أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟














المزيد.....

حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 19:05
المحور: حقوق الانسان
    


اقليم كردستان العراق , الذي يختلف بشكل جوهري في حركة وفاعلية الطبقة الوسطى والفئات الشابة فيه عن بقية اجزاء العراق بحكم طبيعته شبه العلمانية , يشهد اليوم تناغما واضح المعالم مع افكار ونسائم الثورة التونسية التي بدا رحيق ياسمينها ينتشر الى بقية الاجزاء المؤهلة للتفاعل معها في الشرق الاوسط ومنها بالتاكيد اقليم كردستان .

لا ننفي ما ذهبنا اليه في مقال سابق عن صعوبة تطبيق هذا النموذج في دول الشرق الاوسط الا في حال توافرالظروف الملائمة لذلك , الا ان هذا لا يعني بطبيعة الحال ان الثورة لن تنشتر في بقية الاجزاء رغم انها لن تحقق ذات المكاسب التي حققتها في تونس ذاتها .

في اقليم كردستان بدات حركة التغيير التي تستقطب فئات واسعة من الشباب هناك , العمل على محاولة اختطاف هذه اللحظة السريعة في تفاعلات الاحداث الجارية في مجمل المنطقة مع ما يلف الموقف الامريكي فيها من غموض , من اجل تحقيق المكاسب التي طالما حلم بها دعاة التغيير في مشروعية العمل على تغيير البنى القديمة التي حكمت التفاعلات السياسية في كردستان العراق , لتؤدي هذه الخطوة الى جر الاقليم الى نوع من الصراع الحزبي الذي قد يتفجر متجاوزا الحدود المسموحة بها نحو حالة من التازم التي تهدد المستقبل السياسي للاقليم .

الحق في التغيير لم يعد مطلبا كرديا بل اضحى واحدا من الخيارات المهمة التي لابد وان تجد لها موطيء قدم في هذا الاقليم الاستراتجي المهم الذي يبدو انه اليوم انه بات مهددا بانفجار بركان كبير لا يمثله الرغبة في التغيير التي تدعوا لها حركة كوران , وانما في الرفض المطلق لهذا التغيير من قبل القيادات الكردية التي تتوعد دعاة هذه الحركة ومناصيرها بابشع العقوبات للرد على مطالبهم المشروعة التي لا تحتلف كثيرا عن مطالب الشعب المصري وغيره من شعوب المنطقة ومنها ايضا العراق ككل .
طالب دعاة التغيير في اقليم كردستان بالعمل على ضرورة حل البرلمان والحكومة من اجل التوصل الى صيغة جديدة لادارة الاقليم بالمشاركة مع بقية القوى المهمة التي يجب في ظلها اخذ مطالب التغيير بعين الاعتبار لما له من اهمية في تعديل ظروف الحياة والارتقاء بها بما يتلائم والمكانة التي يحظى بها الاقليم و ما يتوافر فيه من موارد ومن امكانيات مادية .

بالطبع لا يتمنى اي مخلص محب الى الحياة والى ما حققه الكرد في نضالهم الشرس ضد النظم القمعية في العراق من اجل الحصول على مطالبهم المشروعة في الحياة , بان يشهد الاقليم اي حركة تخريبية تضر بالامن وتهدد الناس والممتلكات فيه وتقود الى انهيار المؤسسات الحكومية هناك بطريقة عشوائية , فهذا الامر غير مقبول على الاطلاق من اي جهة تريد ان تقوم به , خاصة وان على المرء ان ياخذ بنظر الاعتبار حجم التحديات الجيوبولتيكية الكبيرة التي يعانيها الاقليم في ضوء موقعه الجغرافي من جهة وفي ضوء التواطيء الذي يجمع الكثير من قوى الجوار في نظرتها الكارهة لمكانة الاقليم وما يتمتع به من استقرار مقارنة ببقية اجزاء العراق . من جهة اخرى لا يعني ذلك ابدا ان التغيير غير ممكن وان اصوات الشباب والقوى الاخرى المؤثرة في كردستان والطامحة الى ايصال صوتها الى الجهات التي لا تستمع اليهم غير ممكن او انه غير مقبول .
من حق الجميع ان يحلم وان يسعى بالطرق السلمية الى تحويل تلك الاحلام والامنيات الى حقائق يمكن تلمس اثارها على ارض الواقع , لكن يبقى لكل طرف من اطراف المعادلة السياسية في الاقليم رؤيته وطريقته في التعبير عن التغيير الذي يريد ان يحققه هناك . لذا اذا ما اراد القادة الاكراد فعلا المحافظة على الاقليم وعلى المكتسبات الكثيرة التي حصلت فيه , فلابد من الاستماع الى الاخرين وعدم اهانتهم بعدم التعاطي مع مطالبهم او اخذها بنظر الاعتبار عند مناقشة دورها في حياة المجتمع الكردي حاضرا ومستقبلا , والا فان الخطأ الذي وقعت فيه القيادات العربية الكثيرة وعصفت بمكانتها حركات التغيير الاخرى , سُيكرر في كردستان العراق ليخلق حالة مشابهة لما الت اليه حالة الرفض والتعالي على المطالب الشعبية التي استفحل امرها وتصاعدت حدة ثورتها الى الحد الذي جعل الامور تفلت من عقالها امام عجز الدولة والمؤسسات الامنية التابعة لها في الوقوف اما الموجة المتصاعدة للتغيير التي ملأت بعنفوانها العديد من المناطق في الشرق الاوسط .

ختاما نود الاشارة الى ان التغيير الذي تسعى اليه حركة التغيير الكردية حق لا يجوز للاخرين مصادرته بالتهديد والوعيد , وان ردة الفعل العنيفة التي قد يفكر بها البعض , ستكون بحق بمثابة القوة الداعمة لحركة وافكار التغيير في اقليم كردستان , حتى وان جاء ذلك بعكس ما تشتهيه رياح السفن الامريكية في المنطقة , وما التجربة المصرية عنا ببعيد .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟