أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية














المزيد.....

الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحرب الباردة ظلت كل الحركات التحررية مقبولة ومشروعة ’ وقد كان العنف المشروع حقا من حقوق كفاح الحركات التحررية ’ وقد فرضت حركات تحرر عنيفة ومسلحة نفسها ’ وجلست على طاولة الأمم المتحدة تفاوض ’ فيما كانت القذائف مستمرة والمواجهات متواصلة ’ كما هي تجربة الفيتكونغ مع الفرنسيين وفيما بعد مع الأمريكيين . وعندما نشأت حركات قومية واثنية في البلد الواحد ونشب الصراع الدموي ’ والذي كانت تغذيه الدول العظمى بالمال والسلاح ’ كان صوت تلك الحركات الانفصالية عاليا ومصرا على حق تأسيس دولته المستقلة ’ كما هي السياسات القائمة وبإشراف الأمم المتحدة في التجربة اليوغسلافية ’ حتى فيما بعد انهيار الحرب الباردة . وقد اندلعت نزاعات عرقية عدة في القارة الأفريقية وأوروبا الوسطى والشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفيتي السابق ’ فتم تكوين منظمات وقوى سياسية تم تمويلها بالأسلحة والمال ’ فما كان من الأمم المتحدة إلا دعوتها ودعمها داخل تلك الأروقة بأنها شعوب لها حقوق اثنية ومن حقها بناء دولتها وحلمها القومي . ولو نقلنا عيوننا للمشهد السياسي خلال العقدين المنصرمين لوجدنا أمثلة عدة ’ ولكن ما حيرنا إننا أمام معادلات غريبة ’ إشكالية ’ ومتناقضة في تبايناتها الشرعية ’ فما يتم تحقيقه ودعمه لتلك القضية يتم رفضه لهاتيك ’ ويصبح الحق الشرعي لأية قومية واثنية - تناشد العالم بحق الانفصال - ’ أمرا مرفوضا وحقا لا يمكن قبوله ويتم التنازل لتلك الدولة التي ينشأ فيها النزاع القومي ’ والأعجب من ذلك وجدنا إن تلك الموازين بدأت تفرض نفسها كقانون للقوة وليس للحق ’ بفرض الشروط والاتهامات على حركات تحررية ’ بأنها إرهابية فيما يتم الطبطبة والصمت عن كل ما تمارسه إسرائيل علانية إزاء الشعب الفلسطيني والمنطقة. وما نراه اليوم فاضحا في مؤتمر عن العنصرية في دربان ’ هو ذلك البيان الختامي حول ’’ تنظيف ’’ يد الدولة العبرية من دم الآخرين ’ فيما راحت هي وحدها توزع بطاقاتها ودعوات حفلاتها الناعمة لمن تشاء من الأصدقاء . ولكن بما إن عالم السياسة جسد عاري مغطى بثياب كثيفة قابلة للارتداء والإزاحة ’ فان خلف الكواليس لا يمنع تلك الدول العظمى التي صوتت على قائمة المعنيين باتهامهم بالإرهاب ’ نجدها تجلس معهم صمتا وتدعوهم علانية للحوار ’ تحت حجج كثيرة واهية ’ ولدينا امثلة كثيرة وحية أيضا ’ فهناك حوار سوداني – سوداني في فرنسا وهناك حوار بين الحكومة البريطانية وحماس وحوار بين حزب الله والأروقة الصامتة في نيويورك ’ وحوار بين الشيطان الأعظم مع احد بلدان متهمة بكونها محور الشر . فإذا ما كانت تلك الأصوات العالية تعلن الكراهية ’ وتعود من جديد ترقص لنا رقصا فاضحا يفزعك بأن الحرب النووية ستندلع بعد أيام ’ فتضع يدك على قلبك كون منطقتك تقع بين تلك الأهداف ’ وبأن إسرائيل لابد وان تدمر المفاعل النووية الإيرانية في هذه اللحظة إن لم تفعل الولايات المتحدة أمرا بشأنها فورا . فيتحرك الرئيس اوباما ’ معلنا بصوت صريح انه لن يسمح لإيران بان تمتلك مفاعلات نووية ’ مع انه في أيامه الأولى كان كالحمل الوديع وأكثر ميلا للجوانب الإنسانية والاجتماعية والسياسية العادلة . من جديد يحاول العالم حمل الكراهية والحلم الإنساني معا في يد واحدة دون محاكمة أي واحد منهما حكما عادلا. ومن هنا يبدو واضحا محاولة إرضاء الأتراك والأرمن في تلك المعادلة التاريخية القديمة حول المذابح والاتهام الفاضح ’ وهذا الاتهام وحده يزعج إسرائيل من جهة وينعش قلبها من جهة أخرى ’ مما جعلها مسرعة تحرك كل آليتها الإعلامية في العالم لتأكيد أرقام المحرقة’ لكي لا يتحرك خصومها العرب والمؤيدين بقوة مزعجة ’ فكان مؤتمر العنصرية منحازا لإسرائيل . وما زال الخبراء والباحثون المدفوع لهم أجرا يتجادلون حول زيادة جرعة الأرقام وزيادة الاصفار فصارت المحرقات والمذابح أرقامها أسطورية ’ فيما تجادل تركيا على إن الرقم غير صحيح ويؤكد الأرمن إن الرقم اقل بكثير ’ ’ متناسين أن الحقوق الفعلية داخل دولة واحدة متنوعة الأعراق والأديان ’ وبحاجة إلى تعديلات دستورية تضمن حقوق الطرفين دستوريا لكي تخمد تلك الكراهية ’ ويتم التغاضي بالفعل عن مسألة الانفصال وإيقاف كراهية الدم والقبول بالعيش المشترك ’ من اجل وطن مختلف يقدم لكل مواطنيه حقوقا متساوية وفرصا متساوية كما هي التجربة الهندية ’ ولكن خلف كل تلك المعارك الدموية مصالح أعمق مما ينشر في الإعلام الكاذب. اعتقد إن العالم ينبغي ان يكون منصفا وخارج معادلة دول محددة لم تكن عادلة ولكنها كانت أنانية وقوية وظالمة .





#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب
- هل الشيطان وراء الأزمة المالية؟‮!‬
- هتلر وفرانكو في‮ ‬مقصورة المباراة
- الإرهاب لايزال مخيفاً‮!‬
- المرأة والقاطرة التاريخية
- حوار الدوحة والواقعية السياسية
- جيفارا‮.. ‬الفكرة والأيقونة
- التكفيريون وعمى الألوان
- الطائفية‮.. ‬الجاثوم السياسي‮ ‬في ...
- فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!
- سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية
- تضخيم الصوت ومسألة الأحوال الشخصية
- لمن ينحاز الناخب عند صناديق الاقتراع
- الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان
- الإعــــــلام المعاصــــــر وخطاباتــــــــه الغريبـــــــــ ...
- في سبيل ائتلاف واسع للديمقراطيين


المزيد.....




- مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية احتجاجًا على مد ...
- -أضرار جسيمة- بمستشفى بعد موجة صواريخ إيرانية في جنوب إسرائي ...
- قطر.. سفارة أمريكا تعلن تقييد الوصول إلى قاعدة العديد مؤقتا ...
- ‌‏وزير الدفاع الإسرائيلي: خامنئي سيدفع الثمن
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الحرب بين إيران وإسرائيل
- الكربون في الرئة يكشف سر تطور الانسداد الرئوي
- مستشفى سوروكا يتعرض لأضرار خلال استهداف إيراني واسع في جنوب ...
- موسكو: ننتظر مقترحات واشنطن لاستمرار الاتصالات معها
- -أكسيوس-: الجيش الأمريكي وحده يحتفظ بسلاح حاسم في المواجهة م ...
- نتنياهو: سنجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف وسنزيد قصف إير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية