أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية














المزيد.....

العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كان هنالك ثمّة مدخل يمكن التركيز عليه لفهم الأوضاع والمشاكل السياسية الكبرى في العراق الجديد فهو: المسألة الوطنية والإجتماعية، اللتان تركتهما الديكتاتورية من دون حلّ صحيح، ولا معالجة سليمة، بل وأورثتهما للحاضر وهما في أسوأ حال يمكن تصوّرها .

وبلا شكّ، فإن عملية البناء الديمقراطي والشروع في معالجة الأزمات الطاحنة وما ترتّب عليها من مضاعفات خطيرة وتوتّرات سياسية حادّة وإنفجارات إجتماعية عديدة، مازلنا نعيش آثارها العميقة هذا اليوم على صعيد السياسة والدولة والمجتمع معا، هي أصعب بكثير من الحكم الديكتاتوري وتجميد الأوضاع السياسية ومصادرة الحريات العامة والعودة بالإنسان والأوطان إلى الوراء، وجعلها على مقاس القائد والزعيم المُلهم .

وإذا كان الفراغ الناشئ عن غياب المشروع الوطني الحقيقي في العراق منذ عقود طويلة ، هو الأصل في كل إخفاق على المستويين السياسي والإجتماعي، والذي أدّى في النهاية إلى الفوضى والإستبداد وسلسلة من السياسات الفردية الهوجاء كانت تعتاش على المزايدة على الشعارات الفارغة التي قادتها إلى الفشل الذريع داخليا وخارجيا، فإن ذلك الفراغ لا يزال قائما لحدّ اليوم رغم تغيير الأوضاع والتعددية السياسية والإعتراف "النظري" بدولة القانون والمؤسسات .

فكلّ ما في الأمر أن التعويض عن غياب المشروع الوطني الشامل والقادر على إنتشال البلاد من أزماتها العديدة، القديمة منها والجديدة، وإنعاش الإقتصاد الوطني والعمل على صياغة البرامج والخطط التنموية وتحقيق الإستقرار السياسي المنشود، يملؤه هذه المرّة، الوعود والخطابات الكثيرة واللجان المتناسلة والإجتماعات والمؤتمرات والندوات والصراخ والضجيج من قبل السّاسة الصغار والكبار، ومن ثم لا شيء هناك في الحصيلة النهائية سوى: دستور مرّقع، وقوانين مرقعّة، وأشباه مؤسسات ووزارات حزبية، ودورات إنتخابية مهلهلة ومصمّمة سلفا وبإسم "القانون" و"الدستور"، على مقاس أولياء الأمر وأصحاب البستان الجدد .

لا يمكن إطلاقا، إعادة بناء المجتمعات من خلال تغيير مفهوم الإحتكار السياسي شكّليا ، والحفاظ على جوهره، فالأمر في هذه الحالة، لا يعدو مخالفا للتعددية السياسية ومبدأ التداول السلمي للسلطة فحسب، وإنما يمثّل قصورا خطيرا في الفكر السياسي الدارج ويعكس إنعدام الشعور بالمسؤولية العامّة، كنا إعتقدناه قد إختفى من الساحة العمومية والخاصة بسقوط التمثال .

في الوقت الذي يكون فيه المطلوب هو العكس تماما، وهو توسيع دائرة المشاركة والحريات العامّة والحقوق التي تسمح للأفراد والجماعات والرأي العام على إختلاف إنتماءاتهم، بالمساهمة الفعلية في التفكير الجماعي الحر والمنظّم، وبناء أطر وطنية تساعد على هيكلة الفكر السياسي والقوى السياسية والإجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية لأي مشروع مجتمعي حيّ وفعّال . فمن دون ذلك، ليس أمام المجتمع مهرب من التسليم بهيمنة النخب السياسية الجديدة والتي لا غاية ولا هدف ولا منطق ولا ضوابط أخلاقية لمعظمها ، سوى إعادة إنتاج نفسها وتوسيع دائرة سيطرتها ونفوذها وبالتالي هدر موارد الدولة والمجتمع وإستهلاكها المستمر على حاشيتها ومحازبيها من دون التفكير بأي مشروع مجتمعي حقيقي أو حتى إداء أي عمل مفيد .

وبطبيعة الحال، ليس مطلوبا بناء الديمقراطية كنظام جاهز وكامل دفعة واحدة ، وإنما البدء بعملية التحوّل والإنتقال الطويلة بشكل سلمي وواع ومنظّم يجنّب البلاد الصراعات الدموية والإنفجارات السياسية والإجتماعية ، ويستدعي هذا الأمر بث الثّقة المتبادلة داخل المجتمع وتعليم الأفراد روح المسؤولية وتدريبهم على الإحترام والخضوع للقانون والتعاون والعمل الجماعي وتنمية روح التضامن ومساعدتهم بالفعل على التفكير والعمل كجماعة واحدة .

ولا شكّ أن هذه المهام الكبيرة لا يمكن تحقيقها من طرف واحد، كما لا يمكن تحقيقها عبرالمراسيم والبيانات الرسمية والأوامر العسكرية والتعميمات الإدارية والنشرات الحزبية الداخلية ، بل عن طريق الناشطين السياسيين والمثقفين ورجال الإدارة والإعلام والتربية من كل الفئات والإختصصات للمشاركة فيها والمساهمة في إنجازها .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد : مرحلة جديدة على الأبواب
- الديمقراطية والمدنية في العراق الجديد
- الأزمات المستعصية القديمة في العراق الجديد
- ساسة وأحزاب في عراق العجائب
- ديمقراطية مقابل الدماء
- العراق الجديد يجرب كل الحلول الخاطئة قبل الحل الصحيح
- العلمانية والديمقراطية ومأزق العراق الجديد
- في الدين والدولة والعلمانية
- في اشكالية الدين والعلمانية
- التعصب الديني والعلماني وجهان لعملة واحدة
- العلمانيون القدامى والمتعلمنين الجدد
- علمانيون ضد العلمانية
- العراق الجديد الى أين ؟
- العراق الجديد : يعود البعث..لا يعود البعث
- محنة العراق الجديد وسط الذئاب الاقليمية الهرمة
- ماالمطلوب بالضبط من التحالف الكردستاني ؟
- مصير العراق الجديد يتوقف على الانتخابات المقبلة
- نحو جبهة مدنية واسعة لخوض الانتخابات التشريعية
- العراق الجديد : هل الدولة فضاء للسياسة أم فضاء للغنيمة ؟
- هل ينحسر الاسلام السياسي أم ينكشف على حقيقته ؟


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية