ادباء وكتاب النجف يستذكرون فقيدهم الراحل الشاعر عبد الرزاق الاميري بمناسبة مرور عام على رحيله

مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 19:16
المحور: الادب والفن
    

اتحاد الادباء والكتاب في النجف يستذكر ون فقيدهم الشاعر المرحوم عبد الرزاق الاميري بمناسبة مرور عام على رحيله

ورقة الناقد ظاهر حبيب بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله التي أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف


عبدالرزاق الأميري وعبثية السؤال الدائم

الناقد :- ظاهر حبيب*

تتجسد دلالات القصد القرائي عند الشاعر عبد الرزاق الأميري ففي مجموعته الشعرية (يوميات السؤال الدائم) من خلال بوابة فضاء العنوان ومد خليته في نسيج فعل المشاركة القرائية وتوسيع مدياتها.
إذ تأتي آلية (يوميات) هنا بتحويل الانتباه إلى حراك زمني وفعل مباشر يكون حاملا لديمومة سؤال الذات العارفة ودمج الظاهر بالباطن والمرئي بللا مرئي والعمل على استثمار مكنونات الذات وتحفيزها وتكثيفها في عملية التجلي العابث عبر طرح دوامة أسئلة عابثة في زمن عبثي عابر ومنفلت وغير معقلن والشاعر ، هو الذي يمنحه سلطة العقل.
كما إن آلية (يوميات) تمنح النص تراكما زمنيا مجانيا عابث لا جدوا نية التكرار اليومي الذي يتشابه به اليوم بالأمس. حيث أكسبت (دلالة) (يوميات) النص شهوة (الكشف والمتابعة) والمشاركة في معرفة كنهه هذا المسلسل اليومي من الأسئلة – لما تتضمنه من معاني مكتظة بالاحتمال والتوقع والمجهول والحدس... والظن.
فالنص يتحرك بتموج في منطقة المجهول والعبث ويلوذ بأسئلة يدين بها الزمن الذي يحمله الشاعر مسؤولية الفوضى والمجهول الذي تسير نحوه الذات الانسسانية.
كما إن المقطع الآخر من العنوان ( السؤال الدائم) يوحي بجبرية مراوغة ومتموجة ومهددة لحالة الاطمئنان والاستقراء الذي يبحث عنه الشاعر- فهو يشعر بتهديد يومي جبري عبثي من هيمنة وسطوة وفراغ هذا السؤال الدائم حيث تمنح عبارة (دائم) فضاءا قمعيا يجلد ذات الشاعر والقارئ، من أول إطلالة على هذا العنوان ومدخلية النص الذي نقتنص منه قوله:-
كان يعيد الزمن المكسور
امرأة الطين
تغازل إصبعه الفائرة الفكر.
إذ يومي الفعل (كان) إلى ماضوية الفعل العابث والذكرى العابثة وكأنه يستحضر تراكم الماضي في لحظة مأساوية يجسدها الفعل المضارع(يعيدُ) ليرمز استمرارا دائما لفوضوية الوجود يقذفها الشاعر في خانة آلية (الزمن المكسور) ليتم المشهد المجهول- للتضييق على حرية القارئ وإلغاء حريته وكسر حماسة المشاركة الجادة لديه من خلال وقفات إدانة دائمة للزمن المراوح – كقوله:-
تطيل الزمن الرجعي
يعيد الزمن الأشياء
تمتلئ اللحظة بالحزنِ
تثير فضولُ سؤالٍ عابر
ما أتعس هذا الإنسان
ارصد أفكاري
ويدهشني الزمن الفارعُ كالسيقان
اللحظة هذي اللاشيء
تكون كعمر الأكوان
الدهشة تفضح سرَّ العالم
الكل اختار اللامعقول
فكان الحلم
أفيون الزمن الضائع
والرجل المجنون
تقول الموجة
إن الزمن المغلوب – يعيد الزمن الغالب
يمنحه العمر والموت
وهكذا نرى إن ذات الشاعر محاصرة في عالم يكتظ بالأسئلة اليومية مع دوام وجود الذات العارفة وسط فوضى هذا العالم وغرائبيته إذ انتقل بنا الشاعر من حضور (الجسدي) في نسق (الشعري) إلى (العقلي)و (الزمني) في نسق الشعري فلم تعد القصائد مطالبة برغبة جسدية عابرة بل كانت نصوص تبوح بالرفض لكل زيف ولا معقول وتقليدي مباشر في الحياة اليومية- إلى مرحلة تأسيس (فلسفة في النص الشعري) وإخراج النص الشعري من عبثية السطحي واليومي والشخصي إلى تبني أسئلة عميقة تحاول الاقتراب من المقولات الكبرى في حياة الإنسان وجودا ومعنى – وهذا ما أراده الشاعر المبدع عبد الرزاق الأميري- من تحرير الشاعر من سلطة الجسد ورغباته إلى سلطة العقل وإجاباته وإعادة الاعتبار للشاعر بأنه فيلسوف يرصد حركة الواقع ويمكنه الإجابة عن أسئلته بلغته الشعرية الخاصة.

4-3-2011

وقد حضرت مجلة (الحرية) الاحتفالية في مقر الاتحاد التي أدارها الشاعر مهدي شعلان عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، وقد ألقى بعض الشعراء قصائدا في ذكرى الرحيل للشاعر والمبدع والإنسان عبد الرزاق الأميري ومنهم:-
الشاعر السيد عبد الرزاق الحكيم.
والسيد جمال الدين.
الشاعر سيفي المخزومي.
الشاعر وهاب شريف.
وكذلك كانت هناك مداخلة وسرد ذكريات للدكتور صباح عنوز، ومداخلة للقاص زمن عبد زيد ثم الاختتام بكلمة عائلة الفقيد ألقاها بالنيابة الأستاذ صالح العميدي شاكرين فيها اتحاد الأدباء والشعراء زملاء وأصدقاء الفقيد وكل من شارك الأسرة الأدبية وذوي الفقيد ومعارفه حزنهم ووفائهم واستذكارهم للفقيد الغالي.
النجف في 4-3-2011
• الناقد ظاهر حبيب ألكلابي
• تولد عام 1964
• محافظة النجف الاشرف
• خريج كلية الفنون الجميلة قسم السينما
• عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
• عضو نقابة الفنانين في العراق.
• عضو اتحاد الإذاعيين والبرنامجيين
• ناقد له العديد من الكتابات النقدية في الصحف والمجلات العراقية والعربية

حميد الحريزي -رئيس تحرير مجلة الحرية

#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل