أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - إيران الحبلى بالتغيير متى ستلد؟














المزيد.....

إيران الحبلى بالتغيير متى ستلد؟


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن عصفت إيران في يونيو عام 2009 احتجاجا على تزييف الانتخابات، وخروج المعارضة للشوارع ’ وقمعها بكل أشكال العنف، لم تهدأ إيران وجماهيرها الغاضبة حتى هذه اللحظة من عام 2011، إذ شهدت الأحداث المتواصلة والمتكررة بنداءات الشعب الإيراني وفي مقدمته شبابه الطليعي، مواجهات عنيفة من قبل أجهزة النظام ومؤيديه، بل وشهدت طوال هذه السنتين كل المدن والأحياء والجامعات الإيرانية في كافة المناطق تظاهرات الاحتجاج المنددة بنظام الجمهورية الإسلامي الشمولي وبنظام ولاية الفقيه، في هيمنته على المناخ السياسي والحياة الاقتصادية والثقافية، وتقليص الحريات المدنية إلى أقصى حد في مجتمع شهدت له الإنسانية والحضارة المعاصرة تقدما وازدهارا في كافة الحقول المجتمعية والمدنية، بما فيها في حقبة زمن الشاه المخلوع.

غير إن صعود نظام شمولي تحكمه ذهنية دينية متزمتة رافضة لكل أشكال الاختلاف الأيديولوجي والسياسي والثقافي، ومستعدة أن تواجهه بالحديد والنار مهما كلفها من خسائر مادية ومعنوية على صعيد المجتمع الدولي، إذ ما يهم تلك الجماعات المتسيدة على دفة الحكم، هو تأبيد سيطرتها على إيران إلى ما لانهاية، متناسية إن التاريخ لا يقف عند نقطة الصفر والتجمد، وإنما إرادة التغيير والحرية وحدها التي ظلت تعتلي وتختلج في نفوس الشعب الإيراني المتطلع لحياة جديدة مختلفة تماما عن نمط الاستبداد السائد من حكم الملالي .

ما هتف به المحتجون من الشعب الإيراني منذ يونيو 2009 حتى هذه اللحظة هو شعار “الموت للدكتاتور” إلا أنهم اليوم يضيفون النغمة التي كسحت الشارع العربي بهتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” وقد سبق الإيرانيون الجميع في هتافاتهم وشعاراتهم ولكنها كانت بروح إيرانية مشتعلة كحرارة الجمر وغضب الانفجار.

ما شهدناه خلال السنتين من كر وفر بين القوى المتصارعة، ليس إلا تراكما من الخبرات والاحتجاجات يزرعها شباب وشابات الجامعات والمدارس في إيران وتتأصل بالمراس العنيد، ويتفاعل معها الشعب الإيراني بطريقته، حيث وجد النظام نفسه يعاني على المستوى الخارجي من عزلة دولية نتيجة نهجه السياسي وملفه النووي الغامض والخطير، فيما راحت العزلة الداخلية والأوضاع الاقتصادية المتردية للشعب تدخله في خندق الحصار والتأزم.

هذا الاختمار الثوري في قاع المجتمع الإيراني يبشر بعاصفة قادمة لا محالة، حيث وضع النظام نفسه في دوامة النهج القمعي باحثا عن أساليب الترهيب والرعب، فنصب العديد من مشانق الإعدام هذه الشهور - ومازال - بل وطالت يده معتقلين سياسيين وجنائيين، قضى بعضهم سنوات طويلة في السجن، ومع ذلك كانت وحشية الأجهزة مستعدة أن ترسلهم إلى أقبية سجونها وأعواد المشانق، كانت تهم بعضهم كونهم من منظمة مجاهدي خلق أو عائلات زارت أبنائها في معسكر اشرف الموجود في العراق، بل ولم تتوان عن محاولة إغلاقه بشتى الوسائل الضاغطة بما فيها مكبرات الصوت المعلقة على مداخل المعسكر.

لقد شهدنا خلال هذه الشهور انتهاكات كثيرة من نظام طهران إزاء الشعب الإيراني، غير أن نوابنا الأفاضل في البحرين لم يفتحوا فمهم بكلمة احتجاج واحدة، بالرغم من مناشدة منظمة مجاهدي خلق لهم رسميا طالبة منهم إبداء الإدانة لتلك الممارسات القمعية، موقفا تضامنيا على اقل تقدير، بل ولم نر موقفا من الجمعيات السياسية، التي هرعت بنقل ورودها وتهانينها واحتجاجاتها إزاء ما يحدث في مصر وتونس، ولكنهم للأ سف غضوا الطرف عن إيران المقيدة بأغلال الاضطهاد، ومكبلة صوت الحرية في أنياب نظام مستشرس. كان واجبا إنسانيا وإسلاميا وتقدميا أن تحمل تلك الجمعيات في البحرين موقفا مماثلا مع إيران الشقيقة المنتفضة، فالاحتجاجات السياسية ليست مرهونة بعضوية دول الجامعة العربية!!

إن إيران اليوم أكثر من أي وقت مضى متعطشة للحرية والخلاص والانفجار، حتى وإن وضع النظام كل ثقله في أجهزة القمع والكبت، فوقت التغيير آت لا ريب فيه، ولكن كيف ومتى ذلك ما لا يمكننا التنبؤ به بقدر ما يمكننا التأكيد على حتمية الانفجار والانتصار للإرادة الشعبية الإيرانية المنتفضة منذ يونيو 2009، وهي ما تزال تهبط وترتفع كموج البحر الغاضب.



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الثالث بين مسافتي الفاتح واللؤلؤة
- امرأة من بلادي.. المسافة بين البرازيل والمحرق
- برودسكي : برداً وسلاماً على إسرائيل!
- البغدادي فارس لم ينكسر
- الشعب البحريني ليس ملكية خاصة
- واخجلتاه !
- مات «المشاغب العمالي» فرحاً
- عندما تخوننا التفسيرات
- العنف السياسي والأفق المسدود
- امرأة من عجينة 8 مارس
- أفغانستان والبحث عن الزمن الضائع!
- حرب مفتوحة في اليمن.. ولكن!
- هايتي بلد الغناء والألم
- أغنية الحرية في شوارع طهران!
- الجسد العربي المذبوح في عالم مضطرب
- أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - إيران الحبلى بالتغيير متى ستلد؟