الحكومات تريد إخراج الشعوب

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب
(Amer Mousa Alsheik)

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 23:38
المحور: كتابات ساخرة
    

ماذا تريد هذه الشعوب الثائرة من حكوماتها ، ألا يكفيها بأنها تحصل على الهواء دون ضرائب أو بطاقات رصيد للدفع المسبق ، ألا يكفي هذه الشعوب بأنها تسب حكوماتها بالسر والعلن ، إذا تحققت تلك المطالب التي خرجتم من أجلها بماذا سوف تحلمون ، أتركوا مساحة للحلم في عقولكم ، ألا يكفي بأن من هو في سدة الحكم يعيش في التضليل طوال حياته وخده تعلوه صبغة وردية ويده ملمسها ناعم مثل طفل وليد ، منذ متى وأنتم تتحدثون عن القادة وأعوانهم وهم الذين يسهرون الليل في الدول الأخرى من أجل تعميق أواصر العلاقات وتحسين النسل بين تلك الشعوب ، هل تريد هذه الشعوب الثائرة جعل الرؤساء يخسرون رؤوس أموالهم في معامل الصين وماليزيا وتايلند ... من سوف يشتري( السكراب ) من سوق سفوان ؟
صحيح أنتم لا تملكون كسرة خبز ، صحيح انتم لا تملكون مالا لشراء العلاج ، صحيح أنتم تشربون الطين وتأكلون الطين ، وتلبسون الطين ، أولستم من طين مخلوقين ، لماذا هذا الرفض الكبير ؟، من أنتم حتى تثوروا على الساسة وسدنة الحكم ؟، من يكون هؤلاء المسحوقين الذين يتكلمون بكل صلافة مع الحاكم وعليه؟ ، يا أيها الثائرون ، ليس من حقكم هذا ، يجب أن يكون الشباب عاطل عن العمل وإلا من أين تأتي خزينة الدول برواتب للساسة ؟، هل تريدون السياسي يعيش مثلكم ؟، كلا هذا كلام مرفوض ، لماذا تفكرون بالبطاقة التموينية ؟، يجب أن تصوموا من أجل إشباع أطفال الساسة ودلوعاتهم وأنتم تعيشون في ( بلوعاتكم ) ، لماذا تتحدثون عنهم في ( الفيس بوك) وتأتون لهم بإزعاج ليلي وتجعلون الساسة يسألون من أين أتوا هؤلاء بالمال والوقت لكي يستخدموا الانترنت لسَبنا والتهجم علينا ، لماذا تجعلون الساسة يلعنون اليوم الذي تحدثوا فيه عن الديمقراطية؟ ويصفوها بالـ ( بالديمخريطية ) لماذا تجعلوهم هكذا يقلبون المصطلحات؟ ... أتذكر كلمة لأحدهم حين قال : (بأن المواطن هو أكبر عبء على الدولة والحكومات ) ... ماذا تريدون .. ؟ هل تريدون من السياسي أن يكون وديعا مثلما هو قبيل الانتخابات ؟، لا ليس من حقكم ذلك وليس من حقكم العيش أصلا ... من أنتم حتى تتحدثوا هكذا ؟ أنتم لكم حق التصويت فقط من أجل إجلاسهم على الكرسي حتى يستلموا تلك الرواتب ويجتمعوا من أجل سن قوانين التقاعد لهم ، لا تقاعدكم لا تأمين حياتكم ،ألا يكفيكم أنكم قدمتم أصواتكم في الانتخابات ، يكفي دلال على السياسي ، السياسي يريد أن يسافر من أجل الاطلاع على تجارب الغير في كيفية النوم في الفنادق الفارهة حتى يأتي بعائلته في الصيف القادم عندما تسافر الكهرباء دون رجعة ، هل تريدون كهرباء ، من أنتم حتى تفكرون بالكهرباء والماء والشوارع والخدمات ،، من انتم هل انتم شعب وإن كنتم شعب فماذا يعني ذلك ، الساسة هم الشعب والشعب هم ، لا يفكر أحدكم بشيء آخر غير التصويت ...
من أنت يا هادي ماهود حتى تفكر بتأسيس كتلة تجمع فيها الفنانين والأدباء والمثقفين والأكاديميين من أجل إرجاع البلد إلى عصور السينما والمسرح والشعر والثقافة .. من أنت ومن هم الذين معك يفكرون بذلك ،، الفيلم السينمائي هو قلق للمسؤول والقصيدة هي إشهار للأخطاء والأغنية ( لا أتحدث عنها ) من أنتم حتى تقولوا : ( أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا ) ماذا تعني ثقافة ووعي ، الوعي والثقافة ليس لكم أنتم وأبنائكم لكم الطين ومدارس الطين ، لا تفكروا بتصحيح مناهج التدريس وطرائقه لان التحديث يلغي الفوارق الطبقية .. وكيف تفكرون بإلغاء تلك الفوارق ،، لا يجوز لكم ذلك ،، من أنتم حتى تفكروا بذلك ،،
كفاكم صراخا من الجوع .. كفاكم صراخا من أجل بلادكم .. كفاكم حتى تفكير .. تناولوا حبة مانع تفكير .. كي لا تقلقوا الساسة بأفكاركم الدسيسة التي تحاول تعكير صفوة مزاج الساسة ،، ماذا يعني أنك مواطن ، قالي أحدهم وهو يراهم يبيعون ( العلاليك) هذا ليس مواطن .. هذا مواااء بحجم الطن .. عليكم أن تجوعوا وتجوعوا والأرامل أن تبقى هكذا .. والأيتام هكذا فأنتم وقود الساسة من أجل بقائهم في السياسة ..

• من موقع آخر

الشعب يريد إصلاح النظام
الحكومات تريد إخراج الشعوب
الكل ينادي وطن وطن ، وطن
هل نأكل في الجوع وطن ..؟

#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل