أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - تطور الصدام ومجرياته المحتملة















المزيد.....

تطور الصدام ومجرياته المحتملة


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركزت الأخبار والتحليلات الدائرة حول جمهورية إيران الإسلامية، سوى قبل الانتخابات أو بعد نتائجها مباشرة، أو حول النزاع الدائر بين الطرفين الأول خسر في صناديق الاقتراع، فيما نجح الثاني وهم المحافظون في إعادة انتخاب احمدي نجاد للرئاسة لدورة ثانية وبنسبة بلغت 63% من نسبة الأصوات، مما أثار شكوكا في تلك النسبة، خاصة وان الحملة الانتخابية المضادة لنجاد أثارت موضوع احتمال التزوير في مراكز التصويت، نتيجة وجود قرائن ودلائل ـ حسب ادعاءات الإصلاحيين ـ حول تلك الممارسات غير القانونية، خاصة وإذا ما عرفنا ان الانتخابات لم تتميز بالشفافية الكاملة وفق تقويمات ومعايير الرقابة الدولية للانتخابات بسبب غياب جهات دولية وخارجية تشرف على العملية الانتخابية، تاركة مصير الانتخابات بيد وزارة الداخلية، وهي جهة لا يمكن الركون إليها والثقة بها، لكونها جهة تنفيذية وعملت سابقا في ظل حكم رئاسة نجاد نفسه، والاهم من ذلك، إن في الدول الديمقراطية تصبح الانتخابات من صلاحيات وزارة العدل، ومع ذلك لا يمكن الركون على أي وزارة في السلطة مهما تذرعت بعدلها وتميزها الأخلاقي والعادل لفظا وقولا. ما نقله لنا العالم خلال الأيام القليلة الماضية من مشاهد سوداوية للمعارضة، وقصص خضراء ووردية من قبل النظام، وخطب وخطب مضادة في قلب الشوارع والمواقع الالكترونية، وتلويح برفع سقف الضغط وبردود شجاعة على المقاومة والاستشهاد، وبأحجام وأرقام تعبر عن حالة تصاعد وازدياد في عدد المعتقلين من المعارضة الإيرانية، بعضهم مثقفون معروفون وأساتذة جامعات وشباب وطلاب جامعات حسب وكالات الأنباء، في وقت تواصل وتصر السلطات، على ان المعتقلين ليسوا إلا قوى وعملاء للأجانب ومتآمرين ومخربين يستهدفون تغيير النظام الجمهوري الإسلامي. في هذا الفضاء السياسي الساخن، ـ وما بعد نتائج الانتخابات ـ لم تهدأ الأدخنة لمسيلات الدموع، مثلما لم تتوقف رفع أسماء وشعارات ونداءات التنديد لممارسات رجال الأمن والباسيج لمتظاهرين عزل وحناجر شابة منددة، لتتحول إيران وبعد ثلاثين عاما من حكمها «الثوري والرسالي» أمام مواجهة وانتفاضة مختلفة، وعرضه لمواجهات حقيقية تهز أركانه ابتداء من موقع المرشد الأعلى وانتهاء بشاب متحمس من الباسيج، مؤمن إيمان مطلق بتاريخ الثورة التي ولد على قصص تاريخها ومناهجها المدرسية. كل ذلك انهار خلال وبعد الثاني عشر من يونيو عام 2009، ففي هذه اللحظة من تاريخ إيران الراهن ندخل منعطفا مهما سيحدد مجريات النظام ومدى قبوله بالمساومة أو الدخول في قمة الدموية فيما لو بدأت عملية توازن القوى تختل في الشهور اللاحقة. قد يبدو الصدام حاليا أكثر هدوءا وسلمية بمعيار الصدمات الأهلية والعصيانات المدنية والحروب الأهلية المسلحة، وقد تبدو حركة الاحتجاج متوارية في تكتيكاتها بهدف أن لا تخسر المزيد من الضحايا دفعة واحدة، ولكنها في الوقت ذاته معنية باستنزاف قوى النظام والتيار المحافظ بالتدريج، لكي يبدو أكثر خلخلة وهستيريا وعزلة داخلية وخارجية. كما لا يمكننا الحكم عاجلا على سيناريو مجرى ذلك الخط المتعرج، صعودا ونزولا لكل حركة جماهيرية منظمة، تخرج لمواجهة نظام قبضاته غليظة ولديه مؤسسات منظمة في كافة المستويات الرسمية والشعبية. من هنا تبدأ حسابات المعارضة في اقتحام واختراق تلك المؤسسات والقاعدة الشعبية والفئات والطبقات الحيوية في المجتمع، وبدونها لا يمكن لأي معارضة النجاح على مدى طويل، إذا ما كانت تتوق لتغيير وجه إيران مستقبلا. وتستهدف كل حركة معارضة أولا بالاعتماد على تحريك الشارع عن طريق قوى حيوية وفاعلة كطاقة يومية، هم الطلاب والشباب والنساء، ولكنها، ثانيا، لن تنجح في إضعاف المؤسسة الدينية إلا بتفكيكها إلى قوتين تدخل احدهما وبشكل واسع كقوى حليفة للمعارضة. ثالثا من الضروري دخول الجيش كقوة موازية للحرس الثوري بهدف تحييده في الصراع، وفي حالة عدم الإذعان، فان نزول الجيش تصبح مسألة في غاية الأهمية وإلا لا يمكن كسب رهان المعركة بدون هذه القوة المنظمة، حتى وان رددت مقولة إنها لا تتدخل في الشأن الداخلي ومعنية فقط بالأمن القومي!! وهذا السيناريو لن يتم إلا إذا وجد الجيش إن الباسيج تحول إلى قوة قمعية رادعة وتسبب في سفك الدماء لمواجهة التظاهرات المستمرة والمساندة لقوى الأمن وبدون تبرير. وهناك قوة مهمة وحاسمة في كل الصراعات لكونها مرتبطة بوضع اقتصادي يؤثر في عملية شل البلاد، وهي الطبقة العاملة، والصناعية تحديدا، والكادحين في مؤسسات مهنية مختلفة، وبدون الإضراب العام لا يمكن للمعارضة خلخلة النظام في مفاصله كاملة. وهناك قوى متعددة في المجتمع المدني تلعب دورا مهما في الضغوطات الهيكلية للنظام، وتسبب شرخا في أعمدته العمودية والأفقية. كل تلك السيناريوهات المرئية والمحتملة والبعيدة، تحددها عملية تصاعد المزاج العام والاستعداد والتضحية وتوازن القوى وقدرة المعارضة الدائمة على دفع وفرز كاريزمات قيادية ويومية ومناطقية ـ حتى وان اتسعت حجم عملية الاعتقالات ـ فتدخل النظام في حالة إرباك سياسي واضطراب امني تفقده السيطرة على مفاتيح الاستقرار. بدون تملك زمام تلك المفاتيح والسيناريوهات وتغير الموازين لصالح المعارضة، ستعود حركة المعارضة أدراجها للهدوء التدريجي والاستسلام للأمر الواقع، ومن ثمة إدخال جمهورها في حالة إحباط عميق وانتكاسات سياسية كبرى لحركة المعارضة. لهذا من الضروري أن تدرك المعارضة جيدا فن التقاط الأنفاس دون الركون للخمول، وبتنويع مصادر الاحتجاج في الأشكال والأمكنة والتنظيم اللامركزي في بلد شاسع، وبالاستعداد والتوقع دوما لضربات موجعة، شريطة أن لا تؤثر عليها عضويا ومعنويا. ومن اجل أن تنتصر أي معارضة منظمة وموحدة، عليها في هذه اللحظة التاريخية أن تؤسس لمشروع سياسي واسع يضع كل الخلافات الجانبية خلفه، وينظر لأهدافه العليا والمصيرية بمسؤولية، فلا يوجد عدو حقيقي لأي حركة معارضة مثل تلك التي تنشغل بخلافات ثانوية وهامشية تضعفها من نصف الطريق ومن الداخل. لست من يقدمون نصائح لتاريخ كتاريخ إيران بعظمة رجالاته، ولكنني أحاول قراءة السيناريوهات الممكنة والمحتملة في مجرى تاريخ غامض ومضطرب، وكلما اهتز الزلزال في إيران وأرضها تساقطت أحجار حارقة هنا وهناك فوق منطقتنا.





#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب
- هل الشيطان وراء الأزمة المالية؟‮!‬
- هتلر وفرانكو في‮ ‬مقصورة المباراة
- الإرهاب لايزال مخيفاً‮!‬
- المرأة والقاطرة التاريخية
- حوار الدوحة والواقعية السياسية
- جيفارا‮.. ‬الفكرة والأيقونة
- التكفيريون وعمى الألوان
- الطائفية‮.. ‬الجاثوم السياسي‮ ‬في ...
- فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!
- سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية
- تضخيم الصوت ومسألة الأحوال الشخصية
- لمن ينحاز الناخب عند صناديق الاقتراع
- الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - تطور الصدام ومجرياته المحتملة