أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي














المزيد.....

الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ الجليد بالذوبان... بشائر الربيع تبدو قادمة تحمل معها رياح التغيير لشعب العراق المعذب... بدأت الشبيبة العراقية المتحررة ذات النزعة الديمقراطية تتحرك من جديد, تستعيد عافيتها الفكرية والسياسية تدريجاً بعد أن غطاها شيء من غبار الزمن وعذابات السنين والموت والحرمان والفقر الفكري والانقطاع عن العالم الخارجي, ومن ثم الدعوات المثيرة للكآبة والحزن والبكاء لقوى سياسية لا تريد ان ترى البسمة والفرحة والنشوة على وجوه شبيبة العراق من البنات والأولاد. الشبيبة العراقية التي عرفناها تستعيد دورها النضالي وتدرك ما تريد وتتصدر مظاهرات أحياء كثيرة من بغداد والبصرة والانبار والديوانية والحمزة والموصل والسليمانية وكربلاء وبابل تحمل الخبز والفوانيس ومطالبة بالعمل والخبز والنور, مظاهرات يتصدرها الموظفون والمستخدمون وعمال يطالبون بأجورهم ورواتبهم غير المدفوعة, يطالبون بتحسين ظروف حياتهم ومعيشتهم. طلبة يحتجون على الظروف الصعبة في المدارس الثانوية أو غياب مستلزمات التعليم في الجامعات العراقية أو الأقسام الداخلية النتنة, عاطلون عن العمل وهم في عز الشباب, خريجون لا يجدون مجالاً للعمل .. وكفاءات لا تحتل مواقعها لأن الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية والفساد المالي قرب الموالون وأبعد الأفضل منهم.
لقد حرك الشباب التونسي الذي قاد عملية التغيير في تونس وطرد من البلاد المستبد بأمره زين العابدين بن علي شر طردة واستقبلته السعودية التي يمكن أن يلجأ إليها محمد حسني مبارك لتكون مخبأ لكل الحرامية وسراق موارد وحقوق وحريات شعوبهم, الشبيبة المصرية المقدامة التي مرّ عليها اليوم الرابع عشر وهي تتظاهر في ميدان التحرير, اجبرت حكومة نظيف على الاستقالة, وهي في طريقها إلى إجبار مبارك على التنحي من رئاسة الجمهورية وتشكيل مجلس مستقل يدير شؤون الدولة المصرية لمدة عام من أجل وضع الدستور وإجراء انتخابات جديدة لمجلس النواب والشورى وإرساء الحياة السياسية على أسس دستورية وديمقراطية وإعادة بناء المجتمع المدني الديمقراطي. هذه الشبيبة المقدامة في البلدين حركت شبيبة العراق وذكرتها بنضالاتها السابقة في سبيل الحرية والحياة الكريمة والديمقراطية وفي سبيل بناء مستقبل أفضل للعراق على أنقاض نظام الدكتاتوري الأهوج صدام حسين ومن ثم على انقاض النظام المحاصصي الطائفي في العراق وإعادة الاعتبار لهوية المواطنة بدلاً من الهويات الفرعية القاتلة. الشباب العراقي من النساء والرجال يتحركون اليوم وسيسارعون الخطى ليمارسوا دورهم في الحياة العامة وفي عملية التغيير المنشودة في العراق, عملية البناء والتنمية وإقامة المجتمع المدني الديمقراطي.
لا بد للشبيبة العراقية من عملية تنسيق عبر المواقع الإلكترونية الحديثة, عبر الفيسبوك للتعرف على بعضهم والتداول بالشأن العراقي العام وتنظيم صفوفهم وبلورة مطالبهم, مطالب الشعب, في شعارات اقتصادية واجتماعية وبيئية تمس حياة الشعب اليومية, تمس طعامه وعيشه وأمنه اليومي وصحته, تشمل التحري عن العمل والخبز والنور أو الكهرباء الغائب طويلاً وكل يوم عنهم. الشبيبة القادرة على استخدام التقنيات الحديثة ستجد لغتها المشتركة وستلتقي لترفع رايات ومشاعل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية الغائبة عن المجتمع والفساد القاتل المهيمن على الدولة كلها.
ولكي يتجنب الشبيبة تعدد القيادات في حالة تنظيم المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات في أنحاء العراق, كما يبدو اليوم في مصر, رغم أن الشبيبة المصرية استطاعت أخيراً, وبعد صدور بيانها الجديد, على توحيد القيادة لكي لا تسلب منها من جانب الأحزاب التقليدية المستعدة للمساومة في كل لحظة مع النظام المصري على حساب حركة الشباب الطليعية.
إن المظاهرات المنفردة المنطلقة في أنحاء كثيرة من العراق تستوجب التنسيق والتخلص من العفوية, إذ أن المشكلات متفاقمة والأحزاب الحاكمة تغوص يوماً بعد يوم في مستنقع الصراع في ما بينها على السلطة والمال والجاه, وهو الذي ترفضه الشبيبة العراقية المتطلعة لإقامة نظام ديمقراطي حر وعادل وبعيد عن الطائفية المقيتة والتمييز الديني والخيمة الفكرية الواحدة.
لقد التقى المسلم بالمسيحي في ميدان التحرير في القاهرة وأكدا من جديد تأخيهما التاريخي باعتبارهم أجزاء اصيلة من الشعب المصري مؤسس واحدة من اكبر وأغنى حضارات العالم ومن أكثرها رقياً خلال العصور الغابرة والمتطلع لبناء حياته الجديدة الحرة والديمقراطية والكريمة والمشاركة مع شعوب العالم في بناء حضارة الإنسان الحديث. وهكذا ستلتقي الشبيبة العراقية من مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وإيزديين, من عرب وكُرد وكُرد فيلية وتركما وكلدان وآشوريين وسريان ومن مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية غير الفاشية وغير الطائفية المتآخية لتعبر عن غضبها على السياسات التي تمارسها الحكومة العراقية برئاسة المالكي التي توجه نيرانها عبر شرطة الشغب إلى صدور المواطنين الأبرار كما حصل في البصرة والديوانية حيث استشهد العديد منهم. وقد نسى نوري المالكي "إن الدم ينزف دماً ..", كما قال الشاعر الجواهري الكبير!
إن الشبيبة العراقية التي لا تحمل السلاح ستجبر حكام العراق الحاليين على التخلي عن سياساتهم الراهنة أو ترك الحكم لمن يستطيع قيادة الشعب بدون تلك الإيديولوجيات الشمولية والقمعية التي تحملها قوى الإسلام السياسية أو القومية الشوفينية.
لنحيي طلائع الشباب الناهض, ولنحيي مسيرته في طليعة المظاهرات المتصاعدة والمتسعة في مدن العراق, لتتحول تدريجاً إلى كافة مدن العراق وخاصة بغداد معبرة بذلك عن طموحات الشعب وحاجاته وحياته الحرة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش بكرامة وأمن وسلام. ليتشكل منها نهراً جارفاً كل من يقف في الطريق معرقلاً تحول العراق صوب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل والتنمية والعدالة الاجتماعية والأمن والسلام.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسير نوري المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي؟
- تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟
- نحو تصعيد حملة الدفاع عن الديمقراطية لا إضعافها!
- الإرهابيون وحكومة بغداد!
- حرية الشعب والرأي في العراق في خطر!
- هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟
- [قووا تنظيم الحركة الديمقراطية في العراق], ليكن شعار قوى الت ...
- لا خشية من المؤمنين الصادقين الصالحين, بل الخشية كل الخشية م ...
- هل هذا يجري حقاً في إقليم كردستان العراق؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي