أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - الغضب العراقي : تظاهرات سلمية أم معارك حربية ؟














المزيد.....

الغضب العراقي : تظاهرات سلمية أم معارك حربية ؟


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أنّ أطراف النزاع السياسي الدائر في العراق منذ عام 2003 تشحذ هممها بسرعة، في محاولات إستباقية، لإحتواء الإنفجارات الإجتماعية الراهنة وتوظيفها وركوب موجتها وتجييرها لصالح هذا الطرف أو ذاك، بالرغم من أنّ المجتمع العراقي بات يدرك بشكل متزايد، بعد تجربة السنوات الماضية، بأنّ الغالبية العظمى من النخبة السياسية المتنفذة، لم تعد الأوضاع الإجتماعية المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي يشّكل همّها الأول بصورة مباشرة، ولم تعد تحرّكها من الناحية العملية، غير النزاعات الداخلية المستمرة حول مواقع السلطة والنفوذ، وغيرالصراعات الفردية الضيّقة بين رموزها وأقطابها البارزين حول الحفاظ على المكاسب والإمتيازات ومراكمة الثروات على حساب الهدر المتواصل للمال العام، بدون أيّ إنجاز حقيقي، ولا إداء أيّ عمل مفيد، بعد ما تحوّلت أو أريد لها أن تتحوّل، خلال الأوضاع الإستثنائية للبلد، الى طبقة خاصة فوق المجتمع، ومنفصلة بالكامل عنه، وبعيدة كل البعد عن آلامه وآماله الحقيقية، التي عانت في سبيلها الأجيال العراقية، طوال العقود الأربعة الماضية على وجه الخصوص .

كما لم يكن، ومن باب الشعور الأدنى بالمسؤولية الوطنية، أن تنتظر هذه الأطراف السياسية العراقية المتنفذة، إنفجار الأوضاع الإجتماعية في المنطقة العربية، ووصول شظاياها للعراق المتأزم أصلا، والمرشّح بدوره للإنفجار، نتيجة الأوضاع التي لم تعد قابلة للإحتمال، كي تتكرّم وتتنازل النخبة السياسية عن بعض إمتيازاتها في تخفيض الرواتب الخيالية للرئاسات الثلاث وزيادة الحصة التموينية للمواطنين، وما شابه ذلك من الحلول الترقيعية المتأخرة، تأخر إستيقاظ الضمير السياسي الذي ظلّ راقدا طيلة مايقارب عن ثمان سنوات من الظلم والظلام والفساد الإداري والمالي والسياسي العابث بالبلاد .

وإذا كانت الأحزاب والكتل السياسية المقرّبة من الحكم، تسعى اليوم لتهدئة الأوضاع بدون الإعتراف ولو شكليا، بتقصيرها طيلة الأعوام السابقة، ومطالبة المجتمع في الوقت نفسه، بالتعبير "السلمي" عن حقوقه المنصوصة عليها قانونيا ودستوريا، فإنّ الغضب المتراكم إجتماعيا، والكتل الجماهيرية المهمّشة والمستبعدة من السلطة والقرار، ليست بفرق للكشّافة، كي ينبغي لها أن تعبّر عن نفسها بنسق ونظام مرسومين مسبقا، في ظلّ أوضاع لا نسق ولا نظام فيها، ثم تعود الى بيوتها، وتترك تدبير الأمور لأولي الأمر، وللسّاسة "المنتخبين"والمعبّرين أحسن تعبير عن الإرادة الشعبية .

ومن ناحية أخرى، ليس مطلوبا، أعمال التخريب والحرق والتدمير لمؤسسات الدولة التي هي في نهاية المطاف، ملك للشعب ومن أمواله العامّة ، إذ ليس هنالك ثمّة نظام قائم ومكتمل في العراق، كي تكون المطالبة بإسقاطه على جدول أعمال بعض التظاهرات، وإنّما المطلوب هو العكس تماما، الا وهو عودة العراق للعراقيين، والضغط بكلّ الوسائل المتاحة من أجل إعادة النظام الى حالة اللا نظام القائمة، وإصلاح العملية السياسية وتعديل الدستور وإنهاء حالة المحاصصة الطائفية، وتنظيم الحياة السياسية على أسس جديدة وسليمة ومتوازنة، تضع مصلحة المواطن العراقي المغلوب على أمره، في جوهر العملية السياسية برمّتها، وتعيد له الثقّة بالسياسة التي غدرته على الدوام، حتى يستعيد دوره الضروري واللازم، كمركز ومقرّ، للتوجّهات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية الجديدة للبلاد .

وبالمقابل، ثمّة من يسعى لإحتواء الغضب الشعبي من أجل تصفية الحسابات السياسية أو إستعادة وزيادة دوره في عملية التقاسم والمحاصصة والمطالبة بتعديل النسب الموزّعة بين الكتل الأساسية، وثمّة من يسعى الى مصادرة التظاهرات كليّا، وحرفها تماما عن مسارها المطلوب، من أجل إدامة حالة الفوضى وإستمرار تعطيل الحياة السياسية لصالح أجندات إقليمية ودولية ما زالت فاعلة على الساحة العراقية، ومن المتوّقع نزولها للميدان، بقوّة وعنف شديدين، نتيجة عوامل كثيرة، من أهمّها هو أنّها تلعب ورقتها الأخيرة وفي وضح النهار، ومن المؤكّد أيضا، أنّ أوراقا سياسية أخرى ستلعب على المكشوف خلال الأيام والأشهر القادمة، بعد أن ظلّت تناور في مواقفها المعلنة من العملية السياسية .

كلّ شيء، سيتوّقف على الزخم الجماهيري وإمكانياته الفعلية على التصدّي وقدرته على المواصلة والإستمرار من أجل تحقيق مطالبه المشروعة، والأهمّ، على قدرته على التمييز ما بين الجبهات والقوى والإطراف العديدة، وعلى تلاحمه مع القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية الحقيقية التي شهدت لها السنوات السابقة، نظافة اليدّ والموقف .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة
- الشارع العربي : عودة الروح
- التيار الديمقراطي العراقي : إقتراحات وأفكار
- الإحتجاجات الشعبية : ثورات الخبز الجديدة
- الثقافة في العراق : معركة مفتوحة أبدا
- العراق الجديد : التكتّم على النوايا والمخاتلة في المصالح
- العراق الجديد : تجفيف منابع الوطنية
- العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني
- في أبعاد التضييق على الحريات في العراق
- العراق الجديد : القوى الديمقراطية وإتجاهات التغيير
- حيرة الدكتور كاظم حبيب وأشجانه العراقية
- العراق الجديد: المخاض السياسي العقيم
- مواطنون أم رعايا أم رهائن ؟
- المحنة العراقية المستمرّة
- العراق الجديد : الدولة الحديثة والمجتمع القديم
- العراق الجديد : مصير التحوّلات الديمقراطية
- العراق الجديد : الصراع بين القديم والأقدم
- حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة
- العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية
- العراق الجديد : مرحلة جديدة على الأبواب


المزيد.....




- طالب بتسليم السلاح وحل الميليشيات.. مقتدى الصدر يدعو لمقاطعة ...
- يوم عاشوراء في مصر، من المآتم والأحزان إلى البهجة وأطباق الح ...
- مساعد الرئيس الأوكراني يُعلن إجراء محادثة بين ترامب وزيلينسك ...
- غزة تحت النار: عشرات القتلى بسبب القصف وفي طوابير انتظار الم ...
- معاداة السامية .. ترامب في مرمى النيران بسبب -شايلوك-
- إلى أين تتجه ألمانيا: ما رأي الألمان؟
- البوسنة والهرسك: بعد 30 عاما من الحرب.. -آثار الجراح-
- الصين تهدد بفرض زيادة في أسعار البراندي الأوروبي لتفادي الرس ...
- كيف أنقذ الجمهوريون بمجلس الشيوخ قانون -ترامب الكبير-؟
- ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - الغضب العراقي : تظاهرات سلمية أم معارك حربية ؟