أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - طعم الحرية














المزيد.....

طعم الحرية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:18
المحور: حقوق الانسان
    


كان المسيح في إحدى تعاليمه قد وصف الملك (هيرودتس) ب (الملك الثعلب)ذلك الملك الذي وجد نفسه في وسط حاشية كلها أنذال ومجرمون وأفاعي ولصوص لذلك كان الملك يخاف من أن يقترب من مُلكه الشرفاء والأوفياء لعلمه بأن الشرفاء واللصوص لا يمكن أن يتفقوا مع بعضهم فحارب الشرفاء والأوفياء حربا مستميتة استبد بها في كل شيء فكان يسيطر على كل كبيرة وصغيرة وكان يمنع أو يخاف من أن يقترب منه الشرفاء فعمد إلى المكر بهم وإلى خداعهم وذبحهم وقتلهم والاستبداد بمن بقي منهم من أبناء وأيتام وأطفال ونساء وكان الملك يصور نفسه بأنه مسكين وبأن حاشيته هم اللصوص وبأنه بريء من سرقاتهم ودجلهم وبطشهم بالناس ولهذا السبب دعاه المسيح ب (الملك الثعلب), وهذه أو تلك السياسة ما زالت إلى اليوم فعالة في مجتمعاتنا العربية فهؤلاء الحكام العرب يمنعون الأوفياء من أن يقتربوا منهم ويخافون من المثقفين الحقيقيين ويخافون من الصادقين ومن المؤمنين بقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان لذلك غالبيتهم أفاعي ولصوص يمكرون بالناس من هنا يصح لنا أن نطلق عليهم لقب الثعالب.

ورغم أننا نعاني ونكافح ونتعب ونعرق ونغرق في الألم ورغم أن الثعالبي يصفوننا بالفجرة وبالكفار لأننا نعريهم ونكشف زيفهم غير أنهم أولاً وأخيراً محرومين من متعة العذاب الذي نعيش به ورغم أن الثعالب يمكرون بنا غير أنهم حقاً محرومون من دموعنا ومن عرقنا ومن كفاحنا, فمهما مكروا لن ينالوا دموعاً مثل دموعنا ومهما مكروا لن ينالوا حبا مثل حبنا ومهما ادعوا بأن الناس يحبونهم غير أنهم لن ينالوا قلبا يحبهم كقلبنا ولن تتساقط عليهم في أي يوم من الأيام دموعاً كدموعنا, ذلك أننا حملان وديعة وهم ثعالب مَكَره ,طعم الحرية التي نستلذ بها نجده في الرصاصة التي تخترق قلوبنا وفي السكين التي تنغرز في أحشائنا , طعم الحرية أنتم محرومون منه وطعم الحرية أنتم تفتقدونه , يا من سممتم ماءنا ولوثتم هواءنا, ويا من ذبحتم أحلامنا وكسرتم أجنحتنا , طعم الحرية الذي نستلذ به أنتم محرومون مننه اليوم وغدا وللأبد , إن طعم الحرية لن تذوقوه لأن الخسة والنذالة لا تستنشق هواء الشرفاء ولأن الخسة والنذالة لا تستطيع أن تعيش في مجتمع الشرفاء الأوفياء لذلك نحن نعيش في عالم آخر لا تعيش فيه الحكومات العربية التي اعتادت على الحياة وعلى العيش مع الأنذال الذين لا يشكلون خطرا عليها بقدر الخطر الذي يشعرون به وهو قادم كالعاصفة من عند أو من فتحة أفواه الشرفاء لذلك أنتم وحاشيتكم تحاربون الشرفاء وتحاربون الأوفياء وتذبحونهم وهم وحدهم أو وحدنا من يشعر بهذا الطعم وبهذه الرائحة إن الملوك والحكام ورؤساء الجمهوريات العرب الذين يطعنونا بحرابهم وسكاكينهم محرومون من مذاق طعم الألم فهذا المذاقُ ولذته لا أحد يشعر به إلا نحن ولا أحد ينام عليه إلا نحن, وإن الذين يضربونا بسياطهم محرومون أيضا من لذة طعم السياط وأجسادهم محرومة من العلامات التي تتركها السياط على أجسامنا, أنتم يا ملوك ويا رؤساء الجمهوريات العربية محرومون من النوم على شتى أنواع التعب والإرهاق وأجمل المنامات(النوم) تلك التي ينام أصحابها وهم يتلذذون بطعم التعب والإرهاق وبما أنكم مرتاحون جدا فهذا معناه أنكم محرومون من طعم اللذة في الألم ومحرومون من لذة النوم التي نشعر بها وهي تنتقل من القلب إلى الأمعاء وإلى العينين وإلى اليدين.

أنتم محرومون من الدموع التي تسقط من عيوننا فنحن أجمل شعب يبكي ونحن أجمل شعب يتألم ونحن أجمل شعب يغرق وأنا أجمل غريق وأنا أجمل حريق وأنا أجمل ضجيج وأنا أجمل مظلوم على وجه الأرض ودموعي تشهد أنكم تظلمونا بكل ما أوتيتم من نذالة ومن خسة ونحن وحدنا من يبكي ولن ترو في حياتكم طعم الدموع ولن تشاهدوا على وجوهكم لذة الابتسامة فوق الدموع فأنتم محرومون من نعمة البكاء ومن نعمة الحزن ومن نعمة التبول اللا إرادي من شدة الفزع والخوف, وأنتم لا تخافون وأنتم لا تستحون.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة
- فن الهلوسة
- أولاد عبد الله
- من أسقط النظام؟
- قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية
- في كل بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه
- مؤسسة الأفخاذ الحاكمة
- نريد بناء نظام حكم سياسي
- ثوروا يا أردنيين


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - طعم الحرية