أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمه قاسم - المرأة الفلسطينية من الحضور إلى قوة التنظيم














المزيد.....

المرأة الفلسطينية من الحضور إلى قوة التنظيم


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 18:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



المرأة في فلسطين والوطن العربي والعالم، في يوم عيدها، تجد نفسها دائماً أمام مطالب متجددة، ومدارات مفتوحة، وآمال كبيرة، أبعد كثيراً من حدود "الكوتا" الخاصة بها في بعض الانتخابات، وأكثر جدية حتى من تطوير بعض النصوص في قوانين الأحوال الشخصية، وأكثر جذرية من ترديد الأناشيد القديمة عن "ست الحبايب" أو "المرأة نصف المجتمع" أو "زوجة الأسير وأم الشهداء"، فقد ثبت بالدليل القاطع أن كل هذه الاسطوانات هي اسطوانات مشروخة، وأنها نوع من الاستعطاف للحصول على حق أصلي لا تستقيم بدونه الحياة، وإبقاء المرأة في الإطار نفسه التي سجنت صورتها داخله منذ مئات السنين، بأنها كائن كسير، حزين، مهيض الجناح، وأن عليها أن تفعل كل شيء من أجل أن تستجدي من الرجل لفتة إعجاب أو لفتة إنصاف.

نريد فلسطينياً على الأقل، أن نغيّر هذا النموذج، ليس عن طريق القفز من فوق الجدار، بل عن طريق قراءة الحقائق قراءة حقيقية وشجاعة وعملية، فنبدأ بالقول أن المرأة الفلسطينية تخطت منذ عقود حاجز الحضور، من خلال قدرتها الجذرية العميقة على تأكيد الحضور بكل مستويات الحضور التي بعضها ليس مألوفاً حتى لمئات الملايين من الرجال في هذا الكون، مثل مشاركة المرأة في عملية استشهادية، بأن تقبل عن اقتناع وطيب خاطر، ومن أجل هدف بعيد وليس بمنظور آني، أن تضع الحزام الناسف على وسطها، وأن تنفجر، فثمة ملايين من الرجال في هذا الكون لا يمكن أن تخطر على بالهم فكرة من هذا النوع، ولو طرح عليهم الخيار فسوف يرفضونه، وأنا شخصياً كباحثة متخصصة في علم النفس والاجتماع لا أدعو إلى هذا النموذج بأي حال من الأحوال، ولكني ضربت المثال لكي أصل إلى الحقيقة الأصلية، وهي أن حضور المرأة الفلسطينية في الحياة بكل مستوياتها لم يعد محل جدل أو نقاش، وأن أولئك الذين مازالوا يجدون الوقت لكي يضعونه في مثل هذا الجدل، هم أشخاص خارج الحضور.

فالمرأة ابتداءً من دورها كأم في قيادة الأسرة، وصولاً إلى حضورها في النخب والهياكل السياسية، وفي مجال القضاء، وفي مجال الأعمال، بالإضافة إلى حضورها في مجال التعليم والسياسة والثقافة، في الإطار الرسمي والأهلي، في منظمات المجتمع المدني، هي حاضرة بشكل كامل الحضور، بل أعلى مستوى من مستويات المشاركة وهي الانتخابات، فقد سجلت المرأة حضوراً وفاعلية وانضباطاً يفوق حضور شريكها الرجل، فما الذي ينقصها إذاً حتى لا تكون أكثر وأكثر في مراكز صنع القرار، وفي موقع تشكيل حياتنا ومستقبلنا، وفي حضور قدرتها في القيادة؟

هذا سؤال مهم، أرجو أن تضعه مراكز المجتمع الفلسطيني ككل،ومراكز المرأة على وجه الخصوص في الأولوية الأولى، لماذا حضور المرأة الذي بهذا الاتساع والتنوع لا يوصلها إلى المكان الحقيقي الذي تستحقه، ويتركها – ماتزال – فريسة التساؤلات الكسولة عن دورها، وحجم هذا الدور، وهل تصلح أو لا تصلح للمكانة التي تطالب بها...الخ.

اعتقد، من خلال متابعاتي ومشاركاتي النضالية والأكاديمية، أن هناك سببان وراء ذلك:

السبب الأول: أن المرأة رغم حضورها الشامل، مقصرة في جهدها التنظيمي، أي إدارة هذا الحضور بطريقة فعّالة، تماماً كالذي يزرع ولكنه لا يعرف كيف يحصد، أو الذي يجمع ولكنه لا يعرف كيف يحتفظ بما جمع ويوظفه في المكان المناسب.

وأعتقد أن الحركة النسوية، إن جاز التعبير، مطالبة ببذل جهد في هذا الموضوع تحديدا، فكيف تشارك المرأة بنسبة خمسين في المئة، في الأصوات التي توضع في صناديق الاقتراع، ولكنها لا تنجح في تحويل هذه الأصوات إلى فائزات من النساء؟

يجب بذل مجهود حقيقي في الإجابة عن هذا السؤال، وإيجاد حل لهذه المعضلة، من خلال إبداع صيغ عملية لإدارة حضور المرأة بطريقة جديدة، فعّالة، جذرية، وليس أن تبقى المرأة زينة العرس فقط، وليس موضوع العرس نفسه.

السبب الثاني: أن المرأة نفسها، مازالت مستسلمة للنموذج القديم المصمم لها منذ مئات العقود، والذي بني أصلاً على اعتقادات خاطئة ثبت بطلانها، بأن المرأة غريزياً غيورة من بنات جنسها، وأن المرأة عدو المرأة، وهي تراكيب نفسية واجتماعية وجدت زمن الرقيق، وزمن الحريم، وزمن المحظيات في القصور...الخ، واعتقد أن الحركة النسائية بمجمل عناصرها من نحب سياسية وأكاديمية وثقافية واجتماعية، قادرة على تصحيح هذا الموروث البائس، وهذا بطبيعة الحال تحتاج إلى بحث وتقص وانفتاح أكبر على الحقائق وليس الحكايات المسلية.

المرأة الفلسطينية التي هي اليوم جزء عضوي وحيوي من المشروع الوطني وهو الاستقلال وبناء الدولة، هي موجودة في مفاصل هذا المشروع، وهي تشكل قوة دفع رئيسية له، فكيف تكون بكل هذه القوة والقدرة على العطاء في الميدان، ولكنها تكون في نفس الوقت عاجزة عن صياغة حضورها بشكل منصف وحقيقي ومستمر؟

تستحق المرأة الفلسطينية كل التهنئة في يومها العالمي، وتستحق الإشادة العليا بها، لأنها لم تعد قابعة ففي تلك الزاوية الضيقة المرتجفة بالخوف بأنها شرف العائلة الذي يحميه الرجل، بل هي نزلت إلى الميدان لكي تواجه الاحتلال، وتواجه العجز الاجتماعي، وتواجه الموروث الأسود، بأنها مقاتلة ومدافعة عن شرف الوطن وشرف الشعب، وشرف الأمة
ويا نساء فلسطين في أي موقع كنتن،
لكن التحية،
ولكن الاعتزاز.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و نحن لنا موعد أيضاً
- المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة
- الانتخابات المحلية نحو تجربة ناجحة
- مصر على مستوى أقدارها
- الحلم يتوهج والهدف يقترب
- زمنwiki leaks
- القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟
- نأسف...الخدمة غير متوفرة
- إلى الأمام -سرت-
- الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،
- أنت والنورس
- مزايدة رخيصة ؟
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمه قاسم - المرأة الفلسطينية من الحضور إلى قوة التنظيم