أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء














المزيد.....

أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أدركت وجود الغابة الفسيفسائية في المجتمع العراقي ثم عرفت أن كتابة التاريخ لم تكن منصفة وبخاصة عند مؤرخي السلطات وتختلف عن التاريخ الحقيقي ووقائعه ولا سيما الأثرية حيث غيبت حقائق ووضعت بدلها أكاذيب وتشويهات بغرض خدمة السلطان والجاه والطبقات الحاكمة، لقد شاركت بمشاعري وما استطعت من إمكانيات في احتفالات الغير المسلمين وفرحت لفرحهم وسررت لسرورهم وشاركت كل الشرفاء الذين كانوا قبل وجودي وهم كثر من الأحزاب والتجمعات والشخصيات في المطالبة بحقوقهم المشروعة مثلما هي للمسلمين والعرب ولهذا كنت ومازلت أشارك الأخوة المسيحيين في احتفالاتهم وأعيادهم بداية من التهنئة ( المعايدة الاعتيادية ) إلى أعياد الميلاد التي تدعو إلى المحبة والسلام.
في العراق الجديد حسب ما يقال انقلبت الآية فبدلاً من مشاركتهم ومساندتهم جرى العكس من ذلك ولا سيما عند البعض فهناك مصطلح جديد يقول بأن المشاركة هي الدعوة "لإحياء الصليبية " ومن هذا المنطلق انطلقت المنظمات التكفيرية سلفية كانت أو أصولية في إجراءاتها الإجرامية معتمدة على البعض من الفتاوى بالاغتيالات الفردية والجماعية للعائلات أو دفع الجزية في بداية الأمر وبالحصار عليهم ومهاجمة أماكن عبادة الله من كنائس وأماكن أخرى يذكر فيها اسم الرب الأعلى والإله الواحد والسيد المسيح المذكور في القرآن الكريم وكان آخرها وليس أخيرها الهجوم على كنيسة سيدة النجاة وما لحق الإخوة المسيحيين من ضحايا وخراب شامل لمبنى الكنيسة وداخلها مما دفعهم للهجرة إلى داخل وخارج البلاد كما في الحالات السابقة مع استنكار وطني داخلي وقطري وعالمي.
نعم أنها محنة ومأساة كان المفروض ومن الواجب الوطني والديني والإنساني أن تحميهم مؤسسات الدولة الأمنية من الشرطة أولاً والجيش ثانياً لكن الاسترخاء والإهمال يدل عن عدم الاستمرار في الحيطة والحذر وتناسي مخططات تلك القوى التي لا فرق لديها بين مسلمين ومسيحيين وأزيديين وصابئيين، لا فرق عندهم بين عرب أو كرد أو تركمان أوكلدو آشوريين أو أية قومية أخرى، بل لديها المهمة الأولى قتل المواطنين العراقيين بدون حساب وبحجة الفتاوى التي تبيح الذبح والتعذيب والتشريد والاستيلاء على أموال الناس بدون ذنب بعدما حرمتها جميع الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام وكذلك القيم الإنسانية التي تساوي ما بين جميع الناس ومن مختلف الملل والشعوب.
لقد تألمت مثل أكثرية أبناء الشعب العراقي عندما تناهى إلى مسمعنا إعلان رئيس أساقفة الكلدان في كركوك إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام والاكتفاء بالصلاة بعدما تلقى من أعداء الدين الإسلامي قبل الدين المسيحي تهديدات برسالة عن طريق البريد الالكتروني ومن ما يسمى "بوزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية" هذه الرسالة الإسلامية «لقد قرأتم الرسالة بشكل خاطئ وأصابكم العمى في مطالب المجاهدين وهذا سيكلفكم ثمناً غالياً جداً». وأضاف «إذا استمريتم في استعداء المسلمين واخترتم تحدي المجاهدين حتى لو بقي اثنان من المجاهدين، لتفرغا لقتالكم، لذلك كان عليكم الإصغاء لمطالبنا».
إن إعلان رئيس أساقفة الكلدان في كركوك بإلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام تحت طائلة الرسالة الالكترونية والتهديد من قبل الإرهاب تعتبر سلبية في التوجه لمجابهة الظلم والطغيان ويعني هذا أنهم جعلوكم تصغون إليهم بالتهديد والوعيد وتنفذون ما يريدون منكم أن تفعلوه حتى لو كان الأمر على فنائكم وهوخطأ جسيم سوف يسمح بالتمادي في الجريمة وأرى أن العكس هو الصحيح القيام بالاحتفالات تحدياً وموقفاً يضاف إلى مواقف السيد المسيح وتحديه من اجل المبادئ والمثل السامية وفي هذه النقطة بالذات تحميل مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين لقوات الحكومة والبشيمركة وجميع القوى الوطنية الشريفة التي تقف مع الأخوة المسيحيين العراقيين النجباء، إحياء أعياد الميلاد عبارة عن الاعتراف بحق كل المواطنين ومن كل التكوينات في أداء طقوسهم الدينية والمعتقدية وتثبيت لحريتهم وحرية انتمائهم ورأيهم والعكس يعني قيام دكتاتورية تفرض الرأي الواحد والطاعة العمياء وهو طريق لن يؤدي أبداً إلى العيش بسلام، وحماية هذه الغابة الفسيفسائية الجميلة المتنوعة بالأشجار والأزهار وعبق الطبيعة وجماليات الروح الإنسانية التي ترى في الإنسان اثمن راس مال في الوجود




#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى
- مستقبل بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية
- حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي بقصد تشويه الحقيقة
- ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟
- حياة المواطنون العراقيون الرخيصة
- الشريط الأمني المطلوب من قبل تركيا وأمريكا
- مسرحية هزيلة وفصول متناقضة معروفة
- لماذا لا يحترم الدستور ولا تحترم إرادة المواطنين العراقيين؟
- محاولات لطمس حقيقة وتاريخ الأيزيدية
- ثراث سنين اللؤم


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء