أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر عبدالملك - امرأة من بلادي.. المسافة بين البرازيل والمحرق














المزيد.....

امرأة من بلادي.. المسافة بين البرازيل والمحرق


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 23:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل كانت مصادفة أن تخوض في الأسبوع نفسه من شهر أكتوبر امرأة من المحرق من أجل مقعد بلدي وتنتزعه عبر التصويت، لتكون أول امرأة في تاريخ البحرين تصل إلى هذا الموقع الانتخابي، فيما راحت ديلما روسيف في 31 من أكتوبر تخوض أكبر تجربة في البرازيل، حيث نافست روسيف من أجل رئاسة أكبر بلد في قارة أمريكا اللاتينية، لتكون أول امرأة في البرازيل تحظى بمقعد الرئاسة.
الرمزية بين الاثنتين حاضرة في محاولة المرأة تخطي الممكن والمستحيل، والرمزية أيضاً أن المرأة ليست حديقة خلفية للرجال والمجتمع الذكوري أو أي مجتمع كان، فنساء العالم قررن خوض كل أشكال الصراع والتنافس من أجل انتزاع حقهن الدستوري.
في البرازيل التي كانت تستمع وتصغي إلى 130 مليون صوت، حيث كان المجتمع ينتظر أن تقرر مصيره انتخابياً امرأة تمثل الحركة العمالية، جاءت لتكملة مشوار زميلها بقيادة المرحلة المقبلة للبرازيل، فحجم مسؤولية ديلما كبيرة لا يمكن قياسها بحجم مسؤولية امرأة بسيطة من بلادي مثل فاطمة سلمان، التي كانت تنتظر بضعة آلاف في دائرتها لكي تقول لها أنك الأنسب لنا، حجم الانتصار الرمزي يتسع كلما ربطنا الفوز بالمغزى التاريخي لكل تجربة، ولكن لا يمكن أن نفهم التاريخ بمعزل عن سلسلة التكامل والتواصل والتداخل، فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة مثلما الغيث يبدأ بقطرة، لهذا تصبح فاطمة مدخلاً لموضوع تاريخي واسع، فهي تؤسس للعتبة الأولى للبيت الكبير في المشروع الانتخابي والتصويت الحر، تمثل تجربة متواضعة في جزيرة حجم الناخبين فيها كلهم لم يتعد 400 ألف ناخب، ولكنهم يمثلون دائرة حلم شعب يتطلع لمشروع الحرية والتقدم والتغيير مهما كانت لبناته متواضعة وصوته صغيراً في دائرة ضيقة، فلكل فرح إنساني معنى مهما اتسعت جغرافية البلدان وتضخم عدد السكان، فهناك حلم مشترك لدى الشعوب دائماً، تكون المرأة النصف الدائم لذلك الحلم في كل البلدان.
ما فعلته فاطمة سلمان في نطاق دائرة محيطها كان بمثابة انقلاب اجتماعي في تفكير الناخبين، الذين قرروا أن يمنحوا المرأة صوتهم، ليعلنوا أنه ليس بالضرورة أن الرجال ضد المرأة في كل دائرة، وليس دائماً النساء ضد النساء دون معنى أو دلالة.
ما حدث في دائرة فاطمة سلمان إعلان بحقيقة أن المستحيل ممكن، وأن ما كان في الماضي أمراً خارقاً، بات مع انتصار فاطمة مسلمة متآكلة في ذهن العقل المحافظ والمتشدد والمناهض لدور المرأة في مجتمعنا كشريك دائم وثابت في التنمية والتطوير والازدهار.
قد تبدو المقارنة في معناها الواسع مختلفة عن بعدها الضيق، ولكنها في المغزى العام والنموذجي تؤكد لنا حقيقة واحدة هي أن المرأة قوة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وحقوقية لا يمكن إجهاضها وخنقها كما حدث في التاريخ المظلم والمجتمعات المستلبة من حياة الإنسان ذاته، الذي سمح لنفسه بممارسة التمييز والاضطهاد، فكانت شريكته هي الضحية الأولى. ما حملته فاطمة في بلادنا يشكل درساً تاريخياً، مثلما كانت ديلما روسيف تقدم درساً تاريخياً للبرازيل، عن إن كل الآفاق تظل مفتوحة للمرأة متى ما قررت النضال والمثابرة، من اجل حقها المتساوي في الحياة والمجتمع.
هناك في التاريخ دائماً انتصارات كبرى وصغيرة، تشكل فاطمة وروسيف حقيقتها التاريخية الملموسة، لتفتح لنا فاطمة كوة صغيرة تدخل من ضوئها النساء بكل أمل وطموح، فقد كانت المسافة ضيقة بين منيرة فخرو ومنافسها، ولكن الظروف لم تشأ أن تخترق المرأة جدار النيابي حتى الآن إلا بالتزكية، لتصبح القعود هناك وحيدة بصوتها النسوي، لتبقى الرمزية النسوية حاضرة مهما كنا نراها محدودة، لمعنى نجاح وفوز المرأة داخل المجلس البلدي أو النيابي.
اليوم انتصرت فاطمة سلمان، وغداً تنتصرن مثلها الكثيرات، فلا شيء يوقف عجلة الزمن والتطور والتقدم الاجتماعي، وعلينا أن نؤمن بطاقات المرأة في بلادنا، فهن موجودات وبكل كفاءة في كل زاوية من زوايا حياتنا وأنشطتنا، ومن حاولوا تكميم صوتها وحركتها وطاقتها، هم أنفسهم الذين اكتشفوا أنهم يغادرون مسرح التاريخ عندما يصبح دورهم مشروعاً انتهت صلاحيته وقد حان وقت رحيلهم من فوق ذلك المسرح، لكونهم حاولوا إيقاف عجلة التاريخ وحركته، فتخطتهم قوته الجارفة.
الدرس التاريخي في انتصار فاطمة يحمل الكثير من الدلالات، حيث المرأة اليوم تنتصر في البرازيل نحو الرئاسة، وتنتصر فاطمة بمقعد بلدي لن تسمع به كل مدن العالم، ولكنها عرفت عنه عبر وكالات الأنباء، فصارت المحرق مدينة فاطمة نقطة ضوء في خارطة العالم، لتقول لمن تابعوا التصويت، بأن المرأة في البحرين بخير، والناس أيضاً بخير لكونهم صاروا يميزون بين الضوء والظل والشمس والظلام والحق والباطل والكذب والصدق. في النهاية الأشياء الكبرى والعظيمة دائماً تبدأ متواضعة، تبدو بسيطة كبساطة فاطمة سلمان، التي في النهاية دخلت تاريخنا الانتخابي المعاصر من أوسع أبوابه، فكل من سيأتي باحثاً في مسيرة هذا التاريخ لا يمكنه تخطي اسمها كعلامة تاريخية بارزة، مثلها مثل ديلما روسيف البرازيلية ابنة الطبقة العاملة لنكتشف أن المستحيل صار ممكناً.



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برودسكي : برداً وسلاماً على إسرائيل!
- البغدادي فارس لم ينكسر
- الشعب البحريني ليس ملكية خاصة
- واخجلتاه !
- مات «المشاغب العمالي» فرحاً
- عندما تخوننا التفسيرات
- العنف السياسي والأفق المسدود
- امرأة من عجينة 8 مارس
- أفغانستان والبحث عن الزمن الضائع!
- حرب مفتوحة في اليمن.. ولكن!
- هايتي بلد الغناء والألم
- أغنية الحرية في شوارع طهران!
- الجسد العربي المذبوح في عالم مضطرب
- أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف


المزيد.....




- الآن سجلي 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- بعد توجيه 5 تهم له بالاغتصاب.. بارتي -متأكد من براءته-
- واقعة تهز أستراليا.. بتر ذراع امرأة بعد هجوم أسد
- مبادرة لمحو الأمية للنساء في شرق السودان
- “رابط شغال” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- لا يكتمل التسجيل بدونها! .. شروط منحة المرأة الماكثة في المن ...
- لكل سيدة لا يوجد لديها مصدر دخل! .. منحة المرأة الماكثة في ا ...
- لاعب أرسنال السابق توماس بارتي يُواجه تهمًا بالاغتصاب والاعت ...
- ما الذي تواجهه النساء في اللجوء والنزوح والهجرة؟
- بريطانيا: اتهام توماس بارتي بالاغتصاب


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر عبدالملك - امرأة من بلادي.. المسافة بين البرازيل والمحرق