أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قحطان محمد صالح الهيتي - الليلة التي لم يرحل بها مبارك














المزيد.....

الليلة التي لم يرحل بها مبارك


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 03:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في مصر الفراعنة التي لم تحكم من مصري إلا في العام 1952 بعد الثورة التي أطاحت بالملك فاروق صار نظام الحكم جمهوريا برؤساء من العسكر، وكعادة العسكر في حب السيطرة والاستبداد والجاه ،حكم رؤساء مصر فاستبدوا وفصلوا دستور البلد على مقاسهم ولم يحددوا لحكمهم مدة معينة تنتهي بها ولايتهم ،فمات عبد الناصر واغتيل السادات وكلاهما على كرسي السلطة. وجاء مبارك وادعى بأنه سيكون خيرا عميما وعيدا مباركا للمصريين، ولكنه كعربي محب للسلطة والجاه احب العرش فاراد السلطنة فقرر بدستور بلاده أصول الحكم دون تحديد مدة ينتهي فيها عهد الرئيس، ولأنه بشر وللبشر أعمار احب الرئيس- وكعادة زملائه الرؤساء العرب - توريث الحكم لأبنه جمال ضاربا عرض الحائط رغبات ملايين المصريين ،وقد اختلف في هذا عن ابن جلدته حافظ أسد الذي لم يُعدل الدستور قبل موته ليرثه من بعده ابنه لأنه كان يظن نفسه خالدا ولن يموت، ولكن من عينهم نوابا في مجلس الشعب عدلوا الدستور السوري وفصلوه على مقاس ابنه بشار الأسد.
حكم مبارك مصر كأسلافه بالحديد والنار، ونفذ سياسات الولايات المتحدة تنفيذ الطالب لمقررات استاذه ،واحترم دون ان يحترم نفسه كل ما كانت تقرره اسرائيل. احترم مواثيق ساداته ولكنه لم يحترم ارادة شعبه المتعب الجائع الذي لم يجد في عهده غير الضياع الاجتماعي والفقر والجوع والحرمان والبطالة المتفاقمة.
لم يستطع حسني مبارك أن يحقق ما كان يعد المصريين به في خطاباته وكلماته المنمقة . ولم يحقق الاستقرار الاقتصادي ولم يحمِ محدودي الدخل بل ظل الاقتصاد يعاني من مشاكل كبيرة وبالأخص بعد خصصته التي لم تُجدِ نفعا وادت الى اهدار المال العام وكانت في صالح المستثمرين وأصحاب رؤوس الاموال الذين تبوؤا اعلى المناصب السياسية في حزب الرئيس وصارت كل مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية بأيدهم، كما ادت تلك السياسة الاقتصادية العرجاء الى زيادة البطالة وبالأخص بين خريجي الجامعات وارتفعت معدلات التضخم وتضاعفت الاسعار وتفاقمت المشاكل الاقتصادية.
وفي الحياة الاجتماعية اصبح حلم المصري الحصول على شقة ليتزوج بها وحيث لم تتوفر له ارتفعت اعمار الراغبين بالزواج فكثرت حالات العنوسة وبلغت حدا لامثيل له بين دول المنطقة. ومع كل هذا استمر حسني بحكم البلاد ضانا انه حامي الوطن ومنقذ الشعب.وصبر الشعب وانتظر الفرج ولكن (للصبر حدود) فاحتج وتظاهر، واعتصم، ونادى ولكن لا حياة لمن تنادي لأن الدكتاتور يرى نفسه ولا يرى المصريين. ولكنً إرادة الشعب التي قهرت الطاغية بن علي في ثورة الياسمين حركت الشباب المصري ليعلن الثورة على مبارك فكان الغضب وكانت الثورة.
وتصاعدت الدعوات برحيل الدكتاتور الذي لم يسمع أية دعوة أو ينظر في أي طلب ليرحل بل أصر على البقاء ،ومع إصراره وعناده قويت إرادة الشباب واصروا على مطالبهم وأولها إسقاط النظام ورحيل الدكتاتور، الذي فتح بعناده الباب مشرعا لتدخلات دولية اتخذت أساليب متعددة غير الأسلوب العسكري وهذه سابقة خطيرة وانتهاك لحق الشعوب في تقرير مصيرها، فمن فوض أوباما وبايدين ومكين وهيلاري وغيرهم من الرؤساء والوزراء الغربين الحق في التدخل والطلب من رئيس دولة لها تاريخها ولها وزنها في المجتمع الدولي ليتنازل عن الحكم؟ ولماذا لم يطلب هؤلاء من مبارك الرحيل قبل يوم 25/1/2011 وهم من اقرب الأصدقاء واعزهم عند الرئيس وهم اكثر الناس معرفة بأسلوب وطريقة حكم مبارك ؟
الليلة كنت اتمنى ان يرحل مبارك عن كرسي السلطة، وبرحيله نودع دكتاتورا غير مأسوف عليه ،وكنت اتمنى أن نغلق صفحة سوداء من تاريخ مصر، ولكنه لم يرحل ،ويبدو انه لن يرحل الا بالقوة .الليلة لم يحسن حسني للمصرين فكذب عليهم بادعائه انه رافع علم التحرير، ولم يُبارك لشعبه ثورتهم بل عظّم نفسه وطغى وتكبر، فبدلا من ان يعتذر من الشعب ويرحل ادعى البطولة وقرر انه القائد وانه الضرورة، وكأنه لا يرى الملايين المطالبة برحيله.
الليلة أدعو الشعوب كلها، وأخص العربية منها الى اعلان الثورة على حكامها دون خوف من سطوة شرطي او جلاد لأن ارادة الشعب لن تقهر اذا ما اراد الحياة ،وأنا وانتم بانتظار الغد وبعد الغد، لنشهد رحيل القذافي وعلي عبدالله وآل سعود وبشار وغيرهم من امراء وشيوخ السلطة والبترول. وانا وانتم تواقون الى رحيل من تسلط على رقابنا نحن العراقيين ممن يظنون انهم احق بالحكم من غيرهم ،واقول لهم العراق للعراقيين وانتبهوا يا سلاطين العراق من معممين وغير معممين ومن اصحاب المحابس واللحى بان غدا لناظره قريب .
تحية لشباب مصر وتقديرا لهم ولثورتهم و(مبارك) لهم النصر واللعنة على(مبارك) ودعوتي لهم أن يديموا النصر، وخوفي عليهم وعلى ثورتهم من يُصادروا وتُصادر من احزاب او جماعات ما أن تصل الى الحكم حتى تحكمهم بدكتاتورية ربما تكون اقسى من دكتاتورية مبارك ،عندها سنقول: آه لو بقي مبارك .تحياتي وليلة مباركة لشعب مصر والى ليالٍ سعيدة ومباركة وكل ليلة و مصر وشعبها بخير.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قميص أحمر
- أسئلة مشروعة
- إني قحطان محمد صالح الهيتي
- عيناك هذا العالم المسحور
- اعرفيني أولا
- حبيبتي عمرها حبي
- ولي انت
- الحب والستون
- مدينة ،ورجل ،وتراث
- عام وأمنيات
- الأدب والدين وحقوق العراقيين
- الحوار والتمدن
- طالب القرغولي وفرح العراقيين
- مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قحطان محمد صالح الهيتي - الليلة التي لم يرحل بها مبارك