أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب















المزيد.....

جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 20:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم : اوسكار باردو سييرا
ترجمة : دياري صالح مجيد

بعد سنة من حرب اغسطس التي جرت احداثها ما بين جورجيا و روسيا بدأ الوجود الاوربي في دولة جورجيا بتعزيز مكانته . وكانت النتيجة الاكثر وضوحا في هذا الصدد تتمثل في تواجد بعثة المراقبة الاوربية على الاراضي الجورجية , التي عملت اضافة الى البحث عن تنفيذ اتفاقيات وقف اطلاق النار , على تزويد صناع القرار السياسي في بروكسل بالمعلومات المباشرة الخاصة بالتطورات الجارية في جورجيا . على اية حال يلاحظ بان تنفيذ سياسة الجوار الاوربي كانت تعاني قبل الحرب من عملية التشتت اذ ان المجالات الرئيسية فيها كما هو الحال مع اعادة اصلاح الاسواق والتقارب التنظيمي داخل البلاد , قد لاقت معارضة قوية من قبل الدوائر الرئيسية في الحكومة الجورجية . الا ان هذه الحالة تغيرت بعد الحرب. لكن بالرغم من ذلك يعتقد بان سيناريو اربنة ( اضفاء البعد الاوربي على ) جورجيا سوف يقود الى مزيد من التوترات مع روسيا وكذلك سيقود الى مزيد من السياسات الروسية الاكثر حزما في مجمل دول الاقليم .
رؤية اولية .

تمثلت واحدة من نتائج حرب اغسطس الماضية في مشاركة الاتحاد الاوربي بشكل فعلي في جورجيا اضافة الى تنامي الدعم الى هذا الشريك الشرقي . اذ ان النشر السريع لبعثة مراقبة السلام وفقا للمواصفات الاوربية , وهي البعثة التي تعد الان بعثة المراقبة الدولية الوحيدة في جورجيا , قد اثارت قدرا عاليا من الامتنان في اوساط النخب السياسية والمجتمعية الجورجية . وقد قادت بدون ادنى شك الى زيادة الوجود والرؤية السياسية للاتحاد الاوربي في المنطقة .

ان الشيء المرئي بشكل اقل لكنه في ذات الوقت لديه قدر من الانعكاسات البعيدة المدى عل مستقبل جورجيا يتمثل في التقدم الحاصل في تطبيق سياسة الجوار الاوربي والتوقعات الخاصة بتعميق العلاقات مع الاتحاد الاوربي في اطار ما يعرف بمبادرة الشراكة الشرقية .

بعد قيام الثورة الوردية وما افرزته من وعود قدمتها الحكومة الاصلاحية بقيادة ميخائيل سكاشفيلي, قام الاتحاد الاوربي بوضع جورجيا وبقية دول جنوب القوقاز ( اذربيجان وارمينيا ) ضمن ما يعرف بسياسة الجوار الاوربي وروجت لالتزام منح هذه الدول مبلغا يقدر بمليار دولار امريكي خصص منها مبلغ 150 مليون دولار من قبل مفوضية الاتحاد الاوربي وذلك في مؤتمر المانحين الذي نظم من قبل المفوضية الاوربية والبنك الدولي في عام 2004 . الا انه مع وفاة رئيس الوزراء الجورجي zurab zhvania في فبراير / شباط 2005 لم تفقد جورجيا داعما قويا للتكامل مع الاتحاد الاوربي وانما قوة منجذبة بشكل كبير الى مؤسسة الرئيس والى سكاشفيلي شخصيا . مابين 2004-2005 كانت جورجيا مثالا نموذجيا لقي الثناء من قبل البنك الدولي بسبب التحرر السريع لاقتصادها وفي الوقت ذاته اعتناقها لستراتيجية الحالة الدنيا .

على الرغم من الخطاب الموالي لاوربا في ادارة سكاشفيلي منذ الايام الاولى للثورة الوردية , الا ان تطبيق سياسة الجوار الاوربي مرت بحالة من الركود وفقدان الاتحاد الاوربي لسيطرته على عملية اصلاح البلاد . ففي الحقيقة كان طريق الاصلاح الذي اخذت به الحكومة بعد 2005 يتناقض مع المنهج التنظيمي للاتحاد الاوربي ومع تبني الاجزاء الضرورية لعملية الاندماج في تكتل اقليمي . يضاف الى ذلك ان الانضمام الجورجي لحلف الناتو لم يعد امنية بعيدة المنال فحسب وانما اظهرت حرب اغسطس / اب ان الولايات المتحدة الامريكية لها امكانية محدودة في التاثير في الاقيلم , في ظل هذا المشهد يبدوا ان جورجيا بحاجة الى الاتحاد الاوربي .وعلى اية حال فان الدعم السياسي والاقتصادي المتزايد من قبل الاتحاد الاوربي يمكن له فقط ان ينجز عبر التطبيق الجدي للاصلاحات الاقتصادية والسياسية التي وضعت اسسها من قبل خطة العمل الخاصة بسياسة الجوار الاوربي . وهو ما يمثل طبيعة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوربي . في ظل ذالك المشهد يبدو ان المواقف داخل اطر الحكومة الجورجية فيما يتعلق بتنفيذ سياسة الجوار الاوربي , قد بدأت تقل حدتها منذ انتهاء الحرب الاخيرة . اذ ان الداعمين الرئيسين للمنهج اللبرالي كما هو الحال مع وزير الاقتصاد السابق kakha bendukidze و رؤساء الوزراء السابقين zurba noghaideli و lado gurgenidze قد تم ايضا اعادتهم الى الواجهة . ويبدو ان رئيس الوزراء الحالي nikoloz gillauri اكثر واقعية في توجهه نحو تنفيذ الاصلاحات ذات التوجه الاوربي خاصة منها تلك المتعلقة بقضية التسوية التنظيمية البعيدة المدى .

التاثيرات :

ان قوة الدفع المحتملة للمصالح الاوربية في جورجيا لم تكن في اي وقت من الاوقات اعلى مما هي عليه الان . فعلى الرغم من الخطاب الحالي , نجد ان الدوائر السياسية في جورجيا مدركة بشكل جيد لاستحالة عكس الاوضاع القائمة في جنوب اوسيتيا وابخازيا في وقت قريب . في ظل ذلك فان نتيجة الحرب والحاجة الى مزيد من الدعم الاوربي للابقاء على قوات المراقبة في جورجيا , يعد بداية لتاسيس نظاما سياسيا وقوة حقيقية تمتد مصالحها المشتركة الى ما وراء واجهات المؤسسات الديمقراطية . الا ان هذا يعني ايضا ان السياسات الروسية يمكن ان تصبح خلال المستقبل اكثر عدوانية و قد يحدث ما هو اسؤ من وجهة النظر الاوربية عندما تكون تلك السياسات الروسية غير متوقعة . لقد ادت الحرب الى زيادة مشاعر العداء للروس في جورجيا خاصة بين جيل الشباب والذي تزامن مع الاعتراف الروسي باستقلال ابخازيا و اوسيتيا الجنوبية , لذا فقدت روسيا قدرتها على التاثير في السياسة الجورجية عبر سيطرتها في السابق على العمليات الخاصة بحل الصراعات هناك . لذا فان التاثير المباشر للحكومة الحالية وتلك التي ستاتي بعدها يتمثل في في التعاون بشكل متقارب مع الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية والعمل فيما بعد على كسب الدعم من المؤسسات المالية الدولية , وهو ما يعد السياسة الوحيدة الموجودة في جعبة صناع القرار السياسي في جورجيا .

كنتيجة لذلك فان مزيدا من التنفيذ الشامل للاصلاحات ذات العلاقة بسياسة الجوار الاوربي وبالذات منها تلك التي تؤثر في الاقتصاد الجورجي من اجل الوصول على اتفاقية للتجارة الحرة , اشاعة دور القانون , الحرية الاعلامية , المشاركة في السلطة واعطاء المزيد من الدعم للبرلمان , كلها امور يحتمل ان تشهد تقدما في المستقبل . وهو ما يعد الطريق الوحيد للحصول على الدعم السياسي والاقتصادي القوي من قبل الاتحاد الاوربي , ويمكن تحقيق ذلك حتى اذا ما استمرت الانقسامات داخل الاتحاد الاوربي حيال روسيا وحيال السياسات المتبعة ازاء دول الجوار الجغرافي الشرقية . الا ان العائق الحقيقي الذي يواجه اوربا هو ان عملية البدء بأربنة جورجيا سوف تزيد من التوتر مع روسيا . فعلى الرغم من مخاوف روسيا من توسع حلف الناتو الا ان توسع الاتحاد الاوربي هو امر تخشاه بشكل اكبر من ذلك التوسع للناتو , فعندما ينضم بلد ما الى الاتحاد الاوربي فهو يعد خسارة مطلقة لروسيا , وهو ما يعزز مخاوف الكرملين التي عبر عنها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف او الرئيس مدفيديف في بعض المناسبات حول ما يتعلق بالشراكة الشرقية .

النتائج :

لقد اظهرت الحرب للنخبة السياسية في جورجيا ان امن البلاد لا يمكن ان يدور فقط حول الولايات المتحدة الامريكية و الانضمام المفترض الى حلف الناتو . لذا فقد وضحت بعض الدوائر السياسية الجورجية في بروكسل امكانية وجود سيناريو شعاره المزيد من التوجه نحو اوربا في مقابل توجه اقل نحو الناتو , من اجل توفير بعض الضمانات الامنية لجورجيا بعيدا عن مسالة العضوية في الناتو . لذا شهد هذا العام نوعا" من الثبات للمواقف المتقاربة ما بين الاتحاد الاوربي وجورجيا كما هو الحال مع المحدثات بين الطرفين حول اتفاقية التجارة الحرة , تسهيلات منح تاشيرة الدخول وكذلك قضايا التسوية والشؤون الداخلية لجورجيا التي بدات تتقدم هي الاخرى . الا انه بالرغم من ذلك يلاحظ بان زخم هذا التوجه قد بدا بالتراجع في الاتحاد الاوربي لان الانقسامات ما بين اعضائه في علاقتهم بروسيا قد اصبحت الان اعمق مما كانت عليه من قبل .

لقد وجدت جورجيا والاتحاد الاوربي نفسيهما عند ملتقى طرق , اذ ان المزيد من الدعم الاوربي والعلاقة المتينة مع جورجيا يشير الى مزيد من الانفتاح السياسي لحكومة سكاشفيلي وتحجيم المخاطر التي تواجة النخب السياسية والاقتصادية . اما بالنسبة للاتحاد الاوربي فان اربنة جورجيا سوف يكون لها نتائج اقليمية فعلى الاقل ان ذلك سوف يفتح الباب اما مزيد من الديمقراطية والاستقرار لجورجيا .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب