أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسالة إلى صديقي البطل بولعزيزي ؟















المزيد.....

رسالة إلى صديقي البطل بولعزيزي ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


رسالة .. إلى صديقي البطل بولعزيزي ؟
إلى شهيد الإنتفاضة .. والثورة التونسية الرائدة المجيدة تحية
تحية الثورة ووردة دمشقية وبعد ..
أنا مثلك يا صديقي , كنت أحمل الشهادات ( الخمسة ) مع دبلوم تربية إلى جانب الثقافة وسنوات النضال والعلم والتجارب , وبقيت سنوات عاطلة عن العمل -
أنا مثلك تخرّجت من الجامعة السورية , وبقيت خمس سنوات دون تعيين لوظيفة مدرّسة .. !؟
مثلك مررت في نفس ظروفك ,, إنني أنتمي إلى طبقتك المكافحة الكادحة, وهذا مايشرّفني أنني لم أنفصل ولم أخن المبادئ التي أمنت بها وكافحت من أجلها بطيبة خاطر وعن قناعة راسخة لا تلين .
مثلك يا عزيزي ( بوعزيزي ) ذقت طعم الجوع والفاقة والحرمان والديون والظلم والصبر والتعب ولم أمل .. وصبرت كثيرا ودائماً .

أنا مثلك صديقي بولعزيزي .. عملت ( بائعة ملابس ) على الرصيف في أحد المدن الأوربية في غربتنا المرّة – أنا وزوجي - وقفت مع بائعي وبائعات الرصيف ( الرينك ) , عشت حياتهم وقصصهم وظروفهم , ودرست وتمثلت مشاعرهم ووجوههم وطيبتهم وبساطتهم وتعاونهم وإنسانيتهم وابتسامتهم . وتحملت الصقيع والبرد ودرجة الحرارة 20 تحت الصفر, من الساعة السادسة صباحاً حتى الرابعة عصراً وقوفاً على الأقدام .. بكل همة ونشاط وحيوية وتحدّ وابتسامة ..
تعرفّت على الرومانية والروسية والأوكرانية والبولونية والمصرية والسودانية أمثالي , هناك الكثير الذي يجمعنا نحن اللاجئون واللاجئات ..

بوحدتنا , بمرضنا بصبرنا تحملنا العذاب والتعب والتشرّد , لكي لا نركع للصنم الأسدي ,, لكي نصمد , ونقول لا لا.. لطغاة دمشق ومصادري قرارها الشعبي الوطني ..

لا أنسى يا صديقي الشهيد الأيام التي كنت أعدّها , للحصول على أجرة الساعات القليلة – باختصاصي - التي كنت أعطيها في أحد المدارس الخاصة والرسمية . عندما كنت وأطفالي الصغار أجلس على المقاعد , في حديقة ثانوية إبن خلدون ( التجهيز الأولى ) التي تقع مقابل مديرية التربية السورية في دمشق على ضفة نهر بردى – لأذهب وأقبض ثمن ساعات التدريس التي تتجاوز ما بين 50 – 100 ليرة سورية لقاء ساعات خارج الملاك كان يعطيني إياها أحد المفتشين الطيبين في المديرية !؟

منذ أواخر الستينات 1968 من القرن الماضي كنت أقدّم المسابقة تلو الأخرى للقبول في سلك التدريس - وزارة التربية السورية , لكن نظراً لإنتمائي السياسي والفكري رفض قبولي عدة مسابقات , وبقيت على هذه الحالة والوضع المأساوي المجحف في حقي في العمل كمدرّسة أو موظفة حتى عام 1973 حينما رفعنا دعوة على مديرية التربية وكسبناها وعينت موظفة في وزارة التربية – مؤسسة الأبنية المدرسية بعيداً عن إختصاصي ..

أنا سعيدة بكل التجارب المرة التي مررت بها , لأنها أعطتني المعرفة والخبرة الميدانية والمعايشة الحية لكل فئات الشعب وماّسيهم وعذاباتهم , من ظلم وفقر واضطهاد وسجن وتحقيق وضرب وملاحقة وتسريح وترهيب وترغيب وإبعاد وغربة ولجوء وتشرّد وبطالة وتعسّف ومرض وألم وحنين وشوق للوطن والأهل والأبناء والأحفاد والوحدة والصمت وتعطيل لغة الكلام والتواصل مع الاّخرين ووو ألخ .... . قائمة طويلة من المعاناة اليومية عشتها .. .. لكنني لم أركع ولم أيأس ولم أمل , بل كنت دوماً متفائلة بالمستقبل وتحرّر الشعوب المستعبدة كشعبنا وشعبكم التونسي المجيد .

.. يا صديقي في المعاناة الإنسانية ,, لقد كان العمر والنضوج الفكري والسياسي يجعلني أؤمن بأننا يجب أن نصبر ونناضل ونكتب كل يوم قصتنا واضطهادنا ونؤرشفها للأجيال لأنها جزء من قصة الشعوب المقهورة الصابرة على الظلم والقمع والديكتاتورية التي خرّبت وشرّدت واعتقلت واضطهدت كل الأخيار والأحرار والمناضلين الصادقين ..
وفعلاً أصرّح لك اليوم , إن حياتي ليس لها معنى دون هذا الطريق المتنوع الاّلام والتجارب الكفاحية التي اختبرتها وعشت وتطهرت فيها وتعمدت بمياهها المقدسة يا صديقي الشهيد البطل ..

أحببت اليوم أن أهديك بعضا من الخبز المعجون بخميرة الحب والصبر ..
فعندما شاهدت صورتك مرفوعة مع العلم التونسي أثناء الثورة بكيت كثيراً كثيراً ..ويتكرر معي هذا المشهد والحالة ؟
كان شيئ , خيطاً لا أدري ماهو يشدني إليك , يحضنك بدمعتي وأبكي كصديقة كرفيقة .. كإنسانة أنتمي إلى معاناتك أشعر بك ولكن بشكل اّخر .. !؟
هو الظلم يوحدنا ويجمعنا .. ويحرّرنا .. يا صديقي !؟
كان القلم .. وكانت النار
كانت نار التحدّي والرفض طبعاً هي الأقوى , هي اللغة الأقوى , القلم يحفّز , ولكن النار تلهب وتحرق الأخضر واليابس .. وتحرق الكراسي .. الكراسي الخشبية والكرتونية .. مهما طعّموها بالذهب -المسروق من قوت الشعب – والجواهر, وزينوها بالمخمل , وحرسوها بالسلاح والعصابات والمرتزقة ..
وفعلاً شهادتك ,ونارك كانت هي الاقوى .. وثورة ياسمين تونس الرائعة ألهبت وحرّرت كل الشعوب .. فكان المشهد الأول للعدالة ..!


يسرني أن أهديك صديقي الثائر .. بعضاً مما كتبت ( على هذا المنبر الحرّ ) في ساعات الإحتراق والتحدّي التي كنت أحوّل فيها وأصعّد الألم والغضب , وأترجم الدمعة نشيداً للمتعبين والمشردين والصامدين لإنتصار الحق والعدالة والحرية :

الكرامة
_______
وجدوها على الرصيف
تبيع دموعها
بسلع إستهلاكية .. ورغيف
وأوراق امتحانات !؟
إمتحاناتها , عديدة .. وكبيرة
شهاداتها , عريقة .. وكثيرة
ومرافعات .. قديمة , وجديدة ..

تكدّست أوراق الإمتحانات
وأسماء الطالبات
تبيع دموعها لتشتري قانون عدل
للحياة
شاهدوها تدافع عن القضايا
في الزوايا
والضحايا بالألوف .. بالمئات
بين يدي القضاة
والطغاة
هي وإن تركت المرافعات
والدفاع عن الفقراء
وعمّال الشركات
فقد جسّدت نفسها
أشلاء حقوق فوق الطرقات ..

يا لهول المهزلة ... والمقصلة !؟
يا لطول المهزلة .. في الدروب
وفي الزوايا المهملة ..!
كيف لها أن لا تكتب نثراً
أن لا تكتب صدقاً
تجربة .. وقصة ,, ورواية مفصّلة ؟

عيون في كل منعطف وزاوية
يحصون الخطوات .. والهمسات
ويجوبون الطرقات –
صوّروها للأجهزة
صوّروها .. ترفع شرف النضال
تدفع ثمن المواقف .. والكلمة
فوق رصيف الغرباء
فوق رصيف الشمال البحري البعيد
صوّروها واحداً أو واحدة من بقايا الصامدين
من بقايا المناضلين .. الشامخين
الرافضين حكم المهزلة ..

صوّروها ,, سلموها للجهاز
صورتها
موقفها
نظافتها
دون إطار .. أو برواز
هل هذا هو العنيد ..؟

حقاً هي حرّة وشريفة بامتياز
هذا فخر لها .. ووسام .. واجتياز
لكل امتحانات الترقّي .. والمرور
لوقوفها ضد حكم الحقبة السوداء
وسلطة القمع المركّب
والكذب على الأموات والأحياء .. والألغاز ؟

إنها هنا ,, في المنفى ,, على الرصيف
مع الثلج والرغيف
مع العمال والكادحين
من الصباح للمساء
دون استراحة , أو غداء
تعمل .. تعرق .. تتعب .. تحمل
على الأكتاف
تركض تكدّ .. وتبرد
تجوع .. تتألم .. تشتاق
ولا تتكلم
إنها لن تركع .. لن تنحني
أو تبصم وتنحاز
لصفّ القمع والجلاّد .. وبسطار الجهاز ..!

صوّرتها
أجهزة معّلقة برقبة الوحش والتنّين
يفترس يومياً ما يحلو له
من الضحايا البريئة
وأبطال صامدين ..

يمضغ طوال السنين الثلاثين
دستور سورية .. ونظامها البرلماني الديمقراطي
وأحلى القوانين ,
في " مملكة التنين " ..
اهترأت دولتها حتى العظم
لم يبقى سوى ملوك الوراثة والطوائف
و " البنين " ..!؟

صوّروها تحمل أثقال السنين
مرفوعة الرأس , لا تلين
تحت حوافر الغربة .. في عمرها الستين
فالأرز والسنديان والنخيل .. والزيتون
وكل أشجار الشربين
تكسو الأرض خضرة .. زهواً .. ثمراً .. وألواناً
وتبقى واقفة كالطود في وجه الرياح
بقوة الجذور
بقوة الإيمان
وبقوة رب العالمين ..! كانون أول عام 2000
.......

إليك أيها الشهيد الخالد بوعزيزي يا من كانت نارك شعلة للثورة للخبز للعمل للحرية ,, دكت عروش الطغيان دفعة واحدة .. وأشعلت نار المحيط
طوبى لك
تحيا تونس
تحيا مصر
وتحيا الشعوب الثائرة
( الكادحة ) مريم نجمه / هولندا / 17 / 2



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى الشعب الليبي البطل في ثورته ضد الديكتاتورية المعمّر ...
- حمّلتني فلسطين ....؟
- راجعون , راجعة يا دمشق , صباح الخير .. صباح الإنتفاضات والثو ...
- أيتها الشعوب الصابرة زغردي وافرحي مصر عروسة الحرية
- أيها الشعب السوري تمرّد لتصنع ثورتك .. يا جيشنا السوري انتفض ...
- ثورة مصر تشيد هرم الجماهيرالكبير ..؟
- مظاهرات المليون في مصر ستهزّ العالم غداً - وقفة ضمير وتضامن ...
- تقييم مختصر لثورة تونس تاريخيا جغرافيا سياسيا
- سريانيات .. من التراث السياني - 2
- أسياد العالم - التلميذ النموذجي .. قرأت لك - 2
- ( كومونة تونس ) تفجر الشارع العربي
- صباح الخير : كاريكاتور .. وموزاييك ؟ - 3
- لنحترم التاريخ !؟ مهداة إلى الشهداء في أوطاننا
- قرأت لك .. ( التلميذ المثالي ) ؟ - 1
- صراع بين الحلم والواقع .. في لوحة خريفية ؟
- نسائيات .. وخواطر ثورية - 7
- قومي دمشق .. !؟
- خواطر زوجة معتقل سياسي .. همسات أمومة على جدار الزنزانة - 22
- من دفاتر الغربة - 8 :
- صباح الخير : كاريكاتور .. وموزاييك - 2


المزيد.....




- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسالة إلى صديقي البطل بولعزيزي ؟