أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - مصر : الدم و الحرية أبناء عم !














المزيد.....

مصر : الدم و الحرية أبناء عم !


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 03:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سنوات من النضال الثوري ضد نظام حسني مبارك تمكنت جماهير الشعب في مصر من تحقيق أول انتصار كبير، فقد رحل مبارك و تنحى عن السلطة هذا اليوم 11 فيفري 2011 ، و سرعان ما غنت مدن مصر و قراها أهازيج فرحتها ، و تردد اللحن في دنيا العرب .

النصر الخارج لتوه من بطن التاريخ ، مكتوب بالدم فثمنه آلاف الشهداء و الجرحى و المساجين و المشردين ، الذين لم يسقطوا في الأيام الأخيرة فقط ، و إنما خلال فترة طويلة من حكم مبارك ، الذي استعمل أقسى أشكال الاضطهاد و التنكيل ليحافظ على نفوذه و مصالحه ، و الدم و الحرية كانا دائما أبناء عم .

يضاف هذا الانجاز الكبير إلى ما تحقق في تونس ، لكي يمثل خطوة أساسية على طريق انتصار حركة التحرر الوطنية الديمقراطية العربية ، في صراعها التاريخي ضد أعدائها ، كما يقدم ذلك مساهمة مهمة للثورة العالمية ، في وقت ما فتئت فيه أبواق الإعلام الرجعي و الثقافة البرجوازية تؤكد أن عصر الثورات قد ولى دون رجعة ، و أن التاريخ قد بلغ سدرة المنتهى .

و مثلما حدث في تونس فإن الرجعية التي أخذتها الانتفاضة الجماهيرية علي حين غرة ، مستنفرة لإنقاذ بيتها الذي شبت فيه النيران ، وهي مستعدة للتضحية بمبارك و ألف من أمثاله ، و لكنها لن تسلم سلطتها للشعب على طبق من فضة ، و هو ما يعني أن المعركة ستتواصل بأشكال مختلفة قبل أن يكتب الشعب الفصل الأخير من فصول ملحمته الكفاحية ، و يعزف سمفونية نصره ، لأجل هذا فإن تصوير انتقال الحكم إلىالمجلس الأعلى للقوات المسلحة كسقوط لنظام مبارك هو مجرد نكتة سمجة ، لخداع المضطهدين و إرجاعهم إلى بيت الطاعة .

في العواصم الامبريالية المختلفة تتعالى الآن أصوات حلفاء مبارك السابقين لتحية الشعب العربي المصري على انجازه التاريخي ، بينما كانت تلك العواصم الداعم الأكبر لسلطته خلال عشرات السنين ، و هي مستعدة الآن للنفخ في بذلة العسكر و عباءة الكهان للعبور بمصالحها في مصر إلى بر الأمان ، إنه النفاق الامبريالي الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد ، في إنتاج مكرر و مبتذل للسياسة كفن للكذب .

في مصر كتب الشعب صفحة و لا تزال صفحات أخرى بيضاء تنتظر كلماته الفاصلة ، و في زاوية معتمة من المشهد الجاري سيتوافد تجار الثورات و سدنة الظلام على المسرح ، سيقفزون على الركح مشهرين عفتهم ، سيــردد ون المعزوفة التونسية : الرئيس المخلوع و أبناؤه و أصهاره و أصحابه كانوا رأس البلاء ، و قد رحلوا ، و لكننا سنحاكمهم و نسترد الأموال التي نهبوا ، فاطمئنوا ، ستمتلئ قنوات التلفزيون و الصحف و محطات الإذاعة بمرتزقة الكلام ، و باعة الأوهام ، و يبدأ الاحتفال الكرنفالي بانتصار الثورة لكي ينتهي بقتلها ، فهل سيسمح الشعب بذلك ؟



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس الدم التونسي
- ماذا يحدث في كلية الآداب بالقيروان / تونس ؟
- الفلسفة والتاريخ
- رسائل ماركس وأنجلس حول الديانة الإسلامية
- رسائل متبادلة بين كارل ماركس وفريدريك أنجلس حول الديانة الإس ...
- اعلام النقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب و العلوم الانساني ...
- معروف الرصافي ............ شيوعيا !!!
- الماركسية و الداروينية
- علمنة التفكير
- موقف ابن رشد من المراة بين الشريعة و الفلسفة
- ابن رشد : ليس للمرأة حق الإمامة في المسجد بينما لها حق رئاسة ...
- للتاريخ صهوته و صهيله


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - مصر : الدم و الحرية أبناء عم !