أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري















المزيد.....

ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم المظاهرات المليونية التي عمت المدن المصرية منذ 17 يوماً, فأن محمد حسني مبارك لا يزال يشعر بالهدوء والطمأنينة, فحتى الآن لم يدق الشعب المصري باب رئاسة الجمهورية, فهو لا يزال يستقبل الوفود المؤيدة له القادمة من الإمارات وروسيا الاتحادية وغيرها, كما يستقبل النداءات الهاتفية المؤيدة له ولنظامه المتهري من المملكة السعودية والأردن والسودان والعراق, كما لا يزال يتعامل مع الأحداث وكأنه لم يحصل أي شيء استثنائي, فهو يمارس عمله ويصدر قراراته عبر نائبه لتشكيل اللجان المختلفة!
رغم الهتافات الغاضبة التي تنطلق يومياً من حناجر الشبيبة المصرية المقدامة التي تنادي بأعلى الأصوات التي وصلت إلى عنان السماء وصداها يتردد في كل المدن والأرياف والصحاري المصرية: إرحل .. إرحل يا مبارك.. مش عاوزيك يا مبارك.., فأن الرجل لم يسمع هذه النداءات والهتافات, فهو وعائلته يعيشون بعيداً عن هذه الضوضاء التي تخدش أذان الرئيس, ويكفيه عمر سليمان بالرد عليها وتهديد المتظاهرين المتجمعين في ميدان التحرير بأن صبر الريس والسلطة سينفذ, وأن على المتظاهرين الكف عن المطالبة برحيل الرئيس وإشاعة الفوضى في البلادو فهذه ليست من تقاليد الشعب المصري, وكأن اضطهاد الشعب المصري وتجويعه طوال سنوات عجاف عبر الرئيس ونظامه من تقاليد وشيم الشعب المصري!!
ورغم وجود المظاهرات والتجمعات الشبابية والشعبية الهائلة يومياً في أغلب المدن المصرية, فأن مجموعة من معارضة آخر زمان, معارضة الأحزاب التقليدية لا تزال تتحاور مع النظام وتقبل بشروطه وتريد بهذا الأسلوب ممارسة المساومة غير الأمينة على الأهداف النبيلة التي رفعتها الانتفاضة الشعبية في 25 نياير من هذا العام والتي تطالب برحيل مبارك ورحيل النظام المصري ذاته.
إن استمرار المظاهرات وإدامة الالتزام بالأهداف مسألة ضرورية لانتصار الانتفاضة, ولكن المخاطر تأتي من ثلاثة اتجاهات دون أدنى ريب:
1. المساومات التي تبديها بعض الأطراف في المعارضة التي تسمح بمحاولة جادة من جانب السلطة بسحب البساط من تحت اقدام المنتفضين, وهو تكتيك تمارسه السلطة والمعارضة التقليدية في آن, سواء أدركت الأخيرة ذلك أم لم تدركه!
2. إن إطالة فترة الانتفاضة لا يمكن اعتبارها بالضرورة عامل قوة للانتفاضة, إذ أنها تعني وجود ميزان قوى معين عاجز عن حسمها لصالح هذا الطرف أو ذاك, وأن قوى الانتفاضة لم تستطع حتى الآن تغيير ميزان القوى لصالحها, وبالتالي فأن هذا يسمح لقوى معينة استثمار هذا الوضع القلق للولوج إلى الوسط الثوري وانتهاز الفرصة لتغيير المسار, وهي القوة الأكثر تنظيماً واستعداداً في مصر.
3. كما أن إطالة الفترة يمكن أن يسمح للسلطة بتأليب القوات المسلحة ضد الا نتفاضة وإعادة تنظيم الصفوف التي تجري حالياً لشن هجوم معاكس, خاصة وان اللهجة الجديدة التي تحدث بها عمر سليمان تعبر عن هذا المزاج الجديد الذي بدأ يظهر في الساحة السياسية المصرية, والذي يفترض أن يؤخذ بالاعتبار من جانب المنتفضين.
إن مسيرة الانتفاضة المصرية الشبابية التي تحولت اليوم إلى انتفاضة شعبية واسعة جداً يفترض فيها أن تتقدم خطوة أخرى إلى الأمام بعد أن تقدمت صوب مجلس الشعب ومقر الحكومة, واستطاع الجيش أن يطوق الموقعين ويمنع المتظاهرين من الاقتراب من المبنين. وهنا نقلت الحكومة مكان عقد اجتماعاتها إلى مكان آخر.
إن الخطوة الجديدة المطلوبة الآن هي دق شديد على بوابة رئاسة الجمهورية, هي التقدم المحسوب جيداً من جانب الجماهير الشعبية الواسعة المتطلعة للحرية والديمقراطية والحياة الفضل والأكثر عدلاً صوب مقر رئاسة الجمهورية لتطويقه ومنع الدخول والخروج إليه, إلى ان يطلب الخروج منه مباشرة دون أن تترك ميدان التحرير خالياً لكي لا تسيطر عليه جماعات البلطجة الخكومية أو غيرها.
إن الاقتراب من مقر رئاسة الجمهورية يمكن أن يقترب من نموذج الهجوم على سجن الباستيل وإسقاط النظام الفرنسي في حينها, رغم الفارق في الحالتين والظرفين, في حالة إصرار محمد حسني مبارك على رفضه مغادرة القصر الجمهوري والاستمرار بإصدار القرارات من هناك وتوجيهها عبر نائبه الذي بدأ يدافع عن رئيسه ونظامه وعن موقعه الجديد كنائب للرئيس بأسلوب أكثر وضوحاً وجسارة مما كان يفعله قبل أسبوع تماماً.
المطلوب من المتظاهرين أن يطالبوا الأحزاب السياسية التقليدية في أن تختار بين أمرين: إما أن تلتحق بالانتفاضة الشعبية, أو أن تنتقل إلى صف مبارك أو السلطة, فليس هناك من موقف وسط بينهما. إن على المتظاهرين أن يعلنوا بأعلى الأصوات بأنهم يرفضون قرار الأحزاب التقليدية كحزب الوفد أو التجمع, الذي يتحدث باسمه رفعت السعيد الذي وافق قبل ذاك على المساومة مع السلطة فعلياً ودخل في مساومة على عدد من النواب في مجلس الشعب المزيف في الانتخابات الأخيرة التي كان يفترض أن تمنح للتجمع مقابل عدم مقاطعته للانتخابات. واليوم يوافق رفعت السعيد فرحاً على مساومة السلطة أيضاً, في حين أن الشارع المصري يرفض ذلك.
استطاعت انتفاضة الشبيبة المصرية أن تجعل هذه الأحزاب التقليدية كلها تلهث وراءها وتجتر نفسها ما لم تبادر قاعدتها وتمارس الضغط عليها باتجاه الالتحاق بالانتفاضة بصورة تامة وبلا مواربة أو مخاتلة.
لا بد من طرق أبواب مقر رئاسة الجمهورية, لا بد من إشعار مبارك مباشرة بأن الشعب لا يريده ولم يعد مرغوباً به في رئاسة الجمهورية وأن الشعب قد فقد الثقة به منذ سنوات طويلة وعليه أن يرحل قبل فوات الآوان, عليه أن يرحل لكي يتم ترتيب البيت الوطني المصري من جديد وعلى أسس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة النيابية الحرة والتداول السلمي والبرلماني النزيه للسلطة والتعددية السياسية والعدالة الاجتماعية.. الخ.
إن الحكام العرب يعرفون جيداُ بأن انتصار انتفاضة الشعب المصري سيعزز طموحات شعوب الدول العربية إلى التحرك لانتزاع حرياتها وحقوقها الديمقراطية وإعادة بناء نظمها ودولها على أسس جديدة. ونحن نعرف أيضاً بأن من واجبنا أن نتصدى لأي دعم يمكن أن يقدم من حكام الدول العربية إلى مبارك ونظامه السياسي المتهري, وذلك من خلال تنظيم المظاهرات الاحتجاجية الداعمة لانتفاضة الشعب المصري والمطالبة بحقوق مماثلة لها في بلدانها غير الديمقراطية والاستبدادية.
لنتضامن جميعاً مع انتفاضة الشعب المصري المقدامة, لنتظاهر اينما كنا من أجل انتصار برلمان الشعب الفعلي المنعقد ليل نهار في ميدان التحرير وفي كل بقعة منتفضة من مصر العزيزة, لنضع ايدينا بأيدي المنتفضين نشد من عضدهم وندعم جهودهم الوثابة من أجل تحقيق النصر.
9/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعي حكام بغداد ما ينتظرهم ؟
- الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي
- هل يسير نوري المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي؟
- تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟
- نحو تصعيد حملة الدفاع عن الديمقراطية لا إضعافها!
- الإرهابيون وحكومة بغداد!
- حرية الشعب والرأي في العراق في خطر!
- هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟
- [قووا تنظيم الحركة الديمقراطية في العراق], ليكن شعار قوى الت ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري