أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب















المزيد.....

الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 20:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مساء يوم الأربعاء المصادف 22/12/2010 وبالمصادفة وأنا ابحث في التلفاز توقفت عند أحدى القنوات الخليجية عندما شاهدت الشيخ القرضاوي يتحدث عن الاجتهاد في الإسلام وبما أنني قرأت له وعنه زاد فضولي للاستماع عن اجتهاده وآرائه من فمه وليس عن طريق القراءة ولهذا بدأت استمع إلى حديثه وشروحاته
حول الاجتهاد والرجل وللأمانة تحدث عنه بشكل واضح وتبسيطي مذكراً حقيقة الاجتهاد في الإسلام إلا فيما يخص الثوابت الثابتة حسب قوله وأتى بمثل حول اجتهاد حصر الصلاة بثلاث بدلاً من خمسة وقال إن هذا الثابت مغلق أمام الاجتهاد وكذلك الثوابت الأخرى أما البقية فمن الممكن الاجتهاد فيها، ثم انتقل حول دور الفرد بالاجتهاد والمفهوم الخاطئ بأنه خلق لهذه المهمة وذكر مثلاً عن عمر بن عبد العزيز والشافعي والغزالي وغيرهم مؤكدا أن في زمن هؤلاء وجد الكثير من المجتهدين ولهذا فهو يرى في العقلية الاجتهادية الجماعية التي ألغيت بشكل ما له أضر بالاجتهاد لان هذه العقلية الجماعية ( الرأي الجماعي ) كان مشاركاً مثلما هو حال الفرد المعلن والذي قال عنه انه غير منزل من السماء لكي يجتهد ويصحح كما أوضح أن الاجتهاد أصبح مخصصاً فمثلاً اجتهاد في الفقه واللغة والنحوي والعلم....الخ بالمعنى لم تبق القدرة لفرد يلم بكل شيء كما هو الحال في السابق للفيلسوف الحكيم الطبيب اللغوي الشاعر عالم الفلك المؤرخ، وأكد أنه من الخطأ الشائع ظهور كل( 100 ) عام ونيف يقوم احد من العلماء فيجتهد ويصحح ومن هذا الباب تناول الصحوة الإسلامية الجديدة وسماها بالثورة التي قلبت الدنيا وأيقظت المسلمين من رقادهم!! وذكر البعض من انتصارات هذه الصحوة هزيمة السوفيت أما القوى الدينية السياسية ولم يتطرق إلى الوضع في أفغانستان بعد خروج القوات السوفيتية وكيف اندلعت المعارك الطاحنة على سلطة الكعكة بين أخوة الدين أعدائه بعد ذلك أو إلى طلبان وماذا فعلت بالشعب الأفغاني المسلم وكذلك وجود جيوش حلف الناتو وفي مقدمتهم جيش أمريكا، ولم يتطرق إلى احتلال إسرائيل للأراضي العربية والتدمير الذي تحدثه سياستها الاستيطانية بعد احتلالها عام1967، ولم يذكر الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق وغيرها من القضايا المعروفة ولم يكمل موضوع الصحوة الإسلامية حتى قفز فجأة إلى الحجاب وضرب مثلاً بالقول " لقد كنت أزور المدن الكبرى مثل القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد فكنت أرى العجب من كثرة النساء " السافرات " على المحجبات الكاشفات زنودهن وغير ذلك ولكن عندما صحى المسلمون رأيت الفرق الشاسع والواسع فقد ساد الحجاب الجميع (ويبدو أن الشيخ الفاضل قد تناسى الأديان الأخرى وكثرتهم في هذه المجتمعات ومن بينهم المسيحيين الذين لايلبسون الحجاب فإذا رأى الجميع قد تحجب فهو يؤكد أن صحوته الإسلامية دليل على قمع الآخرين في حرياتهم الشخصية والدينية) لكن ليس هذا المهم وأقول مصححاً وليس من أخلاقي أن أقول غير كلمة " لم يكن صادقاً " فيما يخص انه رأى الأكثرية غير محجبات وزنودهن وصدورهن مكشفات في بغداد أو دمشق أو القاهرة لان العباءة في العراق معروفة للجميع والحجاب الذي كانت ترتديه النساء معروف بزيه العراقي وكان هناك السفور لكنه لم يكن المطلق ولم يشكل إلا نسبة جدأً ضئيلة حتى في زمن النظام الصدامي، وبعد أن أعلن الدكتاتور عن الحملة الإيمانية الكاذبة وأصبحت الحريات محجوبة بالكامل وانتشرت جرائم الاعتداء والتحرش الجنسي فقد لجأت العديد منهن لارتداء الحجاب دون الإيمان والقناعة به أساساً بل خوفاً من إرهاب السلطة والأجهزة الأمنية وذلك يعتبر مخالفة لتعاليم الدين الذي يرفض اضطهاد الناس بحجة الشريعة.
أما بعد عام ( 2003 ) فهو بالتأكيد مُطلع وبشكل جيد ويعرف حق المعرفة ماذا فعلت المنظمات التكفيرية السلفية والأصولية من تهديد واغتيال النساء العالمات والأكاديميات والمتعلمات والعاملات وتحت طائلة عقاب الشريعة بالجلد والتشهير والقتل وغير ذلك، والصحوة التي تحدث عنها الشيخ القرضاوي عبارة عن ذر الرماد في العيون لقلب الحقيقة، وكانت النساء العراقيات وخاصة النساء اللواتي يتبعن تقاليد المنطقة أو المدينة بما فيها كردستان العراق في قضية الحجاب وأشكاله، أما القاهرة ودمشق فهما كما هما الآن وقد يكون تهديد المنظمات الإرهابية للنساء دفع البعض منهن إلى ارتداء الحجاب خوفا وتبقى بيروت ولها خصوصيتها وتقاليدها الوضعية والدينية وقناعة شعبهاً أم يريد الشيخ فرض مفاهيمه في الصحوة بالقوة والتهديد ورش ماء النار على وجوههن ورؤوسهن مثلما فعلوها أو هددوا به النساء في كل مكان بحجة إسلامهم وشريعتهم والإسلام والشريعة منهم براء؟.
كان المفروض بالشيخ وهو كما قال " أنني عالم ديني مجتهد" أن يعدل و يشير إلى الفقر والجوع والأمراض وانتشار الجريمة والتحرش الجنسي والبغاء حتى من تحت الحجاب (وهي ظاهرة غير قليلة ) وعن قضايا البطالة وظاهرة التسول وانتشارها واستغلال الأطفال الأبرياء بمختلف الوسائل البذيئة والمحطة المنافية للأخلاق، وكان المفروض به التحدث عن صحوة إسلامية تنصر الضعيف المسالم على القوي الجبروت وتقف بالضد من الإرهاب الذي يتفنن بقتل المسلمين وغيرهم من الأبرياء المسالمين الذين يلهثون من اجل إيجاد لقمة العيش لأطفالهم وعائلاتهم، ويدعو إلى تحريم التفجيرات والمفخخات والاغتيالات لا لذنب اقترفوه بل إمعاناً بالجريمة تحت شعارات إسلامية هي أساسا بالضد من الإسلام وصحوته الصحيحة ولا يطبقها فحسب على الحجاب الذي يفرض في هذه الفترة الزمنية بالقوة والإرهاب، فالمرأة العراقية لم تلبس الجادور الإيراني أو الخمار على الوجه سابقاً بل لها لبسها الخاص ولكل محافظة أو محافظات زيها وطريقة لبسها العراقية، لكن اليوم تراهُنّ مضطرات ومضغوطات ولا خيار لهن غير الانصياع والطاعة العمياء التي تتقي شر البلية والجرم الوضيع.
للتأكيد وللمرة ثانية نحن لا ندعو إلى التحلل الخلقي أو الخروج عن التقاليد الجيدة والمقبولة ولا ندعو إلى نزع أو إلغاء الحجاب بالقوة والتهديد بالعقاب القانوني الدنيوي بل نحترم حقوق النساء وحريتهن ورأيهن لأنهن نصف المجتمع، والشيخ رضي أو لم يرضى فهو يرى كم أن المرأة تقدمت وأصبحت توازي أخيها الرجل في أماكن العلم والعمل وهن في موقع رئاسة الجمهورية في العديد من البلدان ورئاسة الوزراء ووزيرات وحاكمات وطيارات ورائدات فضاء وفي مجال الطب والتعليم العالي والثقافة والتطور..... الخ.
إن الشيخ القرضاوي مدان لوصفه فرض الحجاب بالقوة والتهديد بالقتل والاتهام بالزنى بأنها "صحوة إسلامية" وما قاله بالدرجة الأولى عن نساء بغداد خطيئة يتحمل وزرها وما قاله عن نساء دمشق والقاهرة وبيروت ومدن أخرى لم يذكرها خطيئة اكبر لأنه تجنى بالقول حول السفور وارتداء النساء والكشف عن زنودهن وصدورهن وووو وغير ذلك، كان عليه أن يتأكد لكي لا يخلط بالكلام فهو المدعي انه عالم ديني مجتهد إسلامي يتحمل مسؤولية دينية ودنيوية قبل كل شيء أمام نفسه وأمام الله والعباد.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى
- مستقبل بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية
- حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي بقصد تشويه الحقيقة
- ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟
- حياة المواطنون العراقيون الرخيصة
- الشريط الأمني المطلوب من قبل تركيا وأمريكا
- مسرحية هزيلة وفصول متناقضة معروفة
- لماذا لا يحترم الدستور ولا تحترم إرادة المواطنين العراقيين؟
- محاولات لطمس حقيقة وتاريخ الأيزيدية


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب