أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بدر عبدالملك - عندما تخوننا التفسيرات














المزيد.....

عندما تخوننا التفسيرات


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 00:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نقرأ بين الحين والأخر الكثير من المغالطات والتضخيم والانجرار وراء بعض الأمور ’ التي لا تمت للحقيقة بصلة بقدر ما أنها تعبيرا عن ضيق أفق أو تسطيح للأشياء أو حقد أعمى لا يجوز العيش في داخله ابد الدهر ’ لمجرد إن الإنسان يعيش في حلقة فكر محدود ولا عقلاني ’ ومتى ما أخضعته للجدل والموضوعية تراه حوارا أو كلاما مفلسا لا يمكن أن يستقيم ويصمد مع الحياة ونظرية المعرفة . من ضمن تلك التفسيرات التي يخوننا الفكر في الدفاع عنها أو مهاجمتها ’ هو مقولة ’’ إن الفكر اليساري فكرا انقلابيا ’’ ولهذا المنطق تاريخيته ومواقفه الفكرية والفلسفية والسياسية ’ فهناك مفردة الفكر وهناك مفردة اليساري وهناك وهو المهم نعته بأنه فكرا انقلابيا ! فنتساءل من أين انبثقت مسألة الانقلابية تلك ؟ هل استمدت مضمونها من البعد اللغوي أو الفلسفي أو التاريخي / السياسي لكي نتمكن معالجتها بسهولة ومناخ اهدأ من التوتر والعصبية .


لسنا هنا بصدد تحديد الفكر اليساري ’ ولكن عادة ما يدبج ذلك التعبير على دعاة الماركسية ومن يلف في كنفها ومحيطها ’ وعندما يشتد هجوما شنيعا عليه باتهامه بالانقلابية نراه يرتجف ويستنكر وكأنه الحواري بطرس مع معلمه المسيح ’ متناسيا إن الأمور لا يمكن التملص منها لمجرد إننا ندافع بوهن عن فكرنا مقابل فكر أكثر عجزية وغرائبية بل وحتى لا تمتلك مقوماتها المعرفية المتينة كما هو عادة الحوار والجدل ما بين أفكار فلسفية متناقضة ’ بين مدارس مادية عدة ومدارس مثالية كثيرة .
احد النجباء نعتنا بعبارة إن اليسار فكرا انقلابيا ففرحت لهذا النعت ’ فالماركسية بمعناها الفلسفي والجدلي فكرا انقلابيا على المستوى الاجتماعي ألتغييري ’ عندما نجح كبار الماركسية من أمثال ماركس بمناداته بتغيير العالم ’ وعندما بنيت تلك الفلسفية على دحض الفكر التأملي المجرد للعالم إلى الواقع العملي المحسوس ’ فإنها كانت تهدف إلى تغيير العالم بمعناه الاجتماعي والفكري أي بمعنى تبديل وتهديم هذا العالم ببناء عالم جديد مختلف ’ لهذا جدلية الفكر اليساري الماركسي قائمة على التهديم من اجل البناء ’ إذ تترابطان العملية في وحدة تفاعلهما وتجاذباهما في نظرية التطور ’ فإما أن يشدك للوراء للعالم القديم الذي ينبغي تهديمه أو انك تتقدم في اتجاه صاعد وتزيله لبناء عالم جديد ’ لهذا فالفكر الماركسي بطبيعته انقلابيا من حيث بنيته المجتمعية والفكرية والفلسفية ’ خاصة ونحن نتحدث عن نظرية ماركسية في رؤيتها للعالم.

’ غير إن الذين يحاولون فهم مفردة الانقلابية على صعيدها اللغوي الضحل والهامشي ’ بمحاولة لصق مفردة الانقلابية وتعميمها من فعل التآمر كما هو الانقلابات العسكرية ’ فهذا جائز باعتبار إن في النهاية الطريقة هي التي تحدد سلوكنا في رؤية الأشياء وفعلها ’ لهذا الانقلابيون العسكر بما يحملون فكرا أو مشروعا سياسيا ’ فإنهم في محصلة الحركة يسعون إلى تعميم مشروعهم – سواء اتفقنا أم لم نتفق معهم – إلا أنهم يمارسون فعل التغيير في بنية المؤسسة التي ينتمون لها وبعلاقة تلك المؤسسة العسكرية بمؤسسة سياسية هي الدولة. ولا يجوز الخلط بين الانقلاب الفكري والفسلفي في رؤية الحياة والعالم والفكر وربطه بحدث عابر كالاغتيال أو العنف أو الدكتاتوريات التاريخية كما هي دكتاتورية البرجوازية والبرولتياريا ودكتاتورية العسكر ’ فكلها أدوات تغيير وفكر منهجي في الصراع الاجتماعي بين الطبقات في حركة التطور التاريخي .

أوافق إنني انقلابيا في فكري ونظرتي للكون وأسعى دوما من اجل التغيير وهدم كل ما هو رجعي في الكون والفلسفة ومتخلف في المجتمع والعلاقات الإنسانية ’ أؤمن بأنني انقلابي إذا ما كان الفكر الذي انشده في صالح التقدم البشري وتغييره نحو الأفضل وإزالة كل ما هو قديم ومحتضر . فلماذا الخوف من اتهامنا واتهام فكرنا بأننا انقلابيون ؟ اللهم ما يراود ذهننا هو تلك المساحة الضيقة لفعل التآمر السياسي والشخصي والفكري فنسقط في تفسيرات مذهلة ابسط ما يمكن وصفها بأنها ساذجة إلى ابعد الحدود .

اللغة والمصطلح والمفردات القاموسية كلها ’ عناصر متعددة الأوجه فكيف نقيسها وعلى ماذا نطبقها ؟ هذا ما نرجو دعاة الرجفة من كلمة اليسار أو الماركسية أو الانقلاب أن يفهموا ماذا يناقشون أولا وعن ماذا يدافعون ؟ فليس اغتيالا تاريخيا حدث أو مسألة لم تكتمل براهينها وإثباتاتها ’ فنبنى على ضوئها مواقف خائبة وأحيانا للأسف مواقف حاقدة تاريخية ’ إن لم تسقط بالتقادم ’ فإنها حتما تسقط بفعل ضعفها وبراهينها أمام حقيقة الأشياء بما فيها مقولة ’ إن الفكر اليساري فكرا انقلابيا ’ فيما تناسى الآخرين إن الفكر اليميني يفوق اليسار في انقلابيته وعلى كل المستوى السياسي والعسكري والشخصي فهم أيضا دعاة نظرية التآمر والاغتيالات ولسنا نحن فقط .



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف السياسي والأفق المسدود
- امرأة من عجينة 8 مارس
- أفغانستان والبحث عن الزمن الضائع!
- حرب مفتوحة في اليمن.. ولكن!
- هايتي بلد الغناء والألم
- أغنية الحرية في شوارع طهران!
- الجسد العربي المذبوح في عالم مضطرب
- أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب


المزيد.....




- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بدر عبدالملك - عندما تخوننا التفسيرات