أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - حتمية المظاهرات والاحتجاجات ضد الفساد والفاسدين















المزيد.....

حتمية المظاهرات والاحتجاجات ضد الفساد والفاسدين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـــ 1 ـــ

ساد اعتقاد عند البعض وبخاصة الذين أصيبوا باليأس والإحباط بعد معاهدة كامب ديفيد واستمرار العنجهية الاسرائيلة واستخفافها بالقرارات الدولية ثم انهيار الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية أن الحكام العرب باقون إلى الأبد وبخاصة الموغلين بالدكتاتورية وان شعوب البلدان العربية راقدة وهي عبارة عن مجموعات تصفق وتؤيد هؤلاء الحكام ولن تقوم لها قائمة، وأدرجوا تحت تحليلاتهم جملة من المعطيات الغريبة عن هذا الرقود وأسباب بقاء الحكام في مناصبهم لا بل انقلاب الجمهوريات من انتخابية حتى لو كانت 100% أو 99% أو 90% للزعيم إلى جمهوريات وراثية تتسابق مع الملكيات الموجودة في المنطقة ولم يعيروا انتباهاً للظواهر العلمية في حياة الشعوب ولا إلى الحتمية التاريخية لانتصارها بعدما يجد التراكم المخزون فتحته نحو الانفجار وهو ما جرى في البعض من الدول العربية وإيران مؤخراً، كما أن سيره واستمراره اخذ يشمل الكثير منها حيث خرجت الجماهير لتمضي إلى كنس القديم البالي المشبع بالترهل والرجعية والمخالف للتطورات التي جرت وتجري على العالم ، وتصور الحكام أن هذه الانفجارات سرعان ما تنتهي كغيرها لكنهم لم يدركوا أن الانفجار سوف يستمر ويتطور ليشمل كل شعوب المنطقة وان اختلفت الأسباب والنتائج، لكن الدرس البليغ لهذه الشعوب سيكون حافزاً على تجاوز الثغرات والأخطاء ليعود أقوى وأسرع واشكم من السابق إذا ما أصابه البعض من النكوص، وعلى ما يبدو أن الحكام وأحزابهم ومن يمنحهم الدعم المادي والمعنوي لم يستفيدوا من التاريخ ولم يعوا أنهم مؤقتين سرعان ما يرحلوا إن بقوا تابعين لإغراءات الكراسي والسلطة التي أنستهم مصالح الأكثرية وصوّرت لأنفسهم أن مصالحهم هي الأعلى وفوق مصالح الأكثرية بدون الالتفات إلى الواقع المرير التي تعيشه هذه الأكثرية ـــ فهل كان الحال كما تصوره زين العابدين بن على ورهطه وقاعدته المساندة لحكمه أو حسني مبارك ومن قام بإسناده وتشجيعه على المضي وكأنه الزعيم المصلح؟ بالتأكيد الجواب " لا " ثم ـــ هل يتصور الرئيس اليمني علي صالح والرئيس الليبي معمر ألقذافي والمرشد خامنئي والرئيس الإيراني نجادي وغيرهم أنهم سينجون من عقاب شعوبهم آجلاً أم عاجلاً ؟ ـــ وهل يضمنون بقائهم وأسلافهم إلى الأبد مهيمنين على مصير البلاد وشعبها؟ الجواب طبعاً " لا " لان قوانين التطور وحتمية انتصار الشعوب تناقض أفكارهم وتصوراتهم ولا يمكن الوقوف بالضد منها وليس كما يدعي مجلس الشورى الإيراني وعلي لاريجاني" بالصحوة الإسلامية في مختلف البلدان " لأن الإسلام كدين موجود ومعرفة حدوده لكنه ونظامه ومن على شاكلتهم يستخدمون الدين الإسلامي لأغراضهم السياسية وهيمنتهم على شعوبهم، والثورات في تونس ومصر وغيرهما ثورات ضد الظلم والطغيان والفساد وبالضد من الفقر والجوع الذي ينتشر في هذه البلدان ومن بينها إيران، وها نحن نراقب ما يجري من انتفاضات ومظاهرات ورفض للأساليب القمعية والثراء الفاحش من المال العام والهيمنة على مقاليد البلاد بدون أي فسحة للحرية والديمقراطية وهو ما توقعناه منذ سنين وقلنا أن الظواهر الثورية تكمن في جوهر الجماهير الشعبية التي سوف تثور ولن تبقى إلى الأبد ساكتة على ما يجري عليها وحولها وهو ما حدث بعد سكوت اعتقد البعض انه سكون بدون حركة .

ـــ2 ـــ

لقد اشرنا سابقاً إلى الأوضاع في العراق وتجليات المستقبل ولم نكن غافلين عن عما يجري من تجاوزات وانتهاكات أو الخروج عن المألوف وإتباع الطرق الجديدة القديمة في الإلغاء والهيمنة وحتى وصل الأمر إلى لقمة عيش المواطنين بعدما تم إلغاء خياراتهم وفق منهجية مدروسة باستخدام الدين أو الطائفية للتصدي لأي موقف مضاد للطريقة التي اتبعت في قيادة البلاد وجعلها مزاداً للمحاصصات وعدم الشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه الشعب والوطن لا بل التمادي في النهج الملغوم الهادف إلى بعثرة الجهود في اختيار الطريق للبناء وإقامة الدولة التي تؤمن بالإنسان والقانون وتتخذ السياسة الوطنية منهجاً بدون أي تمييز أو تفريق، لكن ذلك لم يحدث بل كان العكس هو الذي ساد وكأن التمادي في النهج يوقي المسؤولين من المعاقبة بعد تحميلهم المسؤولية، ولعل ما يضحك حتى البكاء أن تعاد مقولة صدام حسين وغيره من الدكتاتوريين عن شعوبهم " الشعب العراقي غير مهيأ للقبول بالديمقراطية " ويحتاج عشرات السنين لكي يفهمها ، واليوم يتكرر القول بطريقة ملتوية بعد استمرار المظاهرات والاحتجاجات في اغلب المدن العراقية بالقول " بان الشعب العراقي بطيبته وبراءته تجعله غير قادر على قيادة نفسه " السؤال ـــ إذا كان الشعب العراقي غير قادر على قيادة نفسه ـــ فمن انتم؟ ـــ هل انتم أبناء العراق أم أنتم أجانب ؟ ثم كيف يمكن الحديث عن الديمقراطية والشعب الذي يحكم نفسه بنفسه عن عدم الثقة بالشعب الذي تحمل جل ما جرى خلال ( 35) عاماً وكان يأمل أن ينال حقوقه البسيطة في الغذاء وحرية الكلام فلم يجدها إلا بصعوبة، ثم حوالي ( 8 ) سنوات عجاف نام على نغم الوعود وحلم بما قيل عن العراق الجديد الذي سيعم الخير والسلام فيه لكنه ما رأى سوى التعسف من الإرهاب والمليشيات المسلحة التابعة لبعض القوى التي تقود السلطة السياسية، وكلما مرت الأيام تزداد صعوبات الحياة وتتبخر الوعود بالسعادة والاطمئنان فضلاً عن ظهور غيلان النهب والفساد وهي تتولى المسؤوليات وتتحكم برقاب المواطنين وتتضخم ملكياتها وتتوسع إمبراطوريتها المالية فتعيش في وادي الملوك وأكثرية المواطنين يعيشون في وادي الفقر والبؤس والبطالة والخوف من المستقبل وعندما تطالب لا تسمع أصواتهم ولا تحقق من شكاويهم لا بل تهمل مطالبهم وحقوقهم فما كان الأمر بهين أو يمر بسلام وفي هذه المحطة بدأ الاحتجاج والتظاهر واستكملت الجماهير استعدادها لتنذر المسؤولين والحكومة العراقية بان للصبر حدود وما الإعلان عن قيام مظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى في 25/2/2011 إلا تصميم على المضي في المطالبة بالحقوق وتنفيذ الوعود والعهود قبل وأثناء الانتخابات.
ليس هناك من يغفل بان البعض وفي مقدمتهم فلول البعثصدامي الذين يحرضون على القتل وسفك الدماء ويتفاخرون بالقادسية وأم المعارك ومعركة المطار سيحاول استغلال هذه المظاهرات ويركب ظهرها لتنفيذ أهدافه وبالتأكيد هي الأهداف الشريرة التي يراد منها خلق الفتنة والاضطراب والاحتراب وإسالة الدماء ولهذا يجب إحباط أي مخطط يراد منه تخريبها أو إفشال هدفها واستغلالها لأغراضه ومصلحته الذاتية والحزبية والطائفية، ومن هنا يجب أن ترص الجماهير صفوفها وتسد الطريق أمام هؤلاء الذين يتصيدون بالمياه العكرة وتوصل صوتها الحقيقي لتحقيق مطالبها العادلة، أنها النقطة الحاسمة التي يجب أن تكون لبنة قوية للمضي في بناء الدولة العصرية والحضارية ، دولة المواطنة القانون، دولة الشعب وليس دولة الطفيليين والفاسدين، دولة تعمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية ولتكون قادرة على الاستمرار في تنفيذ التزامها تجاه جماهير الشعب.
إن أهداف التظاهرات المعلنة منذ أكثر من أسبوعين واضحة بدون لبس أو مخاتلة وهي التغيير في أداء الحكومة ومجالس المحافظات ومحاربة الفساد والفاسدين لصالح الجماهير وتلبية مطالبها والابتعاد عن التصريحات التي تزيد الاحتقان والتطرف أو التحذير الذي يشم من وراءه التهديد بالمنظمات الإرهابية والتفجيرات، وهذه المظاهرات التي أعلن عنها ذا طابع سلمي وإذا كانت هناك معلومات مثلما صرح السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي لاستهدافها من قبل المندسين والبعثيين ومحاولات ارتداء ملابس الشرطة وقوى أمنية أخرى فمن الضروري التهيأ لحمايتها وحماية أرواح المتظاهرين لأنه واجب وطني ومسؤولية الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة والجيش. فقضية إيجاد حلول وقتية أو استعمال القوة والعنف قد يزيد الاحتقان أكثر فأكثر، والمظاهرات التي ستجري الجمعة 25/2/2011 حتمية وردة فعل طبيعية لما يجري في البلاد من فواجع ومآسي وفساد منقطع النظير ولكنها بالتأكيد لن تكون أداة بيد أعداء الشعب السابقين والحالين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة والتصريحات المُخدّرة
- رعب حكام طهران من الانتفاضة القادمة
- المطاردة - اقطعوا أعناقنا ولا تقطعوا أرزاقنا -
- عاصفة الشعب المصري تطيح بحسني ونظامه
- ما هي العلاقة بين غضب المواطنين واحتجاجهم والفتاوى؟
- الانقلاب الدموي الذي أرجع العراق لأكثر من 100 عام
- هل دفع الرئيس المصري حسني مبارك ثمن ديمقراطيته حقاً؟
- العداء للقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود / البطاقة التم ...
- متى يكتمل تشكيل الحكومة...؟
- إدانة مداهمة مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين
- أين الأمن في العراق؟
- مخاطر مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي
- قطع رؤوس عراقيين في السعودية بين الواقع واللاواقع
- الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة
- أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية
- حق تقرير المصير والكيل بمكيالين
- العام الجديد وعار موشيه كاتساف
- خطوات على طريق مشروع الدولة الدينية
- الحكومة العراقية وحكام طهران وسكان أشرف
- الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - حتمية المظاهرات والاحتجاجات ضد الفساد والفاسدين