوهام التغيير
- هل ستساهم روسيا في تقسيم جورجيا؟
- هل يمكن للنظم العربية ان تؤثر في السياسة الأمريكية؟
- حرب القوقاز وعسكرة البحر الأسود
- حرب القوقاز من وجهة نظر الإدارة الأمريكية
- حرب القوقاز وأثرها على أذربيجان


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دياري صالح مجيد - مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟