عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:51
المحور:
الادب والفن
موقف
قصيدة
عبد الفتاح المطلبي
أناديكِ من فوق الزبى حيث أحتمي
ألا فاسمعي بوْحي جهارا لتفهمي
لكم جرّبت أوهامُك البعدَ و انبرتْ
تجاذِبُكِ القربَ المنايا لتهزمي
أراكِ على بعدٍ و انت قريبةٌ
كقربِ لساني إن تكلم في فمي
ولا زلت في الحيثِ الذي أنت كلُّه
مقاماً بصرتِ فيه و الدهرُ قد عمي
تبوأتِ حيثُ العين تسفح دمعَها
و حيثُ هواك في عروقي كما دمي
رأيت سرابا يا بلادي معللا
فصار هموما ًفوق صدريَ يرتمي
أيعلم ما فيكِ من الوجدِ أنني
قتيلٌ و قتاّلي ذراعي و معصمي
أنا و هو مثل الروح بعضٌ لكلها
فلا بعضَ دون الكلّ للروح ينتمي
قتيل و قتالي بعيد كما السُها
و أقرب َمن كفّ الكفافِ لمُعَدمِِ
أراكِ على طول السماء ِو عرضِها
مناراً لقلبي في الظلام و ملهمي
وُجدتُ ووجدي فيكِ أصبح رايتي
و أصبح عنواني إليكِ و مَعْلَمي
و من لم يكن في حبه متصابيا
أراه دعيا في الهوى غيرمُغرَمِ
ولابأس أن تثري عذابا و لوعةً
وأن تستفزي كلّ عرفٍ و مبهمِ
فلا الحزن أمسى مثل ماكان موحشا
وما كانت الأفراح إلا كموسمِ
و لما اكتفى دهري و نال الذي له
رماني كما تُرمى النواةُ من الفمِ
حوى كلّ كرمي من نضيدٍ و ناضجٍ
و خلّفَ من أعنابه بعضَ حصرِمِ
علمت بأني في الهوى محض عاشقٍ
ولكنني ماضٍ له غير مُحجمِ
و تلك المنايا طائراتٌ على المدى
كمثل نسور فوقَ أشلاءَ حوّ مِ
إذا كنت لا تدري فعرّج على المنى
تراها غزت روحي و أودت بمعظمي
متى يا بلادي يكتمُ الجرحُ بوحَه
و تُغسلُ أوصاب ٌ غزتك لتُهدَمي
متى يطمئنّ الطيرُ في وكَناتهِ
يغردُ لا يخشى حجارةَ مُجرِمِ
متى ينصف الدهرُ العراقَ و شطّهُ
و تسقى أزاهيرٌ و يُعنى ببرعمِ
متى ثم ألفا ً من متى تستفزني
و ما من مجيب ٍغير عيٍّ و أبكمِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟