كاظم عبود في حضن العراق

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 04:55
المحور: المجتمع المدني
    

أقسم برب السماوات والأرض أن دموعي تسقط الآن فصوت كاظم عبود يقطع أوصالي . أشعر أن الهواء يرفض الدخول الى رئتي . يبدو أن تلفا كبيرا أصابها يشبه التلف الذي أصاب رئتيه .
أقسم مرة أخرى أنني لا أبالغ في توصيف حالتي فصوت المناضل الرياضي والسياسي كاظم عبود يملأ أرجاء غرفتي الآن . صوته المعارض ضد الطغاة والجبابرة من أزلام العهد البائد . صوته الكبير الذي لا يشبه جسمه النحيف . صوته المتواصل بقوة من أجل بناء العراق الجديد . صوته المتواصل بعنفوان برغم رقوده على فراش المرض . صوته الذي لا يستجدي أحدا .
رفض عبود أن يطرق باب أي مسؤول بالرغم من المرض الشديد الذي أصابه فهو يقول : " لم أناضل من أجل أن يكافئني الوطن " . نضال كاظم عبود لا يتجسد في العرق الذي بذله في ملاعب الكرة مع المنتخبات العراقية حسب ، بل في غربته الطويلة خارج العراق معارضا للنظام الفاشي ، فضلا عن الدماء التي ضحى بها من أجل الوطن ، إذ أعدم نظام المقبور صدام ولده الذي لم يكن يتجاوز الرابعة عشر عاما وثلاثة من أشقائه .
لم يستجد عبود أحدا ، لكن عراقنا الجديد بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها ، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تحيط به لن ينسى أبطاله . لن ينسى رموزه الكبار . لن ينسى مَن ضحى بالغالي والنفيس من أجله .
لم يكافىء الوطن كاظم عبود حينما قرر السيد رئيس الوزراء معالجته على نفقة الحكومة ، ولم تكافىء وزارة الشباب والرياضة عبود حينما وضعت ملفه الصحي أمام الحكومة ، ولم تكافىء اللجنة الأولمبية عبود حينما قررت المساهمة في نفقات علاجه . نعتقد أن الجميع شعر بواجبه ، بمسؤوليته أمام مناضل ، أمام رياضي عراقي كبير يستحق الكثير من العراق الذي ضحى من أجله بعرقه ودم ولده وأشقائه .
ربما تأخر الوطن في ضم كاظم عبود الى حضنه ، لكنه الآن في حضنه فهنيئا له . هنيئا له لأننا على يقين أن كاظم عبود كان بحاجة الى دفء حضن الوطن قبل أي دفء يحصل عليه من العلاج الطبي .
لا نقول شكرا لرئيس الوزراء ، ووزير الشباب ، ورئيس اللجنة الأولمبية لما قاموا به من أجل عبود ، بل نقول هنيئا لهم ، هنيئا لمَن شعر بواجبه ومسؤوليته اتجاه كاظم عبود وجعله يشعر أنه في حضن العراق الدافء .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات