أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقةالثانية و العشرون و الأخيرة من سيرة المحموم(22) -هذيان أخير















المزيد.....

الحلقةالثانية و العشرون و الأخيرة من سيرة المحموم(22) -هذيان أخير


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


الحلقة الثانية و العشرون و الأخيرة من سيرة المحموم(22)
آخــــــر الهذيــان

رغم ان لي قلباً بشريا الآن وان الاحداث التي عصفت بي كانت بسبب جهل أخي بقواعد لعب الكبار.. الذي هيأ ابواباً كثيرة جعلت الحمى تفعل ما تفعل ورغم تحسن صحتي كثيراً ، ألا انني اشعر بحزن عميق.. بسبب هذا القلب الذي بت أحمله عن صاحبه الذي لا اعرفه.. دون حصولي على خيار آخر.. ذلك لا شيء ، بدأت اتحسس مشاعر ذلك الذي كان يحمله.. وهي تناديني من الداخل.. محاولة ايصال معنىً لي، لا يستطيع الوصول الى اكثر جدران القلب.. مرتطماً بها ليحصل دوي شعوري مبهم لا اقوى على فهمه.. فأقرأ اية الكرسي وأحاول الابتعاد ويبدو انك مهما فعلت حيال استفحال الفجيعة التي تفدحك.. فأنك لن تستطيع محو أثارها وستترك ندوباً واضحة في جسدك او في قلبك او في عقلك.. انا لست هاذياً الآن، لكنني سأهذي بعد ذلك ولكثرة تكراره اصبح وجبة دماغية اعتاد عليها دماغي وادمنها.. ولا يستطيع الفكاك من طوقها كمدمن المخدرات، اصبحت لازمة من لوازم الدماغ اما الحمى ، فقد كنت هناك وستظل كامنة تصنع لي كوابيسي المستمرة في اوقات لا تحكمها قواعد ولا تستلزم ولوج الحمى عميقاً في عظامي، اخشى انها تركت ندبة تحت قشرة دماغي لكي تستخدمها وقت تشاء، فهي لم ولن تكون بعد الآن بعيدة عني ، لقد استوطنت في أجزاءٍ متفرقة من جسدي ولن تجعلني اشعر بها تحت ذلك الجلد المتقرن من قدمي الذي بدأ يتفطر.. أو في المنطقة شبه الميتة من اظافري او حتى في قنوات شعر رأسي التي لا ترى، انها لم تعد بعيدة.. هي فيَّ.. كامنة.. انا من ناحيتي لا اظن انني الوحيد الذي تعاملت معه هذه الحمى اللعينة بخبث.. والانكى من ذلك انها لم تعترف ولا لحظة واحدة بانها لعينة وغير مرغوب فيها بجسدي، عجباً هي حمى كيف يحتمل ان تكون مرغوبة.. لكنها تشعرك دائماً ان القضية لا علاقة لها بالاختيار او الرغبة او ما يشبه ذلك من افكار يتعاطاها سياسيوا الدرجات الاربع.. بحسب نوع المخدر الذي سيخدمونه .. والذي لم نكن نعرفه الا هذه الايام عن طريق تجار جعلوا للخشخاش الافغاني سوقاً كسوق عكاظ ولكن دون قصائد طويلة ولا نابغة حكم لان سوق الخشخاش لم ينتظم بسبب هلوسات تشبه القصائد ، بل بسبب مساعدة الناس على نسيان الحياة والاتجاه للزهد.. ودليل ذلك ترى على جباه تجار الخشخاش آثار السجود ـ تلك البقعتين .. المشوبه بركوع وسجود لا ينقطع فيسيل ايمانا على شوارعنا الرثة.. فنتمسك بالزهد حتى بالكلمات..
ولا أشك قطعاً ان ذلك الفلورنسي الوغد الذي شرعن الوسائل واباح استخدامها مهما بلغت من شر وقرف وعدوان وخراب .. للوصول الى غايات يصنعها من يشاء للوصول الى ما يشاء، انه من سلالة اختلطت جينياً بالشيطان.. ذلك حصل في لحظة ضعف عاطفي ألمت بالشيطان، وحسب ظني هو ظن معلول لا يكال له وزناً ولا يعني شيئاً لا لكم ولا للشيطان، انه نتيجة لهذا الضعف العاطفي ضاجع تلك المرأة التي انجبت ذلك الوغد الفلورنسي مرسي قواعد الحمى في هذا العصر ومعلمها.. لقد قلت لكم انني سأهذي وعلمت ان ذلك صار شأناً عادياً.. في زمن الحمى..
كان يفترض بان يهنئني أحد ما لاستعادة بعض عافيتي من اثر الحادث ولحصولي على مصادفة لا تتكرر الا مرة واحدة في القرن. لكنني رأيت ان أحيد عن هذا الموضوع لأقول له ان لقاء الشيطان بأم ذلك الوغد كا حتماً، كيف يكون ضعفاً عاطفياً.. أشك في ان كل ذلك مقصود لكي يتجه العالم نحو الهاوية.. كان ذلك اللقاء عملاً مهنياً.. ولن تكون كل الجزيئات الدراماتيكية مهمة بعد ان تصل الامور الى الهاوية.. ويتحطم قاع السفينة.. كأغلفة الشوكولاته حين تنزعها وتلقيها بعيداً موجهاً اهتمامك الى إ بتلاع الشوكولاته دون مناقشة كيفية قضمها وكيف سيكون شكلها بعد المضغ.. ثم ابتلاعها وهذا هو الحدث
المؤثر لكنك ستنسى كل ما يتعلق بالقضم والهضم بعد شربك قدح ماء بارد بعد ذلك
ولا يبقى الا احساس ساذج بذائقه لذيذة سترحل ستخفت في فمك كخفوت الصدى.. لذلك فان الحمى لا يعنيها كل ما شعرت به وعايشته، انه بنظرها مجرد غلاف شكولاته لا غير
اما بالنسبة لي انا المقضوم المسحوق تحت اسنانها قطعة اثر قطعة لم تفكر يوماً بما سيؤول اليه امري ولا تشغل نفسها بالوسائل وما ينتج عنها.. انها معنية بالغايات، مما جعلني اجزم بانها نظرت الينا كما نظر سليمان النبي الى النمل دون إذن من نملة كانت تحرس طريق بلادها، ولولا انه وهب ذلك السمع الخارق وموهبة الترجمة السريعة لما يقول النمل واعتراف ذلك النمل بسطوة اقدام جنود سليمان وضعف اجساد وسيقان النمل رغم نشاطه الفذ بالنسبة لعفريت ثقيل القدم، كسول يسحق على مهل.. لو لم يكن كل ذلك لكان حادثاً مروعاً في وادي النمل يتناقله التاريخ كحدث مخجل ومثلاً سيئاً للمساواة بين النمل كأمة وسليمان والامم السائرة في ركابه.. لكن الله لطف بالنمل وضحك من قولها.. فاستطاعت ان تدخل مع جماعتها الى حيث قمامتها من اقدام جنوده..، هذياني هذا كله بسبب الحمى التي تنظر الي كنملة لكنها ليست كسليمان النبي لا تستطيع فهم ما أقول ولا تريد ان تجعلني افهم ما تريد ولا يسمع مني امثالي الذين هم كالنمل، الاّ النمل سمع تحذير رائدته تلك التي اقترحت ذلك الاقتراح الحكيم، لذلك سأتوقع ان يكون الحطم كثير في بلاد النمل الذي لا يعمل كالنمل.. بل يريد رواتباً مجزية لمجرد قبوله فكرة كونه نملاً في وطن النمال..
شعرت بان الحمى صاحبتي لا تجرؤ هنا على الاقتراب مني لان ملائكة صالحين يحرسون سريري لذلك وللمرة الاولى راود جفني نوم اعمق مما نام احد آخر حياته كلها.. وعندما خرجت روحي ليس بعيداً عن جسدي كروح أي نائم رأيتني اتلفت يميناً وشمالاً ولا ارى سوى مدينة بلا عابري سبيل مدينة بلا ارواح تمشي بالاسود والابيض والرمادي الى غاياتها المتوقعة سلفاً ببطء شديد وبقايا المحارق ما زالت تدخن وكان الجو ساكناً واعمدة الدخان صاعدة الى عنان السماء، هرب الجميع الى دواخلهم ، حيث عوالم همومهم المحتشدة كالنمل حين دخل مساكنه منتظراً مرور الجنود ثقيلي الخطى، وارى قسماً منهم قد جهز متاعه وحصانه واخذ شيئاً من تذكارات الاجداد وذهبوا لامريكا غزاةً لا رغبةً في استطيان تلك السهوب والمرابع الخضر ذلك حصل بعد نهيق حمار بكل ما أوتي من لوعة.. اريد برسيماً.. او عشباً اخضر كما في ملاعب كرة القدم الخضراء التي لا تريد ان تزدهر في ملاعبنا حتى لو انفقنا مابقي لنا من بترول عليها.. ونهق.. لقد مللت القمامة... ومع نهقة الحمار.. الذي لم يكن هناك ، بل كان في رأسي.. انتبهت.. وامامي تلفاز يعرض بثاً عربياً وفي شريط الاخبار اسفل الشاشة خبراً مفاده ان امريكا ستعمل جاهدة على قبول أول دفعة من المهاجرين الى الولايات المتحدة.. وعددهم سبعة آلاف مهاجر.. عراقي وهي تحث الامم المتحدة في الاسهام في... الـ ...



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة -قصيدة
- الحلقة الحادية و العشرون من سيرة المحموم(21)
- تحت سدرة المبتدأ
- أقوال الريح
- الحلقة العشرون من سيرة المحموم(20)
- التجربة و ما بعدها - نص
- الحلقة التاسعة عشرة من سيرة المحموم(19)- كابوس أخير
- أراجيف- مقاطع
- الحلقة الثامنة عشرة من سيرة المحموم(18)
- أحاديث- قصيدة
- الخندق _ قصة قصيرة
- نوح على النخل - قصيدة
- سيرة المحموم الحلقة السابعة عشرة (17 ) كابوس في أوانه
- إنتظارات
- طيف من زمن بعيد-قصيدة
- الحلقة السادسةعشرة من سيرة المحموم (16)
- أسئلة-قصيدة
- تقاسيم على نصف وتر- قصيدة
- الحلقة الخامسة عشرة من سيرة المحموم (15)
- طرق على صفيح فارغ


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقةالثانية و العشرون و الأخيرة من سيرة المحموم(22) -هذيان أخير