أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - أغنية الحرية في شوارع طهران!














المزيد.....

أغنية الحرية في شوارع طهران!


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدر عبدالملك - كاتب بحريني (سياسي)
بمناسبة يوم الطالب الإيراني (في السابع من ديسمبر) اتضح للعالم ان مشروع وملامح الثورة آت، وان لم تستكمل ملامحه بالكامل، ولكن خيوط الانتفاضة ليست إلا استجماعا وتحضيرا، فذلك وحده هو التمرين العام للثورة، وهي تستعد لخوض فصولها الدرامية الأخيرة تحت شعار شكسبيري والذي بات اليوم في كل زاوية في إيران ماثلا للعيان: “نكون أو لا نكون ذلك هو السؤال”. هذا الفصل التاريخي من حياة الشعب الإيراني ليس إلا جزءا من فصول عالمية كثيرة عرفتها حركة التاريخ الصاعد للامام، وان تعرضت تلك المسيرة –أحيانا للانكسارات– لكنها في النهاية تشهد نهوضا عاصفا يطيح بكل أركان البيت القديم المتآكل، فقد شرخت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية نظام الجمهورية الإسلامية وعافيته في العمق وشاخت كل شعاراته العتيقة، هذا النظام الجاثم أمامنا في الجمهورية الإسلامية مصاب بالعقم السياسي وعاجز عن التغيير والتجديد، بل وفاقد لكل إمكانية الإيمان بتسليم السلطة للآخرين، وهذا ما بات في انتفاضة يونيو 2009 واضحا، وبصورة عمودية وأفقية، تفجرت فيها كل الحناجر الصامتة، فمرحلة ما بعد الانتخابات انتهت ولن يقبل الشارع الإيراني بمجرد تبادل السلطة وتدويرها مع هذا النمط من الأنظمة التاريخية، التي تحاول ليّ عنق التاريخ وإخراجه من وقائعه الموضوعية. اليوم نسمع ليس هديرا طلابيا وإنما هديرا للشعب فقد أصبح طلبة جامعات وكليات إيران لسان حال معبر عن تلك الاختلاجات السياسية الشعبية المستمرة، اختلاجات كانت تارة خافتة وتارة تتحول إلى أصوات أعلى من سقف الغيوم والأفق المغلق. ها نحن نراهم اليوم الفتيان الشجعان، فتيان وفتيات شبابية، ينتفضون بسخط عميق ولا متناه وهم يكسرون حاجز الخوف والقمع، الذي شيّده النظام لنفسه وسيّج نفسه به منذ لحظات انتصار الثورة ضد الشاه. ما تشهده اللحظة التاريخية في إيران ليست إلا تعبيرا حقيقيا عن عجز النظام لمعالجة أخطائه المتجذرة، ولرؤية الخيار التاريخي الجديد الأكثر انسجاما مع المتغيرات العالمية، المتغيرات التي تطالب بها الشعوب من اجل الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، فالثورة ليست تسويقا للشعارات وليست تزييفا للحقائق وتدليسا للمفردات الكلامية الوهمية، مثلما الثورة ليست قلعة للاستبداد والاستفراد والهيمنة، وإنما المكان الطبيعي في حق الشعب كله في المشاركة والتغيير. هستيريا النظام القمعي مع الطلبة في عواصم إيران وجامعاتها سواء في غربها أو شرقها، جنوبها ووسطها وشمالها، فكلها في لحظة انصهار وتلاحم واحد وصوت جماعي جديد لا ينتمي للماضي وإنما يهرول نحو المستقبل، لهذا هتافات يا أيها النظام »ارحل« صارت نغمة واحدة في شوارع البلاد طولا وعرضا، ففي ساحة انقلاب يتردد صوت ينادي بإطلاق سراح السجين السياسي، فهل تجدي تغطية أكشاك الهواتف العامة في محيط جامعة طهران؟! وصفوف الشبان في طهران يجترحون العجائب ويبدعون لمنطق الانتفاضة. تنتج الانتفاضة صوتها الطلابي كمقدمة لمشروع ومخاض قادم لا يمكن أن تخطئه العين، ولن ينفع كبح جماح أمواج المد العاتي لبحر الانتفاضة الملتهبة والاعتقالات الواسعة في صفوف الشبان في طهران وجامعاتها، لن يصمت صوت وأمواج هدير جامعة أمير كبير «جامعة أهواز»، مظاهرات الطلاب في زنجان، ايلام وبندر عباس، وسيستان وبلوشستان »تبريز« جامعة مازندران «مدينة ساري» طلاب وجامعات مشهد ورشت وكرج واورميه ومريفان وبروجرد، وبهبهان وكرمان وياسوج وهمدان وكرمنشاه وقزوين واراك وجامعات نجف آباد وهرمزكان ومراغه ومريفان وسفز، ومدن وجامعات أخرى في سلسلة المحتجين والغاضبين، حتى وان ازدحمت مراكز الشرطة بالمعتقلين الشباب. أمامنا اليوم مشهد من مشاهد زمن أمريكا اللاتينية والانقلابات العسكرية القديمة، حيث زج النظام بقواته العسكرية في الشوارع، فيما راحت قوات الباسيج تلاحق الطلبة من بيت إلى بيت ومن جامعة إلى جامعة، وتفتش في الهويات والهواتف النقالة، بل وتفتش في ضمير الإنسان الإيراني فربما يخفي تحت قشرة الرأس كابوسا من رجال المقاومة الوطنية ومجاهديها، وزهور نسائها المنتشيات برائحة النصر. شعب يحتضن بين ضلوعه امرأة من نمط زهراء أسد بور جرجي وابنتها فاطمة وابنها المعتقل رضا، حتما سينتصر، فسيرة عائلة معتقلة بأكملها تذكرني بحكاية رواية الأم الروسية، فقد وضعت زهرا لمدة عامين في المعتقل لمجرد انها زارت ابنها في مدينة اشرف! شعب بتلك الروح القتالية لا بد وان يخصب جيلا من المتعطشين للحرية وأغنيتها الصادحة في شوارع طهران. في يوم الطالب الإيراني صار فضاء إيران المزدحم بالأسـئلة إلى أين تمضي مسيرة الغضب والى متى تبقى المشاعل مضيئة؟

صحيفة الايام
15 ديسمبر 2009




#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد العربي المذبوح في عالم مضطرب
- أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب
- هل الشيطان وراء الأزمة المالية؟‮!‬
- هتلر وفرانكو في‮ ‬مقصورة المباراة
- الإرهاب لايزال مخيفاً‮!‬
- المرأة والقاطرة التاريخية
- حوار الدوحة والواقعية السياسية
- جيفارا‮.. ‬الفكرة والأيقونة


المزيد.....




- قبل وبعد الضربة الأمريكية.. ماذا يظهر تحليل CNN لصور منشأة ف ...
- وزير الدفاع الأمريكي: دمرنا برنامج إيران النووي وقضينا على ط ...
- سوريا: قتلى ومصابون جراء -هجوم إرهابي- استهدف كنيسة بدمشق
- البابا يدعو إلى السلام ويدعو الدبلوماسية لإسكات السلاح إزاء ...
- ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟
- هل تنسحب إيران من اتفاقية انتشار أسلحة الدمار الشامل؟
- هل انخرطت أمريكا رسميا في الحرب على إيران؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن أنه يتحقق من نتائج الضربات الأمريكية ع ...
- هل دمرت الضربات الأمريكية البرنامج النووي الإيراني؟
- مظاهرة في المغرب تندد باستمرار الإبادة في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - أغنية الحرية في شوارع طهران!