أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - التيار اليساري الوطني العراقي - اللقاء اليساري العربي الاستثنائي-بيروت















المزيد.....



اللقاء اليساري العربي الاستثنائي-بيروت


التيار اليساري الوطني العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 23:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



ورقة الجبهة اليسارية العراقية- مقدمة للقاء اليساري العربي الاستثنائي

18-19 / شباط-فبراير -2011

بيروت

تونس تفتح طريق الحرية والثورة الشبابية الشعبية المصرية تحدث تحولا تأريخيا في المنطقة والعالم

إن قيمة الأحداث التاريخية الكبرى لا تكمن فيما تريد قوله وفعله فحسب، بل وفي مآثرها العميقة بالنسبة لإعادة ترتيب الوعي والنفس. أنها تضع كل شيء على ميزان المواجهة مع النفس.

فالحدث التونسي والمصري اللذان يمثلان لحد الآن رئتي الاستنشاق العميق لرياح الحرية العاتية، قد دفعا بالدماء النقية الى كل شرايين الجسد الاجتماعي والسياسي والعقلي والوجداني والوطني (التونسي والمصري) والعربي العام (الذي نعثر على صداه الأول في الأردن واليمن والجزائر والعراق).

انه نفس الحرية، بوصفها المعيار الفعلي للحق والحقيقة والقيم المتسامية. كما أنها ضمانة التطور الطبيعي والعقلاني. وذلك لأنها تضع الجميع أمام محك المجتمع والقانون.

وليس مصادفة أن يتطابق الشعار الشعبي والوطني في تونس ومصر مع مضمون المطالبة بالحرية بوصفها نقيضا للاستبداد والفساد. وذلك لان التجربة التاريخية تكشف عن أن الاستبداد هو مصدر الفساد، والفساد هو دم فاسد، أي قاتل للروح الاجتماعي والوطني والقومي. ومن ثم فهو قاتل للوجود الإنساني الحق.

وفيما لو أوجزنا حقيقة ما جرى ويجري من أحداث كبرى في العالم العربي الآن (التي بدأتها تونس وتستكملها مصر)، فإنها تقوم في صعود ظاهرة التيار اليساري الاجتماعي في تحدي الطريق المسدود للدولة العربية الفاشلة ونظمها السياسية المتحللة.

إننا نقف أمام ظاهرة نوعية جديدة من حيث قواها الذاتية، وأسلوب عملها، ونوعية نشاطها، وشعاراتها، وطبيعة خطابها، وغاياتها.

فقواها الذاتية هي الشرائح الاجتماعية المتعلمة، والشبابية منها بشكل خاص. الأمر الذي يجعل منها قوة اجتماعية مدنية ومستقبلية. ويجد ذلك انعكاسه في أسلوب عملها الاجتماعي البحت، ومن ثم نشاطها العلني والمدني في مواجهة السلطة (التقليدية) وأجهزتها القمعية (البدائية).

انهما ينتميان الى عالمين مختلفين، ورؤى متباينتين، و"ثقافتين" متناقضتين، كما نعثر عليه في نوعية النشاط الذي خاضته وتخوضه هذه القوة الاجتماعية الجديدة في مواجهة قمع السلطة. انه أسلوب "الكتروني"، أي "غير مادي". ومن ثم صعب الإمساك به. وبالمقابل انه الأكثر قوة وتأثيرا وتصميما وقابلية للتوسع والارتقاء. وذلك لأنه يتمثل أولا وقبل كل شيء نتاج العلم والمعرفة العصرية. وفي الوقت نفسه لم يؤد ذلك الى اغتراب هذه القوى عن المجتمع، بما في ذلك أشدها تقليدية وتخلفا. وذلك بسبب فاعلية الشعارات الاجتماعية والسياسية التي كانت تتمثل وجدان الفئات المقهورة والمهانة، وفي الوقت نفسه يرتقي بها الى مصاف الفكرة الوطنية والقومية العامة من خلال تلحينها أغاني الوجدان المعذب بموسيقى الحرية والحق والعدالة. ذلك يعني أنها استطاعت أن تتمثل في خطابها السياسي والاجتماعي الوجدان المعذب ومشاكل المجتمع، كما تتحسسه وتفهمه القوى الحية (الشبابية).

إن الأحداث التاريخية العظمى التي تجري في تونس ومصر تكشف عن أن الشبية قد تجاوزت القيادات الحزبية ا التقليدية واعادت للاهداف التقدمية الروح والدينامكية، وهكذا نى ان من ابرز الشعارات المرفوعة هو شعاري الحرية العدالة الاجتماعية جنبا الى جنب , في رد تأريخي لا على الانظمة القمعية الفاسدة فحسب , وانما رد على كل الشخصيات والحركات التي تحاول ركوب الموجة الثورية وتصويرها , وكأنها استعادة لانظمة هزيمة حزيران والدكتاتورية والقمع والسجون وحل الاحزاب ونصفية قادة الحركة الشيوعية العربية بابشع الاساليب الوحشية , والتأمر على ثورة 14 تموز 1958 واسقاطها وقتل قادتها والالاف من الشيوعيين العراقيين , باسم وحدة مزعومة كانت تجربتها الوحيدة اليتيمة , تنصيب جنرال عسكري حشاش على سوريا , ومتاجرة بلطجية النظام البعثي الفاشي العراقي بشعار الوحدة , الذي ترجم على شكل قطيعة تامة مع الشقيقة سوريا ولفترة زمنية تجاوزت ربع قرن من الزمان , او بأشعال حرب بالنيابة عن الامبريالية الامريكية ضد الثورة الايرانية بهدف حرفها غن مسارها التقدمي وتصفية دورالطبقة العاملة واليسار فيها.

بينما كشفت الأحداث في تونس ومصر عن ظاهرة نوعية جديدة وهي صعود شباب اجتماعي متعلم وسقوط "قيادات" حزبية جاهلة. بعبارة أخرى، إننا نقف أمام صعود ظاهرة اجتماعية سياسية نوعية جديدة وهي: متعلمون وليس متحزبون في إدارة الصراع السياسي. ذلك يعني إنهم يتمثلون إحدى المكونات الضرورية للمستقبل الديناميكي القائم في أواوية الإدارة، بوصفها بديلا جديدا لتقاليد "القيادة". والفرق بينهما هو الفرق بين العلم والمعرفة من جهة، والتقليد والتقاليد من جهة أخرى. بين فكرة علمية وفكرة حزبية، بين فكرة مدنية حديثة وبنية تقليدية عائلية أو قبلية أو جهوية.

إن إن هذه الديناميكية المتراكمة التي كشفت عن نفسها في أحداث تونس ومصر تشير الى كبيعة التراكم الذي يصنع قوة المستقبل الحالية (قوة التيار اليساري الاجتماعي )، ليست ظاهرة عربية خالصة، لكنها تتميز بخصوصية فريدة من نوعها. ولعل من أهم مميزاتها:

1. أنها نتاج تطورها التلقائي، بوصفها حركة اجتماعية ثقافية سياسية قائمة بذاتها من حيث حوافزها الداخلية، أي أنها تجرى في تيار تجديدي يتجاوز أزمة الأحزاب اليسارية التقليدية.

2. أنها نتاج مواجهة وتحد متراكمين من حيث مكوناتها العقلية والروحية على النظم التقليدية في العالم العربي. فجميع النظم السياسية في جميع الدول العربية تقليدية بدون استثناء. إن جميع الدول العربية ونظمها السياسية تعيش وتعمل بمعايير ما قبل الدولة الحديثة، أي أنها تعيش بمعايير الماضي. من هنا تراكم الشحنة الخفية والقوية ضدها على كافة المستويات.

3. أنها تكشف عن وحدة الرؤية الاجتماعية والسياسية والثقافية بأبعادها الوطنية والقومية. من هنا تناغمها في الوقت والفعل والشعار والغاية. الأمر الذي يشير الى فاعلية تاريخ خفي موحد بين الدولة العربية (الجزئية) والعالم العربي (ككل).

4. أنها حركة المستقبل. وبالتالي تحتوي على احتمالات متنوعة، لكنها تبقى في نهاية المطاف جزء من المسار الواقعي والعقلاني للبدائل الكبرى في الدولة العربية والعالم العربي ككل.

هل سيثور الشعب العراقي؟

إن ما جرى ويجري في تونس ومصر والأردن واليمن والبحرين وغيرها من حلقات السلسلة العربية الآخذة في الانفراط، ليس إلا الوجه الآخر أو الصيغة الأخرى لإعادة لضم هذه الحلقات بخيوط الحركات الاجتماعية الجديدة. وبالتالي، فإنها تشير الى ظاهرة واقعية ومستقبلية بقدر واحد. وفيها يمكن أن نرى ونتأمل نفي الصيغة الخربة لإرساء أسس البدائل الفعلية للدولة التقليدية (الدكتاتورية الصدامية والتوتاليتارية البعثية)، أي النموذج الأكثر انحطاطا للدولة الفاشلة، أو الدولة الرخوية. وبهذا المعنى يمكن النظر الى ما يجرى في تونس ومصر من حيث علاقته بالواقع العراقي، على انه "ثأر" لما جرى فيه. انه ثار عقلاني واجتماعي يأخذ على عاتقه مهمة فتح طريق المستقبل الحر بدون وصاية ورعاية أيا كان مصدرها. وليس هناك من طريق لها في العالم المعاصر غير بناء الدولة الشرعية والنظام السياسي المدني الديمقراطي والثقافة العلمية الحديثة.

فقد كان الاحتلال الأمريكي للعراق دليلا أولا وقبل كل شيء على انحلال الدولة العراقية التام. فالدولة الشرعية والمجتمع المدني الحر، والثقافة العلمية المتقدة هي القوة الرادعة لكل تدخل أجنبي غريب محكوم بالمصالح الضيقة. بعبارة أخرى، إن التدخل الأجنبي هو أولا وقبل كل شيء دليل على انهيار الدولة الخاضعة للتدخل، وبقاء تقاليد الغلبة والهيمنة والاستحواذ على النطاق العالمي. وما جرى ويجري في العراق لحد الآن يكشف عن أن العولمة لا يمكنها أن تكون أسلوبا للحلول العقلانية ما لم يجر الاشتراك فيها بقوة تنساب قوى المشتركين الأساسيين فيها. بمعنى أنها ما زالت (وستبقى لفترة يصعب تحديها الآن) ميدانا لصراع المصالح. وبالتالي، فان كل الشعارات البراقة عن الديمقراطية والتطور والتقدم وما شابه ذلك تبقى مجرد شعارات ظاهرية لا تؤدي محاولات "زرعها" إلا على إنتاج ثمار مرة. وذلك لأنها أولا وقبل كل شيء مشاريع خارجية، أي أنها ليست تلقائية، وليست اجتماعية، وبالتالي ليست مستقبلية. وليس مصادفة أن نرى ملامح الفشل السريع للمشروع الأمريكي للديمقراطية في العراق يتعرض للهزيمة منذ أيامه الأولى. بل ويتحول بين ليلة وضحاها الى مشروع احتلال علني. وهذا بدوره ليس إلا الخاتمة الطبيعية لكل مشروع خارجي.

إن حقيقة البدائل المستقبلية الكبرى ينبغي استمدادها من المستقبل. وهو أفق لا علاقة للقوى الأجنبية به إلا بالقدر الذي يستجيب لمصالحها الآنية والبعيدة المدى. بمعنى أن الحوافز الدفينة محكومة بتاريخ خاص. والمشروع الأمريكي محكوم بالتاريخ الأمريكي ومصالحه ومرجعياته. والشيء نفسه عن المشروع العراقي. وفشل المشروع الأمريكي في العراق هو النتاج الطبيعي لهذا الاختلاف والتباين. كما انه يبرهن على جملة حقائق كبرى، لعل أكثرها أهمية ضمن هذا السياق هو ما يلي:

1. إن نجاح أي مشروع كبير هو أولا وقبل كل شيء نتاج لتراكم الرؤية الواقعية عن طبيعة وحجم الإشكاليات التي تواجهها الأمة والدولة.

2. إن أجمل وأفضل المشاريع الأجنبية تبقى غريبة من حيث المقدمات والنتائج. وذلك لان المشاريع الأجنبية لا يمكنها التوفيق بين رؤيتها الخاصة ورؤية الآخرين، وبالأخص في ظل اختلافات جوهرية في التاريخ الثقافي والسياسي والتطور العام.

3. المشاريع الأجنبية إما أملاءات وهو الأتعس، وإما سياسة المصالح الضيقة وهي الأكثر تخريبا.

4. إن المشاريع الأجنبية هي مؤشر على خراب ذاتي، ودليل على اختلال في توازن القوى. وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.

فقد كان صعود المشروع الأمريكي وهبوطه في العراق دليلا على صعود وسقوط التوتاليتارية ، ومؤشرا على خلل القوى السياسية جميعا. وبالتالي، فإن إدراك هذه الحقائق الكبرى يفترض تحويلها إلى بديهيات سياسية عند القوى السياسية من اجل أن تتكامل فعليا بمعايير الرؤية الوطنية وتحقيق مصالحها من خلال مصالح العراق بوصفه صراعا من اجل المستقبل.

الأمر الذي يفترض المساهمة العقلانية والواقعية من اجل إفشال المشروع الأمريكي في العراق، بشرط أن يكون البديل ليس رجوعا إلى الوراء وليس ممالأة للقوى السلفية ولا انسياقا وراء مختلف أشكال التجزئة المتخلفة من طائفية وعرقية وجهوية، بل بديلا واقعيا وعقلانيا ومستقبليا.

إن حقيقة المستقبل بالنسبة للعراق مقرون بالإجماع المتنامي في كل مكونات ومنظومات وجوده على فكرة الاحتمال في البدائل، بمعنى الانهماك في التخطيط المتنوع والمختلف لهوية المستقبل. وليس هذا بدوره سوى الاجتهاد والجهاد الدائم من اجل تحقيق إستراتيجية بناء الهوية العراقية، والدولة العراقية، والثقافة العراقية، والمجتمع العراقي. وهو مشروع لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها. لاسيما وأنه ليس جزء من تصورات الأحزاب وأيديولوجياتها، بل هو المكون التاريخي لتطور المجتمع والبنية الاقتصادية ونظام الدولة السياسي والثقافة العامة والخاصة. وبالتالي، فهو المشروع الأكبر للعملية التاريخية المعقدة التي يتوقف مسارها وسرعتها على طبيعة التحولات السياسية والاجتماعية وقواها المحركة والفاعلة.

ويفترض هذا بدوره بلورة رؤية واقعية وعقلانية عن ماهية البديل الوطني العراقي،. بمعنى دراسة وتحديد الموقف من

· الدولة – تأسيس فكرة الدولة الشرعية

· النظام السياسي – تأسيس فكرة النظام الديمقراطي

· الاقتصاد – تأسيس فكرة الاقتصاد الديناميكي القادر على اسثمار ثروات العراق من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية

· المجتمع- تأسيس فكرة المجتمع المدني وقيم العدالة والحرية والنظام

· الثقافة – تأسيس فكرة العقلانية والنزعة الإنسانية

· الخطاب السياسي – إرساء أسس الخطاب الاجتماعي والوطني والقومي والإنساني. وتوظيف ذلك في شعارات:

1. تستجيب للواقع وما تريده الأغلبية مما يسهم في توسيع مدى الأبعاد المشار إليها أعلاه.

2. التركيز على الأشياء الجامعة والمفهومة والملامسة لإحساسه اليومي والمستجيبة لوعيه الثقافي وذخيرته التاريخية

3. ا ن يكون الخطاب والشعار محمولا بفكرة مستقبلية.

4. الخروج من شرنقة الأقليات القاتلة والاغتراب الثقافي والفكري , ومن ثم تفنيد اكذوبة النظام الفيدرالي , هذا النظام الذي بدأ بلبننة العراق ليعاد انتاجه لاحقا في عرقنة لبنان والمنطقة برمتها

6. رفع مستوى الخطاب الى مصاف التنسيق الداخلي والضروري بين الفردي والاجتماعي، الوطني والقومي.

لقد شهد العالم أجمع، بالصوت والصورة، عمى وصمم فاسد تونس، وشهد بعد ذلك غلاظة وعمى وصمم وسوقيّة "الرئيس" اللامبارك مبارك. واليوم يأتي الفريق الحاكم في العراق وإعلاميّوه عارضين عوراتهم وتشوهاتهم الخلقيّة والسياسيّة أمام الملإ بطريقة فاقت طرق سابقيهم. وصل العمى العراقيّ حدودا عظيمة الشذوذ حينما جعل الإعلام الأميّ ثورة مصر الشعبيّة البيضاء جزءا من "كهرباء الديمقراطيّة العراقيّة"، وجعل بعضهم ثورة فقراء العراق " مجرد خدمات"، وجعلها آخرون تخديشا أجنبيّا "حسودا" (؟؟!!) لصورة "العهد الديمقراطيّ" الذهبيّ.

ولأنـّهم عميّ وصمّ وبكم بامتياز وجدارة نطالبهم بالرحيل عن الحكم. لأنـّهم غير مؤهـّلين عضويّا (جسمانيّا) للحكم، وليس سياسيّا فحسب. إن السياسيّ الجاهل ومعه إعلاميّه الأكثر جهلا لا يدركان أنّ الحقّ الانتخابيّ ليس مزيّة خاصّة استثنائيّة، بقدر ما هو حلقة صغيرة من سلسلة واسعة من حقوق المجتمع المدنيّ، التي لا يصح إهدارها كلـّها باسم حقّ يتيم، هو أكثرها شكليّة، حق تمتع بمزاياه أكثر حكـّام العالم ضحالة وحمقا، من أمثال قرضاي في أفغانستان، والقذافي والبشير وعلي عبد الله صالح ومبارك وعباس وابن علي وغيرهم. وأن هذا الحقّ لا يفعل فعله بنفسه، بل يعمل باتحاد تام مع منظومة متجانسة من الحقوق المدنيّة، أهمها وأعلاها حقّ مراقبة ومحاسبة وتقويم الحاكم، وحقّ المواطنة الذي يعلو على أيّ حق آخر سواه.

اليوم طلعت علينا صحيفة "الصباح" الحكوميّة بتقسيم جديد للشعب العراقيّ يقول: إن أسباب غضب أبناء الشعب العراقيّ عائد الى أمرين: إمّا أن يكونوا معترضين على الخدمات، أي هم أناس شعروا بأنّ حُفر الشوارع أصبحت كثيرة فراحوا يطالبون الحكومة بتحسين تبليط الشوارع. أو أنـّهم - وهذا هو بيت القصيد- من " المتضرّرين".

وبما أن كل مواطن عراقي متضرر، فالعراقي لا يريد تبليط الشوارع فحسب، بل يريد تبليط نظام مدنيّ كامل للحقوق الاجتماعيّة، ويقول بملء الفم: نعم، انا متضرر، وهذا الوطن كلـّه: الحجر، والشجر، والماء، والهواء، والهوام، وحتـّى الكلاب السود الضّالة فيه، تضرّرت جرّاء ظلمكم وجهلكم وعمى ضمائركم.

نعم، نحن متضرّرون! نعم، ألحقتم بنا ضررا فادحا، ضررا مميتا، إذا قورن بأضرار مبارك في مصر وأضرار زين العابدين في تونس. وأنتم تعترفون من طريق معارضكم وسفراتكم المكّوكيّة الى النظام المصريّ المقبور ومهرجاناتكم العظيمة واتفاقياتكم التجاريّة والأمنيّة، التي أقمتموها، بتفضيل خاصّ جدّا ومميّز، مع نظام منحطّ ساقط هو نظام حسني مبارك، تعترفون، من طريق هذه العلاقة الوطيدة، أنّ نظام حسني مبارك كان جنـّة وواحة للديموقراطيّة وعرين الثقافة الحرّة، قياسا بجحيم دولتكم المظلمة، الفاسدة، البشعة.

سيأتي من يقول لنا: والإرهاب؟ هل نسيتم الزرقاوي وابن لادن ووو...!؟ ونحن نقول لهم: هؤلاء مخلوقات سيّدكم، الذي جاء بكم الى الحكم. لقد فتح، ربكم الأعلى (لا ربّ لهم سوى القوى الأجنبيّة)، للإرهابيين ممرات آمنة، لكي يعيد بهم تنظيم عمليّة الفرز والفصل الطائفيّ والعرقيّ عسكريّا وميدانيّا على الأرض، في ظلّ حلّ المؤسسة العسكريّة وتهديم قواعد الدولة المدنيّة. أما استمرارهم وتناميهم فكان بفضل سوء إدارتكم للسلطة وتقاتلكم العبثيّ والمخجل والكافر (أنتم كفرة بكل معنى الكلمة بكل القيم، حتـّى بالقيم السمويّة) على الحكم والسلطة والنهب العلنيّ وشهوة القتل والانتقام.

سيقول قائل منكم: البعث إذن! هل نسيت البعث؟ ووالمواطت العراقي يقول لأمييكم جميعا: لا أحد يزايد على الشعب والمواطن في هذا، فأنتم جميعا لا ترقون الى مرتبة بعثيّ واحد من حيث الإدارة والتنظيم. لأنكم جميعا لم تكونوا سوى أسوإ ملحقات الجهاز البعثيّ. كنتم جزءا من جيش الوشاة، من نمّامي البعث، وبائعي المعلومات والأوساخ الثقافيّة والسياسيّة. أنتم تعرفون هذا اسما اسما، ونستطيع تقديمه لكم بالقوائم المفصّلة، المملـّة، وفي مقدمتهم جهاز إعلام الرئاستين والإعلام الحكوميّ وصحيفتكم المركزية وكلّ المؤسسات الأخرى. فدعوا خدعة البعث. أنتم الآن تواجهون بعثيـّتكم المشينة الخاصّة، ذواتكم الفاسدة.

نعم، بعثيـّتكم الخاصّة، نقولها علنا ويقولها الشعب العراقيّ كلـّه: بعثيـّتهم الخاصّة. لأنّ البعثيّ في نظركم، الذي تسمونه البعثيّ الشريف، هو البعثيّ الأميركيّ الذي يطبّل للاحتلال، والبعثيّ الايجابيّ هو المرتشي والفاسد أو قائد فرق التعذيب في سجن الجادرية. هؤلاء بعثيّون محترمون، شرفاء، و"ذهبيّون" و"ديمقراطيّون". إنـّكم أسوأ من أسوإ بعثيّ فاسد.

لهذا نقولها بجرأة وإخلاص: على البعثيّ غير المموه والمزوّر، البعثيّ مواطنا وليس حاكما، البعثيّ فردا إجتماعياّ وليس عضوا حزبيّا، البعثي الذي تورط في بعثيّته الحزبيّة والسلطويّة السابقة، لظروف أقرّ الدستور (الزائف والمشين) اغتفارها وقبولها، أن يبرهن الآن على وطنيته. وإذا كان الأميركان والطائفيّون والعرقيّون قطعوا عليه إمكانيّة المراجعة سابقا، فعليه أن يراجع نفسه الآن، وأن يقدّم لشعبه وجهه الآخر، العراقيّ، الوطنيّ، ووجه الشخصيّ المسالم والسويّ , باعلانه البراءة من حزب اليعث الفاشي فكرا وممارسة , ويشق لنفسه طريقا وطنيا وقوميا جديدا, فكرا وممارسة وعنوانا

.

لقد سقط مبارك وابن علي، ولكنّ حكـّام المدن الدول الاستبداديّة الكرديّة، الذين يقفون خلف جرائم التاريخ العراقيّ كلـّه: الحاكم العائليّ، الاستئثاريّ، القبليّ، الفاسد حتـّى النخاع، الذي يتربع على عرش المدن الدول لكرديّة، هو الخطوة الأساسيّة الأولى التي يجب أن تدكّ وتزول الى الأبد، من غير رجعة. فلا يعقل أن توجد في القرن الواحد والعشرين ممالك عرقيّة في قلب دولة جمهوريّة، وأن توجد دولة جمهوريّة اتحاديّة ومملكة إقطاعيّة فدراليّة في اتحاد خرافيّ واحد. تلك هي مهزلة الزمان كلـّه! هذا الفساد العقليّ والسياسيّ هو الذي يحكم العراق الآن ويقف وقوفا مباشرا خلف كلّ جريمة حدثت وتحدث فيه.

إنّ الشعب العراقيّ الطيّب مسالم ومبتلى بالكوارث والآلام، ولا يريد سوى العيش بكرامة، فلا توغلوا في الدوس على روحه، لم يعد قادرا على احتمال شروركم. كفـّوا أذاكم عنه! أنتم تتساءلون لماذا سُحل نوري السعيد وعبدالإله بتلك الطرق البهيميّة البشعة واللا أخلاقيّة؟ لأنـّهما مثلكم، كانا أعميين، أصمّين، أطرشين، لا يريان ولا يسمعان صراخ وعويل وبؤس المواطن.

اليوم لا يريد الشعب أن يسحلكم، يريد منكم أن ترفعوا سوط طغيانكم وفسادكم وجهلكم عنه؛ يريد بالحسنى، بالكلمة الطيّبة، بالموعظة، بالرجاء والدعاء الصادقين، أن تقلـّلوا حجم أذاكم. فهل هذا مطلب كبير؟

نعم كبير، وأكثر من كبير! هكذا ستردّ ضمائركم وهي تصحو من غفوة موتها المؤكـّد. لأنّ رفع الأذى والحيف والظلم وإعادة الحياة الى مجراها السلميّ الطبيعيّ سيكون يوم الحشر لكم، يوم كشف الحسابات. أنتم تريدون الحشر سمويّا، وهذا حقكم الطبيعيّ، تصرّفوا به على هواكم ومسؤوليتكم، لكنّ حسابات الخبز اليوميّ، وتربيّة الأبناء، ولقمة العيش، والكرامة الشخصيّة تتطلب قيامات أرضيّة، قيامات أرضيّة خالصة للأسف الشديد.

ستكون غضبة الشعب متحضّرة، رغم أنـّكم لستم متحضّرين. ستكون غضبة الشعب سلميّة، رغم أنـّكم مجموعة من العصابات المحليّة المسنودة بعصابات أجنبيّة زنخة. ستكون غضبة الشعب عادلة، رغم أنـّكم طغاة جهلة مستهترون وصلفون بكلّ معنى الكلمة.

لذلك نقترح على جميع مدونيّ الانترنيت وضع جدول رقميّ في أعلى صفحاتهم، يشير برقم كبير بارز الى عدد القتلى والجرحى والمعتقلين، الذين سيلحق بهم الأذى من قبل السلطة، على أن يتغيّر الرقم مع كلّ حدث، وأن يتمّ تسجيل الأعداد بدءا من انتفاضة الكهرباء في البصرة وانتفاضة الخبز في الديوانيّة وصاعدا (سننسى مؤقتا المليون قتيل والسجون الجماهيريّة).

بهذه الطريقة سنوثق باسم الحاكم شخصيّا، وليس باسم شرطيّ مجهول، كلّ قطرة دم تسيل من أجل معركة استرداد الكرامة الشخصيّة المنتهكة والثروة الاجتماعيّة المنهوبة ومن أجل بناء النظام المدنيّ والسيادة وإعادة الهوية الوطنيّة العراقيّة المستلبة.

وعلى الحاكم (سلطة محليّة أو مركزيّة) أن يعي أنـّه ليس أقوى من حسني مبارك، مهما كانت عصاباته مدجّجة بالسلاح. لأنّ ضمير الشعب أقوى من ظلم الطغاة.

أنتم تسألون المنتفضين: هل أنتم من المتضررين؟ وأنا أعيد الجواب على أسماعكم واضحا صريحا، وبالعاميّة العراقيّة: أي نعم، نحن متضرّرون، وهذه ثورة المواطن المتضرر، المواطن الباحث عن حق دستوريّ يكفل كرامته، ويكفل بناء مؤسساته المدنيّة على أساس المواطنة، لا على أساس الطائفة أو العرق أو الحزب.

تستطيعون مؤقتا - سيسمح لكم الشعب بهذا - إعلان استقلال دولتكم: "دولة المنطقة الخضراء"، وبذلك يكون لكم دولتكم وللشعب العراقي دولته، لكم دينكم ولنا دين. ويستطيع أتباعكم "غير المتضرّرين" في المحافظات طلب اللجوء الى مملكتكم أيضا، بضمان خطيّ من الشعب العراقيّ المتضرّر.

وإذا لم ترحلوا الى دولتكم المحرّرة، دولة "غير المتضرّرين" نقول لكم: ليس لدى المواطن المتضرّر أكرم من هذا العرض السخي.

فارحلوا سريعا أيّها الصمّ العمي، الفاسدون!

ثورة الشعب العراقي آتية لا محالة


الحديث الدائر الأن بين العراقيين والمهتمين بالشأن العراقي هو سؤال واحد هل سيثور الشعب العراقي ،وهل سينجحون في خلع الحكومة العراقية واجبارها على الرحيل،الآراء وخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر منقسمة،فهناك من يؤكد أن العراقيين سيثورون فالأوضاع في العراق اسوء بكثير من الأوضاع في تونس ومصر،وهناك من يرى أن العراقيين لن يفعلوها ولهم اسباب عديدة تؤكد رأيهم هذا وأهمها أن العراقيين منقسمين فيما بينهم وبالتالي لن تتواحد كلمتهم ،وهناك فئة ثالثة اكتفت بالصمت والترقب.

هل سيثور العراقيون؟ نعم سيثورون .هذا ما نؤمن به ولنا أسبابنا في ذلك التي تجعلنا نقول نعم.

العراقيون ومنذ عام الحرب العراقية الإيرانية يعيشون ظروفا شديدة القسوة وشديدة الصعوبة أدت إلى أن تحرم أجيال كاملة من أن تعيش كما يعيش الكثيرون في مناطق عديدة من العالم وعندما سقط صدام حسين ونظامه الفاشي اعتقد الكثيرون أن الوضع سيتحسن خاصة البسطاء الذين كانوا لا يحلمون سوى بعيشة كريمة وتوافر الخدمات الأساسية ولكنهم سرعان ما رأوا أن الوضع لم يتغير سوى في أنه ازداد سوءا ،فالطاغية الذي تم اسقاطه تحول الي عدد من الطغاة يحكمون العراق بطريقة لا تتفق إلا مع مصالحهم هم.

الحريات يتم خنقها ويكفي أن ينظر المراقب لسلسلة الإجراءات التي قامت وتقوم بها الحكومة العراقية في هذا الشأن ليكتشف خدعة الديمقراطية التي يحاولون التستر ورائها،اقفال قنوات فضائية ،ايقاف برامج وصحف ،محاكمة صحفيين وغلق نوادي ادبية وسن قوانين مكبلة للحريات الأساسية يضاف إلى ذلك حكومة اتت بمساعدة أطراف خارجية واستولت على الوزارة بقوة الخارج وليس بارادة الداخل ولم يستطع أحد أن يقول اين نتائج الانتخابات وما تعبر عنه،حتى البرلمان العراقي وهذه ثاني فترة برلمانية بعد اول انعقاد له في عام 2005 لم يستطع أن يعبر عن الشارع العراقي ،فكل ما يصدر عنه هو مشاريع وقرارات ضعيفة ولا تقدم شيئا ملموسا للواقع العراقي،ودور البرلمان كسلطة رقابية على الحكومة معطل وغائب تماما والدليل على ذلك عدم محاكمة أي مسئول عن الفساد المستشري في أرجاء كبيرة من الإدارات الحكومية وحالات سرقة المال العام وكل النهب المنظم للعراق وثرواتها.

السادة أعضاء الحكومة ونواب البرلمان والمحافظين ينعمون بمرتبات عالية وحمايات وامتيازات والشعب يحترق والعراق تدريجيا تحول إلى فئتين فئة من يملكون كل شئ ويتمتعون بكل شئ وفئة من لا يملكون شئيا ومحرمون من كل شئ.

يكفي ان تكون مسئولا حكوميا أو عضو برلمان لتنال أعلى الرواتب وتحصل على كل الخدمات وتوفر الحماية لك ولاسرتك ولجيرانك أن أردت،بينما المواطن البسيط عليه أن يلعب دور المصارع المصارع مع لقمة العيش ،والمصارع مع التعامل مع نقص الخدمات من كهرباء ومياه وبنية تحتية ،،المصارع الذي يتحتم عليه ان ينتصر على قنابل التفجيرات وشياطين الإرهاب التي تستوطن العراق.

في البداية تم اللجوء الي تسكين الناس بالوعود وتم الإستعانة برجال الدين الذين يسكنون الشعب بأهمية الصبر والزهد وعدم الخروج على الحكام لان في هذا فعل لمعصية وقبل الناس وسكتوا ولكن الأيام أثبتت أن حتى هذه النوعية من رجال الدين تفقد تدريجيا شرعيتها فمن يدعون للزهد ثرواتهم تتضخم بصورة غير مسبوقة ومن يطالبون بالتعفف وعدم التكالب على الدنيا فضائحهم وتمتعهم بكل مباهج الدنيا يعرفها القاصي والداني في العراق.

ونقص الخدمات في العراق, بل انعدامها, أصبح واقعا لا يمكن التعامل معه وقبوله ،فافقر بلاد الدنيا لا تعاني من هذا النقص كما يعاني العراقيون ،فالكهرباء مثلا واصلاحها هل هي معضلة حتي يبقى الوضع من عام 2003 وحتى الآن بهذا السوء ،أين المشكلة هل في الكفاءات أم في الاموال وهنا السؤال واين أموال العراق وموارده منذ 2003 وحتى الأن.

وان كان هناك نقص في الموارد فكيف نسمع عن كل تلك السرقات المنظمة للمال العام وكيف نسمع عن تضخم ثروات بعض المسئولين وتبدل أحوالهم بعد ان تولوا المناصب الحكومية.

هل هناك من يحاسب هؤلاء ،هل هناك يطبق عليهم مبدأ من أين لك هذا،لا نعتقد.

كل ما سبق هو وقود ثورة الغضب التي تعتمل في الصدور والتي لا تبقى على ما أعتقد حبيسة الصدور فالظلم أصبح اقسى مما يمكن تحمله ومن يصمت اليوم لن يستطيع فعل ذلك غدا أما إن كانت الحكومة تراهن على أن الشعب منقسم بين أديان وطوائف متعددة فسنقول لهم كذب هذا الانقسام هو انقسام ظاهري ،الألم واحد والجرح واحد والمعاناة واحدة لقد وحدتم الشعب الذي حاولتم ان تقسموه ،لا يوجد بيت عراقي لم يعاني من نقص الخدمات ولا يوجد بيت عراقي لا يشعر بالقرف مما ينتشر من فساد ونهب للاموال وتوافر كل ماحرم منه للسادة المسئولين واقربائهم،لا يوجد بيت في العراق لا يعاني من الحرمان من رؤية أقاربهم وأبنائهم الذين رحلوا الي ارجاء العالم باسره نتيجة لسوء الاحوال والي الان يتحرقون شوقا للعودة للعراق ولو ليوم واحد ولا يقدرون بينما السادة المسئولين وأقربائهم يسافرون وقتما يريدون ويعودون وقتما يريدون ،لا يوجد بيت عراقي لم يعاني من فقد حبيب نتيجة للاختطاف أو التفجيرات أو القتل المذهبي،لا يوجد بيت عراقي لا يعرف اآن عن وجود السجون السرية والتعذيب الذي يحدث فيها.

نعم لقد وحدتموهم على الرغم من أنهم لم يتفرقوا أبدا ولمن لا يصدقنا سنقول لكم عودوا بذاكرتكم للوراء عندما كانت صبية عراقية تتنافس في برنامج فني وتذكروا كيف تسارع العراقيين لدعمها والوقوف خلفها وكيف انفجر العراق بأسره فرحا بفوزها ،ارجعوا الي وقتما فاز العراق بكأس أسيا ونتحداكم لو استطعتم أن تعرفوا وقتها ان تميزوا بين الاثنيات والاديان والمذاهب العراقية.

سيثور الشعب وسيطيح بكم فما فعلتموه يحرق الصدور ويحرك حجارة العراق وارضه كي تفتح جوفها وينطلق الثوار


ورقة مشتركة لاعضاء الجبهة اليسارية العراقية


التيار اليساري الوطني العراقي

الاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية في العراق

مجموعة من الكوادر الشيوعية المتقدمة - العراق

شخصيا يسارية مستقلة - الخارج



ملحق للاطلاع



استراتيجيتنا اليسارية الراهنة وصولا الى موعد" انسحاب" قوات الاحتلال من بلادنا : الانتفاضة الشعبية طريقنا نحو النصر من إجل العراق الحر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية

صباح زيارة الموسوي

25/11/2010

فترة ( 9 نيسان2003 سقوط الفاشية واحتلال العراق - التحضير لاعلان حكومة العام الواحد حتى "موعد " انسحاب قوات الاحتلال نهاية العام 2011) حقائق ومعطيات

اولا: لقد برهن الشعب العراقي على أصالة وطنيته وتمسكه بتأريخ العراق الحضاري ، ومسيرته الشعب الوطنية التحررية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 حتى انتصار ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية ، مرورا بتصدي الشعب للحقبة البعثية الفاشية، حتى سقوط نظامها الدموي على يد اسياده الامريكان واحتلالهم العراق، لقطع الطريق على اي تغيير وطني عراقي، واستعداد الشعب العراقي للذود عن الوحدة الوطنية ، التصدي لكل المخططات المشبوهة، الهادفة الى تقسيم الوطن وتفتيت الشعب الى مللل ونحل . لقد خاض الشعب العراقي معركته دون قيادة وطنية من اي مستوى كان،وهو يقدم بذلك درسا لا يمكن الاستهانة به ، للقوى الطبقية الاقطاعية الطائفية العنصرية واسيادها المحتلين ، مبرهنا بأن ارادة الشعب هي العليا رغم الحملات البربرية في القتل والتدمير والتجويع التي طالته، على يد قوات الاحتلال وشركاته الامنية وحلفاؤها من القوى الطائفية العنصرية الارهابية والبعثية الفاشية.

ثانيا : نظم الضباط العراقيون الوطنيون ،الذين كانوا قد عارضوا صدام حسين وحزبه وزمرته الحاكمة الجاهلة، نظموا واسسوا كتائب ثورة العشرين كفصيل وطني رئيسي مقاوم ، الكتائب التي قدمت رؤية سياسية وطنية ، وان جاءت متأخرة بعض الشئ ، وخاضت المعارك البطولية ضد قوات الاحتلال ، والتي ادانت الاعمال الارهابية ضد شعبنا العراقي ، وتبرأت من الفلول البعثية الفاشية المتاجرة باسم المقاومة ، كما عملت كتائب ثورة العشرين على عقد تحالفات مع المجموعات المقاومة الصغيرة . حيث خاضت الكتائب وحلفائها المعارك اليومية ضد قوات الاحتلال الامبريالي ، واجبرتها على الفرار خارج المدن العراقية .هذا الفرار الذي قلل من حجم عمليات المقاومة الاستراتيجية ، لتقتصر على العمليات التاكتيكية ، كاطلاق الصواريخ عن بعد ضد القواعد الامريكية .

مما دفع تجار المقاومة من" السياسين" على مختلف مشاربهم ،الى اعلان وفاة المقاومة الوطنية العراقية ، لتبرير انتقالهم الانتهازي المشين الى خندق القوى الطائفية العنصرية وعمليتها السياسية الاحتلالية ، تحت مسميات سخيفة ، وشعارات مزيفة لا تستحق حتى الذكر او التعليق.

نعم لقد انجزت المقاومة الوطنية العراقية مهمتها الاساسية ، المتمثلة في افشال مشروع الشرق الوسط الجديد ،واجبرت قوات الاحتلال على الهرب خارج المدن العراقية ، بعد ان كبدتها خسائر جسيمة،وما تبقى من مهمة تحرير العراق مرتبط بظروف استكمال "انسحاب" هروب قوات الاحتلال الاميركية نهاية عام 2011، هذا الانسحاب الذي يأتي ايضا نتيجة الاوضاع الداخلية في امريكا , وتحديدا مجئ اوباما كرئيس رافض للحرب على العراق ، وسيدخل العراق مرحلة الهزيمة الشاملة للمحتل، وتداعياتها على القوى الطائفية العنصرية ، التي ستحتمي حتما بالخنادق الطائفية العنصرية ، المسماة بالفيدرالية، حيث من المتوقع تتمزق "وحدة" مليشياتها المسماة زورا وبهتانا بالجيش العراقي والقوات الامنية العراقية.

ثالثا : ان تنظيم القاعدة الصهيوني الارهابي وبالتحالف مع فلول النظام البعثي الفاشي المهزوم ، قد انجز هو الأخر مهمته القذرة ، في شق صفوف المقاومة وتشويه سمعتها امام الشعب العراقي، وبالتالي عزلها عن حاضنتها الشعبية ، ولعل من اكبر اخطاء المقاومة التي وفرت الفرصة لهذا الحلف الثنائي المشبوه في ان انجاز مهمته ، هي تأخر المقاومة الوطنية العراقية في اعلان برائتها من حزب البعث الفاشي من جهة، وتورطها في التعاون مع تنظيم القاعدة الارهابي في اعوام 2004-2006 مما مكن تنظيم القاعدة الارهابي من تسهيل تقدم المشروع الطائفي العنصري ، خدمة لاسياد هذا التنظم الارهابي المشبوه في تل ابيب وواشنطن ، ووصل الى نقطة النهاية ، اذ لم تعد قوات الاحتلال بحاجة الى خدماته ،وفق مخطط نغربونتي في افتعال الصراعات داخل المجتمع العراقي، وصولا الى مرحلة الهروب الشامل لقوات الاحتلال ، ومن ثم ترك العراق عرضة للتقسيم على يد امراء الاقطاعيات الطائفية العنصرية، وما اعلان سفير الاحتلال في بغداد ،عن النية في استقدام قوات الامم المتحدة الى كركوك عند انسحاب قوات الاحتلال ، سوى حلقة في سلسلة حلقات مشروع التقسيم.

رابعا : من جهتها القوى الطائفية العنصرية، قد أنجزت هي الأخرى مهمتها في تأزيم بنية الشعب العراقي، ونقلت مصطلح المكونات من الشعارات الى تقاسم مؤسسات ومراكز الدول العراقية على اساسه عمليا، بعد ان اعُد لها دستورا تفتيتيا على يد الخبراء الصهاينة، ستتحجج به ،عند انتقالها الى مرحلة تنفيذ مشروع تقسيم العراق ، وما صراع النفوذ على السلطة، الذي دار على مدى طيلة الشهور الماضية ، سوى صراع من أجل تهيئة الارضية الفاسدة لاعلان الدويلات الثلاث الطائفية العنصرية، خصوصا بعد ان ايقن ساسة المنطقة الغربية واستسلموا الى الحقيقة الجديدة في تأريخ العراق الحديث ، القائلة بأنه انتهى عهد حكم العراق من قبل هذه المناطق، الذي دام على مدى اربعة عقود ( انقلاب 8 شباط 1963 الاسود-سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق 9 نيسان2003) ، وهذا مايفسر تدافع زعامات القائمة العراقية في المنافسة على المواقع الرئيسية في السلطة وتكالبها فيما بينها حد الاستعداد للتخلي عن حصانها الاول" الشيعي" إياد علاوي واحالته على التقاعد .

أين دور القوى اليسارية في خارطة الصراع هذه؟

عقب سقوط النظام في بغداد تعالت أصوات كثيرة كانت غائبة نتيجة القمع، وبرزت في المشهد السياسي العراقي مجموعة من التيارات السياسية التي لم تكن تعمل في صفوف ما كان يعرف ب"المعارضة العراقية " إذ حافظت هذه التيارات على مسافة بينها وبين النظام في بغداد من جهة والمعارضة العراقية من جهة أخرى، وهي منذ البداية وقفت ضد المشروع الأمريكي في العراق، وحاولت الظهور في موقع الاعتدال: فهي ضد النظام البعثي الفاشي وضد حرب الولايات المتحدة على العراق، ولعل من أبرز هذه التيارات التي بدأت ملامحها تتبلور في الساحة العراقية تيار"جريدة اتحاد الشعب" اليساري الوطني الذي يعد نفسه وريثا للجوانب المشرقة في التاريخ النضالي للحزب الشيوعي العراقي، وهو امتداد للمنظمات الرديفة لهذا الحزب والتي عارضت بحزم نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات خضوع الحزب للنظام وتبعيته العمياء للحزب الشيوعي السوفييتي قبل انهيار الأنظمة الاشتراكية. وقد قام اليسار الوطني بدور الرافعة السياسية للمقاومة الوطنية العراقية، فأعلن عن برنامجه الوطني التحرري ومواقفه المبدئية ،هذه الرؤية التي اعتمدت المفاصل الفكرية والخطوات الميدانية التالية

أولا : اصدر صحيفة يسارية في بغداد بتأريخ 8 تموز 2004 لتشكل مركزا سياسيا لاعلان الرؤية اليسارية الوطنية،ومن ثم العمل على تنظيم صفوف اليساريين في اطار تنظيمي يساري،ان اطلاق التسمية "اتحاد الشعب" لها سبب موضوعي، فالشعب العراقي يتعرض لمؤامرة التمزيق الطائفي والعرقي، وباتحاد الشعب يمكن الانتصار على القوى الظلامية والعميلة ،والكفاح من اجل إقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية ،وهذا يعني إيديولوجيا أن نستفيد من الخبرة النضالية للشعب العراقي والحزب الشيوعي العراقي، وأن نبني تصورات جديدة تلائم طبيعة المرحلة وخصوصية الأسئلة المطروحة انطلاقا من المبادئ التاريخية للحركة الشيوعية العالمية ومنها بالطبع الحزب الشيوعي العراقي.

نحن نعتبرجريدة اتحاد الشعب تمثل تيارا سياسيا يساريا ديمقراطيا يعمل لأجل مجموعة من الأهداف أهمها: إقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية بكل ما ينطوي عليه هذا الشعار من حقوق للعمال والفلاحين والمرأة، وإتاحة الحريات في مجالات الفكر والإبداع والصحافة وتأمين الحياة الكريمة للمواطن وفق الشعار التأريخي للحزب الشيوعي العراقي ( وطن حر وشعب سعيد)...، وفي تصورنا لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحرير العراق تحريرا كاملا من المحتل، وهو الهدف الرئيس في المرحلة الحالية، فالاحتلال احتلال، والاستقلال استقلال ,ولا توجد أي تسويات أخرى أو أية حلول وسط

وكان لدينا تصور مرحلي للعمل الحزبي ( الاعوام الثلاثة الاولى ما بعد سقوط النظام البعثي الفاشي) مبني على أساس تشكيل تيار فكري غير مبني على الأسس التقليدية في تشكيل الخلايا واللجان ،وإنما على أساس العمل لتعبئة فكرية من خلال الرؤية التي نطرحها في صحيفتنا "اتحاد الشعب" التي تصدر من بغداد، وكذلك العمل لعقد لقاءات وإجراء حوارات مع مختلف فئات وشرائح المجتمع العراقي وصولا إلى خوض الانتخابات وذلك عبر ترشيح ودعم شخصيات من مختلف قطاعات المجتمع العراقي تؤمن بهذا التيار وليس بالضرورة أن تكون منظمة في صفوفه.فموقفنا من الانتخابات هو خوضها كمعركة سياسية كبيرة يشارك فيها الملايين من المواطنيين العراقيين , وبذلك تميزنا عن الموقف اليساري الطفولي العدمي الانعزالي .

لقد كانت الاستجابة واسعة من مختلف الأوساط، ولاسيما أوساط المثقفين، ولكن في المقابل فان التيار التقليدي في الحزب الشيوعي العراقي، وتحديدا جماعة حميد مجيد، قد شن حملة مضادة ضد نشاطاتنا بنفس الأساليب القديمة التي انتقدناها قبل قليل، بهدف التشويه والإساءة وإعاقة المشروع، ولعل ابرز هذه التحركات المضادة تمثل في مصادرة جميع نسخ العدد الأخير من جريدة "اتحاد الشعب" من المكتبات ببغداد، وباقي المدن العراقية ، فالقيادة حليفة للأمريكان وهؤلاء لن يتأخروا عن تنفيذ طلباتها لا سيما إذا كان الطلب بسيطا كالذي نتحدث عنه وهو منع جريدة من التداول. ومن جهتها مجموعة باقر ابراهيم الموسوي فقد انخرطت في التعاون مع فلول البعث عبر بقاياه في "المؤتمر القومي العربي" بحجة مقاومة المحتل . ناهيكم عن غلبة عامل العاطفة الذي ساد بين اوساط الشيوعيين بعد سقوط النظام الفاشي , مما سهل لزمرة حميد مجيد ممارسة سياسة خداع وتظليل القاعدة الحزبية خلال العامين الاولين( 2003-2004) من الاحتلال

لكن رغم هذه العقبات فان جريدتنا استقبلت من قبل القوى والمنظمات التي ترفع شعار العدالة، الديمقراطية، التقدم... باهتمام كبير وقدمت استعدادها للتعاون والتنسيق وذلك من اجل تشكيل وبلورة تيار ثالث يساري ووطني ديمقراطي ومعارض للتيارات أو المجموعات المرتبطة بالمحتل الأمريكي او بفلول البعث.

ثانيا : اعلان الموقف اليساري الوطني الرافض للحرب الامبربالية على العراق طريقا للتغيير، وتحميل النظام البعثي الفاشي المسؤولية الاولى عن مآالت اليه اوضاع العراق ، وفضح فلوله ومرتزقته المتاجرة باسم المقاومة الوطنية العراقية ، ومقاومة الاحتلال والقوى المتخادمة معه، فقد أدى اسقاط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق في 9 نيسان 2003 من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها ،الى تهديد وجود الدولة العراقية الحديثة، التي تأسست عام 1921، ومن ثم تعريض العراق الى مخاطر التقسيم الى اقطاعيات طائفية عنصرية، والى تدمير الهوية العراقية لصالح الهويات الطائفية العنصرية.

ان موقفنا من الاحتلال , بعبارة واحدة، وواضحة ننظر إليه كاحتلال، وكل احتلال، وكما هو معروف تاريخيا، يولد المقاومة بشكل آلي كرد فعل طبيعي من قبل الشعب المحتل، ولن تكون تجربتنا منعزلة عن التاريخ، و هذا ما جرى عندما دخل الإنكليز إلى العراق عقب الحرب العالمية الأولى وجوبهوا بمقاومة عنيفة من مختلف فئات الشعب العراقي في ما عرف بعد ذلك بثورة العشرين، فالإنكليز بدورهم أعلنوا، كما يعلن الأمريكان الآن، بأنهم محررون وليسوا محتلين، واليوم لا بد وان يستمر ميراث المقاومة ضد الأمريكان كما كان في السابق ضد الإنكليز


ثالثا : مطالبة المقاومة الوطنية العراقية ،للاعلان عن برنامجها السياسي ،وادانتها لتنظيم القاعدة الصهيوني الارهابي، واعماله الاجرامية بحق شعبنا العراقي ، واعلان البراءة من حزب البعث الفاشي ، وحذرنا من النتائج الكارثية التي يسببها التأخير في اعلان هذه المواقف ، حيث ستتعرض المقاومة الوطنية الى العزلة عن حاضنتها ،اي الشعب العراقي، ومن ثم يسهل على العدو توجيه الضربات لها ، ويسجل للمقاومة الوطنية العراقية، استجابتها لهذه الدعوات ،ولكن التاخر النسبي في هذه الاستجابة، قد وفر للاحتلال والقوى المتخادمة معه مساحة كبيرة للمناورة، عبر اشعال الاعمال الارهابية، بل والمشاركة المباشرة فيها ، واتهام المقاومة بهذه الاعمال الارهابية البربرية ، وشق صفوف المقاومة بتشكيل الصحوات , كتحصيل حاصل لهذا التاخير.

رابعا : وجهنا الدعوة الى كل القوى الوطنية العراقية من إجل مشروع وطني ، يفضي الى إقامة الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المؤسسات الدستورية، ذات آفاق التطور اللاحق، لمجتمع العدالة الاجتماعية، كهدف استراتيجي لليسار العراقي. هذه المهمة التي تعني في ظرف العراق الحالي، مهمة استعادة وترسيخ الوحدة الوطنية، مهمة كفاحية رئيسية، وعنصراً أساسياً، في التخلص من الاحتلال وأتباعه ولم نستثن من هذه الدعوة اية قوة سياسية عراقية وطنية، على مختلف مشاربها الفكرية , ما دام القاسم الوطني المشترك، هو تحرير العراق من الاحتلال والقضاء التام على بقايا النظام البعثي الفاشي .وفي هذا الاطار تم اتخاذ موقف متدرج من القوى الوطنية العراقية التي تورطت في التعاون مع الاحتلال بحجة الخلاص من النظام البعثي الفاشي اولا ، فقد وجهنا نداءٌ من على صفحات " اتحاد الشعب " جاء فيه (.نعتقد أن القوى السياسية الفاعلة في المجتمع العراقي وبشكل خاص المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني ،والاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب الدعوة، والحزب الشيوعي العراقي، والحزب الإسلامي العراقي، قد انتقلت من مرحلة ارتكاب الخطأ الاستراتيجي بدخولها في اللعبة الأمريكية واشتراكها في مؤسسات الاحتلال اشتراكا كاملا، الى مرحلة الخيانة العظمى والاشتراك بالجريمة التأريخية بحق الشعب والوطن ، ان هي لم تتراجع عن التعاون مع المحتل ، بعد ان تم انجاز هدفها المعلن ، اسقاط النظام البعثي الفاشي بدعم خارجي. اما الآلية التي نقترحها للوصول إلى الاستقلال التام هو تشكيل جبهة إنقاذ وطني تضم جميع القوى الوطنية والإسلامية والديمقراطية لتجري مفاوضات مباشرة مع المحتل بإشراف الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية علنية لاستقلال العراق. مفاوضات تستند الى عمل مقاوم مسلح مؤثر ،وفي غضون كل ذلك سنعمل على فضح أي عملية لتبديل الوجوه شكليا والادعاء بتحقيق الديمقراطية، نحن لا نقبل مرة أخرى شخصا متخرجا من مدرسة صدام حسين، او اية مدرسة اقصائية جديدة بأسم الدين او الطائفة ..الخ . ونحن نعتقد أن كل القوى والتيارات العراقية بما فيه الدينية اذ تعلن تعلمها الدرس العراقي الذي دفع الشعب العراقي ثمنه باهظا، وهذا الدرس يقول بأنه لا مجال لسياسة الاستئثار بالسلطة عبر الحزب الواحد وإلغاء الآخر، فان الممارسة العملية قد اثبتت بأن هذه القوى لم تتعلم الدرس اطلاقا, ورغم قناعتنا بان التيار الديني في الوقت الذي يلعب فيه دورا مهما ولعب دورا في سقوط الديكتاتورية إلا انه لا يمتلك برنامجا لحل المشاكل الاجتماعية لكن ذلك لا يتعارض مع الحق في التعبير عن البرنامج الذي يراه مناسبا وطرحه عبر الانتخابات لا عبر إجبار الناس على تفاصيل وسلوكيات حياتية معينة لا تشكل شيئا إزاء الهم الوطني الأكبر.

خامسا : موقفنا من القضية الكردية - ان موقفنا من القضية الكردية مبني على ان تجربة العقود الماضية أثبتت بان وحدة العراق إذا ما اقترنت بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مؤسساتي ستؤدي ببساطة إلى إحقاق حقوق الشعب الكردي في إطار الجمهورية العراقية ووفق الشكل القانوني الذي يرضي الشعب الكردي نفسه، وذلك عبر استفتاء شعبي مباشر يجري في كردستان لاختيار شكل الحكم لإقليم كردستان الذي يلبي طموحات الشعب الكردي، ومن الناحية المبدئية نحن مع حق تقرير المصير للشعب الكردي ليس فقط في العراق بل في باقي الأجزاء التي يتواجد فيها الأكراد، بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
الآن لا نريد الخوض في تسميات من قبيل الفيدرالية، الحكم الذاتي... وغيرها فطالما اختار الشعب الكردي عن طريق الاستفتاء، لا عن طريق قياداته الحالية المفروضة عليه بقوة المليشيات، وفي إطار الجمهورية العراقية الشكل الذي يراه معبرا عن طموحاته فنحن ندعمه ونؤيده.

الاستراتيجية اليسارية الوطنية لانقاذ العراق من التقسيم وشعبه من التمزيق ومن إجل عرق حر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية

رغم التطوارات الخطيرة التي جرت على مدى السنوات السبع بعد طرح برنامج جريدة اتحاد الشعب ، وانتقال القوى القادمة مع المحتل الامريكي ، من مرحلة التحالف الطائفي العنصري في صيغة مجلس الحكم سئ الصيت الى مرحلة الصراع والاحتراب فيمابينها ، ودخول عامل الارهاب الدولي ممثلا بتنظيم القاعدة الاجرامي طرفا في هذا الصراع . فأننا نرى ان محصلة هذه التطوارت قد برهنت على صواب هذا البرنامج ، الذي تطور كبرنامج يساري ، وشق طريقه كتيار يساري وطني عراقي ، ومن ثم قدرته على استيعاب الجماهير العراقية في اطار حركة شعبية رافضة للاحتلال وافرازاته القذرة


فهل يمكن للبرنامج اليساري الوطني ان يشق طريقه راهنا , ويقدم استراتيجية يسارية قادرة على مواجهة التحديات العراقية الأنية والقادمة مع موعد " انسحاب " قوات الاحتلال الامريكي في نهاية العام القادم , بعد مرور سبعة سنوات من الاحتلال والقتل والدمار والتهجير والارهاب والعنف الطائفي العنصري وسقوط الحكومات المتتالية؟

الجواب نعم للاسباب التالية:

اولا : انهيار مشروع الاحتلال وجبل اكاذيبه عن النظام الديمقراطي الموعود وعراق على الطراز الياباني - الالماني ، فالمشهد العراقي تراجع الى صورة مآساوية ، هي صورة من حياة القرون الوسطى

ثانيا : انكشاف الهوية الحقيقية للقوى القادمة مع المحتل ، بأعتبارها عصابات من اللصوص والقتلة لا تقل اجراما وفسادا عن النظام البعثي الفاشي المقبور، ان لم تتفوق عليه في الاجرام عبر محاولتها اشعال الحرب الطائفية العنصرية بين ابناء الشعب العراقي تحت شعارات متخلفة ( مظلومية آل البيت - الروافض -عنصرية كردية - التكفير -احتقار المرأة) وهي شعارات وان لم تفلح باشعال الحرب الاهلية ، لكنها كبدت الشعب العراقي خسائر مدمرة، راح ضحيتها ملايين القتلى والجرحى والمهجرين والايتام والارامل ، ناهيكم عن نهب ثروات الشعب وتدمير آثاره

ثالثا: افلاس اعلام الاحتلال الامريكي والابواق المحلية التابعة له من صحف وفضائيات ومراكز وهتافة ، رغم الامكانيات المالية والتقنية الهائلة المتوفره له، في التستر على الاهداف الحقيقية للاحتلال ، واهمها تقسيم العراق ونهب ثروات الشعب ، حتى وا ن تطلب الامر ابادة الملايين من الابرياء

رابعا : سقوط الدمى المقدسة كالمرجعيات الدينية ( شيعية - سنية ) في بركة دماء ضحاياه من بسطاء الناس الذين كانوا قد خدعوا بشعارتها الدينية المزيفة

خامسا : افلاس النخبة المتأمركة بأسم الليبرالية المزعومة افلاسا تاما

رابعا : الازمة المعيشية والخدمية التي يعاني منها ابناء الشعب العراقي على اختلاف طبقاتهم، فهي ازمة شاملة ، سببت الموت والجوع والفقر والتشرد والامية وتفشي الجريمة

سادسا:انهيار وضع المرأة العراقية الاقتصادي والاجتماعي ، فغدت عرضة للاغتصاب والٍذبح،بل وصلت حالة الالاف المؤلفة منهن الى مستوى بيع الجسد في داخل العراق وفي بلدان الجوار

سابعا : تصاعد حالة التملل الشعبي الى مستوى ارهاصات الانتفاضة الشعبية لاسقاط حيتان الاحتلال وعصابات الفساد المالي والنهب


ان دور اليسار العراقي يتلخص في التحرك بين الطبقات الكادحة خاصة والشعب العراقي عامة من اجل التعبئة الشاملة نحو الانتفاضة الشعبية وفق البرنامج اليساري الوطني التحرري .. والقيام باوسع حملة وطنية من اجل تحالف وطني عراقي نواته جبهة يسارية قادرة على تفعيل وتنظيم الحركة الاحتجاجية ، وصولا بها الى مرحلة التصدي لحالة الانهيار القادمة لا محالة ،عند حلول موعد انسحاب القوات الاميركية أواخر عام 2011 ، فعمر حكومة نوري المالكي سوف لا يتعدى في نظر اكثر الافتراضات" تفائلا " العام الواحد ، بعد ان مر ما يقارب العام في صراعات تشكيلها ، مما يضع على عاتقنا مهمة تأريخية ،الا وهي عدم السماح للقوى الطائفية العنصرية في اقامة الكانتونات الطائفية العنصرية تحت اي مسمى كان.

ان الجمع بين النضال المقاوم المسلح التكتيكي الذي تخوضه المقاومة الوطنية راهنا ، والعمل السياسي الجماهيري للقوى المقاومة سلميا، هو بالضبط ما نحتاجه في اللحظة التأريخية الراهنة ، هذا الكفاح المشترك المتنوع الاساليب لا يستثني اية قوى او شخصيات من دعوته الى اقامة جبهة الانقاذ الوطني ، ماعدا من تشملهم الخطوط الوطنية الحمراء -فلول البعث الاجرامية وقوى الارهاب وعملاء الاحتلال- وعلى عاتقنا كتيار يساري وطني يقع العبأ الوطني الاكبر

ان المبادئ الثورية لا تتغير ، وان تتمظهر باشكال متنوعة حسب الظرف التاريخي الملموس ، فالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية، مبادئ واهداف انسانية خالدة ،ترفض استغلال الانسان لاخيه الانسان ، اما انتقال البعض الى الضفة الطبقية المعادية ،بشعارمزيف، يطلق عليه زورا الليبرالية الجديدة ، فيعكس تغييرهم هم لا تغير المبادئ ، اننا نؤمن بأن تواصل الذاكرة الثورية بين أجيال الشيوعيين ،الذاكرة المعمدة بدماء الشهداء ، هي من سيخاطب عقول الشبيبة الجديدة لا الدعاية الديماغوجية لخونة اليسار ، وكما ان العدو الطبقي لا ينسى تأريخه الاسود، بل يفاخر بجرائمه بحق العمال والفلاحين وعموم الطبقات الكادحة كما تفعل فلول البعث الفاشي اليوم، فمن باب أولى ،علينا ان نتمسك بتأريخينا الكفاحي المشرف،ولنا في كلمة الشهيد الخالد سلام عادل نبراس يضئ طريقنا , طريق الحرية المعمد بدماء الالالف من الشهداء الشيوعيين واليساريين من اجل وطن حر وشعب سعيد وهي خير مثال ودليل على ما ذهبنا اليه ،حيث خاطب الشعب العراقي قائلا:


بعد اقل من عامين على كلمة القائد الثوري الشهيد الخالد سلام عادل هذه،فجر الشعب العراقي ثورته الخالدة ، ثورة 14 تموز 1958 ليطيح بالحكم الملكي العميل ويحرر العراق من ربقة الاستعمار البريطاني،ثورة حققت منجزات كبرى للشعب والوطن . وهاهو شعبنا العراقي البطل يقاوم اليوم المحتل الامريكي ويسجنه على أرض العراق ، بعد ان توهمت طغمة البيت الابيض اليمينية الصهيونية امكانية تحويل العراق منطلقا لمشروعها الاحتلالي التقسيمي في المنطقة العربية.



#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الشعبية المصرية تقبر اكذوبة -ديمقرطية- الاحتلال
- باق وأعمار الطغاة قصار
- جبهة اليسار العراقي: النصر المحتم للشعب اللبناني
- إذا الشعب يوما ً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
- بيان مشترك : انتفاضة الشعب التونسي من إجل مستقبل خال من الاس ...
- نعم للدولة المدنية العلمانية لا للدويلات الاقطاعية الطائفية ...
- الطبقة الطفيلية الحاكمة في تونس تلفظ انفاسها الاخيرة
- نداء إقامة الجبهة اليسارية العراقية من اجل عراق حر موحد و شع ...
- عدنا تاريخ اليعرفه اهل العقل.. وتشهدنا ال 91 والبعث المجرمين
- رسم استراتيجية يسارية ثورية عربية موحدة
- تقرير موجزعن مساهمة التيار اليساري الوطني العراقي في اللقاء ...
- اللقاء اليساري العربي- مداخلة وفد التيار اليساري الوطني العر ...
- اللقاء اليساري العربي : ورقة التيار اليساري الوطني العراقي ا ...
- البلاغ -النظام الداخلي -البرنامج السياسي -الجبهة اليسارية
- ورقة التيار اليساري الوطني العراقي : من أجل إقامة الجبهة الي ...
- مشروع النظام الداخلي
- التيار اليساري الوطني العراقي - مشروع البرنامج السياسي
- الوثيقة الأساسية للتيار اليساري الوطني العراقي : كل الجهود ا ...


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - التيار اليساري الوطني العراقي - اللقاء اليساري العربي الاستثنائي-بيروت