أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - اغتيال-قصة قصيرة














المزيد.....

اغتيال-قصة قصيرة


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


إغتيال
قصه قصيره
((إطلاقة’))
كنت نائمة لا أعلم عن مصيري شيئا فأنا في كل أحوالي مخروط معدني وُضع تحت وسادة غضب و رعونة و عدوان و..ووو، تقولون احيا نا إطلاقة غادرة ، لقد جانبتم الصواب كثيرا ، لست أنا الغادرة بل أنا مغدورة مع كل مغدور ، كنت اركض الى الأمام ، ذلك المتاح الوحيد هروبا من غضب البارود و انفجاره المريع و عندما انطلق لا يسعني الإلتفات أو رؤية ما أمامي ، أنا كتلة معدنية بأية حال أسارع و الرعب يأزني أزا للدخول في أية كتلة تشيل عني جحيم البارود المستعر في مؤخرتي و خلفي و عندما أتشبث عادة ً بلحم أو عظم يأخذ عني ذلك الجحيم بكرم خالص ، فيهدأ روعي و استقر هنا ك متمتعة بهدوئي من جديد ، حتى يحين إخراجي حيث أقبل بمصيري المسالم بعد ذاك أيا كان.
((القاتل))
كنت أترصده ثلاث ليالٍ كاملة ، الليلُ عون مخلص تحت ستاره نفعل ما نريد ، في الليل تنشط النوايا السيئة أو الخطيرة ولا غرو إن الإغتيال شأن خطير، خرج كعادته يسلك الدرب ذاته، لابد له من الخروج و الظلام لم ينقشع بعد ، أعلم أنه يستقل سيارة أجره لمكان عمله، تقدمت و حاذيته ، فتح باب السيارة الخلفي ، كان البرد شديدا ، أنا أتلفع بكوفيتي الحمراء و هو يتلفع بكوفية حمراء ، انطلقت سالكا دربا آخر و عندما كنا في شارع منعزل أطلقت على رأسه رصاصة فمات، خرجت من المدينة لا ألوي على شيء ولا زال الليل ساترا اخترت طريقا ترابية ليس لها أن تطرق في مثل هذه الساعة و بين قريتين في نقطة انفراق الطريق اليهما رفسته بقدمي بعد أن جردته من محفظته و أوراقه و رزمة نقود كانت في جيب سترته القاتمة فتمدد على حافة الطريق، لا تسألونني عن سبب قتله الأسباب في بلادنا تتناسل كالذباب ، هم قالوا عليك به ففعلت .
(( القتيل))
أنا الآن ممدد على قارعة الطريق يراودني عن لحمي كلب سائب يكاد يقتله الجوع ، لكنني لا زلت أبدو حيا فلا زالت الحرارة تشع من لحمي الذي مات منذ قليل ، في عالم الموت لا شأن لي بمن قتلني فذلك شأن الأحياء ، يصرفون امورهم كما يشاؤون ، أما أنا فسأبقى أراقب ما أؤول إليه حتى النهاية أقصد نهاية جثماني و مصيره،لم يقترب الكلب مني فهو يضن ّ إني نائم على الأغلب، أشرقت الشمس وبدأ الناس في القريتين يخرجون إلى عملهم ، كما يظنون، كان عليهم أن يقبلوا بحقيقة وجود رجل قتيل على طريقهم المشترك ، القرية أيمن الطريق و القرية أيسره كلاهما معنيُ بي كقتيل على طريقهم المشترك,.
(( رجال القريتين))
ماذا نفعل نحن و هذا القتيل الغريب على دربنا المشترك، هل نواريه التراب؟ قال أحدهم
كيف نواريه التراب و نحن لا نعرف من هو ولا من أين أتى ولا من قتله ، أظن أن -علينا إرسال أحدنا إلى البلدة ليخبر السلطات بذلك-
- أتذهب يا عباس للبلدة لتخبر عن الحادث -
- إعفني يا أخي أنت تعلم إن الشرطة لن تعطيني جائزة ، سيتحفظون على المخبر لحين -انجلاء الأمر و سأمكث هناك في مركز الشرطة، لأنهم يرون إني صاحب علاقة بالأمر.
-
- إذن غطوه و اتركوه لحين وصول الشرطة من تلقاء نفسها ، لا أعتقد أن أحدا يورط نفسه
(( الجثمان))

عندما احتدت الشمس كنت أتفسخ بهدوء تحت الغطاء الذي رماه علي أهل القريتين، كان الأحرى بهم أن يواروني التراب و ينتهي الأمر، لو كنت أحدهم أو أمت بصلة لهم لكان الأمر مختلفا و لكنهم يعلمون جيدا إنني لست منهم فكيف يحشرون أنوفهم بما لا يعنيهم، بدأت الرائحة تغري الكلب الجائع ، يتلفت يمينا و يسارا ، يقترب مني بحذر ، دس بوزه حيث الرائحة التي تسيل لعابه ، التقم شيئا من أسفل بطني ، و ابتعد قليلا يراقب .

(( الكلاب))
بعد الغروب لم يكن هذا السائب الوحيد الذي يريد أن يفوز بالغنيمة ، نحن كلاب القرية أولى منه ، بعضنا لا يجرؤ على الإبتعاد عن باب سيده كثيرا ، ظل ينبح و ينبح و نحن المارقون أنصاف كلاب سائبه تولينا الأمر ، الغنيمة تكفينا حتى إننا سمحنا للكلب الغريب أن يشاركنا الوليمة، في الصباح لم يتبق منه الكثير، أحسسنا برغبة عارمة للنوم .

((العساكر))
عندما وجدنا بقاياه و هي ليست كثيرة ، رأس و ملابس ممزقة و مبعثرة في الأنحاء، راح فريقنا التحقيقي يجمع الأدلة ، لم نجد ما يشير إلى التعريف به ، أغلب الظن أن القاتل سلبه كل شيء ، ماله ، أوراقه ، محفظته، هي جريمة عاديه كما تشير الدلائل الأولية و لكن التحقيق سيأخذ مجراه، ألقينا القبض على أربعة من المشتبه بهم من القريتين ثم أودعنا الكيس البلاستيكي الشفاف و المغلق جيدا إلى دائرة الطب العدلي، كتب الشرطي المسؤول عن الملفات ( الملف رقم 652400)ثم وضعه خلف الملف ذي الرقم(652399)



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذري يا جميلة
- هموم الجميلة- نص
- عدوان -قصيدة
- الحلقةالثانية و العشرون و الأخيرة من سيرة المحموم(22) -هذيان ...
- ليلة -قصيدة
- الحلقة الحادية و العشرون من سيرة المحموم(21)
- تحت سدرة المبتدأ
- أقوال الريح
- الحلقة العشرون من سيرة المحموم(20)
- التجربة و ما بعدها - نص
- الحلقة التاسعة عشرة من سيرة المحموم(19)- كابوس أخير
- أراجيف- مقاطع
- الحلقة الثامنة عشرة من سيرة المحموم(18)
- أحاديث- قصيدة
- الخندق _ قصة قصيرة
- نوح على النخل - قصيدة
- سيرة المحموم الحلقة السابعة عشرة (17 ) كابوس في أوانه
- إنتظارات
- طيف من زمن بعيد-قصيدة
- الحلقة السادسةعشرة من سيرة المحموم (16)


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - اغتيال-قصة قصيرة